هي مجرد خواطر لا علاقة لها ببعض , او ممكن يكون لها علاقة ... الله اعلم :)
*****
انا فعلا بكره التليفزيون ...لماذا ؟؟ لانه ببساطة يخلق صور نمطية لكل شئ ... يجعلنا نتبناها طواعية دون وعي , و تصبح تلك الصورة النمطية لأي شئ هي المقياس الوحيد للشئ !!!
*****
مساعدتي في الصيدلية كانت تصغرني بأعوام قليلة , كانت فتاة جميلة الروح بحق ... في مرة قالت لي : سمعتي اغنية فلان الجديدة ؟؟ قلت لها الصراحة لأ .. مبتسمعيش يا دكتورة ( نظرة تعجب ) قلت لها لأ اسمع و لكن مش بالكترة بتاعتكم دا اولا ثانيا ليا ذوق مختلف تمامًا ... قالت لي ببراءة ... لازم تسمعي يا دكتورة ... امال لما تيجي تتخطبي و تتجوزي كدا هتقولي كلام الحب منين ؟؟؟ صعقني منطقها منطق التيك اواي حتى في جمل الحب ,و لكنه و استفزني في نفس الوقت ... و قلت لها : لما اجي اتخطب و اتجوز انا كفيلة اني اؤلف عبارات الحب ... مش محتاجة حاجة جاهزة هفصل اللي يناسبني بنفسي ^_^ فنظرت لي نظرة إكبار و تقدير و اندهاش و لم تعقب :)
*****
بالصدفة شاهدت حلقة من برنامج (الأطباء ) علي قناة ام بي سي اربعة , وجدت ان موضوع الحديث هو الساعة البايولوجية للنساء و علاقتها بالحمل و الولادة ... مجتمعهم يعاني من تأخر لسن الزواج , فسن النضوج عندهم اصبح اربعين عام ( علي ما الواحد يتخرج من يعرف يرشق في شغلانة و يؤسس نفسه ماديًا ) وجدت شرطية ناجحة في عملها عندها 43 عام و تتمني ان تنجب و لكن بويضاتها شاخت , و آخري عندها 40 عام و انفقت فوق 100 الف دولار علي عمليات التلقيح و عندما حملت توفي الجنين في الشهر ال4 ... احضرن فتيات اصغر سنًا في ال 32 و 34 و كانوا يقولوا انهن لا يفكرن في الزواج ناهيك عن الإنجاب الآن ... و أيدت هذا الأمر أم الشابة ذات 32 عام (من تانزانيا) و كانت تقول انها كانت تنجب و هي في سن الخمسين ,,, و انها اورثت الجينات لإبنتها فلا داعي للقلق ... فهي تريد لابنتها ان تعيش حياتها و تكمل ابنتها لتقول : حتي و إن رغبت فأين تجد هذا الرجل هذا الرجل في الذي يمكنها الوثوق فيه و يستطيع تحمل مسؤولية الزواج في هذا السن الصغير ( النصف الأول من الثلاثينات تقصد ) ؟؟ كما انه ان انجبت طفل في هذا السن الصغير فلن تتمكن من ان تؤمن له مستقبله و تنفق عليه و تعلمه كما يجب ... كان الحل الذي يقترحه البعض هو إيجاد بنوك للبويضات تؤخذ من الشابات في سن صغير حتي عندما تقرر الانجاب في اي سن يكون لديها بويضات "شابة" ... كانت الإجابة ان اتعاب تلك البنوك غالية و من الصعب ان يتحملها شاب , كما ان هناك فريق آخر يقول انه ان حافظت المرأة علي صحتها ( بدون تدخين او كحوليات او عادات غذائية خاطئة ) يمكنها ان تنجب في سن متأخر عادي ...مناقشة لا تنتهي بين مؤيدين و معارضين للفكرة ... ذاك مجتمع مختلف عنا فعلًا
*****
انا تمانية و عشرين سنة , عارفة يعني ايه تمانية و عشرين سنة في المجتمع بتاعنا دا ؟؟ انا مش جميلة و مش صغيرة بمقاييس المجتمع ( و الله الزواج مش بيجي بالمقاييس دي دا رزق )... كل اصحابي اللي اتجوزوا انعزلوا تمامًا . مبقاش فيه مواضيع مشتركة انت متعرفيش اد ايه انا وحيدة ( يا بنتي مش شرط و الله اعرف بنات متزوجات و مصاحبين بتاع مش متزوجات عادي ) ماشي انا عارفة بس مش كل البنات كدا ( مش بتعملي اللي عليكي و مش قافلة علي نفسك و بتشتغلي و مشتركة في نشاطات في النادي ؟؟ استعيني بالله و ادعي , الدعاء علي رأس المتوفي حديثًا من الاوقات المستجابة فعلًا ) ادعيلي معاكي , انا فعلا مبشوفش حد عدل انا مش طالبة الا التدين و الأخلاق و انه يكون ثوري تخيلي ان فيه مرة حد جالي رص لي كل الافلام و لا بساله ايه اخبار القراءة معاك قاللي و نقرأ ليه !!! ( حاضر هدعيلك و الله بجد مش عارفة اقوللك ايه ) انا مبتكلمش مع حد في الموضوع دا بس انت مش حد انت نفسي , بس فعلا دي مشاعر و شعور طبيعي ( عارفة و الله , ربنا خلق فينا المشاعر دي مشاعر فطرية ) ...
*****
النماذج الجاهزة في كل شئ اصبحت تطغي علي حياتنا بشكل مستفز للغاية ... نسي الجميع ان القياسات البشرية مختلفة ... أي نعم هناك ملابس جاهزة قد تناسب الغالبية العظمي من الناس , و لكن يظل الثوب الذي تنتقي قماشه خامته و الوانه بنفسك , و تختار الموديل الذي يناسب طولك و عرضك بقياساتك انت دون غيرك ... هو الأجمل دومًا ...
*****
الصورة التي تتكون في عقلنا و التي من خلالها نفهم الواقع تسمى الخريطة الإدراكية ... فهي من خلالها ندرك الواقع قد يقع حادث معين , يراه إنسان
بطريقة ... و نفس هذا الحادث يراه إنسان آخر بطريقة مختلفة تمامًا ... ما إختلف ليس الحادث ( فهو واحد ) و لكن ما إختلف في الحالتين هو طريقة تفكيرنا و حكمنا علي الشئ ... المنظور الذي ننظر منه و نرى به الاشياء ... هذا ما يختلف من شخص لآخر تتدخل عوامل كثيرة جدًا لتنْظُم الخريطة الإدراكية للإنسان , قد تكون موروثات إجتماعية , قد تكون صورة تليفزيونية يتبناها المرء دون وعي , قد تكون حقيقة يعايشها الإنسان بشكل يومي ( طريقة معينة في التعامل يرثها الإنسان مثلا دون وعي منه فنجد غالبًا الأسرة التي تكرم النساء يكرم أبنائها النساء و من تعودوا من النساء علي دور معين حتي لو بلغ هذا الإبن ارفع المناصب فغالبًا لن يغير التعليم من السلوك الذي تربي عليه ووعي الدنيا من خلاله ) , و قد يكون خطاب فلسفي أو ديني يؤمن به , و يغير حياته من أجله ... تتكون الخريطة الإدراكية بوعي او بدون وعي , هي موجودة عند الجميع ...
*****
هل اذا قلت لكم عن تفاصيل بسيطة جدًا , عن شاب و شابة جمعهما ظرف معين ... حدث انجذاب معين اول مرة التقيا و لكن لم يكن هناك فرصة للحديث ... في المرة الثانية قرر ( احدهما ليس مهمًا الآن ) ان يتعمق اكثر بالحديث ... حدث التقابل مرات قليلة للغاية بعد ذلك و قررا انهما مناسبين لبعض تمامًا و علي استعداد ان يكملا الحياة معًا ... اخبر الشاب الفتاة بظروفه , و انه سوف يسافر للعمل بعد عدة أيام ... و لن يعود الا بعد فترة طويلة من الزمن ... كانت الفتاة قد قررت ان هذا الشاب هو من يمكنها ان تترك كل العالم لتتبعه الي آخر الدنيا ... فقالت لا يهم , لنبقي معًا تلك الأيام القليلة كان هو غير مصدق انه وجدها فقد كان حظة قبلها عاثرًا ... قضيا ايام لا اعتقد ان احدًا يقدر علي استيعاب كم السعادة التي كانوا فيها ... و حينما حدثها بعد سفره وجد صوتها مبللًا بالدموع ... لم تأخذ القصة كلها 20 يوم علي افضل الأحوال ... و الآن عزيزي القارئ بعد قرائتك لتلك السطور القليلة ... كيف هو حكمك عليهما ؟؟ حكاية مثل حكايات اليومين دول ؟؟ الفتاة تعيسة ان استسلمت لقصة كهذه ؟؟ الحب الحقيقي يدخل دون استئذان ؟؟؟ معهما , ضدهما ؟؟ لا تستريح ؟؟ لنقترب اكثر من الصورة ... فالاقتراب يعطينا رؤية افضل هل ستتغير رؤيتك للأمر ان علمت ان لقاء الشابان كان في بيت الفتاة ؟؟ لقد كان الموضوع عبارة عن مقابلة بالطريقة التي تسمى اصطلاحًا ( تقليدية ) شاهد الشاب الفتاة مرات معدودات ...و بعدها قرروا انهما مناسبين لبعض بشكل لا يوصف , و العجيب ان العائلتان ارتاحتا لبعضهما البعض بشكل غريب أيضًا ... ( قد يتناسب الشاب و الفتاة و لكن تحدث المشاكل مع العائلات ) لكن هل تتخيل ان الحب قد يأتي من هذا الطريق ايضًا ؟؟ عندما اخبر الشاب الفتاة و اهلها بظروفه و لم يراجع ابو الفتاة اي من الكلام المادي الذي اقر بالالتزام به الشاب , و في نفس الوقت لم تشعر الفتاة ابدًا ان الشاب (يسترخص ) و لكنه يجئ علي نفسه احيانًا لانه كاما يقول مقامها عالٍ للغاية و لكن العين بصيرة ... اقترح والد الفتاة ان يكتبوا الكتاب قبل سفر الشاب , حتي يتمكنوا من معرفة بعضهما البعض و توثيق العلاقة بالخروج و التنزه و قضاء وقت معًا دون حرج , خاصةً و ان القبول المبدئي عند الشاب و الفتاة كان قويًا للغاية ... تم عقد القران و امضيا معًا ايام لا اعتقد انه يمكن ان يصفها احد بدقة غيرهما , فمن يعايش الشعور غير من يتحدث عنه و لو تكلم عنه عام كامل ... لابد ان تمر به ... بعدما سافر زوج الفتاة .. بكته بشدة و هي غير مستوعبة كيف حدث كل هذا في هذا الوقت القليل ... و تدعوا الله ان يخفف عنها ما تبقي حتي يجمع الله الشتيتين
هل لازال انطباعك - عزيزي القارئ - كما كان عندما اجملت الحديث ؟؟ لتعلم ان الصور الذهنية سابقة التجهيز تتحكم في رؤيتنا و حكمنا المسبق علي الأشياء ^_^ لتراجع صورتك الذهنية و علي اي اساس تستند ( نظرية فلسفية او دينية ولا علي اساس تليفزيوني )
ملحوظة ذهنية :--------------------- القصة مستوحاه من واقع حدث بالفعل :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق