الأربعاء، 12 مارس 2014

FB ذكريات مريم

من قبل ما يكون عندي اطفال وانا بتسائل , ايه سر الهبل و العته اللي بيصيب البنات لما طفل صغير يعمل شئ تلقائي ؟؟ ما طبيعي انه طفل و لسة جديد علي العالم يستكشف ... مكنتش شايفة اي مبرر منطقي او غير منطقي حتي للبنات اللي بتخنف و تقلد صوت العيال ... و لازلت الحقيقة بتفقع من البنات اللي بيكتبوا عثل مس عسل , قال يعني صغيرين و بيتدلعوا !!!بس انا مليش دعوة كل واحد حر , أنا مالي :D أنا ليا نفسي



لما مريم جت لاقيت ان الأمر ظريف و مش بالبشاعة ولا الأفورة المتخيلة , و اُجبرت على إني أراقب مخلوق بيتطور  من الصفر , في البداية كان شئ خنيق مش هنكر ( محدش من البنات يعني يفتكر إن طشة المشاعر هتنفجر اول ما تشوف الجنين - انا و انا حامل كنت بحس برعب ان فيه كائن تاني جوايا و  جالي اكتئاب فترة في الاول , كنت بفتكر افلام الرعب اللي البطل بيكون اتحقن بدود و اليرقات بتنموا تحت جلده او زي طفيل الجرب , بس كنت بطرد الهواجس دي من ذهني علشان مقضيهاش إكتئاب متواصل ) و الحمد لله ربنا رحمني و مجاليش اكتئاب ما بعد الولادة  . ^_^


المهم انه من ناحية تاني حبيت إن نظرتي المُغرقة في المادية و العقلانية دي لا تؤثر على ذكريات مريم لانها المفترض إنها كائن منفصل و لا تتأثر برؤيتي المكلكعة للدنيا . و بدعي ربنا بصدق انها متكونش شبهي بس لحد دلوقتي بيقال انها شبهي :/ 

ما علينا ... قررت اني ادون الحاجات الظريفة اللي بتخليني اشعر اني ام فاشلة , لاني بدل من اتخاذ موقف حازم بقعد اضحك بس بحاول  . علشان لما مريم تكبر الاقي شئ أقولهولها من ذكريات الطفولة بدل ما تبقي صفحة صماء لاني عارفة نفسي .... هنسي كل شئ و هيتمسح بأستيكه ... فالحل هو الكتابة ... و هبقي أحدث المنشور دا كل فترة لو استجد شئ جديد ....


- حاليًا شيلت التليفزيون واصبحت لا أدري أي شئ عن مصر و كأني لا أعيش فيها   , محمد ساعات بيتجنن مني لما يلاقي ان ابسط المعلومات موصلتنيش بيقوللي انت قريب هتتحولي لبطيخة  (watermelon ) , انا مقدرش استحمل التركيز بنهار لو تابعت كل المستجدات اليومية خاصة انه بقي فيه هري صباحي و هري مسائي و ممكن يوصل لهري كل ساعة ...  بس مش مهم  , منفضة للبلد تمامًا و بعرف عناوين الاخبار من اللي بيتشير علي الفيس . أه منعزلة و كل النظريات بتاعة الجيتو ممكن تطلع لي بس كدا اروق ... العجز قاتل جدًا ليَّ .

و عوضًا عن دا بقيت بشغل قرآن بشكل شبه دائم علي سورة معينة , علشان بحاول اني احفظ ما تيسر لي ... قريبة لي قالت لي ان كدا قتل للطفولة و اني بحرمها من انها تعيش سنها , حاسة ان الامر مشكلة تسويق للنموذج مش اكتر ,  في الحقيقة مش متعنته في فكرة انها تتفرج علي التليفزيون او غيره , هي بتتفرج فعلاً و عارفة اسبونج بوب و دورا و بينون و كمون و نورا و روزي ( ابطال كارتون ) و بتتفرج علي الكارتون عند جدتها , و بتشوف بردو التليفزيون عن جدها ... عامة انا مبسوطة من التنوع دا و جدتها الله يبارك لها بردو بتشغل لها قرآن
كدا كدا هيكون فيه مشتتات لن استطيع التحكم فيها , يبقي علي الأقل البيت يبقي فيه جرعة مركزة  كي يبقي منها اثر في هذا السن الصغير لانه ستقل سيطرتي عليها كلما كبرت في السن . لو جرعة البيت اساسا خفيفة لن يبقي منها شئ وسط كل المشتتات المحيطة .


دلوقتي بسمع كتير سورة طه , مريم بقي بيعلق معاها آيات معينة فيها .. يعني دلوقتي بقت تطلب (( طه - إذ تسي - تقت عين - تحزن - لما حشرتني ) و دي آيات مريم بتنطقها بشكل عجيب موجودة في سورة طه . الظريف اني لما بحفظ و باجي عند الآيات صوتها بيرن في اذني بنبرتها الطفولية فلا املك لا الابتسام حتي لو كنت موضع جاد :)


- محمد كان بيعلمها تعمل اشارة رابعة . طبعا هي لسة تحكمها في ايديها مش قوي بتبقي اشارة بشكل عجيب , عاملة العلامة بس صوابعها مش مفرودة :/ ... فيه في مرة كانت بتستهبل فمحمد بيهددها كأنه هيضربها فرفع ايده عليها - بس مكنش هيكمل - فوجئ انها رفعت ايديها بإشارة رابعة و حطيتها في وشه !!! طبعا البنت مش عبقرية ولا كل رومانسيات الاباء ... الفكرة ان الامر كله جاء بالصدفة هي لا تعرف ان الاشارة دي رمز الإعتراض ضد السلطة ولا كل من هذه المعاني ... محمد ذهل لما عملت الحركة دي و بقي بيضرب كف علي كف .

- مريم عرفت النسب لماما , بأمي من الكارتون و الأغاني ... و تقولها غالبًا لما تكون مش عايزة شئ بغصبها عليه ... المهم لاقيتها بتقول كلمة اُبِّي ( علي وزن امي بضم الألف و تشديد الباء ) عندما كانت لا تريد شئ اباها يفعله لها . تذكرت ان القياس يكون مثل جوجل عند الأطفال مش قياس عليم باللغة ...
كان لنا اقارب يحكي اهلهم انهم كانوا يجمعون بطه - بطط , كما هو الحال مع قطة - قطط
و النسب ايضًا , كان هناك من يقول لعبتي , وكرستي ( نسب كرسي ) ... 

- تحفظ مريم الآن الفاتحة بنسبة 90% ( بعد البسملة لا تقول الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم و لكنها تقول مالك يوم الدين لان البسملة آخرها الرحمن الرحيم ) مرة من المرات خبطت و هي بتجري و مكنتش عارفة هي خبطت في ايه ... فبقول لها , مالك .. مالك ؟؟ ردت عليا بتلقائية شديدة : مالك ... يوم ... الدين . 
مرة اخري كانت علي وشك دلق عصير علي الارض فكنت اتوعدها و اقول لها ... اياكي تصبيه فاهمة ؟؟ اياكي ... قالت : اياك نعبودو و اياكا نستعين :) طبعا ضحكت و ضاع الموقف . 

-===================================================
تحديثات :

مريم ساعات تشاور علي البيض و تقول "بيطة " و عليه تبقي عايزة تاكل بيض مسلوق , المشكلة ان البيض بياخد وقت علشان يتسلق و لحد ما تتسلق بتبقي وصلة صويت ... المهم فكرت اني اسلق كذا بيضة و احطهم في التلاجة و ابقي أسخنهم بس لما تعوز تاكل , في يوم جيت أسخنها فتفتق ذهني إني أسخن البيضة في المايكروييف علشان تسخن أسرع , و قلت مش هزود 30 ثانية بس... المهم ان البيضة انفجرت !!!
سمعت صوت فرقعة قوي نطيت قفلته , اذا بالبيضة تحولت لأشلاء متناثرة مفتفتة و الصفار منفصل عن البياض و منتشر في كل مكان , المشكلة ان رائحة الميكروويف إتقلبت بيض مدخن  
الدرس المستفاد أن محدش يفكر أبدًا يسخن بيضة مسلوقة بقشرها في الميكوويف .

===================================================

بشكل عام مش بحب أتكلم عن تفاصيل الحياة الدقيقة اللي اي/كل البني آدمين بيمروا بيها , و بفضل أني اتجاوز و أحلق في السماء لعلي استطيع التغلب على كل ما يوجهنا . لكن فيه حاجات بتجبرك انك تبطل تحليق و بتخليك - غالبًا - تقع على جدون رقبتك ...من ضمن الحاجات دي مواقف بسيطة مريم ذات ال 30 شهرًا بتعملها , و آخر تلك الأشياء أنها تكون غلطانة فتتعاقب و بعدين تتسلل و اجد صمت تام مقلق , فأبحث عنها لأتفاجئ أنها فتحت سبت القمامة اللي في الصالة , و بتدور فيه , و جابت لبانة ممضوغة , و بتمضغها بسعادة و تلذذ تام وسط صياحي و هلعي و محاولاتي العبثية اني افتح لها بقها و أطلع لها منها اللبانة و مقاومتها المستميته عليها !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق