الثلاثاء، 15 يناير 2013

FB بعض سمات التربية الإيجابية ... من كتاب الأطفال من الجنة

تمهيد : التربية الإيجابية لها خمس رسائل هي :


1- لا بأس في أن  تكون مختلفًا


2- لا بأس من إرتكاب الأخطاء


3- لا بأس في التعبير عن المشاعر السلبية

4- لابأس في ان ترغب في المزيد

5- لا بأس في أن تقول لا و لكن تذكر دائمًا أن الأب و الأم هما القائدان المتحكمان في زمام الأمور ...

---------------------------------------------------------

في المرة السابقة تعرضنا لكيف يكون الأطفال مختلفون عن بعضهم البعض بإيجاز شديد و ما هي سمات كل نوع من الأنواع الأربعة و أن الاطفال عبارة عن خليط منهم . ---------------------------------------------------------



عندما يستطيع الأباء التجاوب مع معارضة الطفل بهدوء و دون تهديد بالعقاب أو الرفض , فإن الطفل بالتدريج يتعلم كيفية التعامل مع المُعارضات التي سيواجهها في عالمه . و عندما يواجه شخصًا لا يستعد للتعاون , فإنه يسيعرف كيف يتعامل مع المووقف دون إستسلام . إن طرف التربية الإيجابية تعلم الأطفال كيفية الإبحارعبر عقبات الحياة بتفهم , و تعلمهم كذلك مهارات جيده للتفاوض و تجعلهم يعرفون قوة الإنصات للحد من رفض الأخرين و زيادة استعداهم للتعاون , فإن ما يتم عمله معهم يقومون هم بتلقائية بعمله مع الآخرين . فعندما يستمع أب لأطفاله , يتعلمون تلقائيًا كيف يستمعون هم أيضًا .

التربية بإستخدام الحب الرقيق

تخلي كثير من الأباء عن التربية بإستخدام القوة بعدما أدركوا أهمية الإنصات , إلا انهم لا يتفهومن أهمية كبيرة في أن يكون الأب هو الرئيس . فعندمه يرفضهم اطفالهم فإنهم يسعون إلي تجنب هذا الرفض عن طريق الإنصات ثم ترضية الطفل . إنهم ينهارون أمام مقاومة الطفل كي يجعلوه سعيدًا ( كثيرين جدًا يفعلون ذلك ) فهم لا يتحملون رؤية اطفالهم تعساء , لذلك فإنهم يقومون بعمل أي شئ لإسعادهم , و لكن في الحقيقة أن هذا الأسلوب غير تربوي ولا يفيد وو جعل الكثير من الآباء يشعرون بعدم ثقة في أساليب التربية الحديثة , و لكن لحسن الحظ فإن أساليب التربية الإيجابية تنجح علي الفور و تؤتي ثمارها سريعًا . لقد أدى فشل أساليب التربية الرقيقة إلى شعور الآباء بالشك في أساليب التربية الحديثة . أحيانًا ما يستسلم الآباء الذين  يتعاملون برقة إلة إحتياجات و رغبات أطفالهم , و ذلك لمجرد أنهم لا يعرفون شيئًا آخر يوقفون به نوبات الغضب . و هم يرفضون عمل ما تم معهم في أثناء طفولتهم , و لكنهم أيضًا لا يعرفون ماذا يفعلون ! و عندما يوافقون أطفالهم , فإنهم يبعثون برساله خاطئة لهم , و هي أن نوبات الغضب و كثرة الطلبات تعد وسائل جيدة للحصول علي ما تريد . هؤلاء الآباء يحاولن إسعاد أطفالهم , و يفعلون كل ما يستطيعوا ليتجنبوا المواجه معهم . ولا يعرفون كيف يتصرفون عندما يرفض الطفل طلبًا ما , ولا كيفية تعلم الطرق الحديثة لتجنب مقاومة و تحفيز أطفالهم للتعاون . فهو بيسلون الرسالة الخطئ فيقرؤها الطفل كالتالي : لا بأس في المعارضة . و لكنهم لا يحددون فيها أنهم ( الآباء ) هم الرؤساء . و لتجنب مقاومة الطفل , فقد قام الخبراء حسنوا النية بتعليم الآباء أن يقوموا دائمًا بإعطاء أطفالهم الخيار . و إعطاء الخيارات يقلل من المقاومة , و لكنه لا يَخلُق أيضًا تعاونًا , تلك الطريقة تعد للأسف طريقة أخري لمنح الطفل المزيد من القوة و إضعاف قوة الوالد كشخص متحكم في زمام الأمور .

إن الطفل لا يحتاج إلى إختيارات حتى سن التاسعة , فإن كثير من الخيارات يدفع الطفل للنمو الغير سليم . و أحد مصادر الضغوط علي كبار اليوم هو وجود الكثير من الخيارات . و سؤال الطفل الصغير عما يريد يضع مزيدًا من الضغوط عليه و ليس هذا فقط و لكنه يُضعف أيضًا من قدرة الأب علي التحكم في الأمور .

المزيد من الحرية و المسؤولية يخلق – علي عكس المتوقع – المزيد من التوتر إلا إذا كنا مستعدين لها . و يعد الأطفال دون التاسعة غير مستعدين لها . فهم بحاجة إلى آباء أقوياء يععرفون ما هو الأفضل بالنسبة إليهم , بشرط أن يكونوا متفتحين أيضًا للإستماع لمعارضتهم و أكتشاف احتياجاتهم و رغباتهم . و بعد الاستماع إلي كل هذا يمكن للأب أن يقرر تغيير اتجاهه أو أن يظل قويًا . و تقع المسؤولية علي كاهل الاب في كلتا الحالتين .


إن الآباء الذين يتعاملون برقة لا يعرفون أن المقاومة تعد إحتياجًا ضروريًا بالنسبة للأطفال , فهم بحاجة لاختبار الحدود و التأكد من أن ما تيده ضروري بالفعل ,  إلا فأنهم لديهم أشياء يعتبرونها أكثر أهمية . و كما أن الأطفال بحاجة إلى السماح لهم بالمقاومة , فإنهم بحاجة إلى أب قوي يستمع ثم يقرر ما هو الافضل . فالآباء الفويون عليهم مسؤولية اتخاذ القرار , لان الاطفال في حاجة لمن يتخذ عنهم تلك الخطوة . التربية الرقيقة تجعل الفتيات يشعرن بعد الإعتزاز بالذات أما الصبية فسيكونوا مفرطي في النشاط و يفتقدون الثقة و الإنضباط . و لكن علي الجانب الآخر , التربية القاسية لا تجدي ولا تخلق تعاونًا , فهي تؤدي لفقدان الثقة عند الفتيات , و و تُفقد الصبية روح الود .

أما علي الجانب الآخر ,فأساليب التربية الحديثة تعني الاستماع إلي معارضة طفلك و تقرير ما هو أفضل . و هذا لا يتنافي مع كونك أب قوي , فعندنا يزداد وعي الطفل باحتياجاتهم و رغباتهم فانهم يصبحون مفاوضين ناجحين و يستطيعون إقناعك بتغيير رأيك ... الطفل يتخذ القرار من خلالك , فلابد ان تعطية الثقة في كون رأيك انت صواب , و لكن إن كان الابن ذو بصيرة او صادف الصواب , فلابد من إشعاره بذلك أيضًا حتي يصل لمرحلة يستطيع فيها اتخاذ قراراته بشكل صحيح . و من الجيد أن تبدأ سؤال طفلك منذ التاسعة عما يشعر أو يحتاج اليه بشكل مباشر , و في سن 12- 14  يحين سؤاله عما يفكر به ... فتطوير التفكير المجرد في سن المراهقة يشير الي قدرة الطفل علي إتخاذ القرارات بنفسه . يجب أن تكون طريقة التواصل مع الأطفال مناسبة لأعمارهم .

لماذا هو مهم أن يتعلم الطفل تأجيل الشعور بالرضا ؟؟

منح الطفل الفرصة لإبداء رأيه دون معاقبته و أن يفعل الأب ما يراه هو في المصلحه , يجعل الطفل يعرف حدوده و تساعده في التأقلم مع مصاعب الحياة . فتعلم قبول الحدود و الحواجز للزمن و المكان هو درس مهم جدًا للحياة العملية فيما بعد . فهو يعلمه كيف يؤجل إشباع الرغبات . فلقد أثبتت العديد من التجارب أن الأطفال القادرين علي تأجيل إشباع الرغبات  هو الأكثر نجاجًا في الحياة . و منطقي , إنظر حولك و سوف ترى الناجحين هم أشخاص ثابروا بإصرار و عزيمة لتحقيق هدفهم . و هم لا يثورون عندما لا يحصلون علي ما يريدون على الفور كما أنهم لا يتخلون عن أحلامهم و رغباتهم و ينكرونها  لمجرد أن الحياة لم تعطهم إياها عندما احتاجوها . لكنهم يستعيدون موقفهم مرة بعد المرة بعد مواجهة العقبات . إن القدرة علي تأجيل إشباع الرغبات هي أيضًا القدرة علي البقاء هادئًا و سعيدًا حتى إذا لم يكن لديك كل ما تريد . عندما يستطيع الأطفال مقاومة آبائهم ثم التخلي عن تلك المقاومة  تدريجيًا فإنهم يتعلمون قبول ما يجب أن يكون . إنهم يقبلون الحدود بروح التعاون و الثقة في أن كل شئ سيكون علي ما يرام . و من المثير للدهشة أن القدرة علي التعبير عن الرفض هي ما تجعلنا أكثر مرونة  في الحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق