الخميس، 25 أبريل 2013

FB محاضرة : كيف نطلب العلم ؟ لأنس السلطان

حضرت محاضرة جميلة بعنوان : كيفية طلب العلم , للمحاضر الشيخ أنس السلطان . تبع فريق معرفة أهمية تلك  المحاضرة  - في رايي المتواضع – تكمن في أنها تعطي مدخلًا ملموسًا لعدة أشياء يتم الحديث عنهم كثيرًا و لكن قلمانتحدث فيها فعلًا , و هو طلب العلم و لماذا يكون الشكل الشرعي مختلف عن الشكل العادي و مشكلة التعليم من منظور الهوية الإسلامية . لا أنكر أني حتي وقت – متوسط نسبيًا – كنت أقول , أن العرب عندهم ميل للرثاء الذاتي و الإستشهاد , و الأدلة العقلية ( اي الواقع المذري الذي نعيش فيه ) كان يترجم عندي أنهم إن كانوا فعلًا أصحاب حضارة و منهج علمي متين لما وصلنا لمثل هذا الموضع البشع علي ذيل الأمم الذي لم يسبق له مثيل , , لكن بعدما إقتربت أكثر ,علمت أن هناك فعلا تركة علمية محترمة و متينه للغاية موجوده لنا , هو لا أنكر انه حدثت مشكلة أوصلتنا لما نحن فيه و لابد لنا ان نفهمها جيدًا  لكن المشكلة لم تكن أبدًا في داخل المنهج العلمي نفسه الذي يتبعه علماء المسلمون . كانت د. هبة رؤوف تقول , إن أردت أن تفهم أكثر أو تستوعب فكره فحاول أن تتعمق في التفاصيل , فالتفاصيل في زمننا الحالي غالبًا ما ننفر منها , و لكنه السبيل الوحيد لمن أراد الفهم العميق . أعطتني تلك المحاضرة عدة مفاهيم اساسية , لا يجب بالمناسبة أن نعود للنموذج القديم بحذافيره , و لكن الأهم كما قيل هو المنهج و الفلسفة الكامنة فيه ... ستكون تلك المقالة طويلة , لاني سأحاول تلخيص كل ما قيل في المحاضرة الاساسية , و بالطبع المحاضرة لها روحها الخاصة الإنسانية , فقد كانت تفاعليه و ليست في إتجاه واحد فقط, و التي قد أفشل في إيصال تلك الروح  بشكل كامل و لكن لا بأس من الإجتهاد . كنت أنوي كتابة تعقيب عن المناهج التعليمية و عملية التعليم و طريقته و فلسفته ككل و لكن أفضل أن يكون ذلك في مقال منفصل . ======================

بسم الله تقديم :

 ما هو تعريف العلم ( جائت هذه الإجابة بعد أن سأل المحاضر الحضور عن ماهية تعريف العلم ) 
كان التعريف هو : الإدراك الجازم المطابق للواقع , الناشئ عن دليل و لكل لفظ في التعريف محل و سبب , عدم الإدراك  من أساسه = جهل . الإدراك غير الجازم = وهم إدراك جازم غير مطابق للواقع = جهل مركب و هو إدراك الشئ علي غير ما هو عليه . إدراك جازم مطابق للواقع غير ناشئ عن دليل = تقليد ( هو ليس مرتبه سيئة فلا نكتفي به ولا نتخلى عنه و لكنه مرحلة مهمة ) ( يوصينا المُحاضر دائمًا بالكتابة فيذكر أبيات مثل : العلم صيد و الكتابة قيده – أبهت قلم أفضل من أقوى ذاكرة لانها تحتفظ بالمعلومات و لو بعد خمس سنوات ) عناصر المحاضرة الأساسية 1- لماذا نتعلم ؟ ( لماذا تسأل عن الغايات الكلية )2- ماذا نتعلم ؟3- كيف نتعلم ؟4- ماذا بعد أن نتعلم ؟العنصر الأول : لماذا نتعلم ؟؟؟البشر يتعلمون بشكل عام لأن التعليم و الفضول و حب الإستطلاع غريزة أساسية عندالبشر جميعهم . فالعلم هو ما يجعل الإنسان إنسانًا و يفرقه عن بقية المخلوقات الأخرى . أما عن المسلمون فهم يتعلمون لأنهم جزء من البشر و لكنهم يزيدون عنهم فكرة إرضاء الله عز و جل , و  أكثر عباد الله خشيه له هم العلماء مصداقًا للقرآن الكريم , و أن العلم هو أفضل طريق إلى الله وهناك أحاديث نبوية تبين فضل العالم علي العابد ( مقارنة بين جيد و أجود ) فنحن نتعلم لأن طلب العلم ضرورة بشرية , و فريضة شرعيةالعنصر الثاني : ماذا نتعلم ؟؟ 1- ما لا يسع المسلم جهله  (روضة )2- خريطة العلوم .(إبتدائي )33- مبادئ العلوم .  (إعدادي )و يستفيض المحاضر في تلك النقطة ,,, فهو يشرح ما معنى ما لا يسع المسلم جهله , ويقول أنه أهم شئ في في طلب العلم هو وجود ما يسمى ب " رؤية كلية " أي أن نحدد الغاية و الهدف من اي شئ نفعله . ما هو ما لا يسع المسلم جهله ؟؟ هو معرفه مقاصد الله في الخلق , أي لماذا خلقنا الله ؟؟مقاصد الخلق هي ( عبادة الله – عمارة الأرض - تزكية النفس ) ماذا ؟؟يحكي لنا المحاضر بعد ذلك قصة حديث "أم السنة " و هو يقصد حديث جبريل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ،وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال :" فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم" ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم . و سمي بأم السنة للكلمة التي قيلت في نهايته ... فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم . ذُكر في الحديث ماهية الإسلام و الإيمان و الإحسان و يمكننا أن نقول ان الأسلام يرادف عمارة الأرض ,فمكوناته هي الفقة ( شهادة ان لا إله الا الله و ان محمد رسول الله – إقام الصلاة – إيتاء الزكاه– صوم رمضان – حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلًا ) و هي تختص بالشق المادي  او الجسد أو  أفعال المكلفين و ينقسم الفقه إلي ( عبادات –معاملات – مناكحات – جنايات – الجهاد ) أما الإيمانيرادف معرفة الله و هو يختص بالعقيدة و يُعني بأفكارالمكلفين أي بالعقل  ( النموذج المعرفي ) أما الإحسان يرادف تزكية النفس  , و هي محلها القلب و تختص بالخواطر التي ترتقي بالقلوب و تزكيها ثم ينتقل المحاضر الى ربط ذلك بمناهج التعليم , و كيف انها فاشلة و لا تصنع إنسانًا متعلمًا ولكنها تراكم معلومات في العقول , كما يراكم لبنات الطوب دون نظام كلي حاكم يعرفنا كيف ننسقها و ماذا ستخرج لنا ,  و المشكلة للأمانة ليست مشكلة كتب دراسية لانها إن نظرنا إليها سنجدها جيدة للغاية , و لكن المشكلة الأساسية فيها  إفتقارها إلي أهم شئ في العملية التعليمية و هي الرؤية الكلية ,  فلم يخبر الطلبة  أحد ما هو المطلوب منهم معرفته عندما يجتازون مراحلهم الدراسية ... و قال ان في مرحلة الروضة لابد للفرد - الطفل -  المسلم معرفة "ما لا يسع المسلم جهله " أي مبادئ فقه – مبادئ عقيدة – مبادئ تزكية – و مبادئ اللغة - مبادئ الحساب ,كي يتمكن من قراءة العلوم , و تأتي هذه كأولوية أولي و هذا يحدث بتعليم القرأن والأحاديث النبوية , ثم مبادئ الحساب و من خلالها يتعلم التفكير المنطقي ,  و يقول إن الانتقال من مرحلة لأخرى لا يجب أن يُقيد بسن , فهناك الطلبة العباقرة القادرين على استيعاب كم كبير من العلم فمن الظلم ابقائهم في مراحل تعليمية اقل , و قد يكون المرء كبيرًا لكنه لم يستوفي العلوم الأساسية , حتي لا يكون عندنا طلبة في الكلية و لا يحسنون القراءة . 
و ركز علي ان المرحلة الإبتدائية هي (الإبتداء ) اللي من المفترض ان يأخذ الطفل فيها فكرة عن خريطة العلوم ( الرؤية الكلية للعلوم ككل )  و يدرس مبادئ كل العلوم بشكل مبسط للغاية من خلال دراسة ملخص او ما أسماه بالمتن . و هو عبارة عن كلام مختصر يحوي علي تعريف العلم و أهم مسائلة سواء كان منظومًا أو منثورًا . 
ثم في المرحلة الإعدادية هي ( الإعداد الأمثل ليكون المرء طالب علم حقيقي ) و يدرس فيها شروح المتون ( المبادئ ) و يتوسع قليلًا في كل علم من العلوم التي سبق و ان استوعبها كلها في المرحلة الإبتدائية .ثم في المرحلة الثانوية ( الغير مهمة التي يري انه لا يكمل فيها الا من يحب العلم فعلا , فالمرحلة الإعدادية كافية لإعداد الحد الأدني من العلومات المطلوب معرفتها للجميع ) يأخذ فيها الطالب تعليق علي شروح العلم . و لكن لحظة ؟؟ ما هي اساسا خريطة العلوم هذا التي مطلوب  من الطالب الإلمام بها و بمبادئ علومها في المرحلة الإبتدائية ؟؟ يفضل ان يتم رسمها بطريقة ( الخرائط الذهنية

 و لكن لعدم توافر تلك الخاصية علي الفيس فسوف احاول رسمها و ارفق صورة بها )


رابط الصورة بشكل أوضح https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10151675475723132&set=a.122324078131.125728.525088131&type=1&relevant_count=1في كل العلوم السابقة يدرس الطالب المبادئ (المتن ) في المرحلة الإبتدائية – الشروح ( لدائرة واحدة فقط ) في المرحلة الإعدادية – و الحواشي ( التعليق علي الشروح ) في المرحلة الثانوية في علم واحد فقط , بالطبع العلوم تتفرع و ما هو مكتوب هو رؤوس للموضوعات فقط .... حتي يكون الطالب الجامعي علي علم و دراسية بما سيأخذه في الجامعة ولا يوجد شئ اسمه ملخصات (فهذا سخف علمي ) و لكن يقضي الجامعة في ابحاث و حل معضلات و ما إلي ذلك .
مبادئ العلوم يقول المُحاضر أنه عند دراسة اي علم لابد لنا من أن نحيط به بشكل مبدئي , و أي علم لابد له من عشر مبادئ نعرفها عنه , و لخصت تلك المبادئ في هذه الأبيات و صاحبها هو الصبان صاحب الحاشية على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك . إن مبادِي كلِّفنٍّ عشرةْ *** الحدُّ والموضوعُ ثم الثمرةْ 
ونسبةٌ وفضلُهُ والواضعْ *** والاسمُ لاستمدادُ حكمُ الشارعْ 
مسائلٌ والبعض بالبعضِ اكتفى *** ومن درى الجميعَ حازَ الشرفاالحد : التعريف و هو لا يتشابه مع علم آخر و لابد أن يكون مانع جامع الموضوع : المادة التي يبحث فيها العلم . الثمرة : النفع الذي يراد من هذا العلم و ما لزومه فضله :شريف أم وضيع نسبه : مكانه في خريطة العلوم الواضع : المخترع أو أول من كتب فيه بذلك نكون أنهينا أول عنصرين من عناصر المحاضرة و هم لماذا نتعلم , و ماذا نتعلم اما العنصر الثالث فهو : كيف نتعلم ؟؟؟1-قيم حاكمة 2- شروط طلب العلم 3- أركان العملية التعليمية

1- القيم التي تحكم طلب العلم ( العملية التعليمية )
* الحرية , لا يوجد اي معني لإجبار الناس علي العلم , و هذا ما جعل مقولات تظهر مثل ( اضغط علي الزر يختفي المدرس ) لأن الجميع لا يطيق هذا الامر و تحول الأمر منطلب العلم إلي فن تخطي الإمتحانات و فقط ... *التدرج .. فالتعليم لابد له من تدرج , فالعلم مبدئيًا يكون تلقي , قم استدلال , ثم نظر وإجتهاد . *التكاملية لابد ان يكون هناك تكامل بين الدراسة في خريطة العلوم ولا ينفصل الدارس المتخصص عن بقية العلوم الأخرى , سمات العلماء المسلمين هي الموسوعية الحقيقية . *الشغف.. بدون الشغف لن يكون  لطالب العلم الدافع لإتمام عملية العلم الصعبة و التي تستغرق ربما العمر كله يقول الشافعي في شغفه للعلم :
سهـري لتنقيـح العلـوم ألذ لـي
                   من وصل غانيةٍ وطيـب عنـاق
وصرير أقلامي علـى صفحـاتهـا
                   أحلى مـن الدوكـاء والعشـاق
وألـذ مـن نقـر الفتـاة لدفهـا
                   نقري لألقي الرمل عن أوراقـي
وتـمايلي طربـاًل حـل عويصـةٍ
                   في الدرس أشهى من مدامة ساقي
وأبيـت سهـرانالدجـا وتبيتـه
                   نوماً وتبغي بعـد ذاك لحاقـي

*إحترام المعلم .*مركزية المسجد .
2- شروط طلب العلم
أخي لن تنال العلم إلا بستة ....... سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد و بلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمانبلغة = مال .
فالعلم لابد أن يبذل فيه المرء الكثير , وليست اقل الوسائل هي ما تضمن توافر علم حقيقي . فهناك فارق بين العلم و تجميع المعلومات للصب في الإمتحانات .
 3- أركان العملية التعليمية طالب – المنهج العلمي – استاذ – كتاب – الجو العلمي يأتي  الأستاذ و تأهيله في المركز من هذه العملية , فطلب العلم الحقيقي لا يكون بالقراءة  الصماء فقط فكما قيل لا تأخذ العلم من صُحَفي ( أي يقرأ الصحف ) ولا القرآن من مصحفي ( أي من لم يتتلمذ علي يد شيخ يرده و يصوبه ) فتواتر العلم (خاصة الشرعي ) مهم للغاية ,كان السلف يثقون فيمن له شيخ تتلمذ علي شيخ حتي نصل الي التابعين ثم الصحابة ثم النبي عليه الصلاة و السلام . أما  العنصر الرابع و الأخير : ماذا بعدأن نتعلم ؟؟شيئان بسيطان أن نعمل بما تعلمنا و أن نعلم غيرنا .



تم بحمد الله .
كتب و مسموعات اوصي بها الشيخ أنس السلطان في محاضرته 1- كتاب هوية الثقافة العربية . د. أحمد أبو زيد . مكتبة الأسرة 2- المستخلص في تزكية الأنفس . سعيد حوا 3- التذكرة للقرطبي (علم العقيدة – سمعيات ) 4- الدروس الفقهية علي مذهب السادة الشافعية . محمد محيي الدين عبد الحميد 5- الرحيق المختوم .6- السيرة النبوية - إبن كثير جزء من البداية و النهاية  محاضرات علي النت :في علم العقيدة : الهيات : اسماء الله الحسنى لمحمد راتب النابلسي .علم العقيدة : نبويات : قصص الانبياء – و السيرة النبوية - لطارق سويدان .علم العقيدة : سمعيات : الدار الآخرة – عمر عبد الكافي . التزكية : مدارج السالكين 100 محاضرة : محمد راتب النابلسي .

السبت، 20 أبريل 2013

FB لماذا نحفظ القرأن ؟؟



مرة كنت عند أقارب لنا و لا أدري ما أتى بالحوار و فتحت سيرة التعليم و قالت إحداهن , أنا مش عارفة ايه موضة تعلمي العيال القرآن دي و تحفيظة في سن صغيرة اوي , ما القرآن كدا كدا موجود في المصحف اللي عايزة هيفتحه و و أهم من اننا نحفظ القرآن اننا نفهمه , يقراه كمان معتقدش يعني انه مهم ان الطفل يشغل نفسه بالحاجات دي من و هو صغير كدا , و ادينا شايفين ناس حافظين القرآن , عملوا بيه ايه ولا فادهم في ايه . ياريت قبل أي شئ محدش يلوم علي الست دي أو يتريق عليها , الست دي كويسة من الناحية الأخلاقية فعلًا و بتصحى تصلي الفجر بس هو كل إنسان بيبقي عنده مفاهيم معينة لبعض الأشياء خاصة لو مفيش تأسيس حقيقي لها ( احنا مأخدناش في المدارس مثلا ليه بنحفظ القرآن ) 

الأربعاء، 17 أبريل 2013

FB عن المسيري :)



وقعت تحت يدي مقالة كنت قد قرأتها من حوالي 9 أشهر - كتبت في ذكري رحيل المسيري - لأحمد يونس
و رغم قرائتي لتلك المقالة من قبل إلا انها ذكرتني بأيام كنت أبحث فيها عن معانِ لأشياء كثيرة خاصة بعد تخرجي من الكلية و بدء عملي و نعرفي علي الواقع بشكله الحقيقي . و حمستني المقالة لأتذكر متى كانت معرفتي بالمسيري ؟؟؟ 

السبت، 2 مارس 2013

FB سراب الكمال

منذ صغري و أحاول أن أصل لأفضل شئ على الإطلاق و لكنه كان هاجس مؤرق , ظننت سابقًا أن الرجال أكمل من النساء , لكني بعد فترة وجدتهم متشابهين لحد مستفز و إن إختلفت الصورة ...  فكنت أظن أنه يمكن للرجال الإستغناء عن النساء و أن النساء لا يمكنهن الإستغناء عن الرجال إلى أن وجدت أنه هذا الإفتراض ليس بصحيح , لا يمكن لنوع الإستغناء عن الآخر بأي شكل من الأشكال  ... 

الثلاثاء، 15 يناير 2013

FB بعض سمات التربية الإيجابية ... من كتاب الأطفال من الجنة

تمهيد : التربية الإيجابية لها خمس رسائل هي :


1- لا بأس في أن  تكون مختلفًا


2- لا بأس من إرتكاب الأخطاء


3- لا بأس في التعبير عن المشاعر السلبية

4- لابأس في ان ترغب في المزيد

5- لا بأس في أن تقول لا و لكن تذكر دائمًا أن الأب و الأم هما القائدان المتحكمان في زمام الأمور ...

---------------------------------------------------------

في المرة السابقة تعرضنا لكيف يكون الأطفال مختلفون عن بعضهم البعض بإيجاز شديد و ما هي سمات كل نوع من الأنواع الأربعة و أن الاطفال عبارة عن خليط منهم . ---------------------------------------------------------

الاثنين، 14 يناير 2013

FB مقتطفات من كتاب (الأطفال من الجنة )

هناك أربع أنواع رئيسية في شخصيات الأطفال  قرأت عنهم في كتاب الأطفال من الجنة , و لأنه غير متوافر في السوق المصري ولا يوجد منه نسخة اليكترونية , فأحببت أن ألقي الضوء عليهم و أنقل الجزء الذي أعجبني هنا , لعل حد يستفاد منه و يفرق معاه ... الكتاب بيقول إن مفيش طفل صافي , يعني السمات الأربعة بتتوجد كلها في الطفل ( الإنسان ) اللي بيختلف هو نسب تركيز تلك الصفات , بصراحة قيمة الجزء دا في رأيي يتعدي إنه مجرد جزء من كتاب تربية عن الأطفال , هو بشكل أو بآخر بيقول إن الناس فيها الصفات دي أيضًا !!!!

الخميس، 27 ديسمبر 2012

FB عن فلسفة الأزياء و الملابس ...

بداية , أي شئ في حياتنا له فلسفة ( يعني فكرة ) نتبعها , سواء أدركناها أم لم ندركها , الفارق أننا إن أدركناها قمنا بها  على أكمل وجه ,و إن لم ندركها قلدنا دون وعي نماذج غير مترابطة أو حتى فعلنا الشئ  بوعيٍ جزئي ... 


عندنا درست رسم الباترون لفترة , وجدت ان 70% من المنهج مُنصَب علي الملابس الحريمي , و الباقي لملابس الرجال و الأطفال .. إذن فهو فن حريمي بإمتياز ... غالبًا ما تكون ملابس الرجال عبارة عن زي موحد تبعًا للمهنة التي يعملون بها ( جنود - مهندسون - عمال في مصانع - أطباء - قضاه - رجال دين - حتي في الطبقة الحاكمة أو الأرستقراطية  كان الزي عبارة عن إنعكاس للمكانة الإجتماعية ) لذلك فتتبع موضة و أزياء النساء يكون أهم يليه في الأهمية  ملابس الرجال . هذا بالمناسبة لا يوجد به أي نوع من التجني أو التنميط أو النظرة القاصرة أو شابه من الكلام المعتاد أن يُقال إن تعلق الحديث عن الملابس ... لماذا ؟؟

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

قاب قوسين من الجنون


س : لماذا يـُقال عن شخص انه مجنون , ما هي سمات الجنون ؟؟

ج: الشخص المجنون هو ما يُـعايش الواقع كما يراه الجميع , فهو يخلق عالم لا يراه غيره ليعيش فيه ... و ربما يتجاهل و ينفصل عن الواقع لأسباب كثيرة ...  س: هل انتِ في طريقك للجنون ؟؟ الاحظ محاولتك الانفصال عن كل ما يدركه الجميع ؟؟

ج: ممم ... قد أكون فعلًا احاول الانفصال عما يدركه الجميع , بل و أحاول أن أجد عالم خاص بي أعيش فيه ( عالم واقعي بالمناسبة و ليس خياليًا يُدركه آخرين غيري ) لكن للأسف , من شروط الجنون أن لا يكون واعيًا بأنه منفصل عن واقعه :) لن أتمكن من خداع نفسي ... للأسف


----------------------------------


أصبحت تزعجني بشدة محاولات التخفيف عن المَوجوع بترديد كلام أجوف مستوحى من محاضرات  التنمية البشرية , أنت سيد قرارك , السعادة قرار ( لتصبح انت سيد سعادتك ) أنت قوي , لا تسمح لأحد بأن يهزمك , هناك دائما فُرَص في كل مشكلة ... ألخ ألخ ألخ ...و ينسون أن الناس ليسوا متشابهين , الأقدار قد تتشابه و لكن الطاقات النفسية لتحمل البشر ما يمرون به ليست واحده ... اللعنه علي هؤلاء البشر المتسببون في تعاستنا ... كلما دققت في مشكلة لأحاول إيجاد أصلها ( من فعل ذلك بنا ) نجد انها مجرد خيارات حرة لأفراد ليسوا مسؤولين ... قد تؤدي لتعاسة جموع غفيره من البشر ليسوا بالضرورة أقل من هؤلاء التوافه الذين اتخذوا قرار ما , او تقاعسوا عن دور ما لهم ... مشاكلنا التي نمر بها هي نتاج ملايين من الإختيارات الحرة الغير مسؤولة لأخرين قد نعايشهم او قد يمتد لنا تأثيرهم حتي بعد وفاتهم ( مصممي المدن مثلًا علي مدي العصور أو مسؤولي التخطيط في مدينة ما حتي نصل إلى إهمال المسؤول عن مراجعة صلاحية السيارات قد يتسبب في قطع لجاكت اثناء نزولي ... كل شئ بمعني كل شئ ) و قد أكون أنا - دون أن أدري - أصبحت أيضًا أدور في تلك المنظومة المجتمعية , و قد يتحمل أحدهم بعض من قراراتي و قد تؤثر عليه سلبًا أو إيجابًا ... يا إلهي ... إن العيش في بيئة فاسدة يؤثر علينا و علي صحتنا النفسيه .. دون ان نشعر ! 


-------------------------------




يُقال إن الأسماك لا تعيش في المياة المعقمة ... كناية عن أنه لابد من بعض التلوث من هنا أو هناك حتي تصبح الحياة قابلة للإعاشة  , لسنا في الجنة و بالتالي فالتعقيم أو الظروف المثالية 100% تجعل الحياة مستحيلة لكن العيش في بركة صرف صحي آسن ... أعتقد أنه يحتاج إلي قدرات خاصة !!!


 -----------------------------



عندما كنا صِغار , كنا ننعم بالدِفء من الجميع ... فرحنا قوي و زعلنا ننساه بعد لحظات ... كلما نكبر كلما كانت تتقلص لحظات الدفء في حياتنا , و كنا بكلما نتدرج في المراحل الحياة كانت تحدُث صدمة , تسحب من رصيد دفئنا الروحي ... الإنتقال في الدراحل الدراسية في المدرسة كانت تُمَثِـل صدمة معلوماتية , و الإنتقال من المدرسة إلي الجامعة  تُمَثِـل صدمة النضج و إعادة تشكيل الهوية و الذات التي - غالبًا - ما ستستمر معك ... هناك صدمات آخري في الإنتقال من التعامل بطفولة الي النضوج في العلاقات الإنسانية , صدمة فقد شخص عزيز يمثل لك دعم و دفئ نفسي أيا كانت درجة قربه و أيا كانت الطريقة التي يُفقد بها ... كل هذا يسحب من ارواحنا حتي نبتسم و نحن نتذكر كم كانت فرحتنا طاغية بالعيد مثلًا عندما كنا صِغار ... هناك صدمتين قويتين أخريين , لحظة التخرج من الكلية و الخروج من العالم شبه المخملي إلي العالم القاسي البارد ... لا أبالغ إن قلت أنه عالم خَرِبْ لا يوجد فيه أماكن للجميع مثلما كنا نجد اسمنا في كشوف الفصل في المدرسة او امتحانات الكليات .... تخرج للعالم ولا نعرف كيف نحفر اسمنا فيه , لا أحد يقول لك أي شئ و إن قال لك فتجربته بإن لم تكن تجربة قديمة لا معني لها الأن فقد يكون لها رائحة لا تدري من أين تجئ أو ما مصدرها ... تجربة قاسية للغاية , فهي قد تستغرق منك عمرك و قد تفقد خلالها شبابك و قوتك و صحتك , و في النهاية فقد لا تجد إسمك بعد كل ما بذلت من تضحيات !!!لا أحد يخبرك , لابد ان تبحث عن إسمك في كشف الحياة بنفسك , أو تحفره ... تشعر كيف أن هذا العالم بارد للغاية , تبحث حولك عن أي مصدر للدفء فلا تجد الإ شعلة صغيرة ( بعدما كنت مُنَعَّم فيه تمامًا فيما مضى ) تتلاطم أمواج الحياة القوية العاتية , قد تُطفئها و لكننا نحاول أن نحاوطها بجنون ... فهى آخر شعاع يذكرنا بإنسانيتنا ... يتناسى البعض وجود تلك الشُعلة في حياته , و من يتذكرها , فقد يضعها في غلاف زجاجي حتي لا تطفئها امواج الحياة الباردة القاسية ... و يضع يده علي الزجاج كلها شعر بالبرودة ... و ينسى ان الشُعلة تنطفئ بدون تجدد الهواء ... يظل الزجاج ساخن يبعث علي الدفئ لكن بدون اي شُعلة حية بداخله ... نكافح حتي تظل الشعلة حية ... و نكافح الموج العاتي , و قد توجد الشعلة و لكنها للأسف اضعف من ان تواجه كل تلك البرودة ... تزداد البرودة و قد تتجمد اطرافنا الخارجية , فلا نكون قادرين علي الحزن او السعادة ... ننظر لكل شئ بابتسامة لا معني لها تكفي لأداء الفلكلور الإجتماعي لتريحك من الفضول , توجد الشعلة و تكفي فقط الدماء الحارة كي تسير في عروقنا لكي نظل علي قيد الحياة , بدونها سوف نموت لا محال لهذا ادركت فرح البعض بالمطر و رغبة المعظم في السير فيه , فالمطر البارد يمتلك دفء قادر علي إذابة الجليد الذي أصبح يعلونا لبعض الوقت , فنشعر بإنسانيتنا لفترة من الزمن و نتأكد اننا لازلنا علي قيد الحياة . الصدمة الثانية , هي أنه عندما تدور دورة الحياة , و تُصبح مطالب بمنح الدفء - لا أن نكون مستهلكين له مثلما كنا صغار في الماضي - كيف تمنح ما لا تملك ؟؟ أنت غير قادر علي مواجهة كل هذه البرودة ... ربما بحثنا عن ممصادر أخري للدفء في حياتنا كي نستهلك جزء و نُرسل جزء للآخرين ... كناك عباقرة لا يستهلكون شئ و يعطون كل ما يمنح لهم , و هناك اكثر جمال بأنه تكفيهم لحظات دفئ بسيطة ليشعوا طاقة هائلة تطئ لمن حولهم ... و لكن رح الله امرء عرف قدر نفسه ... ليس الجميع مثل هؤلاء العباقرة ... و ليس الجيع يجدون قوت يومهم الكافي ... أرجو أن لا ينتهي الأمر بأن نضطر أن نُشعِل النار في أنفسنا ... كي نكون شُعلة للأخرين و لكننا لن نحتفظ بأنفسنا في تلك اللحظة بل سننتهي بعد فترة قصيرة , فلن يكون الأمر مثلما كان في الماضي ... ستظهر الشمس عندما يتوقف الموج , و ما الموج المتلاطم البارد الإ خيارات البعض الغير مسؤولة ... أعتقد أننا سنبحر طويلًا في هذه الظُلمة .. هذا قدر ...



علي أمل أن يرى أبنائنا أو أحفادنا الشمس يومًا ما , و أتمني أن تنير الشمس قبري و أنعم فيه بالدفء و لا يكون باردًا في مُجمله ... كتلك الحياة .  

الأحد، 25 نوفمبر 2012

FB قاب قوسين من الجنون :)

س : لماذا يـُقال عن شخص انه مجنون , ما هي سمات الجنون ؟؟

ج: الشخص المجنون هو ما يُـعايش الواقع كما يراه الجميع , فهو يخلق عالم لا يراه غيره ليعيش فيه ... و ربما يتجاهل و ينفصل عن الواقع لأسباب كثيرة ...  س: هل انتِ في طريقك للجنون ؟؟ الاحظ محاولتك الانفصال عن كل ما يدركه الجميع ؟؟

ج: ممم ... قد أكون فعلًا احاول الانفصال عما يدركه الجميع , بل و أحاول أن أجد عالم خاص بي أعيش فيه ( عالم واقعي بالمناسبة و ليس خياليًا يُدركه آخرين غيري ) لكن للأسف , من شروط الجنون أن لا يكون واعيًا بأنه منفصل عن واقعه :) لن أتمكن من خداع نفسي ... للأسف

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

FB عن الجهاز المنزلي

هذه المقالة ليست فكرية ولا اي شئ , هي فقط نصائحي من واقع تجربتي في ( جهاز العروسة ) لتبادل الخبرة مع بعض الصديقات
---------
بداية كل واحد ادري بإحتياجاته , مش معني اني قلت شئ يبقي هو دا الصواب , دا ببساطة ما يناسبني :) و لله الحمد وفقني لله و استطعت تنفيذ حوالي 75% من الافكار التي كنت اعتنقها و هي نسبة رهيبة بالنسبة لفتيات آخريات لا يملكن من امرهن شئ ( تسلط الاهل )

الأحد، 23 سبتمبر 2012

FB 20 يوم

هي مجرد خواطر لا علاقة لها ببعض , او ممكن يكون لها علاقة ... الله اعلم :)


*****


انا فعلا بكره التليفزيون ...لماذا ؟؟ لانه ببساطة يخلق صور نمطية لكل شئ ... يجعلنا نتبناها طواعية دون وعي , و تصبح تلك الصورة النمطية لأي شئ هي المقياس الوحيد للشئ !!!


*****


الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

FB عن التحرش الذي للاسف اصبح من متلازمات العيد :((

بعض يتحدث عن قضية التحرش و يفترض ان الحلول الجوانية ناجعة ... انا مع الحلول دي لما يكون عندنا مجتمع اخلاقي متربي عنده بقايا قيم ممكن يجدي معه الكلام دا , مجتمعنا مجتمع علماني بإمتياز حتي و ان كرهنا الكلمة , تدين الجامع و صيام رمضان شئ منفصل تماما عن كل انشطة حياته ... الاساليب الدينية و القيمية دي تنفع فعلا بس مع ناس اسوياء , لكن احنا للأسف الشديد في شبه دولة او دولة فاشلة و منهارة بمعني الكلمة في كل المجالات ( الا ما رحم ربي ) فهل الوازع الديني ممكن يؤثر في هؤلاء ؟؟؟

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

FB كنافة بالموز

نت ابحث عن طريقة الكنافة بالموز التي اكلتها عند صديقتي في الافطار الأثير الي قلبي الذي يجمعني بصديقات الكلية , عندما فتحت الرابط الذي ظهر لي كان لمنتدي ووجدت ان الطريقة معقولة , و كنت اريد الاسترسال في القراءة لعلي اجد تفصيله كنت اريد السؤال فيها , وجدت في آخر المشاركة ( لن تتمكن صاحبة المشاركة من الرد علي اي استفسار فهي في ذمة الله الأن , ادعوا لها بالرحمة و المغفرة ) اثارت هلعي و شجوني تلك الجملة ... لا ادري لماذا رغم اني لا اعرف الكاتبة و لم ادخل هذا المنتدي الا اليوم ...

السبت، 4 أغسطس 2012

هدية العام الأول

هذه ثاني محاولة اكتبها لك ... لأن المحاولة الأولي خرجت محبطة تمامًا ... و هذا ليس وقته :)) 


--------------------------------------------------

أحببت أن أهديك هدية ... فكرت في أشياء كثيرة لكني وجدت أن أدومها على الإطلاق هي كلمة نكتبها ... فما لا يكتب ننساه ... سأحاول تبسيط كل الأفكار الكبيرة التي تاتي علي بالي .. فلا أؤمن أن  الأطفال لا يمكنهم فهم الكلمات و الأفكار ... أظن أن العيب في الكبار أن لم يستطيعوا تبسيط الأفكار في كلمات سلسة ( كما كان يقول لي أبي أنه كان يعاملني و يكلمني دوما مثل الكبار و لكن باسلوب بسيط )  لن تقرأي تلك الرسالة الآن في موعدها ستصلك حين تتمكني من القراءة .. لا بأس ... ليكن تأريخ لمرحلة كنتِ موجودة فيها بجسدك لكن بدون ذاكرة  في عقلك بعد ... فهذه رسالة من عصر ما قبل التاريخ ... عندك :)) 

----------------------------------------------------- 



اؤمن أن الحياة فيها الكثير مما يجب علي الانسان القيام به ... لكن الابناء بالذات مسؤولية ليست سهلة  ... فيما قبل كنت مسؤول عن نفسك و تصرفاتك لن تضر او تنفع أحد غيرك بقراراتك ... الوضع تغير الآن تمامًا .... المعادلة الصعبة أن تنجح مع الأبناء و في الحياة العامة في أي مجال تتقنه ... ولا تدع أو تجعل مجال يطغي علي الآخر ,  هناك من يركز علي الأبناء فقط ( خاصة النساء ) و يهملن بقية الحياة .. و هناك من يهمل الابناء تمامًا من اجل العمل و يجعل الحياة العامة تطغي علي الحياة الخاصة  ( خاصة الرجال )
 لكني سأحاول معك عزيزتي أن أوازن ... سأدعو الله و أستعين به طويلًا حتي أستطيع القيام بهذا التكليف ... فتحديات العصر فعلًا رهيبة  جائتني رسالة من صديقة عزيزة , تقول لي إن الله يكرم الأبناء بصلاح آبائهم ... أدعو الله أن أكون أمًا صالحة كي يكرمك الله جميلتي الصغيرة ( و كان ابوهما صالحًا )

قبل أن تنقلب الأدوار ( فحتي وقت بسيط كنت في مكانك فكنت انا الإبنة  ) كنت أتصرف بشكل مختلف... لكن وجود كائن حي يلازمك طيلة الوقت قد يسبب بعض التوتر ... فهذا أمر جديد فعلًا ... و لابد ان تحترس , فهذا الطفل عبارة عن كاميرات مراقبة لمدة 24/7  تتشرب تمامًا كل الافعال و حتي اسلوب الكلام و انفعالات الوجه و هذا بدقة شديدة  دون ان تدري  ...
و لهذا ففعلا أجد أن الأطفال إنعكاس لبيئتهم بشكل أو بآخر ( هناك إستثنائات بالطبع و لكن هذا ليس القاعدة ) 
{اللهم استر عيوبي عن أبنائي}   ----------------------- 
قرأت مقولة رائعة تقول انه عندما يولد الطفل فالأم تولد معه أًيضًا ... هي كانت موجودة من قبل كإنسانه لكن الأم لم تكن موجودة ... و هذا حقيقي ... فهذا الدور الجديد الذي اضيف لي  (بإرادة الله أن تخلقي مني ) احتاجت بعض الوقت حتي أعتاده ..  اذكر اني في يوم تركتك في الكاريكوت في المطبخ و نسيت وجودك تمامًا و عند دخولي المطبخ مرة اخري وجدتك نائمة و لكني اتفزعت تمامًا من وجودك لاني لم اكن قد اعتدتك بعد و من فزعي استيقظتي و ظللت اسب نفسي اني جلبت لنفسي وصلة عياط من لا شئ , كنت اتصور أن الأمومة هي نهاية الحياة , الحقيقة لم تكن هكذا , هي فترة إعارة و لكن للداخل ( كما نسافر و ننقطع عن عالمنا طلبًا للرزق لنبني حياتنا و نضع الركيزة الاساسية لها ) و لكن لفترة معقوله , و لكننا في هذه الحالة نضع اللبنات الأولي لإنسان :)

مر الأمر كله علي كالحلم ... علي الرغم من أنه عام و بدا بطئ الا انه مر بسرعة شديدة ...  في لحظة تخيلت ان فترة الطفولة و عدم الإدراك سوف تنتهي بعد مرور ايام و سأعود لسابق عهدي و حياتي التي اعرفها ( مسؤولة عن نفسي فقط ) , لكن الأمر لم يكن كذلك ... ثم وجدت اعلان تليفزيوني مرة بالصدفة يقول جملة ( هما اطفالنا هيكبروا كام مرة ) فعلأ الاطفال لا يكبروا الا مرة واحدة فقط ... و دائما كعهد المصريين يتم التركيز علي مرحلة معينة كأن الجمال كله فيها ... و الصراحة ان المرحلة ( الحالية ) دائما هي الافضل ... فعندما كنت يا مريم طفلة رضيعة في الاشهر الأولي كانت حاجاتك من العالم رضعة ثم تعودي للنوم مرة اخري , كنت خفيفة الوزن فلم اثقل بحملك ... ماذا عن البكاء ؟؟ الامر محتمل , و الانفعال بهيستيريا و التفاعل مع ضجيج الأبناء هو ما يزيد الامر سوء , البرود هو افضل شئ .... ماذا عن الزن ؟؟ لأعتبرها لغتك من العالم المجهول الذي جئتي لنا منه J فترات يقظتك أصلا كانت قليلة نسبيًا   عندما كبرتِ قليلًا كانت افضل مرحلة ايضًا ... طعامك هو اللبن فقط , لا تفكير ( ماذا سأعد اليوم ) و لم تكوني تتحركي , اينما توضعي تبقي J عندما كبرتي اكثر ... اصبحتِ أكثر ادراك بالعالم ... لم تعودِ تنامي إن خرجت  بك ... تبقين متيقظة ... أصبحت عيناكي تتبعاني و تميزني بدل من الشرود السابق ... عند ادخال اول طعام صلب كان هذا افضل أيضًا , فلم تعودي تحتاجي الرضاعة دائمًا و عندما كبرت اكثر اصبحت تأكلي من طعامنا اصبحت عملية الإطعام بدون طقوس خاصة ... أيضًا كانت افضل مرحلة حين كبرتي و اصبحتي تجلسين , فلم يعد ظهرك يميل و لكنه مصلوب , اصبحتي تميزين السقوط ولا اخاف سقوطك مثلما قبل ... اي نعم اصبحت اكثر حركة و لكن ما المشكلة ؟؟ لست ممن يرصون قطع لا لزوم لها في المنزل فلا يوجد شئ خطير ... اكتشفي العالم الصغير حولك .... لم اضع لك القيود عمال علي بطال ... فقط عندما يكون الأمر خارج سيطرتك لفترة معينة ...  يقال لي ان هناك افضل مرحلة و هي من عام الي عامين و الباقي سئ ( فالمصريين شعب نداب بطبعه تجد هذا جليًا في اغانية حتى )  ... و لكني اقول انهم مخطئون ... كل مرحلة فيها الجيد ( و فيها السئ ) ان تعاميت عن السئ فلن تراه ... و هذا ما افعله معك الآن و اعتقد انها خطة جيدة ... ركزي دائما علي الجيد حتي لا تتعبي في تلك الحياة ...

أتعرفين ؟؟ أصبحت أزحف مثلما تفعلي و أخفض رأسي لمثل زاوية رؤيتك حتي أتمكن من رؤية العالم من منظورك الصغير ... ياه ... كم هو كبير و فسيح هذا الكون من حولك ... دائما تنظري لفوق لأنك اقرب الي الأرض ... ابقي علي عهدك ولا تجعلي احد يكسر نظرك ... حتي و ان ابتعدتي عن الأرض و كبرتي ... اجعلي دائما طموحك عاليًا ...

ظننت أن وجودك في حياتي ربما يستهلكني , الأمر يحتاج إلي توازن و مجهود ووعي , نحن دائما في استهلاك مستمر , فليتم إستهلاكنا في أشياء ذات اهمية .... و إن أردنا فعل أي شئ قيم , هل يمكن ان نصل اليه بدون مجهود و تعب حقيقي ؟؟؟؟؟ لا اعتقد .... الوجه الآخر لعملة النجاح / التعب و المثابرة ... إحرصي علي ذلك

عند حدوث تغيير نضطرب , نخاف دائما من المجهول , و لكن بعد ما يحدث و نعتاد عليه نقول ... كيف كنا نخاف من ذلك ؟؟ لا تخافي ابدًا من المجهول خاصة و ان جربه آخرين ... الانسان الناجح ينجح في اي ظرف و الفاشل يحتاج لأي شئ ليعلق عليه فشله ....  لا ازعم اني ناجحة و لكني اعرف اني مختلفة ...ولازلت ابحث عن الطريق ... عزائي أننا في دولة ( فاشلة ) أرجو أن يتغير الوضع إن شاء الله علي أيامك بأي وسيلة كانت ... و لكني سأحاول بعون الله ان لا أستسلم , قد ننجح و نصل إلي نجاح و لكن لا يمكننا قياسه بالوسائل الكمية المعروفة ( مش شهادات ولا فلوس يعني )  و قد نصل الي نجاح كمي و نستطيع الإحتفاظ بنفسنا دون تغير ... و هذا تحدي قليل من ينجحوا فيه ...

في أوائل حملي لم اتخيل ان تقوم ثورة ... و قامت ثورة و شارفت علي الفشل ... و لكني اعتقد ان هذا ليس نهاية المطاف ... فالحياة ليست بالسذاجة التي تصورها لنا الأفلام فلا تنزل كلمةالنهاية و ينصرف الجمهور من معتركها... لا أعلم كيف ستكون أيامك القادمة عندما تكوني شابة يافعة ( بإذن الله ) و لكن إن شاء الله تكوني ممن يستثنيهم الله من الظرف العام السئ المحيط بنا ... كوني مع الله دائما و لن يخذلك أبدًا .... اتمني ان اكون الأم البارة بإبنتها حتي استحق برك ... حفظك الله و راعاكي دائمًا حبيبتي

الجمعة، 3 أغسطس 2012

FB هدية العام الأول

هذه ثاني محاولة اكتبها لك ... لأن المحاولة الأولي خرجت محبطة تمامًا ... و هذا ليس وقته :)) 


--------------------------------------------------

أحببت أن أهديك هدية ... فكرت في أشياء كثيرة لكني وجدت أن أدومها على الإطلاق هي كلمة نكتبها ... فما لا يكتب ننساه ... سأحاول تبسيط كل الأفكار الكبيرة التي تاتي علي بالي .. فلا أؤمن أن  الأطفال لا يمكنهم فهم الكلمات و الأفكار ... أظن أن العيب في الكبار أن لم يستطيعوا تبسيط الأفكار في كلمات سلسة ( كما كان يقول لي أبي أنه كان يعاملني و يكلمني دوما مثل الكبار و لكن باسلوب بسيط )  لن تقرأي تلك الرسالة الآن في موعدها ستصلك حين تتمكني من القراءة .. لا بأس ... ليكن تأريخ لمرحلة كنتِ موجودة فيها بجسدك لكن بدون ذاكرة  في عقلك بعد ... فهذه رسالة من عصر ما قبل التاريخ ... عندك :)) 

الخميس، 12 أبريل 2012

FB مشكلة الإخوان الأساسية

مشكلة الإخوان الأساسية التي ألاحظاها في الفترة الماضية هي نفس المشكلة و تتكرر بصور مختلفة , و هي انهم يديروا الدولة و الملفات السياسية العامة مثلما كانوا بيديروها في تنظيمهم المغلق , و شتان ما بين هذا و ذاك ... التنظيم المغلق يثق جميع الاتباع فيه في القيادات و مكتب الإرشاد بشكل طوعي و يعطونهم ثقتهم بشكل كلي , لإعتبارات احترمها جميعًا حتي و إن إختلفت مع الأساس الذي يختارون على أساسه قياداتهم , إن كانت هناك مسابقة ما أو تقديم لشئ معين فالأمر يخضع للمعارف العلاقات و ما شابه ( وهذا ليس سيئ بالمناسبة لان آليات الجماعة تجعل الجميع يعرف بعضه البعض و تجعل الكفئ يظهر ) هم معتادون علي أن يكون هناك تيار رئيسي معين في الجماعة و من يختلف معه لا يدخلها من الأساس و إن دخلها فقد يفصل او ما شابه و المبررات التي تقال عند انشقاق او فصل او ترك طواعية بعض الافراد للجماعة ( أن الجماعة تلفظ خبثها و انه طبيعي أن يكون لأي فكرة في الدنيا معارضين ) فآليه تطوير الأفكار تكاد تكون بطيئة للغاية ... إدارة إخوان أون لاين و جريدة الحرية و العدالة تثبت أن الثقة تأتي قبل الخبرة ( يقال إن هذا سيتغير و لكن الي ان يتغير فهذا امر واقع ) كل هذا يعد شأنًا داخليًا لهم إن كانت الجماعة تديرنفسها فقط .المشكلة الحقيقية ظهرت عندما واجهوا مجتمع عام مثل مصر , بطوائفه المتعدده و ثقافاته المتباينه , و أصبحوا هم على رأسه ... ظنوا أن إختيار الشعب لهم هو هو مثلما يختارهم )شعب الإخوان ) و ان اسلوب التصرف المتبع داخل الجماعة بكل تراحميتها يمكن ان يصلح مع شعب ( لا يعرفهم من الداخل و هم لا يعرفون رموزه ايضًا من الداخل ) هنا حدثت الصدمة الحقيقية ... لقد ظنت قيادات الإخوان ان إختيار الشعب لهم كنواب للبرلمان يعطي لهم الحق و التصرف بدون اي اجرائات تعاقدية تظهر للجميع بشكل مطلق , العلاقات التراحمية التي كانت في الإخوان بينهم و بين بعضهم لا تكفي ابدًا في السياسة المصرية ... عانى اللإخوان كثيرًا من الاضطهاد و الاعتقالات , جعلهم هذا يحاولون مهادنة الواقع قدر الإمكان خشية ان يفقدوا طاقات بشرية مميزة مثلما فقدوها سابقًا ... هذا الأمر كان قد يكون مقبولًا قبل الثورة , أما بعد الثورة فهم لم يستوعبوا بعد أنهم أصبحوا علي راس القوى الثورية التي أصبحت تنتزع ما تريد ولا تطلب مثلما مضى ... إدارة البلد بها ثورة مثل مصر لا يجوز معها ان نهادن كي نحقق أفضل المتاح , فاللحظة الحالية هي لحظة تشكل ملامح للثورة التي قامت و لابد أن تسير على نفس النهج الثوري , و إن لم نغتنمها ضاعت للأبد لأن التاريخ يصنع الآن ... 

الاثنين، 27 فبراير 2012

FB خواطر فكرية من وحي استعراض كتاب

لاتي اعمق من ان اناقش اشخاص فأحاول الانتقال من الاشخاص للافكار التي يتحرك الاشخاص في فضائها و كيف انتقد تلك الافكار و كيف تتولد ... فأرجو الامعان في الكلام و عدم الانجرار الي خاصية الدفاع الالي و التبرير التي تناب البعض عندما نذكر كلمة معينة او صيغة او فصيل معين ..... هذه ملحوظة في البداية


الاثنين، 16 يناير 2012

FB رداً علي مقال ... الثورة الاجتماعية .. الزواج نموذجًا ( وجهة نظر نسائية خاضت التجربة فعلًا )

ي سلوك بشري هو نتاج عدة تفاعلات ... بعضها خبرة و بعضها مورث و بعضها من تأثير الأعلان و بعضها من تأثير الدين... فلا يجب ان نحكم علي سلوك بشري معين الا بعد ان نحاول تفهم لماذا يتصرف بشر معينين سلوك معين ... و احسب ان الكاتب لم يتعامل مع طبقات اقل منا ( القارئين بشكل عام من مستخدمي الانترنت و الفيس بوك - الواجهة كما يسميها ) 
في المقالة يهاجم الكاتب نظام التعليم المتبع و انه يأخذ من عمر الشاب ما يأخذ دون جدوي ... لنتعمق في المجتمع المصري قليلا لنري شبه الصورة الذي تريد 


الأحد، 1 يناير 2012

FB الطريق الزراعي

صبحت اطرق الطريق الزراعي كثيراً الأن ...

عندما نبتعد عن البشر بمسافة معينه , نسقط عنهم بشريتهم و يصبحون مجرد اشياء تتحرك امامنا , كالدمى او ابطال الكارتون بلا حياه ... اراقب الفلاحين من القطار ... كأنها لقطات لفيلم امر فيه بدلا من ان اشاهده  علي الشاشة امامي ... 

الأحد، 8 مايو 2011

خمس سنوات


تختلف هذه الملاحظة عن اغلب الملاحظات التي اكتبها او تكتب حاليا ً ... فهي لا تعزف علي وتر الثورة او تتناول الشأن العام  من قريب او بعيد ... و لكنها شأن خاص ذاتي بحت و دون اي ترتيب مني او تنسيق ...  فرجاء  احترام هذا الامر , و مدعى كتابتي ان هناك امور قد لا يمكننا ان نوفيها حقها  و لكن قد يكون اعترافنا بها نوع من رد الجميل , و الحقيقة ان الله وحده هو من يملك مقاليد الامور ... فأرجو من يمر هنا ان لا يبخل بالدعاء , فهو الغالي اليسير  
بين اليوم و تاريخ 7 - مايو - 2006 خمس سنوات ... لكنها لم تكن كأي سنوات في حياتي , فقد امضيتها بدون أم , قد يقال ان الانسان لا يعد يتيما ً الا عند فقد احد الوالدين في سن صغير , لكن لا ادري اعتقد ان هذا التعريف يفتقر الي الدقة و الحقيقة ... فقد احد الوالدين ايا كان العمر هو من اصعب المصائب التي قد يبتلي بها انسان ,,, و الفقد علي بعد الادراك و الرشاد هو بالغ الصعوبة , فالطفل يدور في عالم الماديات رغم براءته ...لكن الناضج يحتاج الي المشاعر اكثر رغم خبرته , و من هنا تكون صعوبة الامر كلنا تقدم الانسان في العمر ... و لكني آمنت فعلا , انه قد يتركنا بعض الاشخاص لكن مهما مر الزمن فإنهم يعيشون بداخلنا ... احلامي عبارة عن مسلسل له احداث مركبة , و عندما تأتني والدتي رحمها الله في اي من احلامي , اعلم ان عقلي الباطن غير مستوعب لفكرة الرحيل و اراها دائما تعيش بيننا و لكن في حالها الاخير ...  

الموت بشكل عام هو مصيبة , و هو المصير الاخير , و هو الاقرب الينا جميعا ً , لكننا ننسي او نتناسى او تأخذنا الحياة في خضمها و صخبها ... و العجيب انني من الشخصيات التي تشعر ان الموت قريبا ً منها للغاية , و في عدة احلام في مراحل مختلفة من حياتي  كنت اري بعيني موت امي  و كنت اهرع الي غرفتها كي اراقب انها لازالت تتنفس و احمد الله علي ذلك و اعود للنوم مرة اخري ... و رغم وصول مرض امي الي درجات ميؤوس منها و ايماني بحتمية الموت في حالتها لانها كانت مريضة للغاية مرض لا شفاء له ( و بعد كل تلك المقدمات النفسية ) الا انني حالما سمعت الخبر ... نزل علي كالصاعقة ... و اصبحت غير مصدقة بالمرة ...أذكر انه غلبتي دموعي صامتة حين اذ ... و اندفعت اصعد سلالم المستشفي - سبعة ادوار - في زمن قياسي و انا في شده انفعالي , لا اصدق او لا ارغب في التصديق او اشعر انه ( يحدث للاخرين فقط ) فنحن نذهب لحضور العزائات و نسمع القران ثم كل منا يعود الي حياته كما كانت و لا شئ يجذري يتغير لكني لم اخيل ان اصاب انا بهذا الامر في اقرب من كانوا لي و عندما اعود للمنزل لن تكون الحياة مثلما كانت قبلها ابدا ً... رأيت كل اهلي في حالة صعبة خارج الغرفة التي ترقد فيها ... و عند دخولي و رؤيتي لها ... لا ادري ماذا حدث , لم ابك و لم اتحدث مع احد , كل ما دار علي لساني هو سبحان الله و الحمد لله و فقط .... ادراك عظيم اني اري ايه من ايات الله عز و جل تتحقق امامي ... و ما جعلني اهدأ قليلا اني كنت اري آثار المرض الذي غير ملامحها تماما ً تتلاشي بسرعة واضحة ... كأن المرض اللعين هو الاخر يموت بعدما قضي عليها .... أدركت حين اذ ان دموعي و حزني عبارة عن انانية لأنها لن تكون معي ... و ما جعلني اكثر هدوء نسبيا ً اني اعلم الان انها في موقف احسن مما كانت فيه في تلك الدنيا الردئية ... يكفي انها لا تتعذب , فقد امضت مع المرض اللعين عام بالكامل دون اوقات راحة  الا ايام معدودات ... كنا نتألم معها بالطبع , و لكنها كانت هي بطله العرض بلا منازع .... صبر عجيب و إيثار لنا( انا و اخي )  علي نفسها - رغم مرضها - بشكل  فعلا لم اره من قبل او لنقل لم اشعر به من قبل
قبلها بعام لم تريد ان يفسد علي سفري ( لاني من عشاق السفر ) و لم يخبروني بأي شئ ( فكانت حالتها لازالت في البداية و مبهمة و كانت تكثر من زيارة الاطباء ) و فوجئت انها هي من طلبت منهم الكذب علي - بان حالتها مستقرة و انها بخير -  حتي لا تفسد علي ما اخطط له !! لكن عند عودتي لم اجدها تحسنت كما قالت و لازالت تذهب للاطباء ( كان هذا قبل ان نكتشف الحالة فكنا لازلنا نعيش في ابهام ... تطور غريب لا تفسير له ) ... والصراحة ان الايمان القوي الغير صاخب الذي كانت تتمتع به كان يدهشني احيانا ً و اعتقد انه اعطاني دروساً عملية في كل القيم و المثل التي نراهم يتغنا بها بالكلام ... لكني مارستها بشكل قوي و قاس و عميق ... كانت هي و والدي الذي كان في غاية الدعم و التفاهم و الاحتواء و عدم التهويل و اجتياز الامر ( اعلم ان ابي اصيب بأكتئاب لقرابة عام  بعد وفاه امي و لكنه لم يبده لنا حتي يجعل الامر طبيعيا ً علي انا و اخي ...و كان يشجعنا دوما ً علي ممارسة الحية و العودة الي طبيعة حياتنا حتي لا نستسلم للحزن و ااكتئاب و لم يحملنا ما لا طاقة لنا به بعد الوفاه , هو الآخر ضرب لنا و مازال يضرب لنا حتى الان مثال نادر و جميل و راقي علي قيمة الإثار و الرضا و الايمان العميق بالله دون صخب او تكلف )  كل هذا جعل الامر اهون ما يكون - بالنسبة لما اراه من رد فعل الاخرين عن هذا الامر ان ابتلوا به  - و لكنه يظل امر جلل و صعب و ابتلاء قاسي للاية , لكننا  لم نهول الامر و لم نعيش في دور درامي , اذكر انه كلما توافرت لأمي القدرة علي الحركة كانت تفكر في مشاريع تجعلك تشعر انها لازالت مقبلة علي الحياة و تمارس حياتها الطبيعية فعلا ... اذكر يوم ان قررت - رغم تعبها و لكنه لم يشتد للدرجة الهيبة التي كان معها قبل الانتكاسة الاخيرة و قضاء الاجل - ان تختار الوان جديدة كي نعيد فرش الاثاث و نزلت و اشترته مع ابي و جاء العمال و اخذوا الاثاث كي يتم تجديده و لكن قدر الله ان ينتهي عمرها قبل ان ينتهي التجديد و لم تري هذا الاثاث الجديد ابدا ً و لكن ما فقلته كان  تجسيد رائع لمعني اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ً رغم ان النهاية كانت اقرب لها من اي شئ  آخر...  كنا نعاني كلنا و لكن في هدوء و كنا  نحتسب و نصبر و نتقبل الامر في هدوء ... اذكر انها اصرت بشدة  ايضا ً ان اذهب الي حفل التخرج , لانها تريدني ان اعيش حياتي بشكل عادي  و كانت تردد بايمان و سخرية انه مرض زي اي مرض و ان لا نهول الامور و   فكنت انخرط في مثل تلك الانشطة و اعود لأحكي لها بحماس عن كل شئ و نتضاحك سويا ً - و من رحمة الله ان كليتي كانت بجوار المستشفي التي  قضت بها اغلب اوقات المرض , و كانت لها حجرة خاصة و كنت اخرج من الكلية عليها - حتي اوهم نفسي اني اعيش حياة طبيعية و انه مرض مثل اي مرض و سوف يأخذ وقته ... و لكني كنت اعلم من قرارة نفسي انها مسالة وقت ... و ليمن الله علينا بمزيد من الدقائق نقضيها معا ً قبل الفراق ... و لكم كرهت الوقت و الساعات عندما كنت اري الدقائق و الثواني تنساب و تسوقني الي القدر المحتوم و تمنيت ان اهشم الساعات و اخرق سنة الوقت الكونية ... و مع ادراكي انه حتي لو تأتي لي ان اوقف الوقت ,,, فسوف يتجمد كل شئ و لن يتحرك لان الوقت متلازم من متلازمات الحركة ...ان اوقفت الوقت سوف اوقف الحركة ... و عليه  فلن اتمتع بأي شئ معها ان استطعت و اوقفت الوقت بشكل عملي  :((((( 

علمني هذا الامر ان اتعامل بجلد غير طبيعي مع الاشياء و المواقف التي تجابهني ... و هذة التجربة بكل ما فيها و من فيها .. صنعت مني شخصية مختلفة تماما ً عمن حولي .... 

 سبحان الله في انه وصفه في قرأنه العظيم ( مصيبة الموت ) هو مصيبة و صدمة و معجزة ايضا ً بكل المقاييس حتي و ان جان مجيئة متوقع و حتمي ... ما الذي تغير فيها ؟؟ ما الذي اوقف التنفس ؟؟؟ اعلم كل السياقات العلمية التي سوف تساق في تلك الحالة و اعتقد انني عرفت سبب الوفاة المباشر لاني كنت لازلت طالبة في الكلية في آخر عام و العلم كان حاضر في ذهني ... لكني اسأل عن شئ آخر ... اسأل عن الروح و هي التي لن نعرفها ما بحثنا و ما حيينا أبد الدهر 


رغم مرور خمس سنوات الا اني فعلا لازلت افتقدها و بشدة ,خاصة تلك الايام ...  لازلت اذكر كم كانت طيبة و حنونة معي و مع اخي و مع كل اقاربنا و كانت المفضلة لديهم لكي يحكوا معها ... لازلت اذكر ابي و اخي و عمي و خالي  و كم كانوا يبكونها بشدة و تفرجي علي كل هذا في حالة عجيبة من انفصالي عن الزمن و المكان و الحدث و الذهول  ... كأني اعيش فيلم لست بطلته لكني مسؤولة عنه ... لازلت اذكر اصراري علي حضور الغسل بنفسي كي اطمئن عليها ... فمن غير المعقول ان اتركها للغرباء او الاقارب الاقل درجة و لا اطمئن عليها و هي من كانت ترعاني في صغري و ترحم صعفي طوال عمرها ... كانت كالملاك النائم و لم أشعر بالاساطير التي تنسج حول الموتي و لكني لا ادري لماذا شعرت - و ياللجنون - انها كانت مثل العروس التي يتم تجهيزها كي تزف الي مثواها الجميل بعد طول تعب و صبر ... رزقها الله بحنوط من السعودية جعل رائحة الكفن جميلة للغاية ... و قررت ان لا تكون انوثتي حائلا ً بين ان اطمئن عليها في مثواها الاخير كما اني متا قد قرأت ان العقل الباطن كي يصدق ان عزيز لك قد مات لابد ان تراه بعينيك اثناء دفنه ... فحضرت الدفن دون اي انفعال او نحيب الا اللهم قطرات دمع صامته ... بالطبع كان الحنوتية بضه ممن يمتهنون مهنة مهمة دون اي مراعاة للاداب الاسلامية الحقيقية ( الا معرفة ان النساء ممنوعات من حضور الدفن ) و لكن بمقوله واحدة صارمة و ثابتة ( وسعوا لي ) و  نظرة متحدية افسحوا لي الطريق ... و نزلت القبر معهم كي اري ماهذا المكان المهيب الذي سنذهب اليه كلها لا محال ... للعجب لم يكن الامر مقبض للغاية بل وجدته مكان فسيح عادي لا روائح ولا اي شئ فيه ... فقط شعرت ان هذه الدنيا غاية في الهوان و انه هناك عوالم اخري لا نعرف عنها اي شئ و لكن الانسان غاية في الغرور و الصلف ... ابتسمت ان الجميع يتجمع في هذا المكان و انه لي قريبات من ناحية الوالد يرقدون بجانب والدتي ايضا ... الامر متكرر و مألوف اذن ... بعد خروجي لم استوعب للخطات اننا سنتركها هنا ... وحدها ... اريد ان اظل بجانبها كي اطمئن عليها ... لم يكف اخي عن الدعاء و صديقاتي العزيزات رفيقاتي عن قاءة القراءن لكني لا ادري لماذا لم استطع النطق بأي شئ ... ربما استحضرت اننا كلنا سنمر بهذا الموقف ... نريد الكلام و الحديث ... لكننا لا نملك السنتنا ... رغم كل هذا لكني لم اشعر بأي انقباض و لكني بأقبال علي الله و نظرة اخري للحياة ... تلك النظرة التي اخبرني عنها ابي قبلها بأيام عندما شعرت بإقتراب الاجل , قلت له يا ابي اني لا اتخيل كيف سأعيش بونها ... كيف ؟؟ قال لي ستعيشين و ستمر الحياة ( كان ابي قد عاصر وفاة والدته في اثناء إمتحانات الثانوية العامة له و عاصر وفاة  والده بعد ولادتي بعام ) سنذكرهم و لكن الحياة لا تقف علي اي شئ ... ولا حتي سيدنا محمد اعظم الخلق , الرسالة اكملت بعدما  أدي الامانة  , لحظات صعبة لابد ان نتذكر ان الموت و الحياة اساسا ليست بيدنا .. من خلقها هو من يملك علي قبضها .. و هي حكمة لا نملك الا التسليم و الحمد و الصبر لان امره نافذ ... فالصبر اولي ... و فعلا شعرت ان الله يربط علي قلبي بشكل لم اتخيله موجود اساسا ً , فعلا ً ما انزل الله من ابتلاء الا و انزل معه القدرة علي التحمل .. هناك بعض الاشخاص حتي و ان فقدناهم لكنهم يعيشون بداخلنا ...في قلوبنا ووجداننا ...سنذكرهم و نشتاق اليهم ما حيينا   سيموتون بموتنا نحن , و هناك بعض التجارب لا تخرج منها أبدا ً مثلما تدخلها ... انني تذكرها و ابتسم لاني قتلت الانانية التي كانت  بداخلي , تريدها بجواري حتي و ان تعذبت ... انني افضل بعدها لتكون هي في مكان افضل دون عذاب و في راحة و سعادة  :)