الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

الرائعون يأتوننا من الله

اؤمن أن معرفة الناس كنوز ... و الكنوز نادرة و تحتاج لتنقيب و بحث و تعب . 

في حياتنا المعاصرة قد نكون محاطين بالكثيرين و لكن القلة القليلة منهم هي من نستطيع التواصل معهم بفعاليه . قلة لم تفعل ما يفعله الجميع و ليست من "العامة " العامة ليسوا مقابل الخاصة اي الأغنياء .. و لكن العوام أي الغير مميزين ولا يسعون لتأكيد إنسانيتهم وعيهم بأنفسهم منقوص و دائمًا ما يتلاعب بهم الإعلام أو اي من وسائل التوجيه الآخرى . 

فيما مضى كنت اتمسك بالناس بقوة و اشعر بحزن عند الفراق . و لكن لا أدري لماذا اشعر مع "هي" بشعور غريب ... لفتت إنتباهي بطلاقتها و صراحتها و برائتها منذ الوهلة الأولى و شعرت أن معدنها جيد لإقامة بوادر صداقة .

 قربت بيننا الأقدار ثم تعبت هي و اوشكت علة مغادرة البلاد ... لم أعد حزينة ، خاصة ان شخصية مثلي لا تجد ما يرضيها بسهولة ، و لكني شعرت و لأول مرة بشعور عجيب ... شعور أقرب لوجودي علي سطح مركب صغير ... ارسو به في كل حين في مكان ما ، اقابل ناس ثم يحين بي موعد الرحيل فأغادر . 
مرت على تلك المرحلة في عمري عدة مرات ؛ عند تركي للمدرسة التي درجت فيها لمدة 13 عامًا ، تركي للكلية بعد إمضائي فيها 4 أعوام ... ثم ترك أمي لي للأبد ، و كانت متزامة من مرحلة ترك الكلية فشعرت بضياع شديد . و من بعد تلك المرحلة و انا في حالة تنقل دائم ؛ لا  ابقي في عمل واحد فترة طويلة و حتي المستشفي التي أمضين بها عامين لم امكث في مكان واحد أكثر من بضع أشهرو كنت امر علي الأقسام المختلفة  ... حتى وصلت لمرحلة تركي لمدينتي الأحب التي نشأت و ترعرت بها .

طريقة تعاملي مع التنقل إختلفت كثيرًا ، أحب السفر و الإستقرار في آن واحد !!! تعلمت الا يأخذني جزء من الآخر كي لا أفقد متعة الأمر . الا اقتصر في المكان الواحد علي أصدقاء لا أعرف غيرهم كي أتعرف علي الآخرين ..  و الا تأخذني نشوة التعرف علي الكثيرين  فتكون العلاقة سطحية مع  الجميع فلا يوجد لي علاقة عميقة مع أحدهم ابكي معها و أفرح معها و تشاركني همومي و لحظات سروري .  التوازن بين الأمرين مطلوب .

أصبحت إنتهاء كل مرحلة تترك في نفسي شئ ما و لكنها لا تعيقني في التقدم في الحياة ، لدي شغف دائمًا لإكتشاف الجديد ... و من كل مرحلة يتبقي لدي شخص او شخصين أضمهم للعلاقات الدائمة ... قد نبتعد و قد نقترب و قد تأخذنا الحياة ولا ندري من سيكمل و من سيغادر ( بإحسان ليست المغادرة دائمًا تأتي بكره )

تعلمت ان الله يخبئ لنا دائمًا الافضل مهما ظهر العكس ... المهم ان نحاول مساعدة أنفسنا دائمًا الا نستسلم لأي مشاعر سلبية قد تسلبنا اجزاء من ارواحنا او اعمارنا و هي مجرد افكار ليست حقيقية ... في الحقيقة الحياة لن تنتظر احدًا فللجوء لله دائمًا هو الحل الوحيد لأن الظروف كلها متغيرة و لكنه هو الباقي ... كم أشعر بعظيم نعم الله ان اذكره في سرائي اكثر من ضرائي ... كل شخص جيد يمر بحياتي اشعر برفق و ترفق الله بي أنه عوضني عن كثير مما سلبه مني في جوانب آخرى ...


آيا صديقتي الجديدة التي ستغادر سريعًا ( سارة نصر ) ... اتمنى من الله عز و جل ان يجعل علاقتنا في آثير آخر و ان لا تختفي من حياتي ... في كل الأحوال ساذكرك و لكن الصداقة تحتاج عمل من الطرفين ، أعرف اني اعطي العلاقات حقها و احرص عليها و ابادر بالإعتذار إن اخطأت ولا اكابر ... و لكني لا احب هذا النمط العقيم الذي تكون فيه أعباء الصداقة علي طرف واحد فقط ... إن لم تترجم النوايا الصادقة لعمل علي بقائها للاسف ستندثر مثلما اندثرت مشاريع صداقات سابقة لم تدم لعدم كفاءة الطرف الآخر... اكيد احزن لبعض الوقت و لكني استعين بالله دائمًا ليجلعني اقابل من يشد عضدي به دائمًا . و لكني آمل ان تبق العلاقة و إن أختلفت ابعادها و طرق تواصلها


اللهم لك الحمد
الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله . 

هناك 3 تعليقات:

  1. شاء الله الا تغادر البلاد ... من احبهم احب لهم الخير الذي يريدوه لانفسهم بدلًا من حبي الاناني ان يكونوا لجواري ... و لكن يأبي الله الا ان نظل فترة اخري من الزمن معًا ... فمهما احببنا و صادقنا و عرفنا اشخاص حتمًا سنتركهم في مرحلة ما .

    ردحذف
  2. هو أنا مش عارفة ليه دمعت.....! الحمدلله انه رزقني معرفتك يا شمس، بتسقيني من حلو الخصال وطيب المعاني النبيلة بصدق بدون مبالغة، لم يخب إحساسي أبدا بأنك تنعمين بروح مختلفة فيها من الصدق والعمق والبرااااءة ما يأسر القلب حقا ، أرجو الله أن يحفظ عليك أحبتك وطابت نفسك الجميلة جدا

    ردحذف
  3. البنت غادرت علي فكرة و نفدت بجلدها :))

    ردحذف