السبت، 2 أغسطس 2014

FB العام الثالث

العام الماضي و حتى تلك اللحظة مررنا بفترة عصيبة ... حدثت أشياء رهيبة لم أكن أتخيل حدوثها . سأحاول أن ادون لك ما حدث بلسان من رأو من الثقات لاني احسب ان سيتم تزوير تلك الفترة ... قدرك عزيزتي قدومك في هذا الوقت العجيب و الحرج من تاريخ منطقتنا . و لكن لا بأس ، تذكري ان الخير في و في امتي و انه ليس اكثر الناس و لو حرصنا بمؤمنين ... أدعو الله بصدق أن تكوني ممن يظل الخير فيهم و أن تكوني من القلة المؤمنة المذكورة . 

و لأعترف لك أيضًا ، قد لا أكون أضفت لنفسي إنجازات مادية ملموسة ، و لكن هناك إضافات نوعية حدثت لي لم أكن لأتعلمها لو لم أولد معك مرة أخرى ... نعم ولدت عدة ولادات ولادة تقليدية وولادة عند وفاة والدتي رحمها الله و جازاها عني كل الخير وولادة عندما تزوجت و تأكدت عندما أنجبتك 
فلقد ودعت الفتاة/الطفلة و جائت الفتاة/الأم !!! 

هو دور مثل بقية الأدوار التي نمارسها في الحياة، يتوتر المرء قليلًا عندم يقبل علي الجديد و لكن طال الوقت ام قصر سيتأقلم معه . 
شهدت بلدنا مذبحة عظيمة ، و إنقلب النظام لاسوأ من أسوأ خيالاتنا ... و لكن ليست تلك نهاية المطاف . كنت يائسة مستسلمة للحتمية المادية ( فللأسف لدي بذور تفكير مادي بشكل قوي و لكن الحمد لله  على نعمة الإسلام الذي جاء ليهذبنا ...  ربما حينما تكبرين قليلًا اروي لك هذا الأمر ) حتى طافت في الأفق الروح الحمساوية . هي تجربة لجيران لنا حرموا من بديهيات الحياة و لكنهم لم يركنوا للمندبة أو للعيش في دور المفعول به و لكنهم أبوا إلا أن يكونوا فاعلين ... 


أحب أن اسجل مشاعري المركبة في تلك اللحظة في حينها حتى و إن قرأتيها فيما بعد .
لا تتوقعي أن تكون الحياة سهلة ... الحياة دون وجود شئ لنتحداه لا معنى لها . 
دور البطولة لا يتأتي كما في الروايات ... و لكن كل فرد في حياتنا هو بطل نفسه و الباقين يتقاطعون منه ... حاولي ان تجعلي تقاطعاتك مع البشر جيدة و تجازين عليها خيرًا .
البطولة الحقيقية هي عند الله ، فتلك الحياة هي الكواليس لحياة حقيقية أكثر أهمية من أن نركز علي أدوار زائفة هنا ثم نفاجئ حينما نخرج للعرض الحقيقي اننا لم نعد العدة له و نخسر خسران مبين ... لا توجد عندما تزاح الستارة ( الموت) فرصة لمراجعة النص ... حياتنا هي لإستذكار الدور الي نريد لعبه في الحياة الحقيقية . 
عليك بالعمل و الأخذ بالأسباب ... وقعت لجيلنا أخطاء كثيرة ، نحاول تلافيها معكم ... قد نصيب في بعض الأشياء و لكن حتمًا سنخطئ في بعضه الآخر ... و لكن مجملًا سيكون جيلكم إن شاء الله افضل ... لا تصدقي المثبطين أو اصحاب الفكر اليوتوبي الذين يظنون انه من الافضل ان نعيش سابقًا ... لكل جيل مصاعبه التي يواجها ( تكاد تكون نفسيًا متشابهه مع المصاعب الأخرى )فكل تطور يحدث يريحنا من جهة و لكنه يخلق فجوة لم نحسب لها حساب نحاول رتقها و هكذا كلما عالجنا مشكلة ظهرت اخرى ... كما قلت لك ليست تلك الحياة الحقيقية . هي مجرد اعداد . 


تعلمت في هذا العام أن أتجاهل قدر الإمكان المشتتات و موجعات النفس حتى أتمكن من الإحتفاظ بها كي لا أصاب بالجنون ...لو ركزت مع كل شئ صغير فلن اتمكن من المواصله و بهذا الطريقة يكونوا هزمونا . لنحاول أن نعرف فكره عامة و لكن لنكمل .. أذكر أنني في الفترة عقب وفاة والدتي كنت امر علي افراح و مآتم كثيرة ... كنت انفعل بشدة في المآتم و انفعل بشدة ايضًا في الافراح . و كانت لي صديقه تصل حد البكاء ثم تقول لي هل ما نمر به طبيعي ؟؟ أم هل جننا ؟؟ قلت لها بعد فترة من تتابع الحزن الشديد و الفرح الغامر ستجدين ان هذه قشرة خارجية من المشاعر اصبحت تغلف القلب و هي رقيقة لاقصى درجة و شديدة الحساسية للمؤثرات و لكن القلب نفسه أصبح مختلف و معزول بتلك الطبقة الرقيقة و ذاهل .. حالة لا يمكن وصفها و لابد من العيش فيها فعلًا و لكن علي كلٍ الحياة ستستمر و لا شئ يدوم الا وجه الله . 


لازلت أتابع الجزء الذي لم أدركه من حياتي معك ... دخلتي عامك الثاني و لم تكوني تنطقي سوى بضع كلمات و ها أنت تخرجي منه و قد أصبح لديك حصيلة جيدة نسبيًا ... من الصدف الجميلة أنني أحاول تعويض ما لم أحفظ من القرآن الكريم و أصبحت انت تلتقطين بدايات السور التي اشغلها دائمًا ... هو شئ سعيد جدًا لي حتى و إن لم يكن نطقك جيد أو سليم و لكنك تحاولين . أحاول أن اجعلك تتعرفي على قصار السور و هذا يؤثر علي وقت حفظي و لكن لا يهم ...إلف القرآن في هذا الزمن شئ مهم . أعرف انك لازلتي صغيرة و لكن البيئة اللأساسية هامة ... عوامل التشتيت حولنا رهيبة فإن لم تكن الجرعة الاساسية في المنزل مركزة قد يتبقي منها شئ بعد التشتيت ... و لكن إن كانت جرعة مخففة لا أظن ان يتبق منها شئ فيما بعد . ألهج بالدعاء للرحمن أن يعينني ووالدك على حمل امانتك ، فأجتهد لأبرك الآن حتي استطيع أن أطالب ببرك فيما بعد . 

تقبلي تلك الهدايا البسيطة ... حتي تتمكني من قراءتها بنفسك و إستيعابها وحدك . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق