منذ صغري و أحاول أن أصل لأفضل شئ على الإطلاق و لكنه كان هاجس مؤرق , ظننت سابقًا أن الرجال أكمل من النساء , لكني بعد فترة وجدتهم متشابهين لحد مستفز و إن إختلفت الصورة ... فكنت أظن أنه يمكن للرجال الإستغناء عن النساء و أن النساء لا يمكنهن الإستغناء عن الرجال إلى أن وجدت أنه هذا الإفتراض ليس بصحيح , لا يمكن لنوع الإستغناء عن الآخر بأي شكل من الأشكال ...
فكرت مرة أيضًا أن أستغني عن البشر ككل , و أقوم بكل شئ بنفسي , وجدت أن هذا عمليًا أيضًا مستحيل ... إن إستغنيت عن الدائرة المقبرة مني ( لنصبح العيشة سخيفة و غاية في الملل ) فلن يمكنني الإستغناء عن كل المخترعات الحديثة التي تم إختراعها من قبل أشخاص أخرين غيري , حتى و إن تحايلت علي نفسي و إعتبرتها موارد جاهزة ... لن أتمكن من إستغلال تلك الموارد وحدي , لابد من بائع ابتاع منه الطعام و الشراب و آخرون يعملون في محطات الكهرباء و الغاز كي يمجوني بما أحتاج من تلك الموارد , و آخرون يقودون المركبات لنقلي من مكان لآخر و حتي و إن امتلكت سيارة فلابد من وجود محطات بنزين يُنقل إليها الوقود كي أبتاعه إلى أن قمت بتجربة ( في المرحلة الإعدادية ), وجدت أن دخول الحمام شئ مستقذر للغاية و لا يليق بمن يرغب أو يبحث عن الافضل من كل شئ , فقررت أني سأقاوم هذا الأمر المقرف و لن أدخل الحمام , مر أول يومين بنجاح , في اليوم الثالث بدأت اشعر بمغص من جراء المقاومة , في الرابع تعبت للغاية و إكتشفت أن الأمر قلب بإمساك مريع !!! بعدما أخذت الملينات المناسبة و إستجبت لخلقة البشر ... قررت أن أترفق بنفسي قليلًا ... تقريبًا نحن مفطورون علي النقصان مهما بلغنا من مكانة !!! لم نستطيع أن نداري أو نغير هذا الأمر أبدًا ... ربما كان هذا هو معني الوصف الذي وصف به الله الأنبياء بأنهم ( كانوا يأكون الطعام و يمشون في الأسواق ) أي أن نقائص البشر من أكل و إخراجه و الإحتياج للآخرين بالتجول بالأسواق لشراء ما ينقصهم هو أهم دلائل النقصان البشري ... و التي قليلًا ما يفطن إليها من يصفونهم بالكمال أو أنهم أنبياء
و لكن
لماذا اصلًا نسعى نحو الكمال و نحاول أن ننتقيه دومًا رغم أنها ليست الصيغة التي خلقنا عليها ؟؟ربما للنفعة الإلهية الموجودة في أصل تكون الإنسان ( و نفخنا فيه من روحنا ) و لم نكن مخلوقين فقط من طين أو مُكَوِن أرضي ... أعتقد أن رحلة الحياة الأبدية لإشباع رغبة الكمال في أرواحنا , نبحث عن الافضل و الأجود و الأجمل في كل شئ ... علنا نستطيع الوصول لتلك الحاجة في نفوسنا ... اظن أن الاهم من الحضول علي " الافضل " من كل شئ هو الحصول علي " الأنسب " فليس الأفضل دومًا يناسبنا خاصة اننا مفطورين علي النقصان
كلما ظننت أني فهمت شئ أو توصلت لشئ يذكرني الله دومًا بنقصي , أو نقص أحد ممن حولي - كلما ظننت أو تخيلت أن أحدًا قد اُتي أسباب السعادة الكاملة أقترب منه لأري الصورة علي حقيقتها - فأعود لأبتسم لنفسي الشقية التي لا تكل ولا تمل , فالحمد لله علي نعمة نقصان كل شئ كل لا يكون لنا فتنه و نعمل ان الكمال في هذه الحياة هو السراب , و أن إشباع تلك الرغبة التي تلح علينا دومًا في حياتنا و تتبدي في معظم أفعالنا , سيكلل في الآخرة بالنظر إلي وجهه الكريم ,,, فهذا معني أن رؤية الله ستكون الغاية المثلى للمؤمنين ... لان الله هو الكمال في كل شئ :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق