الثلاثاء، 10 فبراير 2015

FB تبًا للخيال ... just working smart


مشكلة العمل - أي عمل - أنه يمتلك الفرد بداخله فتكون حياته منصبه انصبابًا بداخله بشكل صعب إن لم ينتبه لتلك النقطة الدقيقة فسيضيع بداخله ... رأيت ذلك في الأعمال الحرة التي إرتدت ؛ فقد اردت بعد تخرجي دراسة السوق دراسة متقنة كي اعرف احتمالية إقامة مشروع تجاري ناجح   ... مكثت حوالي ثلاثة أعوام و نصف اتنقل بين الصيدليات في مختلف المناطق و المستويات المادية بهدف تكوين صورة عامة ، و لكني خلصت لنتيجة مرعبه ..
هي أن كوني صاحب/ة عمل هو كأني تزوجت هذا العمل !! تعم ، هو يقاسمك وقتك بشكل مرعب ... لا يوجد وقت لن تفكر فيه ... كيف يعامل الدكاترة الزبائن ؟ هل هناك احد يسرق الإيراد ؟ و هناك اتصالات في اي وقت من مكان العمل يخبرك ان هناك دواء ناقص / ثلاجة تعطلت / مواسير الصرف ضربت / او حتي تفتيش قادم او مشاكل مع الزبائن ولا يستطيعوا حلها ، أذكر اني في مرة واجهت عيل مبرشم و تدخل بقية اصحاب المحالات لإخراجه ... الحمد لله لم اصب بأي شئ و لكن الموقف نفسه مرعب ، اظن ان الامر يتضاعف في حال إنعدام الامن المستشري في بلدنا ...  إذاء كل تلك المواقف لابد من التواجد في أقرب وقت للتصرف ... المرور اليومي علي الصيدلية شئ اساسي و حتى المرور المفاجئ بمتابعة سير العمل في الوقت الخاص بالدكاترة الآخرين ، اما العمال فهم مشكلة آخري ... فإنعدام الذمم و الضمائر اصبح للاسف سمت عام بينهم  ، هم فئة صعبة للغاية ... عليهم طلب كثير و لا يوجدون و مقابلهم المادي عالي و للاسف يسرقون كثيرًا و اخلاقهم عامة ليست جيدة . ام اصادف حالات سرقة من الدكاترة و لكن في المقابل حالات السرقة بيت العمال للمكان الذي يعملون به تكاد تكون 75% ... نعم ، فمن بين 8 مروا علي الصيدلية في عامين و نصف اثنين فقط لم يكونوا حرامية .

هل هذا شكل الحياة الذي أريده !!! الحقيقة لا ، لقد وصلت في أحايين كثيرة إلي ان اسير في الشوارع اشاهد المحالات بدون هدف شراء رغم ان الوقت يكون متأخرًا او الشمس تكون ملتهبة و لكني افعل لك رغم كل الظروف ... فقط لاني اريد ان اشعر بنفسي و ان اكثر الدائرة الجهنمية التي تكاد تبتلعني . كما أن بريق المال لا يمكن لأحد مقاومته ... بكل الثقافة و كل الوعي الذي لدي لم استطع الصمود في فترة ما اني كنت اريد اخذ قرض من البنك لشراء سيارة !!! تحدث ابي معي كثيرًا لإقناعي بالعدول عن تلك الفكرة ( التي ادرك الآن انها مجنونة) لكن في حينها لم يكن الامر عمليًا أن اضع نفسي في ديون لا حد لها لاني اعمل في مكان نسبيًا بعيد و اريد الانتقال بسلاسة اكثر . ربما ان كان دخلي اكبر 10 اضعاف لكان الامر اكثر معقولية و لكنه لم يكن كذلك . ظهرت لي حاجات أساسية من تحت الارض كادت تدخلني في دوامة لا نهاية لها .
هناك مقولات تعلي من شأن العمل الخاص و لكن بالتأكيد ليس اقامة مشروع تجاري في مصرنا الخسيس هو ما أحد طموحاتي ... الحقيقة أني احب السفر و التنقل كثيرًا ، مع لمحة من روتين اساسي ثابت . يعني روتين انقل منه الي الرحابة ثم اعود إليه و هكذا ...

قال لي أخي ذات مرة ، أنه من أحد مميزات كون المرء فتاة ( القليلة في رايي ) هي عدم وجوب الإنفاق الإلزامي ... لذا فأنت لست مرتبطة ارتباط الطور في الساقية كما الرجال ، تلك نقطة قوة استغليها . و حقًا كلامه نسبيًا في تلك النقطة بشكل مجرد سليم .

بعدما قرأت كتاب الأب الغني و الاب الفقير لروبرت تي. كيوساكي ( هو رجل عبقري من الناحية التجارية و إن كانت بالطبع عليه بعض التحفظات القيمية ) أدركت  ان هناك أربع فئات بشكل أكثر عمومية  . فئة صغار العمال و الموظفين ، فئة المديرين و كبار الموظفين ، فئة أصحاب المشروعات الصغيرة للمتوسطة ، و فئة كبار المستثمرين و اصحاب رؤوس الاموال . 
في إقتصادياتنا الحالية ( و التي لم تمر بالتطور الطبيعي للنظرية الرأس مالية و لكنها كانت عبارة عن منعطفات حادة ما بين التأميم و الإشتراكية و الإنفتاح تبعًا لمزاج بسلامته الحاكم ) دائمًا ولابد أن تضيف التشوهات المصرية على النظرية كي تستطيع ممارستها بكفائة .

فقد كنت احسب أن بدخولي فئة كبار الموظفين و صانعي القرار يمكن ان يتيح لي فرصة جيدة للعمل ، و لكن اضافة النكهة المصرية لأي نظرية يجعلها عرجاء فاسدة تمامًا . للاسف حتي كبار الموظفين و رجال الدولة في غير مواقع معينة لا سلطة حقيقية لهم مع وافر الإحترام لهم ، فقد حضرت دورة تدريبية اليوم و كنت تقريبًا الشابة الوحيدة بها ... الجميع كانوا من الخمسينات فما فوق ... لم اشارك في الحوار و لكني فقط اخدث اتأمل ... كان المحاضرين يلقون بالنظريات و كبار الموظفين ( غالبًا جميعهم مديرين ) يعترضون و يقولون ليس هذا هو الواقع ... ثم تحدث سجالات اخري و يقولون اذن انتم لا تريدون حل المشاكل و لكن تريدون تستيف ورق . قيلت كلمة في وسط الكلام و ان أطباء المعادلة في مصر يتم الاتصال بهم ليسافروا لعملوا علي مرتبات قد تصل في البدء الي 18 الف دولار !! لا ادري مدي صحة هذا الرقم و لكن هذا ما قيل . كل ما يريدون تطبيقه يعود في النهاية الي انه لا يوجد قوة عاملة في المستشفيات لان الأطباء يهربون للعمل الخاص ( و هم اساسا غير مؤهلين جيدًا الا من رحم ربي ) . عندما حوصرت الدكتورة التي تتحدث عن الجودة قالت لنا انا اتي بالاجرائات و لكن الماليات ليست لي عليها اي سلطة . تخيلت انه هذا قد يكون مصير اي احد يريد الإصلاح ؟؟ يكون بهذا الضعف و هذا الإنفصال بين النظرية و التطبيق ؟؟ المشكلة ان العالم تجاوز تلك المرحلة التي نتحدث فيها بقرن من الزمان ... ما هذه الحفريات المتكلمة و ماهذا المصير الذي ينتظر اي احد هاهنا ؟
من الحكمة معرفة من اين تؤكل الكتف ، متي يمكن الاصلاح من الداخل و متي ينبغي الترميم و متي لابد الهدم و البناء ، و اصعب الاشياء هي الهدف مع عدم توقيق سير العمل ، يكون بإستبدال اعمدة بالتوالي حتي لا ينهار الامر ... و لكن من لديه الحكمة ؟ هناك من يمتلكون الحكمة و لكنهم لا يمتلكون القوة لتنفيذها للاسف -_-

تلك البلد انتهت حقًا ... من يريد الاصلاح لن يتمكن طالما بقيت تلك السلطة تجثم علي الانفاس .... الحلول التي يأتون بها ليست حقيقية . لانهم يعالجون مشاكل صورية لا تأتي في اصل البنية ... الشباب لا مكان له في هذا العقم العقلي . لماذا ابقى ؟ ربما لاني اجريت عدة عمليات ما بين المطلوب و المتاح  و كان بقائي هو افضل الخيارات ... أعمل لمصلحتي فقط حتى اشعر ان الامر ( بقي واقف عليا بخسارة ) سوف انسحب منها .

اسوأ شئ فعلته بي تلك الدولة التعيسة هي انها قتلت بداخلي غريزة التميز التي يسعى الجميع لها ( و اعرف اني استطيع تحقيقها في بعض الأحايين ليس غرورًا حاشي لله و لكنه معرفة بقدر النفس ) اُسكتُ نفسي مرغمة إن كدت انطق بأي شئ قد يشير إلي و يجعلهم يعرفونني ... احتفظ بأفكاري لنفسي ، ذلك ان تلك البلد لن تقدر المجهود و ستجلب لنفسك سمعة لن تسمن و لن تغني من جوع ... فلنعمل بذكاء إذن حتى يأذن الله لنا بتركها just working smart . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق