الاثنين، 4 يناير 2016

الهروب الدائم من الوحدة

نولد وحدنا
و لكننا نميل بالفطرة للعيش داخل جماعة ، ربما اصبحنا في عصرنا الحالي أكثر ميلًا للذاتية و الخصوصية عما قبل من العصور .. و لكننا لا نستطيع ان نستغني عن بقية البشر نهائيًا مع اعلى درجات الفردية ، ربما نصبح اكثر انتقائية و نبتعد عمن يسببون لنا الضيق او من يمتصون طاقة روحنا .. و لكننا لازلنا نحتاج للتواجد داخل تجمع بشري ما . 

تشكيل بيوتنا و تواجدنا في مدن ( او هذه هي ظروفي لا يجب ان تتشابه مع الجميع ) اوجد علينا صيغ خاصة في التعامل مع البشر ممن حولنا ... ربما كلما ارتفعت المباني ارتفعت معها الحواجز التي تضعها بين البشر القاطنين فيها .

لا يوجد شئ يؤمن لنا عدم الوحدة في المستقبل ... العمل لا يدوم عند الكبر و الصداقات لا تدوم لتآكل صحة الجميع و لبعد المسافات ، و الأبناء لا يدومون لسفرهم للقمة العيش بعد ان ضاقت تلك البلد بأهلها او حتي لبعد المسافة و لإنشغالهم في حياتهم ... و قد يختار الله رفيق الدرب إن وجد و من يكون محظوظًا هو من يرحل أولًا ولا يعاني تبعات الوحدة ...


عندي عقدة دائمًا انه " فات الأوان " ذلك لاني كنت اكبر من اقراني في المدرسة بعام او بضعة اشهر ، هي لا شئ الآن و لكن ربما يتضاعف شعورنا بالوقت في طفولتنا ، المهم ان هذه الاشهر اثرت علي نفسيتي و جعلتني دائمًا في سباق مع الزمن ، و هذا جيد لان التراخي يأكل المرء ...
من تركت العمل لرعاية اطفالها ندمت لانهم تركوها في النهاية و لم يبق لها شئ ، و من اصرت علي العمل انهكت نفسها بلا داع في رأيها و تركته ايضًا في النهاية بعد بلوغها الستين ، بل انها تري انه ضيع عليها فرص سفر او فسح كثيرة تم تاجيلها لما لا نهاية إلي ان الغيت بسبب قلة الصحة في الكبر .. ووجدت ان العمل اضاع عليها الكثير من الفرص و انها كانت ملتزمة بشدة كان يمكنها ان تتراخي قليلًا و توازن ..
لست هذا الكائن البيتوتي الذي يمكن ان يجد نفسه في الاعمال المكتبية او القراءة او اشغال الابرة فقط .. بل لابد لي من حركي لاني حركية بالفطرة و لدي طاقة لابد من تفريغها و الا احرقتني .
وهبني الله اسرة جميلة و عائلة اجمل و لكني لست اجتماعية بالفطرة كما البعض ، عملت و لكني لم اترهبن في العمل و جعلت لنفسي و اسرتي اولوية نسبية .. ( هناك حد ادني اكيد في التزام بالعمل و وهبني الله عملًا مناسبًا في ظروف عالمية و ومحلية صعبة فالله الحمد و المنة )  لكن لا يمكن اتخاذ رفقاء من العمل لعوامل كثيرة ليس مجال شرحها الآن .. احاول  تلافي اخطاء من سبقوني  و من سمعت لهم ... و احاول ان اعطي لمن تبقي من اصدقائي حقوقهم بل و لا استسلم للدائرة التي تضيق علينا بعد التخرج بل احاول قدر الامكان الابقاء عليها و توسيعها لو امكن و بتوفيق من الله اتاح لي ذلك ، ليس الجميع اصدقاء و لكن علي الاقل هناك "وسط" اتحرك فيه ..
انا فعلا اخشي الوحدة ، ادعو الله دائمًا الا يكتبها علي و استعيذ منها ، و لا اعلم ما الذي ينبغي ان ازرعه في شبابي كي اجني ثمارة عند كبري ، و حتي انا اجبن من ان اطلب من الله ان يقبضني لجواره قريبًا ، فبما سألقى وجهه الكريم و انا لم افعل الحد الادني ما طلبه مني :( و لازلت اجاهد نفسي بشدة و افلح تارة و افشل كثيرًا ...

يا رب لا تذرني فردًا و انت ارحم الراحمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق