الأحد، 15 فبراير 2015

FB عام بلا تليفزيون

الغرض من هذه المقالة هو عرض تجربة قد تكون مختلفة للبعض ، و لكن لست بصدد الدعوة لمثل هذا التفكير فليفعل كلٌ ما يناسبه و لكن ليحترم خيارات الآخرين ايضًا


في يوم 21 - يناير- 2014 تمت إزالة التليفزيون من منزلنا !!

لا بأس من إعطاء بعض اللمحات عنا لانه هناك خاصية التصنيف التلقائي تصنف الناس و لكنها غالبًا ما لا تكون دقيقة ، لسنا من أتباع اي طريقة دينية بعينها و لكن آتى الأمر بشكل شبه تلقائي ( و لا انسى مرونة زوجي العزيز الذي لم يكن عقبة في الأمر و من رحمة الله انه ليس من مهاوييس الكرة و لست انا على الجانب الآخر ممن يطيقون مشاهدة المسلسلات بكافة انواعها ) ... 

كنت أعيد ترتيب المكان ، و كانت هناك زهرية ذات أزهار جميلة و لكن إحتل مكانها التليفزيون ، ففكرت ان هذا الجهاز لم يعد يؤدي المهام المطلوبة منه كما كان سابقًا ؛ البرامج عليه اصبحت عقيمة للغاية ، لم نشترِ ديكودر ( لكسلنا لا لشئ ) و بالتالي فلم تأتينا غالبية القناوات ، عوضَا عن ذلك كنا قد اشتركنا في وصله ... كانت تأتي ببرامج معقولة و لكن هناك قناوات لا أحبها و سيئة و كان المرء يفتحها بدافع الملل ليس إلا و كان هذا السلوك يضايقني كثيرًا من نفسي، فما وصلت إليه ( بالنسبة لي ) انهم يقولوا عنه ان لم يعجبك حول القناة او اغلقها و لكن هذا مثالي جدًا عما يحدث في الواقع ، في الحقيقة طالما هو موجود إذن لابد من فتحه ، حتى إني لأعرف البعض لابد ان يكون مفتوحًا في المنزل حتى لو لم يكن هناك انتباه حقيقي او متابعة لما يعرض علي شاشاته و لكنه حكم العادة المدمر . كما أن وجود الوصلة يحرمك من حرية إختيار القناوات او اضافة او حذف ما نريد ، و كان الكسل هو سيد الموقف في شراء الديكودر ، فكانت دائمًا تظهر أولويات أهم منه تدفعنا للتأجيل . على الجانب الآخر كانت هناك قناة تعرض بعض الاغاني السخيفة للاطفال و كانت ابنتنا تصر عليها مما كاد يصيبنا بإنهيار صحيح انها كانت تلعب اثناء تشغيله و لكن ان اردت تحويل القناة فلن تسلم من العويل .

في هذا اليوم ازلته لاوضب مكانه ثم قلت ، و لما اعيده ؟ لأضع الزهرية التي أحبها مكانه . ( بالمناسبة تمت ازالة تلك الزهرية مرة آخري لأسباب مريومية بحتة ) و عندما اخبرت زوجي لاحقًا بإزالتي إياه لم يبد اعتراض  حمدت الله ... كنا لازلنا ندفع إشتراك الوصلة - لعلنا في يوم نمل و نعيده ، و لكن هذا اليوم لم يأتي ، و في يوم عند تحصيل الرسوم فوجئت بغلوها فقلت لهم لن أدفع لا اريد تلك الخدمة فنحن لا نستخدمها من الأساس ! 

هل تأثرنا بإزالة هذا الجهاز من حياتنا ؟؟
لاادري الحقيقة و لكني لا اشعر أن هناك شئ ينقصني ...
عن نفسي افضل الكمبيوتر عن التليفزيون كثيرًا ، فالتليفزيون جهاز سلبي لا يمكنك من التفاعل مع المادة التي تتلقاها ، و لكن الكمبيوتر و النت عمومًا هناك نوع من التفاعل الإيجابي ... فأنت تبدي رأيك فينا تقرأ و تبحث عن المعلومة التي تريد في عدة مصادر ، كما أنه يمكنك ببعض الوسائل ان تكون من موجهي الرأي ( حتى و لو علي نطاق بسيط ) و هذا غير موجود بالتليفزيون ...

تقريبًا كل شئ يُعرض على التليفزيون يمكن الوصول إليه عبر النت ، و لكن الميزة انه يأتيك بدون منغصات من الإعلانات و ما شابه ( حاليًا أصبحت هناك إعلانات تأتينا قبل تشغيل الفيديوهات علي يو تيوب -_- ) كان هناك اسلوب عقيم في القناوات الافلام ، كان يعرض الفيلم الواحد علي مدار اسبوع كامل ( كأنه يريدك ان تحفظه عن ظهر قلب) و لكن لم يعد هذا الحال هنا فنحن نختار الافلام التي تريد و نراها وقتما يناسبنا . اما المهم من كل شئ فيأينا عبر مشاركة الناس له . ماذا ايضًًا ؟؟؟ بالنسبة لبرامج الاطفال اقتصر الامر علي الكارتون الجميل القديم ... بطوط و السناجب و توم و جيري و حديثًا بعض الحلقات المدبلجة بنطقٍ عربيٍ سليم من قناع براعم . و هناك اسطوانات تعليمية للغة العربية و يمتلئ النت بالمحتوي الإنجليزي القيم . 

من ضمن عيوب متابعة التليفزيون التي اكتشفتها على من لا يزال يتابعه هي أنه يبتلعك و ينهكك بالتفاصيل اليومية الصغيرة ... بالنسبة لي هذا شئ مرهق للأعصاب تمامًا ... كما أن الإعلام حاليًا ( علي الجانبين ) اصبح يشحن الأعصاب و النفسية بشكل يؤثر سلبًًا عليها و يؤجج طاقة الكره بشكل أعمى خارج عن نطاق العقلانية او الانسانية  ؛ فهو يشحن و يشحن و يشحن ثم لا توجد اي نتيجة ملموسة لها الشحن !!! الإصرار على رؤية العالم من منظور واحد فقط يدمر النفسية تمامًا و لا يجعلها حتى قادرة على أداء مهامها الطبيعية ... في وقتنا هذا من الافضل ان نحافظ على انفسنا و تناول تلك المثيرات العصبية لن يؤدي إلا لتدمير النفسية او علي الاقل لن يجعل المرء انسان سوي ... يكفي حقًا ما نعانيه فلا يجب علينا ان نزيده بمؤثرات شحن خارجية ... شعور التحرر من سلطة التوافه الذين نشكوا منهم مرارًا هو امر عظيم للغاية ، نحن نعلم ان 99% من الإعلاميين كاذبون ، فلماذا نصر على متابعتهم ؟؟ ( هي غريزة انسانية مفداها متابعه الحديث و كل ما يقال حتى لا اتخلف عن الركب و اكون جاهل بشئ يعلمه الجميع ، حسنًا و لكن لابد من ترشيد هذا الامر حتى لا نكون ممن ينطبق عليهم وصف " سمَّاعون للكذب ) فليس يكفي ان تعرف ان ما يقال امامك هو "كذب " و لكن الانسان يصيبه بعض مما يسمع مهما كان قويًا ... بذرة وراء بذرة وراء بذرة من هذا الكذب ستجد نسيجًا قويًا ( و لا موضوعي ) و لكنه منزرع و متغلغل في نفسية من يستمعون لهذا الخطاب ( على الجانبية بالمناسبة )...

نحن نعاني من مشتتات الوقت مثل الاي فون و الإنترنت فلا يجب ان نزيدها بالتليفزيون  ... أظن ان تحدي اليوم بالنسبة لأجيالنا الحقيقي هو تنظيم الوقت و مقاومة شهوة تلك التقنيات الحديثة التي تستنزف الوقت بضراوة . يمكن قضاء الوقت بعد ازالة التليفزيون و بعد كل الواجبات المنزلية و الخارجية  في القراءة ، لعب بعض الالعاب الاليكترونية ، اي اي هواية من الكروشيه او العناية بالزرع او ما شابه . فكرة أن يكون المرء فاعلًا و ليس مجرد متلقٍ سلبي جديرة بالتجربة !!

=============
إضافة : لا اريد ان اقول إن رمضان الماضي كان هادئًا نفسيًا للغاية ، فلا يوجد اي منغصات او صراعات او ابداء رأي سلبي علي ما نراه و مخططهم في اضاعة قدسية هذا الشهر الكريم ... فلنتركهم هم و برامجهم و مخططاتهم و لنكن مع انفسنا :) و لا اريد ان اقول انه حتي مع اعتزالنا التليفززيون في رمضان إلا انه اخر الاخبار بشكل دقيق يصلنا عبر تعليقات الدائرة الأبعد فلم ننعزل كليًا ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق