الجمعة، 3 أغسطس 2012

FB هدية العام الأول

هذه ثاني محاولة اكتبها لك ... لأن المحاولة الأولي خرجت محبطة تمامًا ... و هذا ليس وقته :)) 


--------------------------------------------------

أحببت أن أهديك هدية ... فكرت في أشياء كثيرة لكني وجدت أن أدومها على الإطلاق هي كلمة نكتبها ... فما لا يكتب ننساه ... سأحاول تبسيط كل الأفكار الكبيرة التي تاتي علي بالي .. فلا أؤمن أن  الأطفال لا يمكنهم فهم الكلمات و الأفكار ... أظن أن العيب في الكبار أن لم يستطيعوا تبسيط الأفكار في كلمات سلسة ( كما كان يقول لي أبي أنه كان يعاملني و يكلمني دوما مثل الكبار و لكن باسلوب بسيط )  لن تقرأي تلك الرسالة الآن في موعدها ستصلك حين تتمكني من القراءة .. لا بأس ... ليكن تأريخ لمرحلة كنتِ موجودة فيها بجسدك لكن بدون ذاكرة  في عقلك بعد ... فهذه رسالة من عصر ما قبل التاريخ ... عندك :)) 


----------------------------------------------------- 



اؤمن أن الحياة فيها الكثير مما يجب علي الانسان القيام به ... لكن الابناء بالذات مسؤولية ليست سهلة  ... فيما قبل كنت مسؤول عن نفسك و تصرفاتك لن تضر او تنفع أحد غيرك بقراراتك ... الوضع تغير الآن تمامًا .... المعادلة الصعبة أن تنجح مع الأبناء و في الحياة العامة في أي مجال تتقنه ... ولا تدع أو تجعل مجال يطغي علي الآخر ,  هناك من يركز علي الأبناء فقط ( خاصة النساء ) و يهملن بقية الحياة .. و هناك من يهمل الابناء تمامًا من اجل العمل و يجعل الحياة العامة تطغي علي الحياة الخاصة  ( خاصة الرجال )
 لكني سأحاول معك عزيزتي أن أوازن ... سأدعو الله و أستعين به طويلًا حتي أستطيع القيام بهذا التكليف ... فتحديات العصر فعلًا رهيبة  جائتني رسالة من صديقة عزيزة , تقول لي إن الله يكرم الأبناء بصلاح آبائهم ... أدعو الله أن أكون أمًا صالحة كي يكرمك الله جميلتي الصغيرة ( و كان ابوهما صالحًا )

قبل أن تنقلب الأدوار ( فحتي وقت بسيط كنت في مكانك فكنت انا الإبنة  ) كنت أتصرف بشكل مختلف... لكن وجود كائن حي يلازمك طيلة الوقت قد يسبب بعض التوتر ... فهذا أمر جديد فعلًا ... و لابد ان تحترس , فهذا الطفل عبارة عن كاميرات مراقبة لمدة 24/7  تتشرب تمامًا كل الافعال و حتي اسلوب الكلام و انفعالات الوجه و هذا بدقة شديدة  دون ان تدري  ...
و لهذا ففعلا أجد أن الأطفال إنعكاس لبيئتهم بشكل أو بآخر ( هناك إستثنائات بالطبع و لكن هذا ليس القاعدة ) 
{اللهم استر عيوبي عن أبنائي}   ----------------------- 
قرأت مقولة رائعة تقول انه عندما يولد الطفل فالأم تولد معه أًيضًا ... هي كانت موجودة من قبل كإنسانه لكن الأم لم تكن موجودة ... و هذا حقيقي ... فهذا الدور الجديد الذي اضيف لي  (بإرادة الله أن تخلقي مني ) احتاجت بعض الوقت حتي أعتاده ..  اذكر اني في يوم تركتك في الكاريكوت في المطبخ و نسيت وجودك تمامًا و عند دخولي المطبخ مرة اخري وجدتك نائمة و لكني اتفزعت تمامًا من وجودك لاني لم اكن قد اعتدتك بعد و من فزعي استيقظتي و ظللت اسب نفسي اني جلبت لنفسي وصلة عياط من لا شئ , كنت اتصور أن الأمومة هي نهاية الحياة , الحقيقة لم تكن هكذا , هي فترة إعارة و لكن للداخل ( كما نسافر و ننقطع عن عالمنا طلبًا للرزق لنبني حياتنا و نضع الركيزة الاساسية لها ) و لكن لفترة معقوله , و لكننا في هذه الحالة نضع اللبنات الأولي لإنسان :)

مر الأمر كله علي كالحلم ... علي الرغم من أنه عام و بدا بطئ الا انه مر بسرعة شديدة ...  في لحظة تخيلت ان فترة الطفولة و عدم الإدراك سوف تنتهي بعد مرور ايام و سأعود لسابق عهدي و حياتي التي اعرفها ( مسؤولة عن نفسي فقط ) , لكن الأمر لم يكن كذلك ... ثم وجدت اعلان تليفزيوني مرة بالصدفة يقول جملة ( هما اطفالنا هيكبروا كام مرة ) فعلأ الاطفال لا يكبروا الا مرة واحدة فقط ... و دائما كعهد المصريين يتم التركيز علي مرحلة معينة كأن الجمال كله فيها ... و الصراحة ان المرحلة ( الحالية ) دائما هي الافضل ... فعندما كنت يا مريم طفلة رضيعة في الاشهر الأولي كانت حاجاتك من العالم رضعة ثم تعودي للنوم مرة اخري , كنت خفيفة الوزن فلم اثقل بحملك ... ماذا عن البكاء ؟؟ الامر محتمل , و الانفعال بهيستيريا و التفاعل مع ضجيج الأبناء هو ما يزيد الامر سوء , البرود هو افضل شئ .... ماذا عن الزن ؟؟ لأعتبرها لغتك من العالم المجهول الذي جئتي لنا منه J فترات يقظتك أصلا كانت قليلة نسبيًا   عندما كبرتِ قليلًا كانت افضل مرحلة ايضًا ... طعامك هو اللبن فقط , لا تفكير ( ماذا سأعد اليوم ) و لم تكوني تتحركي , اينما توضعي تبقي J عندما كبرتي اكثر ... اصبحتِ أكثر ادراك بالعالم ... لم تعودِ تنامي إن خرجت  بك ... تبقين متيقظة ... أصبحت عيناكي تتبعاني و تميزني بدل من الشرود السابق ... عند ادخال اول طعام صلب كان هذا افضل أيضًا , فلم تعودي تحتاجي الرضاعة دائمًا و عندما كبرت اكثر اصبحت تأكلي من طعامنا اصبحت عملية الإطعام بدون طقوس خاصة ... أيضًا كانت افضل مرحلة حين كبرتي و اصبحتي تجلسين , فلم يعد ظهرك يميل و لكنه مصلوب , اصبحتي تميزين السقوط ولا اخاف سقوطك مثلما قبل ... اي نعم اصبحت اكثر حركة و لكن ما المشكلة ؟؟ لست ممن يرصون قطع لا لزوم لها في المنزل فلا يوجد شئ خطير ... اكتشفي العالم الصغير حولك .... لم اضع لك القيود عمال علي بطال ... فقط عندما يكون الأمر خارج سيطرتك لفترة معينة ...  يقال لي ان هناك افضل مرحلة و هي من عام الي عامين و الباقي سئ ( فالمصريين شعب نداب بطبعه تجد هذا جليًا في اغانية حتى )  ... و لكني اقول انهم مخطئون ... كل مرحلة فيها الجيد ( و فيها السئ ) ان تعاميت عن السئ فلن تراه ... و هذا ما افعله معك الآن و اعتقد انها خطة جيدة ... ركزي دائما علي الجيد حتي لا تتعبي في تلك الحياة ...

أتعرفين ؟؟ أصبحت أزحف مثلما تفعلي و أخفض رأسي لمثل زاوية رؤيتك حتي أتمكن من رؤية العالم من منظورك الصغير ... ياه ... كم هو كبير و فسيح هذا الكون من حولك ... دائما تنظري لفوق لأنك اقرب الي الأرض ... ابقي علي عهدك ولا تجعلي احد يكسر نظرك ... حتي و ان ابتعدتي عن الأرض و كبرتي ... اجعلي دائما طموحك عاليًا ...

ظننت أن وجودك في حياتي ربما يستهلكني , الأمر يحتاج إلي توازن و مجهود ووعي , نحن دائما في استهلاك مستمر , فليتم إستهلاكنا في أشياء ذات اهمية .... و إن أردنا فعل أي شئ قيم , هل يمكن ان نصل اليه بدون مجهود و تعب حقيقي ؟؟؟؟؟ لا اعتقد .... الوجه الآخر لعملة النجاح / التعب و المثابرة ... إحرصي علي ذلك

عند حدوث تغيير نضطرب , نخاف دائما من المجهول , و لكن بعد ما يحدث و نعتاد عليه نقول ... كيف كنا نخاف من ذلك ؟؟ لا تخافي ابدًا من المجهول خاصة و ان جربه آخرين ... الانسان الناجح ينجح في اي ظرف و الفاشل يحتاج لأي شئ ليعلق عليه فشله ....  لا ازعم اني ناجحة و لكني اعرف اني مختلفة ...ولازلت ابحث عن الطريق ... عزائي أننا في دولة ( فاشلة ) أرجو أن يتغير الوضع إن شاء الله علي أيامك بأي وسيلة كانت ... و لكني سأحاول بعون الله ان لا أستسلم , قد ننجح و نصل إلي نجاح و لكن لا يمكننا قياسه بالوسائل الكمية المعروفة ( مش شهادات ولا فلوس يعني )  و قد نصل الي نجاح كمي و نستطيع الإحتفاظ بنفسنا دون تغير ... و هذا تحدي قليل من ينجحوا فيه ...

في أوائل حملي لم اتخيل ان تقوم ثورة ... و قامت ثورة و شارفت علي الفشل ... و لكني اعتقد ان هذا ليس نهاية المطاف ... فالحياة ليست بالسذاجة التي تصورها لنا الأفلام فلا تنزل كلمةالنهاية و ينصرف الجمهور من معتركها... لا أعلم كيف ستكون أيامك القادمة عندما تكوني شابة يافعة ( بإذن الله ) و لكن إن شاء الله تكوني ممن يستثنيهم الله من الظرف العام السئ المحيط بنا ... كوني مع الله دائما و لن يخذلك أبدًا .... اتمني ان اكون الأم البارة بإبنتها حتي استحق برك ... حفظك الله و راعاكي دائمًا حبيبتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق