إعتدت علي العمل " طواعية " يوم الجمعة صباحًا , صحيح أنه فرصة للأجازة الاسبوعية و لكن من أجمل ان تسير في الشوارع نهارًا بدون إزدحام . الوجه الحقيقي للقاهرة و الذي أعشقه فيها يظهر بتجلي في تلك الأوقات النادرة .
ما أجمل مسجد السلطن حسن ما حوله في هذا الوقت , ميزة الأحياء القديمة انها متجاورة , يمكنك تخطيها سيرًا على الأقدام ... أمر علي وسط البلد , اتخيل كأني عدت بالزمن للوراء و كأنني اركب كارته و ليس اوتوبيسًا , يستبدل عقلي مكان العمارات الحديثة عمارات آخري قديمة , اتصور كيف كانت حديقة الازبكية ذات يوم بِركه , كيف تختفي تلك الكباري , و كيف كانت منطقة الحلمية من المناطق الراقية , " الخليفة " هل كان الخليفة العباسي في العصر العباسي الثاني يقطن في تلك المنطقة !! سبحان الباقي , أثر الرقي البائد يعكس و تكاد تتنسم عبقه البائد كما تري عجوز وسيم , تعرف من بقايا الجمال انها كانت فاتنة ذات يوم . و لكن الدوام لله وحده .
أحاول أن اعود للمنزل مبكرًا قبل صلاة الجمعة , و اثناء الإنتظار أثر في بشدة لقطة بسيطة ... امرأة يبدو من اسلوب ملبسها توسط الحال , تسير بإبنتها و تحث الخطي كي تلحق بقرآن الجمعة في مسجد السلطان حسن , اتأمل و اسرح في وجه الإسدال الصغير القصير السائر بجوار أمها , و اتأمل , كيف هي الذكريات التي تحفرها الأم في وجدان إبنتها ؟؟ هل ستقول يومًا انها كانت معتادة علي الصلاة في مسجد رائع المعمار مثل هذا :) كيف ستتذكر تلك الأيام بعد اعوام ؟؟ لم ار مسجد السلطان حسن الا بعد تخرجي من الكلية , و مع ذلك يشكل هو و عدة مساجد قاهرية عتيقة أخرى انماط مختلفة من الجمال . كلٌ يعبر عن حقبته و له مذاقه .
و قد لا تفكر في اي شئ مما اقوله و انظر لها بهذا القلب , ربما كان روتينًا عاديًا اعتادته يوم الجمعة , تفعله بروتينيه و لا تفكر فيه . و لكن عامة الإنسان لا يفتقد ال روتينيات الا بعد تغير هذا الروتين ينتبه لكم كانت حياته غنية و جميلة يومًا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق