‏إظهار الرسائل ذات التسميات إسلام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إسلام. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

FB روح الله فينا

طلبت ذات مرة من مجموعة ما كتابة مقال في موضوع معين , و تعلل البعض بأنه لا يمتلك موهبة الكتابة ... قلت في نفسي هذه مجرد حجة واهية , كنا في إمتحان اللغة العربية يكتب جميعنا موضوع التعبير و كان لا يمثل أي مشكلة , كما أن اللغة تتكون من 28 حرف و الكلمات محدودة مهما كثرت ... و تحت ضغط و بدافع العشم  كتب الجميع .. و فوجئت بالنتيجة , الأمر يتعدي فعلًا مجرد حروف و كلمات مرصوصة بجوار بعضها البعض كما كنت أتصور !!!
 و لمعرفتي و إقترابي من شخصيات من كتبوا كتب و لا تظنوا أني أبالغ , إستطعت أن أتلمس جزء من روح من أعرفهم محمولة علي الأوراق ...

الأمر إذن ليس مجرد كلمات صمات تُرص لتُنتج معني بشكل آلي , حتي و إن كانت الحروف محدودة و الكلمات محدودة و لكن الروح التي تحرك الكلمات و تستطيع أن تلمسها لا حد ولا حدود لها أبدًا ... ماذا يمكن أن نسمي هذا الأمر إذن ؟؟

 إنها الموهبة ...الموهبة هو شئ يتميز به فرد ما عن الآخرين ببراعة يوجده من اللا شئ و يتفوق علي الآخرين في تلك النقطة تحديدًا, قد تكون تلك الموهبة ظاهرة , كخفة دم أو ذكاء إجتماعي , سرعة بديهة أو الشخصيات القوية التي يلجأ اليها الجميع , الشخصيات المتفهمة أو الحنونة أو الصبورة الدؤوبة ... قد تكون قدرة على تأليف ألحان موسيقية من العدم , يدندن اللحن مع نفسه ليجعله مسموعًا , فهو سمعه دون أن يكون موجودًا  كما صاغ الكاتب المعاني التي كانت في ذهنه فقط ... قد تكون براعة معينة في تصور موديلات أزياء ما , أو مزج ألوان مع بعضها البعض لتعطي درجات جديدة متناغمه من الألوان , قد تكون قدرة علي تخيل أحداث و شخصيات و صور تنتج لنا قصة ذات قيمة معينه , و قد يكون في صياغة تصميمات معمارية جديدة و عمل مدارس جديدة و متفردة لتلبي إحتياج ما , قد تكون حتي براعة في التعامل مع الأرقام أو حتي إيجاد نظريات فيزيائية جديدة عن الحركة و السرعة و ما شابه أو حتي إختراع جديد معين ليتغلب علي مشكلة معينة ....

نعم أعلم أن هناك دراسات تقام ليتعلم المرء صفة معينه , و هذا التعليم هو عبارة عن تراكم من معرفة البشر في مجال معين يورثة جيل لآخر يضيف عليه و يهذب الموجود , و بالرغم من تلك العلوم الموجودة و لكن تظل الموهبة المتفردة ضرورية  لإيجاد حالة إستثنائيه , نصقلها بالدراسة و لكن لا غني عن الموهبة الاساسية ...
و الإبداع في رايي المتواضع لا يقتصر على مجال الفنون فقط و لكن لكل مجال فنه أو لغته المبدعة المتفردة الخاصة به و التي يفهمها أهل هذا المجال .

 يخيل لي أن تلك الموهبة جائت من العدم ... لأن هذا الشخص الذي برع في مجاله كان صاحب سبق معين , من أين جائت تلك الملكة ؟؟ تفكرت طويلًا في هذا الأمر ... وجدت أن معين العبقرية الأساسي هو القبس الإلهي الأول الذي منه خُلقنا , فالإنسان - كما نؤمن نحن المسلمون - خلقه الله بأن نفخ فيه من روحه و كان هذا تكريم ما بعده تكريم له . نحن فينا جزء إلهي , أعتقد أنه المسؤول عن الإيجاد من العدم الظاهري ( هو ليس عدم مطلق فهو معروف عند الله و لكنه عدم لنا نحن يمتن الله أن يظهره أول مرة علي من يشاء من عباده ) فهو المسؤول عن كل هذا الإبداع الذي يعج به عالمنا في شتى مجالات الحياة . 


وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ  (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29)
سورة الحجر 



إني لأزعم أني أري جانب بسيط من جمال و عظمة البديع الخالق في جمال ما صنع خلقه . 

إذن , لكل إنسان لديه شق رباني مقتبس من الروح التي نفخت فيه و شق أرضي من الطين الذي خلقنا منه , و الخلل دائمًا يقع عندما تغفل شق أو نتجاهل شق كأنه غير موجود .

هذه الفكرة لها الجانب التطبيقي الجميل لها و هي المخترعات و الإبداع البشري , و لكن لها التطبيق السلبي ايضًا و هىة تفسر لي بعض من سلوكيات البشر التي غمضت علي لفترة ما من حياتي . يبدأ الأمر في أن يتخذ شكل أن الإنسان شب عن الطوق و لم يعد يحتاج مرجعية خارجه ( فهو و نفسه هديت أم ضلت هو المرجعية و المحتكم ) فلابد أن يرضي عن كل ما يفعله حتي يكون إنسان سوى و إن أجبر نفسه علي فعل شئ (صواب ) و لكنه دون إرادته فهو منافق !!!


هذه صورة من صور إنكار الضعف الإنساني الذي قد يعتري البعض فيظن أن الكمال لرأيه هو و الصواب هو تنفيذ هذا الراي دون وجود مرجعية متجاوزة له .... 


أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا (43) الفرقان


صورة أخري أكثر تطورًا لهذه الصورة السلبية تظهر في كل المتجبرين أو الحائزين علي سلطة أو قوة معينة فوق عامة البشر هم مدعي إلوهية بصورة أو بأخرى , عذرًا إن كان هذا المعني صادم ... لماذا أقول ذلك ؟؟
لأن هذا الأمر شهوة من شهوات النفس التي لها أصل في التكوين البشري و إن لم تجحم لخربت الدنيا , لأننا نميل بالروح التي نفخت فينا من الله ,  أن نظن أننا آلهة ايضًا فعند حوز السلطة نظن أننا تغلبنا علي ضعفنا البشري و الإنساني ( المتمثل في الجسد الطيني و الجسم البشري الضعيف) و نحاول الإنطلاق , فكان إدعاء فرعون و النمرود بن كنعان أنهم آلهة من دون الله .
و حتي في عصرنا الحديث من يحوزون السلطة يتصرفون بتلك الطريقة - قد يكونوا أكثر دهاءً من فراعين الأمس في الا يأمروا الناس بعبادتهم بشكل مباشر و صريح فهم ادهي من أن يثيروا العامة عليهم بمثل تلك الإدعائات الجوفاء و لكن كل الافعال تشير أنهم لا يخشون أي قدرة فوقية و أنهم يظنون أنهم حازوا القوة النهائية و أنهم يتحكمون في مصائر البلاد و العباد ( و لنا في روايات معذبي أمن الدولة تجسيد لهذا الغرور بالسلطة الذي يودي بالعقل و يجعله يظن أنه إله و العياذ بالله ) و هذا هو في رايي السقوط المروع .


 التوازن الحقيقي الذي يمكن أن يحوزه المرء هو أن يدرك ضعفه و مواطنه و يتعامل معها و يدرك مكامن قوته و يتعامل معها ايضًا  إنكار اي من الجانبين قد يوقعنا إما في جمود أزلي أو في فوضي حقيقية . 
الإعتراف بأن المرء يملك جسدًا ضعيفًا قد يكون له إحتياجات معينه إنسانية لابد أن يلبيها له بحدود معينه دون إفراط أو تفريط, يعطيه سلامًا نفسيًا فليس الجسد شئ مهمل مستقذر ولا هو محط و منتهي الإهتمام . و تذكرنا أننا موجودين في هذا الحيز الضيق يحجمنا دائمًا و يذكرنا بنقصنا البشري , فنحن مهما بلغنا لن يمكننا أن نتعد تلك الحيز المحدودين به , و الجميل أنه كلما إعترفنا بهذا الامر توازننا .

هذا هو التطبيق العملي لمقولة من تواضع لله رفعه . فالله هو الخالق و هو الخافض و هو الرافع و علي قدر ادائنا في الدنيا نعد المتاع لسفرنا القادم . نسال الله السلامة . 



=============================هذه الإضافة مهمة و لابد منها لإكمال المعني المركب https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=565936363485337&id=100002069363651 

الأحد، 29 سبتمبر 2013

FB تحدي الوحي , و تجريد الأفكار .

 أذكر المناسبة بدقة أو حتى الجملة التي قلتها لوالدي ..كانت تقريبًا أمنية تمنيتها أن أعيش في عصر  النبي و البعثة . قال لي و هو ما اذكره جيدًا هو أن المرء قد لا يضمن في أي موضع قد يوجد حتي و إن كنا نراه في يومنا هذا عصر جميل , أليس من الممكن أن تكوني مكان أبا لهب الذي كان يحارب الرسول أو زوجته حمالة الحطب التي كانت تضع له الشوك أو اي من المنافقين أو أي شخص ليس بالضرورة يهتدي للإسلام ؟؟ ليست العبرة بالعصر إذن و لكن العبرة بمكاننا فيه . أعجبتني تلك الحجة كثيرًا , و لكن كلما كبرت كلما فهمت أن لها أبعاد أعمق مما يبدو ظاهريًا .  

                                         *****************************

الخميس، 25 أبريل 2013

FB محاضرة : كيف نطلب العلم ؟ لأنس السلطان

حضرت محاضرة جميلة بعنوان : كيفية طلب العلم , للمحاضر الشيخ أنس السلطان . تبع فريق معرفة أهمية تلك  المحاضرة  - في رايي المتواضع – تكمن في أنها تعطي مدخلًا ملموسًا لعدة أشياء يتم الحديث عنهم كثيرًا و لكن قلمانتحدث فيها فعلًا , و هو طلب العلم و لماذا يكون الشكل الشرعي مختلف عن الشكل العادي و مشكلة التعليم من منظور الهوية الإسلامية . لا أنكر أني حتي وقت – متوسط نسبيًا – كنت أقول , أن العرب عندهم ميل للرثاء الذاتي و الإستشهاد , و الأدلة العقلية ( اي الواقع المذري الذي نعيش فيه ) كان يترجم عندي أنهم إن كانوا فعلًا أصحاب حضارة و منهج علمي متين لما وصلنا لمثل هذا الموضع البشع علي ذيل الأمم الذي لم يسبق له مثيل , , لكن بعدما إقتربت أكثر ,علمت أن هناك فعلا تركة علمية محترمة و متينه للغاية موجوده لنا , هو لا أنكر انه حدثت مشكلة أوصلتنا لما نحن فيه و لابد لنا ان نفهمها جيدًا  لكن المشكلة لم تكن أبدًا في داخل المنهج العلمي نفسه الذي يتبعه علماء المسلمون . كانت د. هبة رؤوف تقول , إن أردت أن تفهم أكثر أو تستوعب فكره فحاول أن تتعمق في التفاصيل , فالتفاصيل في زمننا الحالي غالبًا ما ننفر منها , و لكنه السبيل الوحيد لمن أراد الفهم العميق . أعطتني تلك المحاضرة عدة مفاهيم اساسية , لا يجب بالمناسبة أن نعود للنموذج القديم بحذافيره , و لكن الأهم كما قيل هو المنهج و الفلسفة الكامنة فيه ... ستكون تلك المقالة طويلة , لاني سأحاول تلخيص كل ما قيل في المحاضرة الاساسية , و بالطبع المحاضرة لها روحها الخاصة الإنسانية , فقد كانت تفاعليه و ليست في إتجاه واحد فقط, و التي قد أفشل في إيصال تلك الروح  بشكل كامل و لكن لا بأس من الإجتهاد . كنت أنوي كتابة تعقيب عن المناهج التعليمية و عملية التعليم و طريقته و فلسفته ككل و لكن أفضل أن يكون ذلك في مقال منفصل . ======================

بسم الله تقديم :

 ما هو تعريف العلم ( جائت هذه الإجابة بعد أن سأل المحاضر الحضور عن ماهية تعريف العلم ) 
كان التعريف هو : الإدراك الجازم المطابق للواقع , الناشئ عن دليل و لكل لفظ في التعريف محل و سبب , عدم الإدراك  من أساسه = جهل . الإدراك غير الجازم = وهم إدراك جازم غير مطابق للواقع = جهل مركب و هو إدراك الشئ علي غير ما هو عليه . إدراك جازم مطابق للواقع غير ناشئ عن دليل = تقليد ( هو ليس مرتبه سيئة فلا نكتفي به ولا نتخلى عنه و لكنه مرحلة مهمة ) ( يوصينا المُحاضر دائمًا بالكتابة فيذكر أبيات مثل : العلم صيد و الكتابة قيده – أبهت قلم أفضل من أقوى ذاكرة لانها تحتفظ بالمعلومات و لو بعد خمس سنوات ) عناصر المحاضرة الأساسية 1- لماذا نتعلم ؟ ( لماذا تسأل عن الغايات الكلية )2- ماذا نتعلم ؟3- كيف نتعلم ؟4- ماذا بعد أن نتعلم ؟العنصر الأول : لماذا نتعلم ؟؟؟البشر يتعلمون بشكل عام لأن التعليم و الفضول و حب الإستطلاع غريزة أساسية عندالبشر جميعهم . فالعلم هو ما يجعل الإنسان إنسانًا و يفرقه عن بقية المخلوقات الأخرى . أما عن المسلمون فهم يتعلمون لأنهم جزء من البشر و لكنهم يزيدون عنهم فكرة إرضاء الله عز و جل , و  أكثر عباد الله خشيه له هم العلماء مصداقًا للقرآن الكريم , و أن العلم هو أفضل طريق إلى الله وهناك أحاديث نبوية تبين فضل العالم علي العابد ( مقارنة بين جيد و أجود ) فنحن نتعلم لأن طلب العلم ضرورة بشرية , و فريضة شرعيةالعنصر الثاني : ماذا نتعلم ؟؟ 1- ما لا يسع المسلم جهله  (روضة )2- خريطة العلوم .(إبتدائي )33- مبادئ العلوم .  (إعدادي )و يستفيض المحاضر في تلك النقطة ,,, فهو يشرح ما معنى ما لا يسع المسلم جهله , ويقول أنه أهم شئ في في طلب العلم هو وجود ما يسمى ب " رؤية كلية " أي أن نحدد الغاية و الهدف من اي شئ نفعله . ما هو ما لا يسع المسلم جهله ؟؟ هو معرفه مقاصد الله في الخلق , أي لماذا خلقنا الله ؟؟مقاصد الخلق هي ( عبادة الله – عمارة الأرض - تزكية النفس ) ماذا ؟؟يحكي لنا المحاضر بعد ذلك قصة حديث "أم السنة " و هو يقصد حديث جبريل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ،وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال :" فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم" ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم . و سمي بأم السنة للكلمة التي قيلت في نهايته ... فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم . ذُكر في الحديث ماهية الإسلام و الإيمان و الإحسان و يمكننا أن نقول ان الأسلام يرادف عمارة الأرض ,فمكوناته هي الفقة ( شهادة ان لا إله الا الله و ان محمد رسول الله – إقام الصلاة – إيتاء الزكاه– صوم رمضان – حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلًا ) و هي تختص بالشق المادي  او الجسد أو  أفعال المكلفين و ينقسم الفقه إلي ( عبادات –معاملات – مناكحات – جنايات – الجهاد ) أما الإيمانيرادف معرفة الله و هو يختص بالعقيدة و يُعني بأفكارالمكلفين أي بالعقل  ( النموذج المعرفي ) أما الإحسان يرادف تزكية النفس  , و هي محلها القلب و تختص بالخواطر التي ترتقي بالقلوب و تزكيها ثم ينتقل المحاضر الى ربط ذلك بمناهج التعليم , و كيف انها فاشلة و لا تصنع إنسانًا متعلمًا ولكنها تراكم معلومات في العقول , كما يراكم لبنات الطوب دون نظام كلي حاكم يعرفنا كيف ننسقها و ماذا ستخرج لنا ,  و المشكلة للأمانة ليست مشكلة كتب دراسية لانها إن نظرنا إليها سنجدها جيدة للغاية , و لكن المشكلة الأساسية فيها  إفتقارها إلي أهم شئ في العملية التعليمية و هي الرؤية الكلية ,  فلم يخبر الطلبة  أحد ما هو المطلوب منهم معرفته عندما يجتازون مراحلهم الدراسية ... و قال ان في مرحلة الروضة لابد للفرد - الطفل -  المسلم معرفة "ما لا يسع المسلم جهله " أي مبادئ فقه – مبادئ عقيدة – مبادئ تزكية – و مبادئ اللغة - مبادئ الحساب ,كي يتمكن من قراءة العلوم , و تأتي هذه كأولوية أولي و هذا يحدث بتعليم القرأن والأحاديث النبوية , ثم مبادئ الحساب و من خلالها يتعلم التفكير المنطقي ,  و يقول إن الانتقال من مرحلة لأخرى لا يجب أن يُقيد بسن , فهناك الطلبة العباقرة القادرين على استيعاب كم كبير من العلم فمن الظلم ابقائهم في مراحل تعليمية اقل , و قد يكون المرء كبيرًا لكنه لم يستوفي العلوم الأساسية , حتي لا يكون عندنا طلبة في الكلية و لا يحسنون القراءة . 
و ركز علي ان المرحلة الإبتدائية هي (الإبتداء ) اللي من المفترض ان يأخذ الطفل فيها فكرة عن خريطة العلوم ( الرؤية الكلية للعلوم ككل )  و يدرس مبادئ كل العلوم بشكل مبسط للغاية من خلال دراسة ملخص او ما أسماه بالمتن . و هو عبارة عن كلام مختصر يحوي علي تعريف العلم و أهم مسائلة سواء كان منظومًا أو منثورًا . 
ثم في المرحلة الإعدادية هي ( الإعداد الأمثل ليكون المرء طالب علم حقيقي ) و يدرس فيها شروح المتون ( المبادئ ) و يتوسع قليلًا في كل علم من العلوم التي سبق و ان استوعبها كلها في المرحلة الإبتدائية .ثم في المرحلة الثانوية ( الغير مهمة التي يري انه لا يكمل فيها الا من يحب العلم فعلا , فالمرحلة الإعدادية كافية لإعداد الحد الأدني من العلومات المطلوب معرفتها للجميع ) يأخذ فيها الطالب تعليق علي شروح العلم . و لكن لحظة ؟؟ ما هي اساسا خريطة العلوم هذا التي مطلوب  من الطالب الإلمام بها و بمبادئ علومها في المرحلة الإبتدائية ؟؟ يفضل ان يتم رسمها بطريقة ( الخرائط الذهنية

 و لكن لعدم توافر تلك الخاصية علي الفيس فسوف احاول رسمها و ارفق صورة بها )


رابط الصورة بشكل أوضح https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10151675475723132&set=a.122324078131.125728.525088131&type=1&relevant_count=1في كل العلوم السابقة يدرس الطالب المبادئ (المتن ) في المرحلة الإبتدائية – الشروح ( لدائرة واحدة فقط ) في المرحلة الإعدادية – و الحواشي ( التعليق علي الشروح ) في المرحلة الثانوية في علم واحد فقط , بالطبع العلوم تتفرع و ما هو مكتوب هو رؤوس للموضوعات فقط .... حتي يكون الطالب الجامعي علي علم و دراسية بما سيأخذه في الجامعة ولا يوجد شئ اسمه ملخصات (فهذا سخف علمي ) و لكن يقضي الجامعة في ابحاث و حل معضلات و ما إلي ذلك .
مبادئ العلوم يقول المُحاضر أنه عند دراسة اي علم لابد لنا من أن نحيط به بشكل مبدئي , و أي علم لابد له من عشر مبادئ نعرفها عنه , و لخصت تلك المبادئ في هذه الأبيات و صاحبها هو الصبان صاحب الحاشية على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك . إن مبادِي كلِّفنٍّ عشرةْ *** الحدُّ والموضوعُ ثم الثمرةْ 
ونسبةٌ وفضلُهُ والواضعْ *** والاسمُ لاستمدادُ حكمُ الشارعْ 
مسائلٌ والبعض بالبعضِ اكتفى *** ومن درى الجميعَ حازَ الشرفاالحد : التعريف و هو لا يتشابه مع علم آخر و لابد أن يكون مانع جامع الموضوع : المادة التي يبحث فيها العلم . الثمرة : النفع الذي يراد من هذا العلم و ما لزومه فضله :شريف أم وضيع نسبه : مكانه في خريطة العلوم الواضع : المخترع أو أول من كتب فيه بذلك نكون أنهينا أول عنصرين من عناصر المحاضرة و هم لماذا نتعلم , و ماذا نتعلم اما العنصر الثالث فهو : كيف نتعلم ؟؟؟1-قيم حاكمة 2- شروط طلب العلم 3- أركان العملية التعليمية

1- القيم التي تحكم طلب العلم ( العملية التعليمية )
* الحرية , لا يوجد اي معني لإجبار الناس علي العلم , و هذا ما جعل مقولات تظهر مثل ( اضغط علي الزر يختفي المدرس ) لأن الجميع لا يطيق هذا الامر و تحول الأمر منطلب العلم إلي فن تخطي الإمتحانات و فقط ... *التدرج .. فالتعليم لابد له من تدرج , فالعلم مبدئيًا يكون تلقي , قم استدلال , ثم نظر وإجتهاد . *التكاملية لابد ان يكون هناك تكامل بين الدراسة في خريطة العلوم ولا ينفصل الدارس المتخصص عن بقية العلوم الأخرى , سمات العلماء المسلمين هي الموسوعية الحقيقية . *الشغف.. بدون الشغف لن يكون  لطالب العلم الدافع لإتمام عملية العلم الصعبة و التي تستغرق ربما العمر كله يقول الشافعي في شغفه للعلم :
سهـري لتنقيـح العلـوم ألذ لـي
                   من وصل غانيةٍ وطيـب عنـاق
وصرير أقلامي علـى صفحـاتهـا
                   أحلى مـن الدوكـاء والعشـاق
وألـذ مـن نقـر الفتـاة لدفهـا
                   نقري لألقي الرمل عن أوراقـي
وتـمايلي طربـاًل حـل عويصـةٍ
                   في الدرس أشهى من مدامة ساقي
وأبيـت سهـرانالدجـا وتبيتـه
                   نوماً وتبغي بعـد ذاك لحاقـي

*إحترام المعلم .*مركزية المسجد .
2- شروط طلب العلم
أخي لن تنال العلم إلا بستة ....... سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد و بلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمانبلغة = مال .
فالعلم لابد أن يبذل فيه المرء الكثير , وليست اقل الوسائل هي ما تضمن توافر علم حقيقي . فهناك فارق بين العلم و تجميع المعلومات للصب في الإمتحانات .
 3- أركان العملية التعليمية طالب – المنهج العلمي – استاذ – كتاب – الجو العلمي يأتي  الأستاذ و تأهيله في المركز من هذه العملية , فطلب العلم الحقيقي لا يكون بالقراءة  الصماء فقط فكما قيل لا تأخذ العلم من صُحَفي ( أي يقرأ الصحف ) ولا القرآن من مصحفي ( أي من لم يتتلمذ علي يد شيخ يرده و يصوبه ) فتواتر العلم (خاصة الشرعي ) مهم للغاية ,كان السلف يثقون فيمن له شيخ تتلمذ علي شيخ حتي نصل الي التابعين ثم الصحابة ثم النبي عليه الصلاة و السلام . أما  العنصر الرابع و الأخير : ماذا بعدأن نتعلم ؟؟شيئان بسيطان أن نعمل بما تعلمنا و أن نعلم غيرنا .



تم بحمد الله .
كتب و مسموعات اوصي بها الشيخ أنس السلطان في محاضرته 1- كتاب هوية الثقافة العربية . د. أحمد أبو زيد . مكتبة الأسرة 2- المستخلص في تزكية الأنفس . سعيد حوا 3- التذكرة للقرطبي (علم العقيدة – سمعيات ) 4- الدروس الفقهية علي مذهب السادة الشافعية . محمد محيي الدين عبد الحميد 5- الرحيق المختوم .6- السيرة النبوية - إبن كثير جزء من البداية و النهاية  محاضرات علي النت :في علم العقيدة : الهيات : اسماء الله الحسنى لمحمد راتب النابلسي .علم العقيدة : نبويات : قصص الانبياء – و السيرة النبوية - لطارق سويدان .علم العقيدة : سمعيات : الدار الآخرة – عمر عبد الكافي . التزكية : مدارج السالكين 100 محاضرة : محمد راتب النابلسي .

السبت، 20 أبريل 2013

FB لماذا نحفظ القرأن ؟؟



مرة كنت عند أقارب لنا و لا أدري ما أتى بالحوار و فتحت سيرة التعليم و قالت إحداهن , أنا مش عارفة ايه موضة تعلمي العيال القرآن دي و تحفيظة في سن صغيرة اوي , ما القرآن كدا كدا موجود في المصحف اللي عايزة هيفتحه و و أهم من اننا نحفظ القرآن اننا نفهمه , يقراه كمان معتقدش يعني انه مهم ان الطفل يشغل نفسه بالحاجات دي من و هو صغير كدا , و ادينا شايفين ناس حافظين القرآن , عملوا بيه ايه ولا فادهم في ايه . ياريت قبل أي شئ محدش يلوم علي الست دي أو يتريق عليها , الست دي كويسة من الناحية الأخلاقية فعلًا و بتصحى تصلي الفجر بس هو كل إنسان بيبقي عنده مفاهيم معينة لبعض الأشياء خاصة لو مفيش تأسيس حقيقي لها ( احنا مأخدناش في المدارس مثلا ليه بنحفظ القرآن )