الثلاثاء، 25 فبراير 2014

درس مهم ... الأمل وحده لا يكفي ...


من ضمن التجارب التي أثرت في بشدة هي تجربتي في رياضة السلاح 
لم أكن أعرف شيئًا عن تلك الرياضة , و كنا مشتركين في نادي الزمالك و لكنه كان يبعد عن منزلنا - أو بمعني اصح لم يكن له مواصلات مباشرة أو سهلة من بيتنا , حين إذ لم تكن الميكروباسات منتشرة عمومًا و لم يكن حتي المترو قد وصل لشبرا فكان النتقلات لمن لا يملك سيارة شئ مريع للغاية . 

و كان  لوالدتي في العمل زميل يعمل مدرب في نادي لتلك الرياضة - الشيش - ولكننا نسميها سلاح , المهم سألها أن تحضر ابنائها ,نحن, للنادي لأن الإقبال علي تلك الرياضة ليس كبيرًا , هي رياضة مكلفة جدًا الحقيقة و حتي علي مستوي العالم هي ليست منتشرة .
كان للنادي مواصلات مباشرة من منزلنا , فكان شئ جيد للغاية , و كنا نذهب بدأت منذ أن كان عمري 9 سنوات , و لكن لأن لعنة مواليد آخر العام تطاردني فكان يتم أحتساب عام كامل علي جزافًا ... فاذكر ان أول بطولة لعبتها كانت تحت 12 و ليست تحت 10 سنوات !! و كنت اصغر من في المنافسات و في تلك المرحلة يكون النمو سريع بين الفتيات  و كانت نفس الدفعة التي دخلت معي كلها تلعب في السن الأصغر , و بالتالي لم تكن نتائجي لتلفت إلي الأنظار فلم ادخل المربع الهبي و كانت هذه هي بداية المأساة :D 


و لكني لم أهتم الحقيقة  فلقد وجدت نفسي في تلك الرياضة و أحببتها للغاية . فانا انسانة حركية لم اجد متعتي في القراءة و البقاء بسكون و لكن بالخروج و ممارسة النشاط و التفاعل مع الناس ... و لأني لم احرز نتائج جيدة في البداية لم يلتفت إلي احد ... و كانت بدء عوامل الفساد تدخل في الموضوع ... لم أكن ممن يدفعون للمدربين كي أحصل علي تدريبات خاصة كما كان يفعل البعض ( ممن نجد لهم اهتمام غير معتاد ) ثم نزل شئ اسمه جدول الدروس ؛ لان في رياضة مثل رياضتنا لابد ان يمرنك احدهم بشكل فردي علي الحركات و اجادتها , علي صد الهجوم من الخصم و علي كيفية عمل هجوم مضاد و عليك بإتباع قواعد معينة كي تحتسب النقطة لك .  لم يفلح جدول الدروس هذا في حل تلك المشكلة , لان الكفائة النوعية للدرس كانت مختلفة ممن يدفعون أو من اصحاب النقاط العالية من العاديين ... كما اني بشكل عام اتعلم ببطئ , لابد ان يصبر علي من يعلمني في البداية و لكني احرز نتائج رائعة , و هذا في كل انواع التعليم و ليست في الرياضة او الدراسة فقط ... و كثيرين لم يكونوا يستوعبون تلك النقطة في و لكن لله الحمد له يؤثر ذلك علي ثقتي بنفسي ... كنت اشعر بالحزن فقط من التجاهل أو عدم التقدير أو التعامل كما احب , كنت اصبر نفسي بانه مش كل الناس ستعامل بما يناسبها ... و لكن ما كان يثير حنقي للغاية هو الاهتمام و تفضيل بعض دون الآخرين , ثم يعود المدربين ليشتكوا من سوء نتائجنا في البطولات التي نتنافس فيها مع أندية أخري ...

مرت الايام و اكتئبت للغاية من التجاهل , ثم انقطعت موسم , و عند اشتياقي للرياضة عدت لأجدهم ينشئون فريق آخر للفتيات ( في السلاح هناك 3 انواع من السيوف التي نبارز بها , في البداية لابد ان يعبر الناشئ علي سلاح الشيش و هذا ما كنت به في البداية , ثم انشأو فريق لسلاح سيف المبارزة للفتيات فإلتحقت به ... و النوع الثالث هو سلاح السيف و كان مقصورًا علي الرجال دون النساء حتي 15 عام مضت , و لحقت الرعيل الاول للفتيات في هذا السلاح ايضًا و لكني لم أكمل ) المهم اني دخلت في الفريق الثاني من السلاح , و للاسف كان المدرب قريب لمديرة النادي :/ و للاسف الشديد لم يوجد أي اهتمام حقيقي بالفريق - اكثر مما مضي - و للاسف كان هناك من يدفعون للمدربين كي يحصلوا علي تدريبات خاصة , كما ان المدرب نفسه كان يسحب من الفريق المتمرس منه ليذهبوا لنادي آخر ليتمرنوا فيه و كان هو يعمل في كلا الناديين  ... جربت مرة  أن اذهب لهذا النادي الآخر و كان فيه تدريب فعلا و لكنه كان بعيد جدًا علي في المواصلات و لم يكن لدي امكانية ان اشترك فيه ناهيك ان اترك ادوات هناك و في النادي الاساسي ... لان الادوات مكلفة جدًا . نسيت ان اقول ان ذوي النفوذ كانوا يستلمون ادوات علي حساب النادي دون اي تكاليف او اعباء اضافية و لكن امثالنا كانوا يضطرون لشراء ادوات علي حسابهم أو للتعامل بالادوات المشتركة , و كم كان هذا سئ للغاية . 

ما أذكره جيدًا هو حوار تم بيني و بين فتاة ابنة رجل مهم في النادي , كانت اكبر مني و كانت في مجلس ادارة النادي بإعتبارها تمثل الناشئين . كانت صريحة و تفكيرها يتميز بالعملية الشديدة - و التي لم اكن قد رأيتها من قبل , كانت تدرس في الجامعة الامريكية و عقليتها التحليلية جيدة ,  سئلتها عن اسباب هذا التمييز قالت لي ان الامر ليس في يد احد و الكل يعرف ما يريد و لكنها  تظبيطات لمصالح بعض الافراد و لا يمكن المساس بهم لانهم سيجر اشياء كثيرة  عليهم , قالت لي انك تتمرنين بجدية  و تأتي اغلب الاوقات , و لكن مستوي النادي فعلا سئ , قلت لها انت من فوق و تقولي ذلك ؟ قالت لي ما لاني من فوق اعرف اكثر .. قلت لها لا يهم سوف ابذل اقصي ما في وسعي و لكل مجتهد نصيب . نظرت لي نظرة انها لا تريد قتل الامل بداخلي و فهمتها و لكني قلت الايام بيننا ... مرت الايام و بذلت غاية جهدي في التدريب و لكن حال النادي من سئ لاسوأ ... و كان أدائنا في البطولات ردئ للغاية لان المدرب لا يستفيق لمرين الجميع و ليس من يدفعون له فقط الا قبل البطولة بأسبوع و هي بالطبع فترة ليست كافية لأي شئ علي الاطلاق ... عملت علي تقوية الياقتي اكثر و لكن الفنيات لا تزال مهمة ... تمر بنا الايام ... أصل للصف الثاني الثانوي , اقلل من التمارين و لكن احاول المواظبة كي استعد لبطولة المدارس , احضر في الاجازة الصيفية و كنت قد ارتديت الحجاب , اذكر مدرب مصري الجميع يسلم عليه بحرارة , أعرف انه استقر في فرنسا و تزوج بفرنسية و لم تنقطع صلته بالسلاح و اصبح يدرب هناك , و كان يأتي كل كام سنة ليزور النادي , و رأني و اعطاني درسًا و اعجب بمستواي واذكر انه قال لي انت جيدة للغاية و ممكن تسافري فرنسا وتلعبي سلاح بس ابقي اقلعي الحجاب دا - لم يكن الحجاب منتشر حين إذ مثل اليوم كنت من اوائل من تحجبن في النادي - كان يقول ذلك بشكل ليس منفر و لم اتضايق منه .. و لكني اذكر بعد هذا التمرين المكثف ان كابتن الفريق - تمكن من هزيمتي بصعوبة و كانت تلك المباراة من النوع التي يترك الجميع ما يفعل ليشاهد ما يحدث ... حتي انه قال لي لابد ان الاعبك مرة اخري قلت له وقت لاحق . كل هذا كان يجعلني اشعر اني لم أخذ فرصتي الحقيقية ... اذكر اهه في يوم بطولة اخري كان ترتيبي اعلي من ترتيب الاولي علي التابلوه ... و طلب مني مدربي ان انهزم لها كي تكون نتيجته جيدة في المجمل !! قلت له وانا !! انا محدش بيعبرني في التمرين , و بالفعل غلبتها و حصلت علي المركز الخامس في بطولة تحت عشرين . لو كنت اتغلبت لها كانت علي مركز افضل لان نتائجها في المبارايات الدور التمهيدي افضل لانها وضعت في مجموعة اسهل من مجموعتي لأنها تقريبًا كانت قد حصلت علي المركز الأول في البطولة التي تسبقها  ... لم ينساها لي المدرب و عانيت من تجاهل اكثر و لكني كنت سعيدة جدًا اني اثبت كفاءة نسبية رغم تهميشي .
هناك اسباب اخري لتهميشي و هي اني لم اكن دلوعة و لم اصاحب و لم اكن مندمجة بشكل عام مع غالبيتهم , اسلوبهم في التهريج و الحوارات عمومًا و حتي طريقة تعامل الفتيات مع بعضهن البعض كانت سيئة و غير صادقة بالمرة ... كانت النميمة و التباهي بالماديات و السطحية المفرطة و عدم الصدق يضايقوني بشدة و كنت عنيدة في اني ارفض الاسفاف في مقابل ان اظل وحيدة ... كان هذا الامر يظهر كثيرًا في البطولات انه قد يصل الامر ان زملائي و زميلاتي في الفريق يشجعون المنافسين لي في مبارة بيني و بين نادي اخر ... و لكني لم اتضايق ايضًا لاني لم اكن احب التفريط في نفسي لكسب ودهم . 

صدقت الفتاة التي حدثتني ان فرصتي لتحقيق شئ في الظروف التي كنت فيها كانت منعدمة , و تعلمت الدرس غاليًا خاصة اني اجهدت نفسي و يدي في التمارين لدرجة ان اصاب كف يدي اليمني بتليف في اربطة الاصابع من كتر الاجهاد ., و عندما كشفت قيل لي انه قد متمكن من ازالته بعملية جراحية و لكن ان لم اغير اسلوب الحياة او ما افعله فسوف يردت علي مرة اخري ... تعلمت درس ان احاول تقييم و استقراء الواقع و ان لا اترك نفسي للامال و الطموحات , نعم الامل و الطموح جيد  و لكنه ليس كافيًا لتحقيق الآمال ... صحيح ان هذا الامر جعلني اترك اشياء ولا اكملها - و لست نادمة - و لكنه لم يجعلني استغرق في امل كاذب لاصحو علي احباط لا حد له ... حتى في مجالات العلاقات الإنسانية كنت احاول استقراء الطباع و النفسسيات لاعرف هل فعلا تلك الصداقة او تلك العلاقة ستستمر او ستتجمع ام ستتراجع و هل هي علاقة مفيدة ام تستنزف المرء و كان هذا الامر مفيد للغاية خاصة في مجموعة زوجات رغم ان الامر كان صعب علي البعض و لكنه كان مفيد جدًا علي المدى الطويل ... و هذا ما جعلني ايضًا ألا اضيع وقتي في الاحلام الوردية بالمستقبل العلمي في مصر او حتي انجاز مشروع مربح بعدما درست سوق العمل لمدة عامين و نصف بعد التخرج , و جعلني ايضًا اعلم ان تلك البلد لا أمل فيها للإنجاز فكم من احلام دمرت , و هذا عندما تعاملت من الكادر الحكومي بها و كنت اري ان الحل في السفر . هذا الامر قد يكون سئ لانه يجعلك عمليًا و لكنه لم يمنعني من الاجتهاد ... و لكنه فقط جعلني احاول توجيه جهودي في المثمر . 

علي كل لم يضيع الله تعبي هدر  و هذا من فضله و جميل منه علي ... فليس دائمًا ما تكون الأجواء مواتية ... في بطولة المدارس لم يكن امامي منافسين كثر - او للدقة كان هناك , و لكن كانت واحدة منهم اخذت بطولة الجمهورية - و هي توازي المدارس 4% و واحدة منهم اخذت بطولة افريقيا و كانت مقابلها 8% تفوق رياضي !!! فلم يكونوا بحاجة للدرجات و لكن كان الامر اشبه بنزهة , والباقيات كنت اقل مني في المستوي ,  فكنت و امامي فتاة من الاسكندرية فتغلبت علي لاصبح ثاني جمهورية و لاحصل علي حوالي 3 % تمكنني من دخول اي كلية اريد في الجمهورية عدا صيدلة عين شمس , فكان نصيبي ان دخلت صيدلة القاهرة :) هي ليست الاملة و لكني اعتبر نفسي قضيت ايام جميلة بين ربوع تلك الكلية و عرفت صحبة جميلة للغاية . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق