الأحد، 30 أغسطس 2015

حلقة الوصل

أتقرب الي الله بالسؤال عن المهمومين . ألست بمهمومة ؟ نعم لدي نصيبي المفهمومي و قرفي و لكن ربما كانت تلك طريقتي في ان اشعر بأني لازلت على قيد الحياة  ، 
ربما يستشعر البعض بالاهتمام من الاخرين حينما يحصل هو على اهتمامهم ... يشعر بأهميته و أنه محط الاعجاب و الأنظار و انه له قيمة حقيقية في وجدان الناس ، ربما كان هذا جيدًا لانه لا احد يحب ان يشعر ان لا احد يكترث له و ان الحياة تسير به و بعدمه سوا ء( رغم نها فعليًا تسير بنا او بدوننا سواء :D ) و لكن ربما تكون مواجهة النفس بتلك الحقيقة شئ صعب عليها ... لذا نقنع اننا قد نحدث فارقًا او نحصل علي اهتمامًا من بشر فانون مثلنا هو شئ يجعل تلك الحياة تستحق . 


البعض يحب أن يأخذ و يحصل على ما يريد ، و البعض يريد و لكنه لا يعرف كيف يطلب و البعض يكتفي بالعمل لعل و عسى يشعر أحد به و لكل طريقته في الاحساس بنفسه ، قد ترضيه و قد لا يعرف ماذذا يفعل فيستسلم و يذعن للأمر الواقع ...
 فقد وجدنا انفسنا فجأة في تلك الحياة و لا نعلم كيف تسير على وجه الدقه ، بعد فترة ( اظنها المراهقة الفكرية ) حينما نحسم امرنا تجاه الاله و كيف تسير الامور و نكون غالبية قناعاتنا التي سترافقنا بقية العمر ، كلٌ يختار طريقه و مساره بما يجد لديه من المؤهلات الفطرية ، البعض يدرك ان لديه كاريزما ما ، تجعل الجميع يحبه ( ربما لتناسق في الشكل الظاهري او لخفة ظل او روح ) البعض الاخر هو لا يجيد سوى العمل و يظن ان الناس ستقدره من خلال عمله و لكنه يفتقد لمهارات التواصل ، البعض يمتلك حسًا ادبيًا جميلًا يستطيع ان ينقل من خلاله ادق المشاعر و الخواطر ، فيشعر القارئ انه يجد نفسه في كلماته فيحب من يعبر عنه خاصة لو كانت تلك المعاني مما يصعب تكبيلها بالحبر . البعض الآخر لديه من المعارف ما يمكنه حل اي مشكلة او ايجاد عمل يفرج به حوائج الناس .

الخلاصة ان لكل انسان طريقته في ايجاد التقدير الاولي لنفسه عبر الآخرين ، ليشعر بأهميته ... فهناك من يعتاد الاخذ و هناك من يعتاد العطاء .
طبعا في طريقي لا انسى ان انتقد فكرة ان الانسان لابد ان ينبع كل شئ منه ... فالسعادة قرار و لا يجب ان ترضي الا نفسك و فقط ! نعم الاستقلال النفسي جيد و لكن التطرف في الاستقلال يجعلك وحيدًا و ينفر الناس تدريجيًا منك لانه لا شئ يجبرهم على تحمل انسان لا يفكر الا في نفسه ولا يعنيه الا نفسه و فقط ! العيب في تلك الحال فيه و ليس فيهم ( طبعا لو كانوا اناس اسوياء و ليسوا مجموعة من المرضي فتجنبهم افضل و ليس هذا الوضع الطبيعي بالتأكيد )
نحن نعيش في مجتمع من البشر و لابد لنا من ان نتأثر بهم بطريقة او بآخري ، لنجعل هذا التأثر/ التأثير ايجابيًا
ربما يكثر النائحون في وقتنا الحالي ، ربما هي الضغوط حقًا و ربما لان كل جيل يأتي اضعف و اقل احتمالًا من الاجيال السابقة ، ربما لان مجتمعنا تدريجيًا يفقد صفته الانسانية و يتحول للمادية المفرطة ... ربما لاشياء كثيرة جدًا و لكن احسب انه من التقرب الي الله هو الاهتمام بالباحثين عن الطريق ... فمش ضمن المشاكل ان فكرة المربي لم تعد موجوده ، المجتمع القوي و الذي يد فيه كل فرد من يأخذ بيده يعطيه خبراته دون تسلط و يستفاد هو من حيوية الشباب ،  فالتربية او تواصل الاجيال بشكل صحي هي الشئ الذي يتحدي اسمت عصرنا التيك اواي ، فهو يحتاج وقتًا كبيرًا و نفسيا طويلًا و تفهمًا بمن امامك بل و بتغيراته اثناء نموه كل فترة ، فالغالبية اصبحت تبحث عن الشهرة و الصيت ولا أحد يهتم بالفرد كفرد ... و المفارقة ان التغييرات الحقيقية تأتي ممن يتغيرون بعمق و غالبًا هؤلاء يحتاجون لمربين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق