الأحد، 12 أكتوبر 2014

حمل الراية

من الأشياء التي كانت تقال لنا أنه من الأفضل أن يتزوج المرء مبكرًا جدًا كي يكبر ابناؤه معه و يستمتع معهم و هو لا يزال صغيرًا .

و لكني بصراحة لست من مؤيدي هذا الامر لعدة اسباب - ليس المجال ذكرها الآن -  و لكن يمكن للمرء أن يعيش تلك المشاعر الجميلة ، يمكنه ان يعطي الأصغر منه سنًا خبراته حتي لو لم يكونوا من دمه ، هناك رحم للحق تجمع الناس و هي من اقوي الروابط في رأيي  

كما حكيت من قبل أنه طوال عمرنا كل عام يكون هناك تغير حقيقي ( بنكبر سنة دراسية و شئ محسوس ) و لكن بعد التخرج نمر بحالة عجيبة من تشابه الأيام ،ربما يكون الأمر مُربك بعض الشئ في البداية و لكن لكل مرحلة جمالها . فقد تصالحت مع فكرة مرور العمر و لم تعد ترعبني فقد اصبحت اعيش "خارج الزمن " و نتج عن ذلك أني اصبحت اصادق من هم اصغر مني سنًا - و لكن هناك تألف روحي عميق بيننا - و كانت تلك العلاقات جيدة و ناضجة للغاية .


ساقتني الأقدار للتعرف علي فتاة جميلة للغاية الفارق بيننا حوالي عقد من الزمن و لكنلعيشي خارج الزمن لم اكتثر لهذا الامر ، المهم الشخص المناسب الذي ستمنح له اهتمامك و سيفهمك  .  هناك من هم اكبر مني سنًا و لا اشعر معهم بنضج معين بل اشعر بنضجي عنهم !!
الذكاء و الجمال النفسي لا تؤثر عليه السنين و لكن ما يفرق بين الاشخاص هو الخبرات الحياتية فقط ... و كم هو شئ جميل للغاية ان تنقل ما خبرته - على قلته - لمن هم اصغر منك .

هناك عمق نفسي ما ( يحاط بنوع معين من الفهم و الذكاء و الكياسة و حسن الخلق و حسن التصرف ) لا تخطؤه عين القلب . وأحسب أن هذا العمق هو نوع من وحدة  الموجة الفكرية للانسان لذا لقطت اشاراة تلك الفتاة بسهولة و كان التواصل بيننا ممتع . لن اتحدث عن الرفيقة الثالثة لتلك الرحلة الآن - فهي الآخرى فتاة جميلة الروح بشدة و أملت ان تقارب بيننا الأيام و لم يخذلنا رب الأيام -  التي و بكل صدق اعادتني لأيام و احاسيس جميلة لم اشعر بها منذ مدة طويلة . 

نقلت لتلك الفتاة حبي لمدينة القاهرة ، و استطاعت ان تلتقط سري الصغير في كيفية رؤية الجمال و التغاضي عن القبح ... حتى تتمكن من العيش فيها ..  و كم سعدت جدًا عندما انطلقت هي في رحلتها :) كل مرة ترتاج اماكن جديدة تخبرني ببهجة و ابتهج لها ... تلك الاشياء الصغيرة التي تسري عن المرء في خضم تلك الرحلة المحاطة بالكئابة . 

تأمل بريق عيونها عند التعرف علي شئ جديد لديها جميل للغاية ... اظن أن هذا اكثر ما قربني لأبنتي نفسيًا ، شعوري دائمًا انها "كائن جديد " على تلك الحياة و في حالة اكتشاف دائم لكل ما حولها ... فنحن بعد فترة - لا ادري هل من تأثير المدرسة أم ماذا - نفقد هذا الامر و تتحول الحياة لسلسلة من التحديات المفروضة عليه بلا اي شغف للمعرفة . فإسترجاع شعف المعرفة و جمال الدهشة الاولى يطرب القلب و يبث فيه حياة من حيث لا يدري

ارجو من الله ان يحفظ تلك الفتاة ، التي دخلت الجامعة لتوها ، و يبارك لها في عمرها و يرد لها احبابها و يجعلني اري تطور حياتها من بعيد لا تحول بيننا الأيام :)  


هناك تعليق واحد:

  1. والله ثم والله لما قرأت التدوينة دي سرحت ودمعت من شدة جمال مشاعرك ، كان هاين عليا أشوفك ساعتها وأبوس راسك :)))) لا شك أنها فتاة مميزة لتعجب ذاك القلب المرهف ، أنا مبسوطة يا شمس مبسوطة إن فيه إنسان ف البلد دي بهذا الكم من نبل المشاعر ، صدقيني كل كلمة باكتبهالك باكتبها من قلبي بدون أي مبالغات ، ربنا يديم مودتكم وصحبتكم وألف ألف يا بخت مريم بيك :)))) رعاكم الرحمن بحسن رعايته ويااارب أعيش مطمنة عليكم يااارب

    ردحذف