الخميس، 23 أبريل 2015

عن الذين لا نعرفهم !!

كيف يمكن أن نكتب عمن لا نعرفهم ؟؟

بالتأكيد ستكون كتابة منقوصة ... كتابة انطباعية عما يتركوه في حياتنا .... هي لحظات بسيطة تلك التي يعبرون فيها و لكن كم هو جميل أن تتقاطع حياتك مع هذا الكم من البشر و لو للحظات معدودة ... كثيرًا ما  اشعر اني اري اجزاء غير مكتملة من قصص لآخرين ... في اوقات غير قد تقع من حياتهم . و لكن شئ ما يجعلني انتبه للبعض ... فنحن ابطال لحيواتنا و كومبارسات صامته في حياوات الآخرين . 

=========


1- لست معتادة على وجود ميكروباس يأخذذني من الصحراوي حتي الموقف الجديد ، دائمًا ما يكون للعامرية ثم من العامرية للموقف او المحطة ؛ و لكن هذا الميكروباس كان قادم من القاهرة رأسًا ... كم ابتهج لأي شئ قادم من القاهرة !! شعور طفولي لا معني له و لكن ليست كل المشاعر عقلانية :) 
لست معتادة علي الحملقة في الآخرين غض الطرف هو الأساس مع الأغراب ، غالبًا ما ارسم لهم صورة سريعة من اصواتهم ، و إن تصادف و نظرت لهم نظرة سريعة إما تؤكد ان تنفي تلك الصورة ... و قد لا تكون اللمحة كافية لأتبين الملامح بدقة .
ماذا كان لدينا ؟؟ سيدة متوسطة الحال لا تعرف شئ عن الإسكندرية تريد أن تذهب " للعوايد " ... شاب تقريبًا في نهاية العشرينات او بداية الثلاثينات و لا يعرف شئ ايضًا عن الإسكندرية و يريد اللحاق بجنازة قبل اذان العصر كي يتمكن من الصلاة على احدهم !! يا إلهي ... لماذا يسافر شخص كل تلك المسافة كي يصلي علي احد هو لن يعرف بوجوده اساسًا . ثم تأملت من هذا الذي يجعل الآخرين يأتون إليه عبر مئات الكيلوات ليصلوا عليه !!! المنارة / امام كلية الهندسة اي نفس طريقي . لم يرد عليه أحد بمعلومة صحيحة و كم اكره من يفتون !! ثم إن الركاب و السكندريين عمومًا لديهم حساسية من القاهريين ... لابد ان يذكرا ان الإسكندرية افضل / أهلها لا يفتون :)) إضطررت للتطوع بالحديث و الرد و توضيح ما اعرف ووجدت في الرد هذا التحرج المألوف أو الرفض المهذب في أن ترد علي أحدهم إمرأة !! تبًا لتلك الثقافة المجتمعية التي جعلت الحديث العادي موطنًا للشبهات !! هو ليس بالسلفي و لكني اظنه من الإخوان . لهم سمت مميز يعرفهم جيدًا المتابع . تجاهلت الامر كله بالفتي و عندما سمحت الأمور تركت الكنبة كلها و جلست في كرسي مفرد . عندما وصلنا للموقف و ذهبت لركوب الميكروباص كان "هو " الجالس امامًا سألته و لم انتبه له و لكنه عرفني و قال لي نعم سنذهب لنفس المكان ... و لكن الميكروباس كان ممتلئًا و لا ادري لماذا رأيت شبح نظرة كالاعتذار ... ربما كان وهمًا . 

فيما بعد مررت علي المنارة ، ووجدت فعلا جنازة يقف امامها عدد كبير جدًا من الناس .
ثم في يوم آخر وجدت جنازة تسير في عربة اسعاف في اتجاه عكسي للمرور ... أول مرة اري هذا المشهد . سيارة تسير ببطئ و خلفها جمع كبير من الناس بمشون بخشوع ، لما يمر هذا الركب علي أحد يقف و يرفع السبابة و إن كان جالسًا يقف ... بعد ثانيتين جمعت ان هذه جنازة و الجميع يقف احترامًا لها ... المشهد فعلا مهيب للغاية و علمت انه تقريبًا هنا مدفن أو ما شابه . رغم اني كنت علي الرصيف الآخر توقفت . قرأت الشهادة و الفاتحة علي ايا من كان/ت . رحمنا الله جميعًا احياء و اموات . 


==========

2- الأمهات الجميلات . 

أسكن في عمارة ليست بالحديثة ، غالبية من يسكنوا بها كبار السن و ليسوا في نفس مرحلتي العمرية ( شباب حديث الزواج ) فليس من السهل التواصل مع الجيران فكلهن "طنط " . الا أني وجدت شابة مرحة او لفتت انتباهي بأناقتها و حجابها و شياكتها مع طفل لها ... هي تسكن في الدور الثاني و هذا كل ما أعرفه عنها !!! لم تسنح الفرصة حتي لأنظر لها عن كثب . كنت اريد التعرف عليها و لكن هيهات !! اراها مصادفة كل فين و فين - لم ارها منذ حوالي عام او عام و نصف ...و حتي لا اعرف في اي شقة تسكن :) 

الآخري هي أجنبية ... ترتدي شيالة اطفال و تحمل طفلها الرضيع ... لاادري لماذا لفتت نظري رغم ان لبسها عادي ... هل هو شعوري انها خائفة من شئ ما و تسير بترقب ؟؟ لا ادري و لكني رأيتها عدة مرات عندما كنت ذاهبة لعملي صباحًا ، و في مرة رأيتها ظهرًا عكس اتجاهي ..  كانت متجهة لبيتها تقريبًا و لم اكمل طريقي و انتظرت علي اول الشارع كي اري اين تسكن ... و لكنها اختفت عن ناظري قبل ان اعرف اين تسكن و لم يكن متاحًا بالطبع ان اتقدم لأري !!
كنت احضر ابنتي بالامس من الحضانة ، و كانت تتقافز في وسط الرصيف ، ادعها تفعل ما يحلو لها و لكني احرص الا اعطل السكة و كنت المح بطرف عيني ان احدهم قادم و خلفنا ... و عندما أبعدت مريم عن الطريق وجدتها "هي " !! تلك الفتاة الشابة ذات الشيالة و الرضيع بداخلها :) لا ادري لماذا سعدت ان رأيتها ... اللطيف في الامر انها كانت هي ايضًا تتباطئ و تلقي بالابتسامات لإبنتي التي بادلتها الابتسام و لكنها خجلت :) ذهبت لطريقها و دخلت لصيدلية و مضيت في طريقي مبتسمة 


==========

3- تزدري أعينكم .





هناك تعليقان (2):

  1. عسولة يا شمس ، أنا بامر بنفس المواقف بتاعت إني نفسي أتعرف علي حد هيئته لفتتني بس أحيانا مش باعرف فباكتفي بالابتسام وباحس بطاقة إيجابية كل ما أفتكر الموقف ، باحس إن حديث الرسول الجميل : ألا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم ، باحسه لما بامر بناس ما أعرفهمش ومش هاشوفهم تاني ونلقي السلام ونبتسم بافرح قوي :)))

    ردحذف
    الردود
    1. انت فعلا جميلة يا دعاء ... ربنا يراضيكي و يبارك فيكي

      حذف