‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد فني. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد فني. إظهار كافة الرسائل

السبت، 21 ديسمبر 2013

FB قواعد العشق الأربعون - بناء المفاهيم

في المقال الماضي ذكرت ما لم يرق لي من أفكار تخللت الرواية الجميلة , فليس معني نقدي لشئ أني رفضته 100% , بشكل عام اتمني أن تزال تلك النظرة , فكرة الرؤية الحدية للشئ , فإما ان تكون بيضاء ناصعه أو سوداء مهببة . في الحقيقة و حولنا لا توجد الثنائيات بمثل هذا الوضوح و تلك المباشرة ... الجمال عمومًا مهم , و جُبِلت النفس السوية على حبه و الميل إليه , فما يخاطب الوجدان أنفذ و أقدر أن يصل إلينا من الافكار المجردة الصماء , لكل سحره و جمهوره على العموم و لكني أتكلم في أن الشريحة الأعرض هى التي تتأثر بالفنون عمومًا .


الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

FB قواعد العشق الأربعون - نقد الأفكار

أثارت تلك الرواية ضجة في اوساط اصدقائي , و كان الغالبية تحكي و تتحاكي عنها و عن اسلوبها الجميل قررت قرائتها بدافع الفضول أولًا رغم عدم ميلي للأدب عمومًا 

بمنتهي الصراحة و الحياد , الاسلوب الأدبي يجبرك علي متابعتها , رغم عدد صفحاتها الكبير نسبيًا الا انني فعلا لم استطع الفكاك منها ... و هذا هو السبب الوحيد الذي جعلني اعطيها 3 نجوم . لماذا ؟؟ لأني لست أنتمي لمدرسة الفن للفن فقط . الافكار التي تحملها القصة أهم عندي من أي شئ آخر . 


لان الافكار هي الأهم دومًا ... هي اللبنة الأولى التي ينبني عليها أي فعل , ربما كنت أستطيع إستخراج الأفكار بصورة "خام " عن ما هي مكتوبة ... فالفكرة لا توجد غالبًا في صورتها الخام , كما هو الحال مع المعادن في الطبيعة , بل دائمًا تحاط بصخور و أشياء تخفي حقيقتها , كذلك الأفكار , لا توجد دائمًا في صورتها الخام ... 

إشكالية هذا الامر و دقته , أنه قد لا تتوافر دائمًا العوامل التي تخرج تلك الأفكار لصورتها الخام , و لكنها إن وجدت فهي تسبب مشاكل كثيرة و قد لا يجب ان توجد كل العوامل حتي تخرج الفكرة لتظهر بشكل ساطع , يمكن ان تتبدي الفكرة بشكل شائب و هو شئ غير محمود ايضًا ... خاصة فيما يتعلق بفكرة العقيدة و هي من أخطر الأفكار على الإطلاق ... 

فعندما أتتبع الأفكار , لا أتتبعها و أكتفي بها في صورتها المجملة و المحاطة بأشياء كثيرة , و لكني أتتبعها في خامها حتي تكبر , فالأفكار كالأطفال , لا تظل علي حالها و لكنها تكتسب بمرور الوقت شكلًا جديدًا , فالجهد الذي تبذله العقول حولها هو ما يشكلها في صورتها النهائية ... و هو شئ صعب التحكم فيه ... 

أتفهم بدقة أنه لكل عصر أصنامه التي يعبدها الناس من دون الله , و تحتاج لتكسير دائمًا , و لكن لا يجب أثناء هدم تلك الأصنام أن أهدم المظلة الأساسية التي تحيط بنا ... هذا شئ دقيق لا يوفق الكثيرين في صياغته ... صورت الكاتبة شمس التبريزي بالذاته أنه يريد أن يكسر اللأصنام و لكنه يكسر المظلة الأساسية التي لا بد أن لا يخرج عنها أي مسلم يعرف عقيدته جيدًا ... و لكني لا أعيب عليه فلم اقرأ عن شمس التبريزي ما يكفي , و لكن ما وصلني عنه هو ما كتبته الرواية ها كنا , و هذه الكتابات تعكس النظرة التي ينظر بها الكاتب للشئ الذي يكتب عنه , ولا تمثل الحقيقة نفسها ... خاصة ان كاتبي القصص يرون انه لا يجب ان يلتزموا بالتاريخ لانهم ليسوا رواه تاريخ و يتركون لخيالهم العنان ... بشكل عام هناك صورة كلاسيكية نوعًا ما وصلتنا عن هؤلاء غذتها كتابات قديمة للبعض و فقط . لا أعتقد أن هناك كاتب معاصر جلس مع درويش حقيقي ليخبره أدق أسراره النفسيه . ما نراه هي الصورة التي نريد أن نراها لا ما كانت بالفعل . 

لا أتفق مع افكار كثيرة جدًا جائت في القصة ... خاصة فيما يتعلق بالذات الإلهية ( تعالى جل جلاله عما يصفون ) 
ربما لن يستوعب الجزء القادم إلا من قرأ الرواية نفسها , لأني أستشهد و أنتقد أجزاء ذكرت فيها  
أختلف ايضًا في انه كان يسلم علي كل الأولياء من كل الديانات فلابد من الترفع علي تلك المسمميات التافهه !!! للاسف قد يتم تمرير رؤيه معينة حديثة نسبيًا للكاتب علي لسان شخصية قديمة فيتم التأصيل لها تاريخيًا ... إذن ما الداع في ان اعتنق دين معين و اتقيد بقيوده دون ديانة اخري إن كان الجميع متساوون ؟؟ 

اختلف تماما عندمة طرد التلميذ عن رفقته عندما لم يطيعه في شرب الخمر !!! قد يطلب المرء اختبارات قاسية و لكنها لا تدخل في طور الكبائر ... ثم لي عنق الحقيقة و مقولة انه لم ينفذ مجرد انه يخاف من نظرة الناس له و هذا شئ لابد ن تركه !!! للاسف هذا تسطيح للامر عرف الناس ليس دائمًا من الشجاعة تكسيره كي يحصل المرء علي الخلاص ... كما لا ا تفق أيضُا علي فكرة ان يحضر جلال الدين الخمر له , هل طاعة شمس مقدمة علي طاعة الله و هو من لعن الخمر و ليست الخمر فحسب بل تاجرها و بائعها و حتي حاملها ؟؟ 


فكرة الألم و المعاناة الواجبة لمعرفة و الاقتراب من الله المستوحاه من الفلسفة المسيحية واضحة جدًا ... يمكن ان تعرف الله بدون تلك الافكار . بل ان معرفه الله هي ما تجعلك تتغلب علي الألم و المعاناه و ليس العكس . 


فكرة ان يمنح الأولياء البركة فكرة سخيفة هي الأخري و تتعارض معنا تمامًا , الاولياء ما هم الا عبيد من عباد الله لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا ,,, فكيف تكون لبركتهم أثر أو شئ هام ؟؟ هذا ليس فهمًا حقيقيًا صلبًا للإسلام ... هناك رؤية اخري ان مد الله علي عمري و آتاني حكمة من لدنه و شاء الله قد اعرضها 


لم المح الروح الإسلامية فيها أو لعلها كاتبة تريد ان تسوق الرواية للجميع بثقافتهم , فلفظ الصلاة عندنا هو خاص بما نفعله في الخمس اوقات و ما اقره الله , لكن الصلاة في كل الديانات الآخري هي ما نسميه عندنا ( الدعاء ) و هذا يجعلني اشعر ان الجو ليس جو اسلامي خالص و لكنها مكتوبة لثقافة مغايرة عن ثقافتنا .كلمة خلقنا الله علي صورته ليست من ثقافتنا هكذا بل هي كلمة توراتية . 

* عندما يدخل العاشق الحانة تصبح تصبح محرابه , و لكن عندما يدخل شارب الخمر نفس الغرفة تصبح حانه ... لا اعتقد ان الفعل او الحق يعرف بالرجال , و لكن الرجال تعرف بالحق , هذا الامر مدمر تمامًا ... اعلم ان الامر ليس بهذه الحدية و لكن الفكرة الاساسية نفسها لا ينبني عليها خير قط . . فليس الفعل لأنه يصدر من شخص معين يصبح حسن و ربك رب قلوب !!! 

*نحن لا نتحد مع الله اتحادًا تامًا ص 269 هناك مسافة ... انا ضد فكرة وحدة الوجود !

*إن المبادئ و القيود الدينية مهمة , و لكن لا ينبغي ان تتحول لمحرمات !!! نعم اعلم ان الاسماك لا تعيش في المياة المعقمة و لكن هناك آثام ان وطئت روحك يتوصمها للابد و لن تبرأ منها , ولا يجب ان توغل فيها و لكن يكفي ان تعرفها ظاهررًا لعل الزنا يأتي علي رأس تلك الآثام ... هذا خلط للباطل مع الحق :( لا يجب ان تسيطر علينا شهوة اننا نطهار لا نتدنس , فعلا و لكن لا يجب ان نتدنس لنكسر تلك الشهوة !!! نحن ببساطة محاطين بالدنس من كل جانب لو استطعنا اجتناب ما نواجه فقط لكان هذا خيرًا كثيرًا 

مهما كانت العقيدة الدينية التي تعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة . لو لم تكن عقيدتي جيدة لماذا اعتنقها اذن ؟؟


لا انكر ان تحيزاتي تطغي و هو شئ جيد ان اكون واعية بيه عن أن انكرة و يكون ظاهرًا رغم عني , لانه لا يوجد شخص في الحقيقة بدون تحيزات ... 


كل ما يمكنني قوله , انهم لم يعرفوا الله حقًا , لم يعرفوه !!

============================

إن شاء الله سأحاول في الجزء الثاني التعرض للفكرة التي يتم اغفالها و محاولة لتسليط الضوء عليها ... فالأفكار لا تواجه إلا بأفكار اقوى . 
أدعو الله ان يلهمني بأفكار من لدنه ولا ينضب قلمي

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

FB مالكولم إكس

في ظل تلك الظروف العبثية التي تمر بها البلاد , أردت ان افصل لانه فعلا الامر صعب لنشاهد فيلم , ممم ماذا تفضلي ؟؟ ماذا عندك ؟؟ ... مالكولم إكس ؟؟ نعم . ما طوله ؟  ثلاث ساعات !! أم أعد استطيع صبرًا لمشاهدة شئ , لا أدري لما و لكني سمعت عن مالكولم أكس و أعرف عنه بعض المعلومات . قلت فرصة اقترب من تلك الشخصية أكثر .  


ما هذة البداية ؟؟ هل هذا هو ما سمعنا عنه الحكايات ؟؟ شاب بالتعبير الدارج "مُبيأ " لا يعرف كيف يرتدي ملابس متناسقة , يزني و يدمن المخدرات و يتعرف علي عصابة و ينشق عليها و يدخل السجن  !!!  كيف يمكن أن يكون هذا الشخص من يحكون عنه ؟؟ ثم قابل في السجن من قلب حياته رأسًا علي عقب و جعله مواطن صالح . لا أدري لماذا لم أعد اثق في أن يمكن لشخص أن يتحول تحولًا دراميًا و يتبدل حالة 180 درجة هكذا . 


 عند تركيزي أكثر علي شخصية مالكولم , وجدت أن الشخصية بشكل مجرد لم تختلف , الفارق في الإطار الذي وَضعت نفسها فيه . عوامل نشأتها من كونه إبن لقس شجاع لا يستسلم مثلما يفعل من بقي من معشر السود جعلته متمردًا , و تم قتل ابوه في النهاية علي يد بعض العنصريين البيض ...  و بالطبع مسؤولية تربية اربع ذكور في مجتمع قاسي جعلت الأم تصاب بالجنون و شق كل طفل طريقه , و غير واضح كيف كانت علاقة مالكولم بأشقاؤه في الفيلم بعد ذلك . كون والدته بيضاء و زنجية و لكن بشرتها فاتحة جدًا لان والدتها تعرضت للإغتصاب من شاب اشقر فكانت هي ثمرة هذه الحادثة , و تزوجت والده و كان داكنًا للغاية للظروف النفسية التي مرت بها أظن أنها اثرت عليه بشكل أو بآخر , و هي من أورثته شعره الأحمر الغير معتاد لسود البشرة حتي أن إسمه كان ريد في البداية ...




هو إنسان متمرد و ذكي لأقصي درجة , يفهم إمكانياته جيدًا و يجيد توظيفها .... و من ضمن ذكاؤه مرونته و عدم تصلب الراي و تلك الميزة الآخيرة هي ما جعلته يتطور بسلاسة و أحسب انها ما صنعته حقًا .    
 ظهر تمرده في : رغبته أن يكون محامي ؛ فهو منذ سنه الصغير أدرك ملكته في الخطابة و حضور البديهة في الكلام و ظهر في إذلال الفتاة البيضاء التي كان يرافقها و في عمله كطاهي و في السجن أخيرًا عندما رفض حفظ الرقم الذي يعبر عن هويته و تم حبسه حبس إنفرادي لكسر إرادته للتأديب . 



كما أنه اجاد توظيف ذكاؤه في السخرية من زعيم العصابة و إنشقاقه عليه , و في رئاسة العصابة الصغيرة التي كونها لسرقة المنازل و حركة قُرعة المسدس .


 كان يمكن أن يكون مثل آلاف المجرمين الذي تعج بهم السجون يوميًا في كل البلاد . و لكنه صادف في سجنه من دله علي جماعة تصيغ الدين الإسلامي في قوالب عنصرية بفهم مشوه ( يعني حتى المنكرات كانت تصاغ في صورة انها الأشياء التي يسيطر بها الرجل الابيض علينا / الشيطان علينا ) كانت هذه هي النقلة الأولي في حياته من ترك لحياة الضياع و بدأ بأن يكون إنسان محترم فعلًا و بدأ القراءة في القاموس في السجن .


خرج من السجن ووجد أن الحياة التي تؤمنها له الهيئة التي انضم لها و التي تتبني فكرًا مشوهًا عن الإسلام تشبع طاقة تمرده في الحنق علي كونه اسودًا و نظرًا لانه خطيب مفوه و ذكي استطاع ان يصل و يحقق شهرة ... كانت علاقة بإليجا محمد رغم فساد الأخير ضرورية , لان المرء دائمًا في حاجة لمن يضع له اساسه الفكري  او يعطيه أدوات التفكير , و أعتقد ان هذا ما فعلته تلك الفترة به ...

كانت ضرورية علي الرغم من درامية انفصاله عنهم . و كانت زوجته هي ما نبهته لفساد رؤساء تلك المنظمة و كانت تلك هي نقطة التحول الثانية في حياته ... ليس من السهل أبدًا ان ينفصل المرء عن ابآئه الروحيين الذي صنعوه فكريًا حرفيًا و كان هذا موقف صعب للغاية بينه و بين زوجته نافذة البصيرة ... و لكنه لنفسه الحره لم يعمه حبه عن أن يتبين الحق و إتبعه رغم صعوبته و أنفصل عنهم .


 أما عن الموقف الثالث و التي يتجلي فيه مرونته في التفكير , هو أنه تخلي عن القالب العنصري الإسلامي بعد رحلة الحج التي قام بها لمكة . و استوعب ان الإسلام دعوة عالمية فعلا تتعالي علي تلك الأيديولوجيات , ليس من السهل علي أنسان نشأ في مجتمع يضطهد السود و اتخذ الاسلام كوسيلة للتغلب علي هذا الإضطهاد أن يترك تلك الفكرة و يعتنق الإسلام الحقيقي .


 لولا تلك العقلية المرنة لما استطاع الوعي بمكانه الحالي و الإنتقال لمكان افضل عندما يرى ذلك و هذا نجح في تحقيقه في 3 مواطن : ترك الإجرام و الإتجاه ليصبح مواطن صالح , ترك المنظمة التي بنته و نشأ فيها بعدما تبين له فسادها , ترك النظرة العنصرية للإسلام و اتجه للإسلام الحقيقي الصواب

 

.==========================================================

من اللقطات التي أعجبتني للغاية جزئية استعراض حياة المجرمين الذين تركهم قبل عشر سنوات من دخوله للسجن و كيف انه دمرت حياتهم تمامًا . قد تكون الصياعة و البلطجة جذابه و خادعة لانها تعطي شعور زائف بالقوة و لكنها في النهاية لا تؤدي لشئ حقيقي بالإنسان .من النقاط الجميلة التي تستحق الإشادة , هي عند التعرض لقصة زواجه كان الأمر معروض غاية في الرقي , لم يجعلوه يسف مثلًا أو يعود لأيام الشقاوة  و تم التناول الحقير للحب علي انه مرادف للزنى , لكن كان إعجاب  "طبيعي , و حقيقي شعرت بصدقه للغاية و توج الأمر ببساطة بالزواج . لاني اشمئز للغاية من اطفاء لمحة "عصرية " علي قصص الحب العفيفة في الروايات التاريخية ذات السمت الإسلامي كي تكون مثيرة و جذابة . ( فيلم فاتح التركي نموذجًا للإنسحاق القيمي )   

اللقطة الأخري , عندما كان يسير في طريق ملئ بالعاهرات و المنازل القذرة و الاطفال المشردة و كانت هناك خلفية لخطبة تقول ان الرجل الابيض يريدنا في هذا المستنقع الموحل حتي لا نكون علي قدر منافسته ابدًا . شعرت أن هذه هو حالنا مع الفارق طبعًا . المجتمع الغافل خائر العزم هو مجتمع العبيد المُساق .  من أكثر الجمل التي آلمتني و شعرت فيها بغصه و صدق و معاصرة للاسف الشديد : في مكالمته الأخيرة مع زوجته كان يقول لها أنه كان لدينا أجمل منظمة لتجميع الجهود و توجيد الصفوف و لكن للأسف تم تخريبيها بيد السود لا سواهم , ياللخسارة .  جدير بالذكر ان المنظمة التي انشق عنها هي من خططت لقتله و نجحت في ذلك  و ليس العنصريون البيض .  

(19 مايو 1925 - 21 فبراير 1965) أي عاش تقريبًا 40 عامًا 
=========================================================== 
قصة هذا الشخص ملهمة للغاية و دفعتني للحصول علي سيرته الذاتيه و قرائتها للإقتراب و الوقوف علي شخصيته و كيف كان يفكر و يتصرف و ما هي أهم اقواله و كيف كانت الظروف حوله . رحمه الله رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته .