مرة كنت عند أقارب لنا و لا أدري ما أتى بالحوار و فتحت سيرة التعليم و قالت إحداهن , أنا مش عارفة ايه موضة تعلمي العيال القرآن دي و تحفيظة في سن صغيرة اوي , ما القرآن كدا كدا موجود في المصحف اللي عايزة هيفتحه و و أهم من اننا نحفظ القرآن اننا نفهمه , يقراه كمان معتقدش يعني انه مهم ان الطفل يشغل نفسه بالحاجات دي من و هو صغير كدا , و ادينا شايفين ناس حافظين القرآن , عملوا بيه ايه ولا فادهم في ايه . ياريت قبل أي شئ محدش يلوم علي الست دي أو يتريق عليها , الست دي كويسة من الناحية الأخلاقية فعلًا و بتصحى تصلي الفجر بس هو كل إنسان بيبقي عنده مفاهيم معينة لبعض الأشياء خاصة لو مفيش تأسيس حقيقي لها ( احنا مأخدناش في المدارس مثلا ليه بنحفظ القرآن )
القرآن بالذات من أجمل الكتب التي يمكن للمرء أن يقرؤه , قراءة القرآن بالذات دون أي كتاب آخر تجعلني أشعر أنه لازالت هناك بقايا إنسانية بداخلي , فلا يجب ان أدرس و اتباحث في كتاب و أجتاز إمتحان فيه ( لا اعرف أحد يركز في كتب الا كتب بحق ربنا الا الدراسة التقليدية ) لابد بعدها أن أحصل علي درجة علمية أن اجتاز إختبار كي يكون لقب أضعة في السي في و يضاف لمسيرتي العلمية , أو حتي ان كان كتابًا عاديًا اضعه في قائمة كتبي علي موقع القراءات الجيدة goodresds
قرائته مختلفة فعلا ,إن استشعار فكرة ان هذا القرآن قد تتشقق منه الجبال في بداية الوحي لهي فكرة عظيمة بالفعل , و لا ينتابني شك بالمناسبة في صحته فلا يوجد له شبيه يقارعه الحجه كي اتشكك في انه وحي منزل خالص من عند الله ., إن قراءته مصحوبة بتفسير متمكن كتفسير الظلال , تجعلك كأنك تقرأ القرآن لأول مرة , فالخواطر التي يثيرها القرآن الكريم بداخل كل فرد فينا مختلفة عن الآخرين , فمن الجيد مشاركة تلك التجربة مع تفسير له . فكرة ان نحفظ القرآن كي نسمعه في يوم الإختبار العظيم , الحقيقي , يوم القيامة , أعتقد انه هدف هام للغاية , هل تتذكروا كيف تكون حالتنا في الإمتحان الشفوي ؟؟ لا نعرف ماذا سنسئل فيه ... و لكن من حسن حظنا ان الإمتحان النهائي معروف اننا سنسئل في القرآن , و كلما قرأنا كلما ازدادت درجتنا . اليس هذا هدف هام لنحفظ القرآن من أجله ؟؟؟
فضل حفظ القرآن كثير للغاية , منه أنه سنة عن النبي - عليه الصلاة و السلام - و انه قال فيه : مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة .وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ )قال المناوي رحمه الله :" أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به , كما يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها. هذا قليل من كثير عن فضل حفظ القرآن , و بالطبع فإن الحفظ يكون في المرتبة الأولي و يلي ذلك العمل به . ما أخشاه في زمننا هذا هو بدعة التفكيك التي إبتلينا بها , يقال ان القرأن مهم و لكن الأهم هو العمل به لا حفظه , و لا نحفظه ولا نقرؤه و تأخذنا الدنيا و لا نعمل به و نفاجئ بموتنا . بالطبع لا أقلل من أي عمل نفعله لسوف نؤجر عليه إن أخلصنا النية لله سبحانه و تعالي , و لكن انا عن نفسي أنسى للاسف كثيرًا موضوع النوايا هذا , فأعتقد أن فعل شئ خالص للآخرة مثل القرأن نحن فعلًا بحاجة ماسه إليه .
جاد علي الدهر بصديقة أحسبها علي خير , فعلًا لم أرَ أحد يتمثل ببركة القرآن كما تتمثل هي و أسرتها . هي ما ذكرتني به فجزاها الله عنا خيرًا . هي ما قالت لي أن صلاح الآباء يعود علي الأبناء بالنفع , و صدقًا رأيته معها في اسرتها , فالهدى من عند الله سبحانه و تعالى ( نعم لنأخذ بكل الأسباب التي نستطيعها و لكن هناك من لا يؤتيه الله هداه مهما فعل الآباء) و ذكرتني بآيه " و كان ابوهما صالحًا " بأن صلاح الأب عاد علي الأبناء بالخير . و هذا سبب إضافي يجعلنا نتمسك بالقرآن في هذا الزمن العجيب.
ليست هذه المقالة دعوة للدروشة أو ما شابه , و لكن لنضع أثقال حياتنا المادية جانبًا لبرهة و لنحاول تنقية أرواحنا بالقرآن . عسى أن نجد لأنفسنا شئ يشفع لنا يوم القيامة وسط هذا كل العبث الذي يحيط بنا .
رابط للإطلاع :
http://islamqa.info/ar/ref/145782
رابط للإطلاع :
http://islamqa.info/ar/ref/145782
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق