منذ أن كنت في المرحلة الثانوية إعتدت علي الإستقلال , أي نعم هي تجربة صعبة للغاية و لكنها تصقل الشخصية تمامًا
فأصبحت ارتاد ما أريد بمفردي و أناجي ربي , حتى يأذن الله لي بصحبة صالحة , كان لهذا فائدة عظيمة أن لا أعطي للاشخاص أكبر من حجمهم , فكنت أختنق من نموذج الفتيات اللائي يردن صحبة حتي في الذهاب للحمام !!! يخضن دائمًا لرغبة أقواهن شخصية حتي و إن كان هذا ضد رغباتها الخاصة , و طبعًا هذا النمط من العلاقات يضيع علي المرء أن ينفتح و يتعرف علي آفاق جديدة خارج تلك الصحبة الضيقة .
أخذت اقلب في دفاتري القديمة لأتذكر الروح القوية التي كنت اسير بها في الحياة . إعتدت تدوين يومياتي - بشكل موسمي - منذ أن كنت في الصف الخامس الإبتدائي ( لم يخبرني أحد ان افعل ذلك ولا اتذكر لماذا كنت افعل ذلك ) و لكني أحتفظت بالاوراق منذ الصف الثاني الإعدادي .
عندما قلبت في دفتر عام الثانوية العامة , لا ادري و لكني استحضرت نفس الروح و الإحساس الذي كتبت به تلك المذكرات !! يا إلهي , هل من الممكن ان تفعل الكلمات بنا ذلك ؟ ان تعيدنا لنفس الإحساس و الشعور حتي و إن مرت أعوام كثيرة تناهز العقد الكامل من الزمن ؟؟
المشاعر لا يتم إعادة انتاجها لكننا فقط نذكرها , فنحن نتذكر أننا تعذبنا أو تألمنا , فرحنا أو سعدنا , لكن الالم نفسه لا يعود ... و هذا من رحمة الله بنا فإن تكرر نفس الألم في كل مرة نتذكر فيها ذكرى الألم لمتنا تعبًا !! أحزن كثيرًا لفراق أمي و لكني نفس غصة الألم الأولي و هول الصدمة لا يعود . نذكر اللحظة و لكن التجربة الشعورية نفسها لا نمر بها ثانيًا .
و لكن هل أبالغ إن قلت أن الكتابة أعادتني لحافة قريبة جدًا من الإحساس الذي مررت به يومًا ما ؟؟ شعرت و أنا أفر دفاتر الأعوام التي دونت فيها ذكريات الأيام خاصة الثانوية العامة و ما يليها في الكلية كيف كانت تلك الفترة . و تأملت طويلًا ... كيف سيكون كتابنا الذي ندعو الله ان نلقاه بيميننا إن شاء الله , و كيف سيذكرنا بأدق تفاصيل حياتنا التي مرت بنا يومًا ما و غفلنا عنها في زحمة الأحداث و الحياة ؟؟ نسأل الله العفو و العافية و الستر من كل سوء و الرحمة من هول هذا اليوم .
لم ننشأ في أسرة عميقة التدين , فلم ندرس الفقة و الشريعة و لكننا كنا حريصين علي التدين و الأخلاق القويمة , و اذكر حرص ابي علي تعليمي و تحفيظي القرآن الكريم في سن مبكرة , و كانت لدي ذاكرة هائلة حين إذ . و لكن واكب تلك الذاكرة شخصية عنيدة بغباء اضاعت علي سنواتي الذهبية في الحفظ . فما حفظته في تلك الفترة يكن ان اذكره دون اي مراجعة في اي وقت .
أول عام ختمت فيه القرآن بمفردي في رمضان كان الصف الثاني الإعدادي , لازلت أحتفظ بالنوتة التي دونت فيها الأجزاء والأيام المقابلة و كيف كنت أختم كل يوم قدر معين . :) لم يتابعني احد كنت مع نفسي و فقط
أذكر أني في الصف الاول الجامعي ( بعد إعدادي ) أني قرأت حديث علي باب المسجد لو أكن قد قرأته من قبل , و ما معناه ان البقرة و آل عمران يأتيان كغمامتين يشفعان لصاحبها يوم القيامة . استوقفني هذا الحديث كثيرًا , و قررت بعد فترة أن ابدأ حفظ البقرة و آل عمران , لم أجد مقارئة تعجبني في شبرا حيث اسكن , و تعرفت علي مقرأة جامع الحصري بالدقي , و التي تبعد مسافة ساعة كاملة بالمواصلات ، فقررت الإلتحاق بها !!
كل ما يسمع أحد عن ذلك ( و ليس والدي رفع الله قدرهما ) يقول ليه , مكنش فيه حتة قريبة يعني , المواصلات , تعب الكلية , مش عارف ايه ... لم أكن أعير الأمر شئ , و لكن عندما بحثت في صديقاتي وجدت واحدة يمكنها ان توافقني علي هذا الجنون و تسكن بالقرب مني , و كان أهلها يعيبون عليها كثيرًا تأخرها في الدرس , فقلت لها ان ترد عليهم بقولها , لو كان التأخير في الكلية لما تضجرتم , و كانت هي تعود بعد هذا الوقت في دروس الثانوية العامة , اوليس القرأن و السعي له اولي من تلك الدراسة الزائلة التي مقابلها هو درجات فقط ؟؟؟ فكان اهلها يقولون لها لا تتحدثي مع تلك الفتاة مرة أخري !!!
اكملت البقرة بالفعل و آل عمرنا في اقل من عام , و سمعت البقرة كاملة علي محفظتي , و لكن لم يمهلني الوقت كي اسمع آل عمران , فلقت رسبت في مادة و انتقلت للعام الذي يليه قفلت لأجعل الحفظ في وقت الآجازة فقط , كنت مخطئة لان الرسوب لم يكن خطأ دراسي و لكن لسبب آخر . و عندما بدأت في أجازة نصف العام كانت المقرأة تم غلقها من قبل بلدنا المصون .
كان هذا في عام 2003 :)
مرت عشر سنوات كاملة ...
تسائلت , لماذا لا أعود لأكمل المسير في هذا الطريق , قد هداني الله و ايقنت اني سأحاسب وحدي و لن يغني عني احد , لا صحبة ولا غيره , فلأبدأ بنفسي و لأحمس انا الصحبة كما أفعل دائمًا فيمن أعرف . و إن لم أجد فلا بأس
و لله الحمد ان خلق لي هذه الأداه الرائعة ( المدونات ) كي اذكر نفسي و اتابع تقدمي كل فترة .
عملت حصر بالسور التي احفظها و الأيات التي لا احفظها بشكل مبدئي , فوجئت أن عدد السورالتي أحفظها من القرآن اكثر مما لا احفظه ( 69- 45 ) !!!
هذا أعطاني حماس جميل لأكمل هذا الأمر ... أنوي بعون الله و توفيقه أن اضع جدولين متوازيين , جدول لمراجعة المحفوظ و التثبت منه , و جدول لحفظ الجديد , لن اتعجل شئ , و لأعطي كل شئ وقته كي يكون الاساس متين و لتنبت شجرتي عالية ثابته , هدفي الاساسي ان يكون القرآن معي حتي اتلوه في قبري يؤنس وحدتي و يرتقي بي حيث لا ينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم .
سيكون اليوم هو بداية حجر الاساس . و ان شاء الله اتابع تقدمي كل فترة في هذا الامر . اعانني الله ووقفني دائمًا لما يحب و يرضى .
فأصبحت ارتاد ما أريد بمفردي و أناجي ربي , حتى يأذن الله لي بصحبة صالحة , كان لهذا فائدة عظيمة أن لا أعطي للاشخاص أكبر من حجمهم , فكنت أختنق من نموذج الفتيات اللائي يردن صحبة حتي في الذهاب للحمام !!! يخضن دائمًا لرغبة أقواهن شخصية حتي و إن كان هذا ضد رغباتها الخاصة , و طبعًا هذا النمط من العلاقات يضيع علي المرء أن ينفتح و يتعرف علي آفاق جديدة خارج تلك الصحبة الضيقة .
أخذت اقلب في دفاتري القديمة لأتذكر الروح القوية التي كنت اسير بها في الحياة . إعتدت تدوين يومياتي - بشكل موسمي - منذ أن كنت في الصف الخامس الإبتدائي ( لم يخبرني أحد ان افعل ذلك ولا اتذكر لماذا كنت افعل ذلك ) و لكني أحتفظت بالاوراق منذ الصف الثاني الإعدادي .
عندما قلبت في دفتر عام الثانوية العامة , لا ادري و لكني استحضرت نفس الروح و الإحساس الذي كتبت به تلك المذكرات !! يا إلهي , هل من الممكن ان تفعل الكلمات بنا ذلك ؟ ان تعيدنا لنفس الإحساس و الشعور حتي و إن مرت أعوام كثيرة تناهز العقد الكامل من الزمن ؟؟
المشاعر لا يتم إعادة انتاجها لكننا فقط نذكرها , فنحن نتذكر أننا تعذبنا أو تألمنا , فرحنا أو سعدنا , لكن الالم نفسه لا يعود ... و هذا من رحمة الله بنا فإن تكرر نفس الألم في كل مرة نتذكر فيها ذكرى الألم لمتنا تعبًا !! أحزن كثيرًا لفراق أمي و لكني نفس غصة الألم الأولي و هول الصدمة لا يعود . نذكر اللحظة و لكن التجربة الشعورية نفسها لا نمر بها ثانيًا .
و لكن هل أبالغ إن قلت أن الكتابة أعادتني لحافة قريبة جدًا من الإحساس الذي مررت به يومًا ما ؟؟ شعرت و أنا أفر دفاتر الأعوام التي دونت فيها ذكريات الأيام خاصة الثانوية العامة و ما يليها في الكلية كيف كانت تلك الفترة . و تأملت طويلًا ... كيف سيكون كتابنا الذي ندعو الله ان نلقاه بيميننا إن شاء الله , و كيف سيذكرنا بأدق تفاصيل حياتنا التي مرت بنا يومًا ما و غفلنا عنها في زحمة الأحداث و الحياة ؟؟ نسأل الله العفو و العافية و الستر من كل سوء و الرحمة من هول هذا اليوم .
لم ننشأ في أسرة عميقة التدين , فلم ندرس الفقة و الشريعة و لكننا كنا حريصين علي التدين و الأخلاق القويمة , و اذكر حرص ابي علي تعليمي و تحفيظي القرآن الكريم في سن مبكرة , و كانت لدي ذاكرة هائلة حين إذ . و لكن واكب تلك الذاكرة شخصية عنيدة بغباء اضاعت علي سنواتي الذهبية في الحفظ . فما حفظته في تلك الفترة يكن ان اذكره دون اي مراجعة في اي وقت .
أول عام ختمت فيه القرآن بمفردي في رمضان كان الصف الثاني الإعدادي , لازلت أحتفظ بالنوتة التي دونت فيها الأجزاء والأيام المقابلة و كيف كنت أختم كل يوم قدر معين . :) لم يتابعني احد كنت مع نفسي و فقط
أذكر أني في الصف الاول الجامعي ( بعد إعدادي ) أني قرأت حديث علي باب المسجد لو أكن قد قرأته من قبل , و ما معناه ان البقرة و آل عمران يأتيان كغمامتين يشفعان لصاحبها يوم القيامة . استوقفني هذا الحديث كثيرًا , و قررت بعد فترة أن ابدأ حفظ البقرة و آل عمران , لم أجد مقارئة تعجبني في شبرا حيث اسكن , و تعرفت علي مقرأة جامع الحصري بالدقي , و التي تبعد مسافة ساعة كاملة بالمواصلات ، فقررت الإلتحاق بها !!
كل ما يسمع أحد عن ذلك ( و ليس والدي رفع الله قدرهما ) يقول ليه , مكنش فيه حتة قريبة يعني , المواصلات , تعب الكلية , مش عارف ايه ... لم أكن أعير الأمر شئ , و لكن عندما بحثت في صديقاتي وجدت واحدة يمكنها ان توافقني علي هذا الجنون و تسكن بالقرب مني , و كان أهلها يعيبون عليها كثيرًا تأخرها في الدرس , فقلت لها ان ترد عليهم بقولها , لو كان التأخير في الكلية لما تضجرتم , و كانت هي تعود بعد هذا الوقت في دروس الثانوية العامة , اوليس القرأن و السعي له اولي من تلك الدراسة الزائلة التي مقابلها هو درجات فقط ؟؟؟ فكان اهلها يقولون لها لا تتحدثي مع تلك الفتاة مرة أخري !!!
اكملت البقرة بالفعل و آل عمرنا في اقل من عام , و سمعت البقرة كاملة علي محفظتي , و لكن لم يمهلني الوقت كي اسمع آل عمران , فلقت رسبت في مادة و انتقلت للعام الذي يليه قفلت لأجعل الحفظ في وقت الآجازة فقط , كنت مخطئة لان الرسوب لم يكن خطأ دراسي و لكن لسبب آخر . و عندما بدأت في أجازة نصف العام كانت المقرأة تم غلقها من قبل بلدنا المصون .
كان هذا في عام 2003 :)
مرت عشر سنوات كاملة ...
تسائلت , لماذا لا أعود لأكمل المسير في هذا الطريق , قد هداني الله و ايقنت اني سأحاسب وحدي و لن يغني عني احد , لا صحبة ولا غيره , فلأبدأ بنفسي و لأحمس انا الصحبة كما أفعل دائمًا فيمن أعرف . و إن لم أجد فلا بأس
و لله الحمد ان خلق لي هذه الأداه الرائعة ( المدونات ) كي اذكر نفسي و اتابع تقدمي كل فترة .
عملت حصر بالسور التي احفظها و الأيات التي لا احفظها بشكل مبدئي , فوجئت أن عدد السورالتي أحفظها من القرآن اكثر مما لا احفظه ( 69- 45 ) !!!
هذا أعطاني حماس جميل لأكمل هذا الأمر ... أنوي بعون الله و توفيقه أن اضع جدولين متوازيين , جدول لمراجعة المحفوظ و التثبت منه , و جدول لحفظ الجديد , لن اتعجل شئ , و لأعطي كل شئ وقته كي يكون الاساس متين و لتنبت شجرتي عالية ثابته , هدفي الاساسي ان يكون القرآن معي حتي اتلوه في قبري يؤنس وحدتي و يرتقي بي حيث لا ينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم .
سيكون اليوم هو بداية حجر الاساس . و ان شاء الله اتابع تقدمي كل فترة في هذا الامر . اعانني الله ووقفني دائمًا لما يحب و يرضى .
لله الحمد و المنة ... أتممت حفظ سورة طه (20) عدد الآيات 135 يوم الإربعاء 22 يناير
ردحذفاصبح ورائي 44 سورة
والله باحبك :)))) ربنا ييارك فيك ويجعله في ميزانك حرف حرف يااارب ويثقل موازينك به جبال من حسنات :* شجعتيني أرجع أحفظ تاني :)))
ردحذف