وقعت تحت يدي مقالة كنت قد قرأتها من حوالي 9 أشهر - كتبت في ذكري رحيل المسيري - لأحمد يونس
و رغم قرائتي لتلك المقالة من قبل إلا انها ذكرتني بأيام كنت أبحث فيها عن معانِ لأشياء كثيرة خاصة بعد تخرجي من الكلية و بدء عملي و نعرفي علي الواقع بشكله الحقيقي . و حمستني المقالة لأتذكر متى كانت معرفتي بالمسيري ؟؟؟
و رغم قرائتي لتلك المقالة من قبل إلا انها ذكرتني بأيام كنت أبحث فيها عن معانِ لأشياء كثيرة خاصة بعد تخرجي من الكلية و بدء عملي و نعرفي علي الواقع بشكله الحقيقي . و حمستني المقالة لأتذكر متى كانت معرفتي بالمسيري ؟؟؟
أعتصر ذاكرتي حتي أتذكر متى , فلا أتذكر فعلًا , لكن علي الأرجح كانت في الفترة من أواخر 2006 أو أوائل 2007 , فقد كنت ممن يرتادو جمعية مصر للثقافة و الحوار و أذكر بداية تعرفي الاولي على الشباب الذين كونوا نواة فريق معرفة فيما بعد , و أذكر أني حضرت فعلًا عدة محاضرات له في تلك الجمعية و في صالون الوسط الثقافي ( اذكر اني فيه قد طلبت منه كتابة شئ لي على الاوتوجراف و كان رجل رائع للغاية و رغم كبر سنه تشعر بحيوية و مرح ربما افتقدهم انا شخصًا ,و ذكر لنا انه كان في صغرة يكتب في الاوتوجراف ما شابه - اكتب بالقلم الرصاص دليل علي الإخلاص , الذكري الهباب لايام العذاب و النوم علي الكتاب و سف التراب - كانت معي حين إذ مريم المصري ) لكني أحاول التذكر متي كانت اول مرة استمع فيها إليه , لا اذكر تحديدًا , و لا أذكر أول كتاب قرأته له , لكني كنت في تلك الفترة مهتمة ببناء نفسي فكريًا , كنت اري أي اشارة لكتاب في هامش كتبه و احاول الحصول عليه , إقتنيت الأسلام بين الشرق و الغرب لبيجوفيتش في بدايات 2008 و كنت متحمسة جدًا له لدرجة اني ابقيت نسخة ورقية في العمل ( اقراه قبل بدء العمل ) و النسخة الأليكترونية كنت اقرأها بالبيت و قد اثارت إعجابي الشديد جدًا جودة العمل و إتقان ترجمته لان اللغة فعلا صعبة و الأفكار عميقة جدًا فنقلها بهذه السلاسة شئ استرعى أنتباهي و تذكرت إسم المستشار محمد يوسف عدس الذي قام بالترجمة ( الذي شائت الأقدار أن أعرفه من النت أيضًا فيما بعد ) , و أيضًا عرفت منه المفكر جمال حمدان فكان قد أشار لكتابه أستراتيجية الإستعمار و التحرير ,و أيضًا كتاب الغرب و العالم لكيفين رايلي الذي أشاد به كثيرًا في سيرته ال"غير " ذاتيه . ( عالم المعرفة ) .
فتحت مدونتي التي كنت ألخص بها الكتب , لعلي أهتدي لكيف كانت بدايتي مع المسيري فوجدت أن أول ما كتبت هو تمكني من حصولي على هذا الكتاب بسعر مخفض بمناسبة معرض الكتاب و لوجود صديقتي شيماء عبد الشافي في المعرض 2008 :) تقريبًا حصلت عليه بملبغ 40 جنية تقريبًا , و تأملت ما تفعله الراس مالية و ما أصبح عليه سعر الكتاب في سنوات قليله , هذا إن وجد من اساسه .
من كتر إستمتاعي بسيرة المسيري الذاتية كنت أخذ الكتاب معي في العمل لأقرأه قبل و بعد مواعيد العمل ( كان علينا نظام كدا نيجي قبل الشغل بساعتين و نمشي بعده بساعة ) كنت أضعه في كيس هدايا و احمله خارج الشنطة معي و قد كانت المسافة بين عملي و المنزل نصف ساعة مشي . و استرعي هذا الأمر الدكتورة الكبيرة معي في الصيدلية , و سالتي ( لمن تقرأي ؟؟ قلت لها لد. المسيري , قالت لي يعني فيما معناه بيبيع ايه ؟ قلت لها هو مفكر , تقدري تقولي فيلسوف , قالت لي : ياه , الكتاب دا كبير اوي , هو مفيهوش صور ؟؟ قلت لها فيه :) و فتحت لها مجموعة الصور النهائية في الكتاب , قالت ليه ياه . كل دي دفعة أداب !!! فعلا كانوا يعدون علي الاصابع و ليسوا بالمئأت مثل اليوم , ثم لاحظت ملاحظة مهمة , لاحظت ان سنة تخرجة كانت قبل زواجه بعام واحد !!! و قالت لي ايه دا دا اتجوز في مفيش و هو خريج آداب !! الله يرحم الزمن الجميل :) تبسمت و قلت في نفسي تلك الملاحظة لا تأتي الا من إمراة .
كنت أقرأ في رحلتة الفكرية في صيف 2008 , ثم جاء خبر وفاته يوم الخميس 3-يوليو 2008( يوافق نفس عيد ميلاد أخي لذا هذا التاريخ لا يمكنني نسيانه ) و كان وقع الوفاه علي شديدًا , فلم أنظر إليه علي انه مجرد انسان و توفي و لكن باب كامل من التفكير و الإجتهاد و المعين الفكري و ربط النظري بالعملي قد اختفي من بيننا , فقالت لي نفس الدكتورة بعدها بأيام , مش انا كنت بقلب في التليفزيون و شوفت بيقولوا علي واحد كدا مات , قعدت افتكر شوفته فين دا يا ربي لاقيت انه الفيلسوف بتاع شمس اتوفي !!! قلت لها هو مش بتاعي حضرتك , قالت لي ايوة يعني اللي أنت بتقري له ... البقاء لله .
لست بشكل عام دودة كتب , فلم أكن عمري قارئة نهمة ... و لكن هناك "شئ ما " في أفكار المسيري أثر في وجداني و إدراكي بعمق , وجدت أن غشاوة معينة قد إنقشعت عن عيني , وصل بين الفكر بالأحداث التي نتأثر بها بطلاقة غريبة , تحليل و لو استنباط و و ايجاد علاقات بين اشياء لم تكن تتخيل وجود علاقة بينهما , و نحت نصطلحات جديدة , المسيري يتفوق علي كل ما قلته بأنه يجعلت تعرف " كيف تفكر " يعطيك موازين نقدية يمكنك من خلالها وزن اي شئ , سواء كانت مقالة او فكرة او خبر أو أي شئ ... لكني للأمانة لم اتماهي في الانفصال عن الواقع و العوص في الكتب للنهاية , و مع ذلك لم أشتر هذا عدد من الكتب لكاتب واحد كما إشتريت للمسيري , للأمانة لم أجد الفاظة صعبة في البداية , علي العكس شعرت بعبقريته تتجلي في أنه يوصل إليك اعقد المعاني و الفلسفات بإسلوب سهل و شيق و سلس , الكتاب الوحيد الذي لم استوعبه من اول مرة هو كتاب " الحداثة و ما بعد الحداثة " ووجدت أن التوسع في نشر الفكرة جاء في كتاب " الفلسفة المادية و تفكيك الإنسان " و الذي كنت أحدث صديقاتي عنه ( رغم ان ملهومش في الفلسفة ولا الكتب من اساسه ) اذكر اني التقط صورة مع الكتاب في سيتي استارز مع إيمان سعد , رغبة مني في كسر اسطورة الحداثة و أننا لا نخضع لها بل نطوعها لصالحنا :D
النظرة النقدية لدي لم تتطور إلا علي يديه , تعلمت منه فعلًا الكثير , و ربما لم يأخذ هذا الكاتب حقه من الإعلام ( و هذا فخر له في ظل هذاالتردي الحاصل ) و لكن قيمة أعماله لن تظهر و تؤتي أكلها الا عندما يصبح جيلنا و الأجيال التي تلينا و تأثرت به في موضع الفعل , قد يبالغ البعض في ضيقهم من تأويل البعض لتفكيره , لكن الأفضل ان لا ننزع عنه الصفات الإنسانية و يتحول لأيقونه . لنحاول ان نتجاوز الكلمات لنشعر و نفهم الانسان الذي كتبها .
بعد كل هذا لم أتذكر كيف بدأت تحديدًا رحلتي مع فكر المسيري , و لا ماذا كان أول كتاب لي معه . لكني وجدت أن هناك من قد لا نذكر كيف كانت بداية لقائنا بهم , لأنهم في وجداننا في الحقيقة منذ الأزل حتى و لو لم نعرف بوجودهم , ظهورهم في الحياة يكمل الصورة فقط و يجعل المعني يظهر للسطح .
================
مقالة أحمد يونس : https://www.facebook.com/notes/ahmed-younis/%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AF-%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%89-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D9%89-/10150956380139177
تدوينتي التي كتبتها عن السيرة الغير ذاتية : http://moncoeuretseprit.blogspot.com/2008/05/blog-post.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق