الاثنين، 6 أكتوبر 2014

FB ثرثرة بمناسبة زواج "جورج كلوني "


عرفت الخبر قدرًا من نشر بعض الأصدقاء صوره مع زوجته ، لم أكن أعرف بالأمر من قبل . و الحقيقة لست مبالغة تجاه الممثلين ، هم اشخاص أحب وضعهم في إطارهم الطبيعي ( لديهم ملكه معينة لإظهار مشاعر مختلفة في الدور الذي يوضعون فيه ) فقط . و جورج كلوني من الممثلين الذين لهم مواقف جيدة "من وجهة نظرنا كعرب " تجاه القضايا السياسية و حتى الأفلام التي شاهدته فيها كان سيريانا كان له معنى و هدف . و هذا جيد .


و من سمات الصورة المتحركة عمومًا انها تخلب الألباب و تقصر المعني في إطار معين . ما إن يذكر صلاح الدين حتي يتبادر للذهن الممثل أحمد مظهر على سبيل المثال ، و هذا يجرنا لإشكالية شائعة و شائكة ؛ هل الفن حر في تجسيد ما يريد عن التاريخ بدون أي إلتزام بما حدث أم وجب عليه الإلتزام الحرفي بالنص التاريخي لأنه يستقر في وعي الجماهير شئنا أم أبينا .  و لكن هذا ليس ما أريد الحديث عنه . و لكن الحديث عن تجسيد المعاني المطلقة "خاصة" الحب بين الرجل و المرأة .
فقد شاهدت كوميك ظريف عن نظرة كلوني لزوجته ، و نظرة مشهور آخر لفتاته ... ثم نظره عمر اديب لزوجته !! و كانت مفارقة مضحكة للغاية الحقيقة . كما أن هناك تعليقات كثيرة على أسلوب نظرة "كلوني" لزوجته و انها نظره رائعة و هي ما تهمهم في البوم صور فرحه .

ما سرحت فيه شئ غريب ... هل هذه النظرة فعلًا نظرة حقيقية ؟؟ أي ممثل معتاد على الكاميرات يمكنه أن يُصَدِّر للناس أي إنفعال شاء و يقنع به الجمهور ... ما الذي يمنع أن يكون شكله الذي يظهر أمام الكاميرات محسوب منه بدقة كي يكون في أكمل منظر ؟؟
 كثيرًا ما كنت أفكر في أن الممثلين البارعين لا يمكنني أن أثق فيهم بشكل شخصي و ذلك لبراعتهم الشديدة جدًا في التحكم في أنفسهم و استحضار حالة معينة ما و ايصالها للآخرين غالبًا ما تكون مخالفه لواقعه ، هذا ليس تشكيك في أحد و لكنه مجرد تساؤل جرى في ذهني . فهناك شهوة ما أن يشار لأحدهم بالبنان و خاصة إن كان معتادًا على الأضواء ، أن يكون " ايقونة ما " لبعض المشاعر أو المعاني المطلقة التي من المفترض انها تُكسب الأشياء معناها و لكن مشكلة الأيقونة في نظري هي أن تكون هي مقياس الشئ المطلق فيضيق الواسع !! مثلما حدث مع مارلين منرو لفترة أن كانت أيقونة الجمال و الأنوثة .

ذات مرة في عملي كانت مساعدتي شابة في عمر قريب مني ، و بعد فترة تعمقت علاقتنا و أتت سيرة الأفلام الرومانسية و الأغاني ، فهامت قليلًا في أغنية قفلت لها إني غالبًا ما لا استمع لأغاني عاطفية لسبب ما  . فإستغربت للغاية و قالت لي و لكن هذا "مضر" ليكي !! قلت لها لماذا ؟؟ قالت لي لأن الأغاني تعلم الناس كيف يحبوا و كيف يتكلموا و يقولوا مشاعرهم . قلت لها لأ طبعًا هذا سخف لانه مش من المفترض ان كل الناس بتحب بطريقة واحدة "زي ما الكتاب بيقول " فيه طباع مختلفة للناس فمينفعش الكل يقول نفس الكلام !! نظرت لي غير مقتنعه و قالت : انت يا دكتورة علشان مش بتسمعي الأغاني فعملية كدا و شوية شديدة . قلت لها لأ هو الواحد عملي علشان هو دا طبعي و لكن دا لا يتعارض مع الحب و بعدين انا لا مخطوبة ولا في اي مشروع خطوبة حتى يبقي ليه اقعد اسمع كلام في الهواء لوهم غير موجود ، و بعدين ما انت بتسمعي اهو و مش عارفة تتعاملي مع خطيبك يبقي ازي الحال :D ؟؟ 


كلام تلك الفتاة لا يعنيني منه إلا أنه يرصد لي كيف يفكر قطاع عريض من الفتيات - و أظن الشباب ايضًا - عن تنميط المشاعر عامة و أن "الكل " لابد يكون له اسلوب واحد مستقى من الافلام عن أسلوب و طريقة الحب . هذا يقضي على التنوع الحقيقي الموجود بيننا و يجعل هناك نوع واحد فقط رائج أو مطلوب و الباقي أقل أهمية .
 ليس الجميع مؤهل ليقوم بنفس الدور ( من الفتيات و الفتيان ) فقد يكون الشاب/الفتاة يريد نموذج معين و لكن هو نفسه غير قادر عليه ، من الاخر مش عايش نفسه يعني لكن عايش الدور زي ما بيقولوا و ليس هذا بالضرورة ان يظهر في التصرفات ، فقد يكون عايش الدور في خياله فقط و ينتظر شئ معين بعينه لا يكون غالبًا واقعي .   و هذا ليس مقصورًا على الرغبة في نموذج الممثل/ الممثلة المعينة ... و لكن قد يكون نموذج متَخيل للملتزم/الملتزمة بشكل ظاهري يغفل الجوهر المتباين و مختلف الطباع  عند الناس . و احسب انه من رحمة الله بالعباد انه لم يحدد بدقة تلك الاشياء القلبية و النفسية و العقلية و لكنه حدد شروط عامة جدًا جدًا كأساس سليم و لكن لا يوجد فيها خطأ أو صواب لانه يراعي اختلاف البشر و تنوعهم . 

جورج كلوني و زوجته لا يناسبوا إلا انفسهم و ربما اكتشفوا بعض فترة انهم لم يعودوا يناسبوا بعضهم البعض كما نسمع عن أيقونات أزواج هوليوود ، أشهرهم  توم كروز و نيكول كيدمان  ... ربما يتعلق البعض بتلك النماذج لما يبدوا لنا منها "ظاهريًا " من لباقة و شياكة و ما إلى لك ، و لكن و بصدق وجدت ان هناك دائمًا هالة معينة تحيط بالناس من بعيد و عندما نقترب تكتشف الحقيقة ( التي قد لا تناسبنا و قد تناسبنا ) لكن الهالة ليست مؤشر لأي شئ ... حتى في الحياة قد يبدو زوجان متآلفان و لكن لو تم اخذ كل واحد منهم بشكل نظري مع شريك آخر ربما لتحولت الحياة لجحيم مقيم !!! و قديمًا قيل مثل عبقري " طعام زيد سم لعمر " . 
هل أريد من الفتيات التفكير بهذا الشكل العقلاني ؟ لا ، فلست ممن يريدون صب الناس علي منوال واحد و القضاء علي التنوع المتواجد بيننا . هو فقط مجرد تعليق على حدث استرعى انتباهي و لا شك أنه يؤثر على البعض . 



========================
صورة اخري ترصد بعض مما اقول ... ليس كل ما يلمع ذهبًا 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=709701152451393&set=a.205793679508812.51555.100002345430210&type=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق