الاثنين، 22 يونيو 2015

اللهم آنسنا في وحدتنا ، و آنسنا في وحشتنا ، و آنسنا في غربتنا

هذا جزء من الدعاء للمتوفى ، حينما يدخل قبره 
لان القبر عبارة عن وحشة ووحدة و غربة و ظلمه ، لا ادري و لكن علمنا بتلك المرحلة ضئيل لانها رحلة الذهاب فقط و لم يعد احد منها ليقل لنا ما الامر .

و لكني أحسب ان هذا الدعاء لا يجب أن يقتصر علي القبر فقط ، في الدنيا ايضًا هناك انواع مختلفة و كثيرة من الوحدة و الوحشة و الغربة . 
حينما كنا صغار كانت الام هي مصدر الامان و الإحتواء لنا ، كلما كبرنا كلما احتجنا أن ندرك انفسنا بمفردنا ، هربنا ، و لكن لعالم آخر نظن اننا فيه ملوك انفسنا و لكنا في حقيقة الامر نبحث عن  الإحتواء و التقدير غير المشروط  من الآخرين و لكن في صور آخري ... تارة في التفوق ، تارة في الإحساس بالتميز عن تلك الجموع العريضة من البشر ، قد يكتفي البعض بالتقدير الجماهيري السطحي العريض و الذي غالبًا لا يري من المرء حقيقته التي عليها ... و يريد الآخرين تقدير اعمق متمثل في صداقات ( انتيم ) كما هو اللفظ الانجليزي المعرب . 


في مرحلة لا تكفينا الصداقات و نحتاج لنوع مختلف من الإحتواء فيأتي الحبيب ... ثم يأتي الإمتداد الناتج عن الإمتزاج بالمحبوب ، ثم نجد انفسنا نلعب ادوارًا عده و تتضاعف المسؤوليات و لم نعد مثلما كنا سابقًا ، نحاول جاهدين ان نجيد لعب كل تلك الادوار التي نجد انفسنا موضوعين فيها ... بما لا يجعلنا نضيع في احدها علي حساب الاخر ... و لكن ما هو نحن حقًا ؟؟

نحن محصلة كل هذا .. في لحظة اكون في دور كذا ، اترك بقية الادوار ورائي ... ثم انتقل بتلقائية و سلاسة تامة بين الادوار ... هل هناك من يصحبنا في كل بمعني كل ادوار حياتنا كي نستطيع ان نخلع عباءة التمثيل علي عتباته ؟؟ 

لا يوجد بشري مهما بلغ حبنا له او حبهم لنا يستطيع ان يمارس معنا هذا الامر و يلبي هذا الإحتياج ...  لان البشر مفطورين على القصور ... يمكننا او نحاول جاهدين ان يملئ احدهم او آخر تلك الفراغات في ثنايا روحنا المتخلفة عن الادوار الكثيرة التي نمارسها ... و لكن لا يوجد واحد فقط يعرفنا جميعًا من الالف الي الياء ... هم يفهمون جانب منا ... كثر او قل و لكنه يظل جانب واحد . ربما يكون اقربهم فهمًا لنا هي الام ... بحكم انها رأتنا في جوانب حياتنا التي لم ندركها ... ثم الدائرة الاقرب لنا من اخوه و ازواج/زوجات ... و لكن هناك جانب يكون بعيدًا عنها ... ثم تكبر مساحة الجوانب البعيدة بمرور الايام و تبقي ذكرى الإحتواء الاول لنا كأطفال . 


يتبع علشان كبس النوم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق