‏إظهار الرسائل ذات التسميات كسرة النفس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كسرة النفس. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 5 مارس 2014

FB وطن ؟؟

حدثتني صاحبتي المستقرة في دولة أوروبية , أنها سوف تسافر لدولة من دول الخليج ... فقلت لها مستغربه و لماذا لا تأتي لمصر ؟ قالت لي لأني عندما أذهب لمصر لا ارى أهلي و اراهم هناك . تأملت في حياتها , هي من أبناء العاملين بالخليج و لم تتربي في مصر و لكنها عرفت انها "مصرية " لأن ابويها مصريين .

ما هو الوطن ؟ هل هي الجنسية التي يجملها الآباء ؟  

بالنسبة لي الوطن هو المكان الذي نشأت فيه , ما يحمل ذكريات طفولتي و صباي , أماكن التسوق و الرياضة و الدراسة و العمل , و أي مكان تعلمت فيه لغة أو أخذت فيه كورس أو حفظت فيه قرآن , أو قابلت به اصدقاء لي يحملون لي ود ومشاعر طيبة . 
لم يعمل ابانا في الخليج - لذا "المكان" يمثل لي معني وجداني عميق , قد يختلط به معني مادي - فأميل مثلا للأماكن الاكثر جمالًا حتى و إ، لم أكن قد نشأت بها ... كما انه للأماكن روحها الخاصة , و هذا شئ عجزت عن تفسيره ... فالمكان شئ اصم لا روح له , فكيف افسر ارتياحي لمكان دون الآخر حتي و إن كان اقل جمالًا أو لا اعرف احدًا فيه ؟؟ كما أن هناك أماكن مقبضه للغاية و لا احب التواجد بها . 
من حبي لمدينتي إشتريت خريطة لها و كنت أحب تغيير عملي كثيرًا و أتعمد العمل في أماكن لا اعرفها و بعيدة عم منزلي كي اخبرها جيدًا . كل هذا عمق ارتباطي بالمكان . 

عندما تركت المدينة التي نشأت بها شعرت بغربة حقيقية لم استطع تجاوزها إلى الآن , ليس هذا لعيب في المكان الجديد فلكل شخصيته و لكن ربما لأشياء عديدة ... رغم انهم إداريًا يقعان في نفس الدولة إلا انني لم استشعر ذلك . 

فلم استوعب فكرة أن يتربي الإنسان في مكان و يقال له ان وطنك الذي من المفترض ان تنتمي إليه وجدانيًا هو مكان آخر لا تكاد تعرف عنه الا إسمه و بعض حكاوي الآباء و لا تمت إليه بصله حقيقية و لم يأخذ من روحك و تتأثر به ؟؟  
المكان يأخذ ممن يسكن فيه و يعلم علي شخصيته حتي و لو كان سلبيًا و لكنه يأخذ جزءًا منا رغم عنا لاحظت مثلا ان ساكني المدن الساحلية لا يقدرون علي العيش بعيدًا عن البحار و ساكني المروج الخضراء يضيقون كثيرًا بالعمائر العالية والمدن المزدحمة  , حتي انا عندما كنت اقتفي اثر غروب الشمس افتقدتها للغاية عندما لم يعد لدي الآن نافذة غربية ... 


ناقشت مع صاحبتي تلك الفكرة , فقالت لي انني علي صواب لأن الأهل واهمين يظنون أنهم سوف يعودون يومًا ما لما تركوه من " وطنهم " و يربون أبنائهمالذين لم يعايشوا هذا المكان و لم يأخذ من روحهم علي هذه الفكرة و يمضون حياتهم كلها في التأجيل و الحلم ناسين ان المكان الذي يعيشون فيه الآن يأخذ من ارواحهم .

قالت لي انها لم تقع في نفس هذا الخطأ مع ابنائها ... هم يعرفون فقط أن ابائهم اصولهم مصرية و لكنهم  ينتمون لتلك البلد الجديد ... فهو مسلم كذا ... كم احببت جدًا فيها انها انتمت للإنتماء الحقيقي الذي يميزنا بحق . 

فكرة تجاوز الأرض ملهمة جدًا في رأيي و اعتقد أننا كمصريين نمضي كثيرًا من الوقت حبيسي أفكار غير حقيقية او لنقل لم تثبت وجاهتها . لزوجي قريب عجوز يسكن في دولة أوروبية أخري , هو غير متزوج و لكنه لا يريد العودة لمصر, عندما سألت عن الامر عرفت ان قد حصل علي الجنسية و بناء عليه الحكومة تخصص لهم مدبرة منزل تأتي له كل يوم لتهتم بالمنزل لانه لا يتمكن من التحرك . و في يوم واجه نوبة قلبية فشكت مدبرة المنزل في الامر فاستدعت الإسعاف و قالوا له انه كان محظوظ لانها لو تأخرت لقضي نحبه . فقال هذا القريب لنا ... هل من الممكن أن اجد تلك الرعاية في مصر إن عدت ؟ انا سعيد ببلدي الحقيقي .

سألت صاحبة أخري لي , متي ستنزلين لمصر ؟ والداها متوفين و غالبية الأخوة يعيشون في الدولة التي يعملون بها ... تقول لي انه نزول مصر لم يعد ذي حافز قوي . لما اعود و الظروف الإقتصادية و كل شئ من سئ لأسوأ ؟؟ تلك الصديقة كانت من ابناء العاملين في الخليج , ففكرة الوطن ليست كمن لم يخرج من البلد قط , و الشهادة المنصفة تقول ان نطقها و كتابتها في اللغة العربية و معرفتها لأحكام الدين اقوي مننا لأنهم درسوا تربية دينية حقيقية ... فلم تعد تلك النظرة ان التعليم في الخليج ليس جيدًا موجودة كما كانت من قبل او مقارنة بمصر ... تردي الوضع في مصر كثيرًا و لابد أن نواجه نفسنا بتلك الحقيقة فلسنا الا دولة فاشلة منذ عام 2005 . 

افهم جيدًا انه ليس كل من يعيش في الخارج يحصل علي الجنسية او يضمن حياة كريمة ...فهناك قص صعبة للغاية تروي ضياع العمر في وهم العيش في دولة اوروبية / امريكية او الحصول علي تصريح الإقامة . و لكن ما اركز عليه هنا هو فكرة الارتباط المرضي بالارض الغير مبرر ... إن وجدت فرصة للحياة الكريمة فلما لأ ؟

 الارتباط بالأهل هام فعلا و يعطي بعد عميق للحياة , و لكن في عصرنا - أو لظروفي و من يشابهوني فليس الامر كذلك عند الجميع - العلاقات الاسرية و الاسرة الممتدة لم تعد بالترابط المعهود .. فلم اظل حبيس لوهم الوطن و هو لا يقدرني ؟؟ الوطن هو ما لدي فيه ذكريات جميلة الوطن هو من اجد فيه حياة ادمية الوطن هو ما يستغل طاقة الشباب المتفجرة للبناء بدل من كبت تلك الطاقة لتهدمهم هم

الوطن هو ان يشعر المرء بكرامته

جميل جدًا ... و لكن لهذا التفكير بعد عميق و ليس جيدًا , و لنكون صرحاء .. لنواجه انفسنا كي تتم بناء الفكرة و لا يكون الامر مجرد اتباع للأهواء . إن جاء محتل لأرضنا هل نتركها له لضيق سبل العيش ؟؟ ما يحدث في فلسطين مثلا و ابناء العراقيين و مؤخرًا ابناء السوريين و قد يأتي الدور علينا و قد لا يأتي ... هل ننسي الارض التي سلبت منا - و خاصة للأبناء الذين لم يروها - و ليعيشوا حياتهم حيثما وجدوا ؟؟ أعتقد انه و لنكن صرحاء , حدث هذا في التاريخ قبلًا , كان سقوط الأندلس نتيجة و لم تستطع الأجيال المعاصرة ان تسترد ارضها المسلوبة فضاعت .. ما فعلته اسبانيا المسيحية من التخطيط للاسترداد اعتقد انه لابد ان يُفهم في سياقه إن اردنا ان نستعيد فلسطين المحتلة ( كل بلداننا العربية والاسلامية محتلة بشكل ظاهر او باطني بوجود نخبة حاكمة موالية للمستعمر لا تعبر عن ارادة الغالبية العظمي لشعبها ) عامة كل تلكم التساؤلات لابد من طرحها و إجابتها بصراحة و لابد من التفكر بها بجدية . 


و لكن ما يعنيني أنه هناك أشياء لابد من تجاوزها , أنه إن ضاقت السبل للعيش في ارض ما فلا بأس من الرحيل , و ليس هذا هروبًا ... فما يربطنا هو اعمق من الارض , ما يربطنا هو حبل الوحي السماوي المسمى بالإسلام .  

الثلاثاء، 4 مارس 2014

FB .بعض الصمت يكون مرادف للموت

كنت أقول لصديقة لي دائمًا أنه من الافضل أو أقول خيرًا أو لأصمت ... و لكن بعض الصمت يكون مرادف للموات و ربما كانت قدرية الحياة اعلى صوتًا من العقل الذي يريد تحجيمها دائمًا لاني ادرك انه لا فائدة من الكلام ... لا بأس إذن من الحديث من حين لآخر و ما سأفعله هو  أن اخص من أعرف بالحديث :) أعجبهم أم لم يعجبهم ... فليس مهمًا , لا شئ مهم , و أنا شخصيًا لست مهمة و ليس لي من الأمر شئ . 



الخميس، 20 فبراير 2014

FB صمت ...

مقدمة كلاشيهية : الامر لا يوجد فيه اي نوع من الاسقاط السياسي يعني ياريت لا يتم تحميل الكلام فوق طاقته ... الامر ابسط فعلا من كدا





لا يكون الصمت دائمًا مرادف لأنك لا تجد أشياء لتقولها ... 
أحيانًا يكون لديك اشياء , و لكن ربما قيلت
ربما لم تقال , و لكنك تشك أن تصل كما تشعر بها 
اللغة تضيق بك ,ليس لعيب فيها بالتأكيد فهي قد حوت القرآن 
لكنك العاجز عن وصف و الالمام باللغة و بنفسك
فتوفر طاقتك في الكلام , لانك لا تريد الشرح
فما فائدة الفهم مع العجز؟؟

لست صموته , و لكني لست ثرثارة اتأرجح بين الحالين  
احب الحديث الشغف المملوء بالافكار و التأملات
كم أحب جدًا تبادل الافكار مع البعض, قد يلهموني بافكار جديدة دون قصد 
كما ان الصمت و الوحدة و السير في الحياة يجبرانك علي التأمل 
أن تتفرج عليها و كأنك علي هامشها و لست لاعبًا فيها 
التأرجح بين الحالين يجعلني اعثر علي كنزي من الافكار
أشعر أني وجدت كنز ثمين ,
افرح فرحة الطفل الذي يفرح بإكتشاف ظاهرة معروفة منذ الأزل و لكنه أو مرة يجربها
و لكن تقريبًا الأفكار كالظواهر !!! تقريبًا كل الافكار تم اكتشافهم او المرور بها قبلًا 


أصيح ... الافكار كلها خلصت ... الأفكار خلصت 
- نظرات دهشة وعدم اكتراث :/
نعم , ما إن فكرت في شئ الا و حتمًا قد مر على أحدهم الفارق ان هناك من دون تلك الافكار و هناك من لم يدونها , أو دونها و لكن بلغة مجهولة عنا أو حتي بلغتنا و لكنها لم تصلنا ... كل الافكار تم التفكير فيها .
- نفس نظرات الدهشة و عدم الاكتراث و لكن اضاف لها تساؤل : و ماذا سنيتفيد من هذا الإكتشاف ؟؟
أن نتوقف عن التفكير !! فكل الكلام قيل و كل الافكار مرت علي أذهان الآخرين ... ما أن افرح بفكرة و اشعر ان معي صيد ثمين حتي افاجئ انها قيلت , و ليس مفترض مني دراسة كل ما قالته البشرية ... للاسف  كل شئ مكرر !!!
- نعم !! ما هذا التناقض . الفكرة انما هي فكرة جديدة عليك انت , قد تكون مرت علي بال أو خيال أحدهم كما تقولين , و لكن هي لم تمر عليك انت و هذا لا يجعل منها قديمة بل هي جديدة !!! سنظل نفكر و نشعر 
لاننا الجدد و ليست الأفكار !!! الحياة قديمة علي نفسها و لكن ليست علينا نحن .

نعم , سنظل نفكر و نشعر و نبدع , و قد يتصادف و ان يقول من قبلنا ما نقوله نحن بنفس الشكل او باشكال أخرى , و لكن حتمًا لن يتكرر شئ بكل حذافيره من الالف الي الياء بكل ابطال الحياة و الحكايا و الظروف التي نقابلها .  


لماذا اكتب رغم ان كل هذا الكلام قيل من قبل ؟؟ربما هي محاولة يائسة كي لا اتحول لمشاهد , كي لا تتيبس مفاصلي من الجلوس مع المتفرجين و المشاركة في اللعب قليلًا ... من يحب النظر علي المشهد كبانوراما متناقدة صعب ان يندمج في التفاصيل و يتماهي معها بسهولة ... لكن للبشرية احكام :)