الأربعاء، 5 أغسطس 2015

FB العام الرابع

عذرًا عزيزتي علي تأخري في الكتابة لك ... هي عادة احاول بشدة الحفاظ عليها كل عام ، و ستدركين لاحقًا أننا للاسف لا نحسن المداومة على - ولا استثني نفسي اكيد - و لكن ما املكه الآن هو دفع نفسي دفعًا كي احافظ على كتابتي إليك يوم ميلادك ، حتي لو تأخرت يومين 

عندما قرأت تدوينة العام الماضي شعرتها غاية في الكئابة ... ماهذا !!
ليست هذه الذكريات التي احب ان تقرأيها عن طفولتك . نعم نحن نعيش ايام سوداء ، لقد انهار حلم جيلنا كليًا و تشتتنا في البلاد و ما تبقي منا في تلك البلد التعيس يعيش اسوأ درجات الذل و الظلم ، و نحاول اخفاء انتمائاتنا و احلامنا فهي بحق تهم قد تدمر مستقبل فرد او اسرة بأكملها ... و منا من كفر بالحلم و يبحث عن خلاصه الشخصي ( مثلي ) و يحاول ان يعيش بداخل الحيط . يحفظ الجذوة بداخله و لكنه يكتم ايمانه .

و لكن ما شأنك انت بكل ما حدث ؟؟ آمنت -بتطرف في بعض الاحيان - أن الابناء ليسوا تركات لأبائهم يرثون منهم العُقد و النفسيات المحطمة ... نعم قد ترثين الفكر و لكن لنحاول ان يصلك بشكل مجرد بدون عُقد ، العقد قادمة قادمة فنحن في مجتمع عفن او شبه عفن ... و لكن لنحاول قدر الامكان ان نعطيكي اساسيات لتكوني شخصية سوية قوية لتواجه القادم ... و ليس هذا بأن نتعجل الكئابة و لكن بأن نحاول قدر الامكان ابعاد الملوثات النفسية لاطول فترة قبل ان تضطري لمواجهتها ، و قد يمن الله علينا بترك هذا المستنقع ... لا ندري فعلًا ماذا يحمله الغد لنا . 



بداية ، عامك الماضي كان مختلفًا - لك و لي - فقد انتهت الاجازة من عملي و انهيت الاجرائات و نزلت العمل بعد حوالي 4 سنوات انقطاع عنه !! فلا احتسب فترة الشهرين قبل الولادة بمدة عمل حقيقية . و واكب لك نزولك لاول مرة للحضانة ... كنت آمل ان تنجح فكرة ادخالك لحضانتين معًا ( واحدة يمكن اعتبارها مجازًا اسلامية و الاخري مجازًا علمانية و لكنهما بعيدتنين عن تلك المفاهيم ... هي مجرد تطبيقات باهتة لظاهر الافكار دون فكر او فلسفة حقيقية ينتهجها جميع العاملين ) و لكن الميزة الحقيقية انك التحقت بالجمباز و الباليه ... لك اذن موسيقية نسبيًا و في نفس الوقت انت من النوع الحركي ... هذا امر جيد ... كان لديك كرش الاطفال الشهير و بتمارين البطن ذهب ولاحظت الفارق :))
  ربما ادي ذلك لتأخر بعض الشئ في الكلام و تجميعه و لكنك لازلتي في الاطار الطبيعي . كنت آمل ان تحفظي القرآن و لكن للاسف الحركيين لا يركزوا في الحفظ كثيرًا ... لجأت للاستماع للشيوخ فربما اصبحت تميزي بعضهم من صوتهم ... لجأت لتسمعي قصار السور قبل النوم و لكن التركيز ليس كما كنت ارجو ... الطريف في الامر انك اصبحت تميزي السور الخاصة بي التي احاول حفظها / فأصبحت تطلبيها و تعرفي اسمها و اول ايتين فقط منها :)))
و لكني لست مبتئسه ... لا يزال الوقت امامنا ، تزيد قدرة الحفظ مع تقدم هذا السن ، و لكن للاسف تزيد قدرة العند :/ لنتوكل علي الله و نستخدم الحيلة دون الاجبار القهري الكاسر للنفس . من الجميل انك بدأت تدركي الفوارق بين النباتات بحكم وجودها في الانحاء حولنا بعض الشجر هنا و هناك هو قليل و لكنه افضل من لا شئ . فرحت كثيرً عندما اقتنعتي بعدم قطف الورد ( و كان السبب اننا لابد من ترك الازهار حتي تتمكن النحلة من صنع العسل )
هناك تطور لغوي و لكنه ليس كما المتوقع ، ( محمد يسميها مرحلة يونس شلبي :) و في احايين اخرى يسميها مرحلة القلش اللا متعمد )   و لكني اخذت عهد علي نفسي الا أقارنك بأحد ... الصعب في الامر ان النفسي تميل لأن يكون طفل المرء هو الأفضل دائمًا ... اعرف بشكل عقلاني انها ليست الاذكي ، و لكن كي نستوعب الامر عاطفيًا يأخذ الامر مدة ... هنا لابد من ترويض النفس جيدًا لتقبل تلك الحقيقة :) عامة المرء في تلك المرحلة لا يكف عن التعلم و صقل الذات .

مما تعلمته مؤخرًا موضوع غاية في الاهمية و ازعم انه بسبب دعاوي التربية الحديثة .. و هو كسر الروتين ، اختلط لامر عندي بعدم الالتزام او الانضباط او  discipline ( ادرك الفارق من صورة لصفحة جميلة سأخبرك بها لاحقًا ) ساسميه مجازًا الالتزام و تقنين الرغبات ( علشان محدش يطلع عليا يرص لي المعجم ) ...  هو سمت الناجحين . العشوائية مهمة و لكن بعد ان تتعدي حدود معينة تقتل معها كل شئ ... فلابد من حد ادني من الالتزام كي نحقق اي شئ في تلك الحياة ... تقنين الحرية و ما نريده لازم دائمًا . كنت قد تعديت الحدود لفترة و لكني اصبحت اجبر نفسي علي " الالتزام " كي انقله لك يومًا ما . اجاهد نفسي كثيرًا في هذا الامر ... و لست احب العيش في دور ( والدتك كانت بتطلع الاولي ) خالص ... لابد من ادراك انني لا اعرف كل شئ و في يوم ما ان شاء الله ستفوقيني معرفه و علم . و ما يختلف هو التجربة الحياتية و الخبرات بحكم السن . لذا كنت اجيبك عن اشياء كثيرة بلا اعرف و سوف نسأل او نبحث لنعرف .

يمكن اعتبار الاطفال بمثابة علامات زمنية ، هم يذكرونا دائمًا بمرور الوقت بعدما تخرجنا ووصلنا لمرحلة ال plateau في العمر ... كما ان المرء يري جزء من حياته لا يذكره ، قد يكون الاطفال هم دافعنا للحياه في هذا العالم الكئيب ... علي كل ٍ في تلك الظروف و الاوقات والمخاطر التي اصبحت تحيط بنا لا ملجأ و لا منجي مما يحدث الا الابتهال الدائم لله بأن يحفظ الاطفال ، و ان نحاول تحري الصلاح في كل ما حولنا و نعجل الاستغفار من الذنوب دائمًا ، كي يكون صلاحنا شفيع لهم و طوق نجاه حقيقي يسخر الله لهم الظروف و الاقدار و الصحبة الجيدة ( و كان ابوهما صالحًا )


تقبلي رعايتي و حبي / شمس
في : 4- اغسطس 2015
19- شوال - 1436 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق