الجمعة، 20 سبتمبر 2013

وجع ... رسالة بحر


أعتقد إن الحياة هي مليئة بالأوجاع , خلقت هكذا و ليس فساد منها ( the system isn't wrong it was built like that )
هل معرفتك بالآخرين بشكل عميق و الإطلاع علي خبايا النفوس و قدرتك علي تحليل الشخصية لدرجة مذهلة يعتبر شئ سئ ؟؟
للاسف هو ذلك ...

الظريف في الأمر أننا كلما كبرنا كلما أدركنا أن كثير من الأخطاء بين الأفراد هي عبارة , إختلاف في وجهات النظر , أو المنظور ... لا احد علي صواب تمامًا . و لكنك تدرك في لحظة أنك لم تعد قادر علي الإستمرار . يوجد شئ غير ملموس إن فُقد لا يمكن إستعادتنا بعده . لا تملك شرحه . هل هذا الشئ يكفي ؟؟ لا بالطبع , لسنا هوائيين لهذه الدرجة . هناك تراكمات قد تصل الي عدة سنوات تؤزم الأوضاع ... عندما يكون طلب المشاعر بالإحراج , و عندما يتم الإستخفاف بالاشياء البسيطة التي تصنع العلاقات و تنمي الرصيد بدعوي " تعقيدات الناس المكلكعة " . الكلمة الطيبة و الإكتراث لها ليس ابدًا تعقيدات ناس مكلكعة او تكلف فارغ , لماذا يكون دائمًا اللا مبالاه هي التلقائية و هي الصواب ؟؟ أفهم أنني إن فرقت مع شخص فسوف يتلمس ما يسعدني , ليست النوايا الحسنة دائمًا كافية ... كثيرًا ما تقتل الدب ابنائها , رغم حرصها عليهم ... ذلك لأنها أحبتهم بالطريقة التي تراها هي صواب و ليس بالطريقة المناسبة لهم ... و كم من علاقات نفقد بسبب أنانيتنا و الإصرار علي حب الأخرين و رعايتهم بما يناسبنا لا ما لا يناسبهم !!!!

عندما يتم تفسير كل شئ بطريقة سلبية جدًا , ربنا تتذكر أخطائهم في حقك لأنهم يعنون إليك الكثير , لماذا اكترث بطفل مجهول لدي صدمني بقوة في الشارع دون قصد ؟؟ و لكن ياللطرافة يتم استخدام ذلك ضدك بأنك اسود القلب !!
عندما يتم إستخدام و تفسير كل شئ ضدك , ليكون العتاب الذي يزيل سوء التفاهم ترف , و تركه هو الفضيلة !! يتم ممارسة عليك الإرهاب العاطفي و تكون مطالب دائمًا بالصمت و الابتلاع دون شكوي ... و يكون مطلوبًا منك ان تنسي رغم المرار , و ان لا تعاتب و تزيل الألم حتي !! للاسف ترك العتاب لا يفعل سوي أنه يزيد الأمر حفاءًا فوق الزعل . و بمرور الزمن يتجمد الوجع لانه لم يزال . ننسي المسببات و لكن نبقي الندوب الجافة ... تتراكم تلك القشور بمرور الوقت حتي أنك تصبح لا تعرف لماذا وصل الامر لهذه النتيجة ؟؟

ربما تكون اكثر صبرًا و اكثر مرونة , صبرًا علي تحمل الأذي و مرونة في تغيير المواقف ان اقتنعت , و لكن مظهرك الخارجي يظلمك و يعطي عنك انطباع عكسي يكبلك دائمًا . المثير للسخرية أن مظهرهم قد يكون هو الصبور المرن و لكن في الحقيقة ان التململ و الملل و الضجر الدائم هو سيد الموقف و أن التعصب للراي و عدم تغيير المنظورهو السائد ... يخنقك مظهرك الظالم و تريد تغييره و تحاول و لكن لا فائدة ... تلك الصورة التي فُطرنا عليها حتي و لو حاولنا كثيرًا ... المشكلة ان العالم كله يراك الا انت  !!

أما أكثر ما يمكن أن يخنق أي علاقة هي اللا مبالاه !! اترك هذا المجنون حتي يهدأ ... سيتعود و سأملي عليه شروطي في الطباع . الخوف الدائم من عدم  الإهتمام و عدم الإستعناء و عدم الرد و عدم الإتصال . دائمًا ما تسائلت , رغم ان العلاقة دائمًا لم تكن صحية عند البعض , لماذا يصر البعض في ان يكون علي علاقة اناس بعينهم ؟؟ رغم اهمالهم لهم ؟؟ الحقيقة انه هؤلاء فعلا يتمتعون بروح رائعة ... انا نفسي كنت واقعة تحت تأثير جمال هذه الروح الحقيقية المبهرة جدًا فعلا
و لكن لا ادري ماذا حدث ... هل ضاعت تلك الروح ؟؟ هل نضجت انا لاعرف اني لن استمر في علاقة من طرف واحد او بمعني اصح  علاقة ابذل فيها الكثير ولا احصل علي اي شئ ؟؟

  نرضح للإبتزاز العاطفي الدائم . خشية فقدانهم يتركونا اربع اشهر كاملة قطيعة دون ذنب منا فقط لنقل كلام خاطئ في فترة من اصعب الفترات التي مرت علي . لا يتم الإكتراث باي شئ افعله و لا يكون هناك اي احتفاء أو استعناء من اي نوع و تكون الحجة اننا نهنئ الأغرب في الأعياد , و لكن لماذا نهنئ الاقربون و هم دائمًا معنا ؟؟ للاسف تغيرت الظروف و لم نفطن أن الأقربون اصبحوا بعيدين . و لابد من البذل أكثر كي نحتفظ بهم .

 تمركز دائم حول الذات كأنهم الوحيدين الذين يعانون في تلك الحياة ... هناك مفاجأة , الجميع يعاني و إن اختلفت الظروف و ليست هي مباراه لنقرر أينا يعاني اكثر و يتألم اشد !! قد تبدو الظروف افضل من نواحي معينة , و ليس هذا ذنبي بالمناسبة و لكنه قدر من الله عز و جل لم اختره . و لكن ننسى او نتناسى بقية الاشياء التي حرمت منها و التي قد لا يصبر البعض عليها يومًا واحدًا  !! حتي التهنئات تجيئ بشكل متكلف جدًا و مفتعل !! هل نتخيل الاشياء ؟؟ المشاعر الصادقة لا تؤخطها العين ...  و كذلك المفتعلة !!!

معاناتي كانت صامته للغاية , ارسم الإبتسام بالعافية كي اواصل و كي لا اكون عبئ علي أحد ... خاصة إن شعرت بعدم إكتراث أو أهتمام حقيقي ... انا نفسي امل من تكرار الشكوي , اتجرع الألم وحدي , و يظن الأخرون اننا لاننا صامتون فنحن نرفل في السعادة !! أقصي عقاب يمكن ان يعاقب به المرء هو الحبس الإنفرادي. و ما يستتبعه .

فقدت المصارحة منذ سنوات , فالعتاب مرفوض و لابد ان تنسي او تتناسي كي تستكيع الإستمرار , لا تعرف ماذا تفعل الامور لم تعد مثل السابق , الوقت الذي كنا نقضيه في اسبوع تم توزيعه علي عام !!! ... تتراجع قليلًا , فالافضل ان يكون هناك احترام علي بعد علي ان تقترب دون صفاء نفس . لا يتم فهم هذا الموقف , و يكون غير مبرر في أغين الغير ( فماذا حدث !!! ) طبعًا طبيعي ان يكون مفهومًا ماذا حدث . فكل تلك التفاعلات داخلية , و الحياة تلف حول شخص واحد و اللا مبالاه هي سيدة الموقف ولا يوجد معني للحديث بعد ان فُقدت الاريحية منذ شهور . فكل كلمة تحتسب ضدك !! ما العمل .
الامور تتأزم . لسنا مرتاحين . لحظة الصفر قادمة لا محالة ...

بعد العاصفة , كانت الامور غير مفهومة لطرف دون الآخر . فالطرف الاول لم يشغل باله بالمعرفة فالعالم يلف حوله وحده و الجميع مطلوب منهم التبرير لا ان يسعي هو للفهم . تحامل الطرف الثاني علي نفسه رغم الاوجاع المتراكمة منذ فترة و حاول الاقتراب عدة مرات . أخذت العزة الاول و تجاهله !! ظن ان الظروف مثل السابق و لم يفطن أن ما كان يتم قضاؤه  في اسبوع تم توزيعه علي عام كامل !! اللي راح مش اد اللي جاي ... لم يفطن أن كل شئ تغير .

عامل الثاني الاول بمثل اللا مبالاة التي يحترف التعامل بها فيما سبق  , مع المسحورين بروحه العبقرية و الذي لا يعبأ بهم ولا يقدر علي خسارتهم . فيتجاهلهم !!! لماذا نغضب عندما نشرب من الكاس الذي نذيقه للآخرين ؟؟


نحن من نملأ تاريخنا مع من نحب بالنقاط السوداء دون ان نشعر ثم نلوم الظروف و غدرهم و غدر الزمن  نظن اننا ضحايا .

لماذا اكتب هذا الكلام ؟؟ لا ادري , هي مجردرسالة بحر , قد يقرأها احد ما , في مكان ما , يمر بظرف ما تحمل له معني ما يحتاجه او لا ... أو رغبة مني في الصراح بتلك المعاني في الفضاء رغم يقيني انه لن يسمعني احد .



هناك تعليق واحد:

  1. ذكرتني هذه التدوينة الموجعة ببعض العلاقات التي أنهكت جزءا من روحي في وقت سابق من عمري وساهمت فيما بعد بكل ما فيها من آلام وأوجاع في نضوجي مع علاقاتي الحالية ،، ربما هو ذلك الجزء المضيء من تلك العلاثات المرهقة ولكنني عندما أتذكر أنني كنت بهذا الكم من السذاجة ، أحزن!!...... وأحاول أن أنضج كلما غالبتني نفسي القديمة بعاطفيتها المزعجة ، الحمدلله علي كل حال

    ردحذف