نت ابحث عن طريقة الكنافة بالموز التي اكلتها عند صديقتي في الافطار الأثير الي قلبي الذي يجمعني بصديقات الكلية , عندما فتحت الرابط الذي ظهر لي كان لمنتدي ووجدت ان الطريقة معقولة , و كنت اريد الاسترسال في القراءة لعلي اجد تفصيله كنت اريد السؤال فيها , وجدت في آخر المشاركة ( لن تتمكن صاحبة المشاركة من الرد علي اي استفسار فهي في ذمة الله الأن , ادعوا لها بالرحمة و المغفرة ) اثارت هلعي و شجوني تلك الجملة ... لا ادري لماذا رغم اني لا اعرف الكاتبة و لم ادخل هذا المنتدي الا اليوم ...
الموت يسري من حولنا دائمًا , فأخبار التليفزيون تمتلئ بالموت , صفحات النت تمتلئ بصور الموتي من كل الأشكال , حرقًا , غرقًا , تمثيلًا بالجثث... حتي الافلام .. نصور لك الموت كأنها مادة ترفيهية لا غنى عنها ... كأنك بدائي روماني تتلذذ بموت العبيد في حلبات مصارعة الاسود ... الموت ... الحقيقة الخالدة ... كل نفس لابد و انت تتذوق كأسه الرهيب حتى و لو تغافلنا عنه او تناسيناه ...
المختلف اليوم هو شئ هام للغاية كان مقصورًا في ما مضى علي الكتاب المشهورين ( فئة قليلة من البشر زادت او قلت ) هناك من يموت الآن يترك اثرًا مكتوبًا علي النت ... صفحات التواصل الاجتماعي يمكنك تصفحها لتري كلمات من رحل , مزاجه مع اصدقائه ... تعليقه علي صور , كتابه احدهم علي حائطه ( inbox ) أو الوارد .. و لن تتمكن ابدًا من معرفه فحوى تلك الرسالة فصديقك لم يعد موجودًا كي يخبرك ...
كل حساباتنا علي موقع الفيس بوك و مدوناتنا علي الانتر نت ... سوف تمر بتلك المرحلة , هي مرحلة بلا شك جديدة , فمن سبقونا لم يتركوا تراثًا مكتوبًا بمثل هذه الضخامة من قبل ... لا اعتقد انه يمكن ان يهتم احد لتلك الحسابات المتوفي اصحابها بعد فترة من الزمن ( طالت ام قصرت ) , فلسوف يتناقص من كانوا يعرفوننا تدريجيًا حتي تكون المقالة بالاشخاص المشار لهم فيها جميعهم في ذمة الله ... و يكون المرء بكل الاصدقائه في ذمة الله ... ( هذا ان افترضنا ان الحضارة ستستمر و سيستمر النت بسعته و لن يتم الغاء حسابات الافراد بعد فترة من عدم استخدامها لضيق مساحة التخزين في سيرفر العالم الرئيسي ) يمكن لأحدهم ان يبحث عن اسم مقالة , او ان يبحث عن اي شئ , ربما يتصادف ان ما يبحث عنه هو اسم لمقالة كتبتها انت في فترة وجودك بالحياة , تؤرخ اخبار ... او تحكي مشاعر ... تروي قصة او طرفه , ما كتبت سوف يبقي ... بقاؤه لم يكون ذا معني اذا لم يجعل الله احدهم يعثر عليه بالصدفة ... فكم من صفحات منتشرة علي النت , بعدد لا يمكن احصاؤه ... هل يمكننا احصاء تلك المشاعر و الاحباطات و دفعات الحماس الموجودة في طيات المدونات او الحابات الخاصة للفيس ؟؟ هل سيهتم من سيجئ بعدنا ان يحصي او يحاول تتبع الفترة التي نعيشها الآن من خلال معايشة حية لحوارات و كتابات افراد عاديين عاشوا تلك الفترة ؟؟؟ أم ان البشر يميلوا دائما
للإختزال لانه اسهل ؟؟ اختزال تاريخ الأمم في قاداتهم السياسيين و ليس في الناس العاديين , لبنات بناء الأمم بحق ... ربما سنرحل بأجسادنا يومًا ما , و لكن ما نكتبه يبقي ... الكتابات الذاتية قد تكون جيدة , فعندما امل اتصفح الصفحة الشخصية لبعض الاشخاص المعينين الغير صاخبين , اجد الهدوء النفسي فعلا و اشعر بروح صاحب الحساب حتي و ان كنت اقرأ كلماته فقط ... فتلك الكلمات تعكس ارواحنا بشكل او بآخر ... و لكن من يوسع دائرة اهتمامه لهدف اكبر , سيبقي وجوده ببقاء هذا الهدف الذي كان يسعى له ... اتخيل ان اكون في قبري و فجأة اجد ان ميزان عملي الدنيوي يزيد , كيف هذا ؟؟ ربما يكون احدهم قد قرأ لي شئ , او استفاد من صدقة جارية , او تذكرني احدهم و دعى لي بالمغفرة و الرحمة ... استمع الآن لقرأن كريم قراءة محمد صديق المنشاوي ... اتوقع ان هؤلاء المقرؤون لا يتوقف عداد حسناتهم قط عد الدوران ... اتوقع ان لا يتوقف ميزان حسنات د. مثل عبد الوهاب المسيري يؤثر بفكره في جيل كامل ارى تشكيله الأن ... و ربما هناك حسنات آخري توهب لمن لا نعرف ممن ساعدوه في مسيره حياته , و لربما كانت حسناتهم اكبر منه ... اتوقع دائما ان الجنود الأخفياء لهم اجر أعظم ممن نعرفهم ... ربما لم افعل شئ في تلك الحياة بعد , ربما لم ابدأ الطريق بعد و ربما اكون بدأت دون تخطيط مني , ادعوا الله ان يكون اثري و كتابتي لي و ليست علي و ان يكون وجودي مؤثرًا عميقًا حتي و ان كان علي نفر بسيط من الناس ... , و ان لا ينقطع عملي من الثلاث موارد التي ذكرها رسوله الكريم في حديثه الشريف ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق