* لم ادعٍ ذلك ابدا و لم اتصنعه ، و لم تكن هوجة النسويات قد ظهرت أساسا في أيام مراهقتي و فتوتي الأولى ... و لكنها فعلا خلقة الله لي .
*لم استسغ اغلب السائد في عالم الفتيات من اهتمامات و سلوكيات ، بل كانت لي دائما اهتمامات و بعض طباع عالم الفتيان و لكنه لم يكن مسموحًا لي ولوج هذا العالم بتلك الهيئة التي ولدت عليها غير بطريقة واحدة ارفضها تمامًا خصوصًا في هذا السن الحديث نسبيًا ... لذا كنت أكتفي بأقل القليل و الأقرب لي من عالم الفتيات المعقد ، و أقف على حافة عالم الشباب أراقب من بعيد .
*أقمت اختبار من اختبارات الفيس ليقيس كم من نسبة تفكيرك يفكر كرجل و كم يفكر كامرأة ، وجدتني ٥٠/٥٠ % ! النصف تماما و لم أحد نتيجة مشابهه لها ممن اعرف .
*بعد مرور الزمن ، و هدوء ثورة الهرمونات الغاضبة . استطاع ذهني ان يفكر بهدوء و تأني ... لم أعد أرى عالم الفتيات بغيضا تافها كمان كنت أراه من قبل ... نعم له سمات مختلفة جدًا عني لكني اصبحت اؤمن بوسع العالم و اختلافه ، و رغم استمرار نفوري من أغلب من فيه ، إلا أنني وجدت شتاتا مثلي يسير وحده ... و ألَّف الله بين قلوبنا و أخيرا وجدت وسط مشابه اتحرك فيه .
*وجود المرء داخل وسط تحترم الخصوصية و تقدر الفردية شئ صحي للغاية .
* عالم الرجال مهما بدى من بطولة عزم و ريادة في مجالات الحياة ، فهو عالم مادي كئيب حقا ، دون مبالغة تشعر فيه باحادية التفكير في اتجاه واحد فقط ... فكرة المشاعر و التعبير عنها غير واردة او واردة بحدود معينة ، قالت صديقتي ذات مرة انهم لا يعطون انفسهم الفرصة للتفكير بعمق ، و يكتفون بالمسطح من الامور دون التفاصيل ، فلو غضبت المرأة لحكم هو عليها احكام مسبقة "غالبًا خاطئة " دون ان يسمع منها ، بينما هي لو رأته غاضبًا تغرق في تحليل كل مواقفة و افعاله مؤخرًا حتي تصل لما يقترب من الحقيقة . هذا فارق مهم بينهما .
* ربما خلق هذا سجنا حول مشاعر بعض الأفراد من الفتيان التي لابد أن تحمل جزء من العاطفة و الرغبة في التعبير عنها في بعض الأوقات و المواقف .لأنهم لا يجدون الدعم النفسي العميق بينهم كما تفعل الصديقات لدعم بعضهن البعض .
* قُدِر لي أن أحضر احتفال عرس في الجانب الرجالي ... كم كان الأمر كئيب و ممل للغاية ، مع انعدام اي طقوس راقصة من الشباب كما في اي دولة لها معين ثقافي كان الأمر رتيبًا تماما .... لا أدري و لكني شعرت في تلك اللحظة بحتمية وجود حواء لآدم لانها هي حقًا الحياة .
* على الجانب الآخر قد اضغط على نفسي و أحضر حناء نوع من المجاملة - لأني كما قلت لا اندمج ١٠٠ % في أجواء الفتيات - و لكن أكتفي بالفرجة و التأمل ايضًا ... الأمر بصراحة مبهج حقا ، فتيات يضحكن ، ازياء غريبة هنا و هناك و الوان كثيرة و جلسات نمينة توثق اللحظة و قد تتصاعد وتيرة الاحتفال لدرجة لا اتحملها من الازعاج و لكني لا أشعر ابدا بالموت أو الملل الحادث على الجانب الآخر .
* لذا أرى الفصل التعسفي بين الجنسين يحدث خلالا في ميزان الكون و الأشياء هذا حقًا غير طبيعي وو مفتعل كردة فعل لا اكتر . و الأفضل التعامل الطبيعي بحدود معروفة مسبقا ...و لكن كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد لا معين ثقافي و لا حضاري ولا اخلاقي و لا اي شئ نهائي تستند عليه وجدانيا الا كونها مجرد رد فعل و فقط ؟؟
* على كلٍ ، اصبحت اسعد الان بموقعي المتفرد غير الصاخب او المنغمس بين العالمين فأزعم إلي حد ما اني قادرة علي فهم الجنسين رغم الاختلاف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق