الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

على حافة عالمين مختلفين .

* لم ادعٍ ذلك ابدا و لم اتصنعه ، و لم تكن هوجة النسويات قد ظهرت أساسا في أيام مراهقتي و فتوتي الأولى ... و لكنها فعلا خلقة الله لي .

*لم استسغ اغلب السائد في عالم الفتيات من اهتمامات و سلوكيات ، بل كانت لي دائما اهتمامات و بعض طباع عالم الفتيان و لكنه لم يكن مسموحًا لي ولوج هذا العالم بتلك الهيئة التي ولدت عليها غير بطريقة واحدة ارفضها تمامًا خصوصًا في هذا السن الحديث نسبيًا  ... لذا كنت أكتفي بأقل القليل و الأقرب لي من عالم الفتيات المعقد ، و أقف على حافة عالم الشباب أراقب من بعيد .

*أقمت اختبار من اختبارات الفيس ليقيس كم من نسبة تفكيرك يفكر كرجل و كم يفكر كامرأة ، وجدتني ٥٠/٥٠ % ! النصف تماما و لم أحد نتيجة مشابهه لها ممن اعرف .



*بعد مرور الزمن ، و هدوء ثورة الهرمونات الغاضبة . استطاع ذهني ان يفكر بهدوء و تأني ... لم أعد أرى عالم الفتيات بغيضا تافها كمان كنت أراه من قبل ... نعم له سمات مختلفة جدًا عني  لكني اصبحت اؤمن بوسع العالم و اختلافه ، و رغم استمرار نفوري من أغلب من فيه ، إلا أنني وجدت شتاتا مثلي يسير وحده ... و ألَّف الله بين قلوبنا و أخيرا وجدت وسط مشابه اتحرك فيه .

*وجود المرء داخل وسط تحترم الخصوصية و تقدر الفردية شئ صحي للغاية .

* عالم الرجال مهما بدى من بطولة  عزم و ريادة في مجالات الحياة ،  فهو عالم مادي كئيب حقا ، دون مبالغة تشعر فيه باحادية التفكير في اتجاه واحد فقط ...  فكرة المشاعر و التعبير عنها غير واردة او واردة بحدود معينة ، قالت صديقتي ذات مرة انهم لا يعطون انفسهم الفرصة للتفكير بعمق ، و يكتفون بالمسطح من الامور دون التفاصيل ، فلو غضبت المرأة لحكم هو عليها احكام مسبقة "غالبًا خاطئة " دون ان يسمع منها ، بينما هي لو رأته غاضبًا تغرق في تحليل كل مواقفة و افعاله مؤخرًا حتي تصل لما يقترب من الحقيقة . هذا فارق مهم بينهما .

* ربما خلق هذا سجنا حول مشاعر بعض الأفراد من الفتيان التي لابد أن تحمل جزء من العاطفة و الرغبة في التعبير عنها في  بعض الأوقات و المواقف  .لأنهم لا يجدون الدعم النفسي العميق بينهم  كما تفعل الصديقات لدعم بعضهن البعض .

* قُدِر لي أن أحضر احتفال عرس في الجانب الرجالي ... كم كان الأمر كئيب و ممل للغاية ، مع انعدام اي طقوس راقصة من الشباب كما في اي دولة لها معين ثقافي كان الأمر رتيبًا تماما .... لا أدري و لكني شعرت في تلك اللحظة بحتمية وجود حواء لآدم لانها هي حقًا الحياة .

* على الجانب الآخر قد اضغط على نفسي و أحضر حناء نوع من المجاملة - لأني كما قلت لا اندمج ١٠٠ % في أجواء الفتيات - و لكن أكتفي بالفرجة و التأمل ايضًا ... الأمر بصراحة مبهج حقا ، فتيات يضحكن ، ازياء غريبة هنا و هناك و الوان كثيرة و جلسات نمينة توثق اللحظة و قد تتصاعد وتيرة الاحتفال لدرجة لا اتحملها من الازعاج و لكني لا أشعر ابدا بالموت أو الملل الحادث على الجانب الآخر .

* لذا أرى الفصل التعسفي بين الجنسين يحدث خلالا في ميزان الكون و الأشياء . و الأفضل التعامل الطبيعي بحدود معروفة مسبقا و لكن إني يحدث هذا في بلد لا معين ثقافي و لا حضاري و لا اي شئ تستند عليه وجدانيا ؟؟

* على كلٍ ، اصبحت اسعد الان بموقعي المتفرد غير الصاخب او المنغمس  بين العالمين فأزعم إلي حد ما اني قادرة علي فهم الجنسين رغم الاختلاف . 

* هذا الفصل التعسفي قد صنع خيالات و ليست الحقيقة ، أصبحنا نسمع عن الآخرين و لكن لا نسمع مباشرة منهم وكلٌ يتخيل ألآخر وحش مخيف قادم للإغواء فقط و زلزلة النفس عما تفعل ، و محمل بمعاني ثقيلة متخيلة فقط و ننسى الجانب الإنساني تماما .... تلك الصورة متخيلة لكل نوع تجاه الآخر و هي غالبا نمطية غير حقيقية ، عندما تتأمل الفتيات في احتفال تجد تنوع جميل للغاية يكاد يجعل لكل واحدة منها رونق مستقل متفرد لا يتكرر، فكما قيل woman who makes the dress , not dress who makes the woman 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق