الأحد، 28 ديسمبر 2014

إستعادة اللحظات القديمة .

أتت على غير العادة لهذا المكان ، كانت من رواده لفترة ثم غابت و عادت و لكن بشكل مختلف عما كانت عليه ... إنتظرت حتى يتم الموجودين حاجاتهم فهي لا تريد أن تبدو مختلفة عنهم ، كان صاحب المكان يعرفها فلن يسألها و فهم من نظرتها ما تريد . 

الموجودين ذكروها بأيام جميلة ، سلت عليها الوقت حتى لو كانت واقعها مختلف عن تلك الذكريات ... فربما أخرجتنا الذكريات الجميلة و خففت عنا كثيرة وطئة حوادث الدهر، و ربما عزت نفسها بأنه كما لم تدم الايام الجميلة فهكذا لن تدوم غيرها ... فدوام الحال من المحال . 


تأتي نحوها فتزيح حاجاتها لتفسح لها مكان لتجلس فتجلس تلك المرأة طيبة الملامح ... تأتي اخري في عمر مقارب لها و لكن يبدوا انها "مدقدقة" تستشيرها فتاة في شكل الدبلة ، تقول لها ما هذا ؟؟ لم ار دبلة مربعة قبلًا ، ثم تستدرك ...وربما تكون موضة تلك الايام :)) فردت عليها مماثلتها في العمر المدقدقة قائلًا : لا يا حاجة هي موجودة منذ اربعة او خمسة اعوام ... فتقول الطيبة ضاحكًا : لي عمر لم ادخل تلك المحالات من قبل ، لندع الاولاد يعيشوا سنهم و يختاروا ما يفرحهم ... لحظات و تعود الفتاة .. جميلة ؟؟ ترد السيدة : نعم هي اجمل و لكن واسعة قليلًا ، ثم تستدرك ...  ربما تمتلئين قليلًا ... فتقول الاخري عندما تمتلئ تأتي بغيرها !! كل عامين تقريبًا أغير الدبلة لتصبح الي الموضة ...تتبسم السيدة و لا تعقب . 


في الناحية الآخرى تجد شاب و فتاة مظهرهما عادي للغاية و لكن عيناهما تلمعان من الشغف ، يريدوا اختيار طقم فيما يبدو و لكن نظرًا لحجاب الفتاة الطويل فسيكتفوا بخاتم و اسورة فقط دون عقد قصير . اخذوا يعددوا في الاطقم و يجربوا حتى يحصلوا علي الانسب ... هي لا تريد ان تشق عليه و هو لا يريد ان يحرمها من شئ ... يتحرجان و لا يتكلما الا قليلًا ، نظرة الحياء في عيونهما جميلة للغاية ... تهمس كل فترة : لا لزوم لكل هذا ربما يتم سرقته ! فيعاجلها : اقول لك انه لازم ... ثم لا تقلقي لن ترتدي هذه الاشياء الا في المناسبات الفخيمة :D الذهب قيمته في مناسبته ثم هو استثمار جيد في تلك الايام النحسات ... لا ترد و تنظر له بإمتنان و يطرق بعينه التي تشع فرحة و سعادة .

سرحت في الذكريات و في كلمة صديقتها التي تذكرتها اليوم ان عملنا كأطباء يجعلنا نرى البشر في اسوأ صورهم .. دائمًا متوجعين و يشكون من آلامهم ... و كانت صديقتها تلك تريد ان تعمل في محل مبهج ... مثل محل الورد !! فهو دائمًا تعبير جميل عن المشاعر ، فبادرتها صاحبتنا لتقول لها و لكن هناك من يشتروا ورودًا للمئاتم ، و غالبًا ما تكون الورود في تزيين السيارات المعدة للزفاف دون ان تريي الاشخاص السعداء انفسهم ... ربما كانت تلك المهنة ممتعة إن كنت في دولة اوروبية حيث تتعدد أنواع الورود و حيث مستويات المعيشة المرتفعة التي لا تعتبر شراء الورد الحي ترفًا و يستعيضوا عنه كما في بلادنا بصورة بلاستيكية دائمة منه .

ربما انضمت تلك المهنة لقائمة المهن المبهجة ( بائع الذهب )... فرؤية العروسين أو الخطباء و هم يشترون مقتنياتهم الذهبية لحبيباتهم مبهج هو ايضًا . 


هناك تعليق واحد:

  1. طب والله وصفك كأنه خلاني أشوف الموقف وخصوصا الشاب والفتاة اللي كانت عيونهم بتلمع من الشغف :)))))) تعرفي ان الانتباه للتفاصيل الانسانية في المواقف اللي زي دي بيدي بهجة حلوة كده وطاقة إيجابية لليوم ، باحس ساعات ان ربنا بيرقق قلوبنا بالمشاهد الانسانية دي وبيدينا معاني منها جايز مانكونش بننتبه لها :))))

    ردحذف