الأربعاء، 11 فبراير 2015

يا رب

لأول مرة اشعر بهذا الخوف .. بهذا الوضوح و هذا الجلاء ... فعلا انا عايزة اهرب من هنا دي مش بلد دي خرابة ، احنا ملناش اي قيمة فيها ... انا بحب اهلي و اسرتي و جوزي و بنتي و فعلا مش عايزة افقدهم لاني مليش حد و جم بعد انتظار و دعاء انت تعلم مداه .. يا رب . دول نعمتك و عطائك ليا فلا تحرمني ، إرحم ضعفي يا رب ... بجد انا عارفة انه لا مانع لقدرك بس ارحمني ... انا معملتش حاجة في دنيتي تخليني استثناء عن بقية المئات اللي بتتقتل كدا ... بس يا رب ، لا ملجأ ولا منجا منك الا اليك ... طمعي في كرمك لا حدود له احفظني و اسرتي و أهلي  و ذريتي و اصدقائي ممن اختاروا معسكر الحق .
يا رب انا عارفة ان السنن الكونية لا تحابي أحد و ان زمن المعجزات انتهي ، و إن لازم ناخد بالاسباب و احنا لم نأخذ ، يا رب احنا فعليًا مستضعفين ، عاجزين ، بائسين ... يا رب .
مفيش في ايدي الا الدعاء .

يا رب  

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

FB تبًا للخيال ... just working smart


مشكلة العمل - أي عمل - أنه يمتلك الفرد بداخله فتكون حياته منصبه انصبابًا بداخله بشكل صعب إن لم ينتبه لتلك النقطة الدقيقة فسيضيع بداخله ... رأيت ذلك في الأعمال الحرة التي إرتدت ؛ فقد اردت بعد تخرجي دراسة السوق دراسة متقنة كي اعرف احتمالية إقامة مشروع تجاري ناجح   ... مكثت حوالي ثلاثة أعوام و نصف اتنقل بين الصيدليات في مختلف المناطق و المستويات المادية بهدف تكوين صورة عامة ، و لكني خلصت لنتيجة مرعبه ..
هي أن كوني صاحب/ة عمل هو كأني تزوجت هذا العمل !! تعم ، هو يقاسمك وقتك بشكل مرعب ... لا يوجد وقت لن تفكر فيه ... كيف يعامل الدكاترة الزبائن ؟ هل هناك احد يسرق الإيراد ؟ و هناك اتصالات في اي وقت من مكان العمل يخبرك ان هناك دواء ناقص / ثلاجة تعطلت / مواسير الصرف ضربت / او حتي تفتيش قادم او مشاكل مع الزبائن ولا يستطيعوا حلها ، أذكر اني في مرة واجهت عيل مبرشم و تدخل بقية اصحاب المحالات لإخراجه ... الحمد لله لم اصب بأي شئ و لكن الموقف نفسه مرعب ، اظن ان الامر يتضاعف في حال إنعدام الامن المستشري في بلدنا ...  إذاء كل تلك المواقف لابد من التواجد في أقرب وقت للتصرف ... المرور اليومي علي الصيدلية شئ اساسي و حتى المرور المفاجئ بمتابعة سير العمل في الوقت الخاص بالدكاترة الآخرين ، اما العمال فهم مشكلة آخري ... فإنعدام الذمم و الضمائر اصبح للاسف سمت عام بينهم  ، هم فئة صعبة للغاية ... عليهم طلب كثير و لا يوجدون و مقابلهم المادي عالي و للاسف يسرقون كثيرًا و اخلاقهم عامة ليست جيدة . ام اصادف حالات سرقة من الدكاترة و لكن في المقابل حالات السرقة بيت العمال للمكان الذي يعملون به تكاد تكون 75% ... نعم ، فمن بين 8 مروا علي الصيدلية في عامين و نصف اثنين فقط لم يكونوا حرامية .

هل هذا شكل الحياة الذي أريده !!! الحقيقة لا ، لقد وصلت في أحايين كثيرة إلي ان اسير في الشوارع اشاهد المحالات بدون هدف شراء رغم ان الوقت يكون متأخرًا او الشمس تكون ملتهبة و لكني افعل لك رغم كل الظروف ... فقط لاني اريد ان اشعر بنفسي و ان اكثر الدائرة الجهنمية التي تكاد تبتلعني . كما أن بريق المال لا يمكن لأحد مقاومته ... بكل الثقافة و كل الوعي الذي لدي لم استطع الصمود في فترة ما اني كنت اريد اخذ قرض من البنك لشراء سيارة !!! تحدث ابي معي كثيرًا لإقناعي بالعدول عن تلك الفكرة ( التي ادرك الآن انها مجنونة) لكن في حينها لم يكن الامر عمليًا أن اضع نفسي في ديون لا حد لها لاني اعمل في مكان نسبيًا بعيد و اريد الانتقال بسلاسة اكثر . ربما ان كان دخلي اكبر 10 اضعاف لكان الامر اكثر معقولية و لكنه لم يكن كذلك . ظهرت لي حاجات أساسية من تحت الارض كادت تدخلني في دوامة لا نهاية لها .
هناك مقولات تعلي من شأن العمل الخاص و لكن بالتأكيد ليس اقامة مشروع تجاري في مصرنا الخسيس هو ما أحد طموحاتي ... الحقيقة أني احب السفر و التنقل كثيرًا ، مع لمحة من روتين اساسي ثابت . يعني روتين انقل منه الي الرحابة ثم اعود إليه و هكذا ...

قال لي أخي ذات مرة ، أنه من أحد مميزات كون المرء فتاة ( القليلة في رايي ) هي عدم وجوب الإنفاق الإلزامي ... لذا فأنت لست مرتبطة ارتباط الطور في الساقية كما الرجال ، تلك نقطة قوة استغليها . و حقًا كلامه نسبيًا في تلك النقطة بشكل مجرد سليم .

بعدما قرأت كتاب الأب الغني و الاب الفقير لروبرت تي. كيوساكي ( هو رجل عبقري من الناحية التجارية و إن كانت بالطبع عليه بعض التحفظات القيمية ) أدركت  ان هناك أربع فئات بشكل أكثر عمومية  . فئة صغار العمال و الموظفين ، فئة المديرين و كبار الموظفين ، فئة أصحاب المشروعات الصغيرة للمتوسطة ، و فئة كبار المستثمرين و اصحاب رؤوس الاموال . 
في إقتصادياتنا الحالية ( و التي لم تمر بالتطور الطبيعي للنظرية الرأس مالية و لكنها كانت عبارة عن منعطفات حادة ما بين التأميم و الإشتراكية و الإنفتاح تبعًا لمزاج بسلامته الحاكم ) دائمًا ولابد أن تضيف التشوهات المصرية على النظرية كي تستطيع ممارستها بكفائة .

فقد كنت احسب أن بدخولي فئة كبار الموظفين و صانعي القرار يمكن ان يتيح لي فرصة جيدة للعمل ، و لكن اضافة النكهة المصرية لأي نظرية يجعلها عرجاء فاسدة تمامًا . للاسف حتي كبار الموظفين و رجال الدولة في غير مواقع معينة لا سلطة حقيقية لهم مع وافر الإحترام لهم ، فقد حضرت دورة تدريبية اليوم و كنت تقريبًا الشابة الوحيدة بها ... الجميع كانوا من الخمسينات فما فوق ... لم اشارك في الحوار و لكني فقط اخدث اتأمل ... كان المحاضرين يلقون بالنظريات و كبار الموظفين ( غالبًا جميعهم مديرين ) يعترضون و يقولون ليس هذا هو الواقع ... ثم تحدث سجالات اخري و يقولون اذن انتم لا تريدون حل المشاكل و لكن تريدون تستيف ورق . قيلت كلمة في وسط الكلام و ان أطباء المعادلة في مصر يتم الاتصال بهم ليسافروا لعملوا علي مرتبات قد تصل في البدء الي 18 الف دولار !! لا ادري مدي صحة هذا الرقم و لكن هذا ما قيل . كل ما يريدون تطبيقه يعود في النهاية الي انه لا يوجد قوة عاملة في المستشفيات لان الأطباء يهربون للعمل الخاص ( و هم اساسا غير مؤهلين جيدًا الا من رحم ربي ) . عندما حوصرت الدكتورة التي تتحدث عن الجودة قالت لنا انا اتي بالاجرائات و لكن الماليات ليست لي عليها اي سلطة . تخيلت انه هذا قد يكون مصير اي احد يريد الإصلاح ؟؟ يكون بهذا الضعف و هذا الإنفصال بين النظرية و التطبيق ؟؟ المشكلة ان العالم تجاوز تلك المرحلة التي نتحدث فيها بقرن من الزمان ... ما هذه الحفريات المتكلمة و ماهذا المصير الذي ينتظر اي احد هاهنا ؟
من الحكمة معرفة من اين تؤكل الكتف ، متي يمكن الاصلاح من الداخل و متي ينبغي الترميم و متي لابد الهدم و البناء ، و اصعب الاشياء هي الهدف مع عدم توقيق سير العمل ، يكون بإستبدال اعمدة بالتوالي حتي لا ينهار الامر ... و لكن من لديه الحكمة ؟ هناك من يمتلكون الحكمة و لكنهم لا يمتلكون القوة لتنفيذها للاسف -_-

تلك البلد انتهت حقًا ... من يريد الاصلاح لن يتمكن طالما بقيت تلك السلطة تجثم علي الانفاس .... الحلول التي يأتون بها ليست حقيقية . لانهم يعالجون مشاكل صورية لا تأتي في اصل البنية ... الشباب لا مكان له في هذا العقم العقلي . لماذا ابقى ؟ ربما لاني اجريت عدة عمليات ما بين المطلوب و المتاح  و كان بقائي هو افضل الخيارات ... أعمل لمصلحتي فقط حتى اشعر ان الامر ( بقي واقف عليا بخسارة ) سوف انسحب منها .

اسوأ شئ فعلته بي تلك الدولة التعيسة هي انها قتلت بداخلي غريزة التميز التي يسعى الجميع لها ( و اعرف اني استطيع تحقيقها في بعض الأحايين ليس غرورًا حاشي لله و لكنه معرفة بقدر النفس ) اُسكتُ نفسي مرغمة إن كدت انطق بأي شئ قد يشير إلي و يجعلهم يعرفونني ... احتفظ بأفكاري لنفسي ، ذلك ان تلك البلد لن تقدر المجهود و ستجلب لنفسك سمعة لن تسمن و لن تغني من جوع ... فلنعمل بذكاء إذن حتى يأذن الله لنا بتركها just working smart . 

الخميس، 22 يناير 2015

بهجة الروح

لدي افكار عجيبة منذ الصغر نعم اعلم ذلك .. و عليه فلم تكن الامومة من الأمنيات المقربة و لكن " لا بأس في حينها " عندما علمت بحملي توترت كثيرًا و بعد الهدوء و تقبل الامر كانت لي دعوة غريبة و هي ان تتوائم شخصياتنا معًا ( فكنت اصر على عدم معرفة النوع و المفاجئة به حينها )
فكثيرًا ما اعاني في صمت من عدم توافقي مع الشخصية التي اتعامل معها قد ابدو صلبة خارجيًا و لكن فعلًا التوافق الروحي لدي عامل هام جدًا ، فكيف بمن سيكونوا في علم الغيب و لن اختارهم و سأكون مجبرة علي التعامل معهم طيلة العمر ؟

الاثنين، 12 يناير 2015

FB يوميات دورة تدريبية 2- الجودة

رغم أني فعليًا لم أعمل كثيرًا إلا اني حظيت بفرصة لا يحظ بيها الكثيرين و هي التنقل بين أماكن كثيرة متنوعة في نفس المجال ، على محافظتين مختلفتين . أدى ذلك لتوسيع مجال رؤيتي للأمر ( كأني انظر من قطاع مستعرض كامل و ليس لنقطة واحدة )
و كان أسوأ ما رايته الحقيقة هو محاولة تطبيق نظام : الجودة في مصر .

الأحد، 11 يناير 2015

FB يوميات دورة تدريبية

لماذا أكتب مثل هذا الكلام ؟؟
قد لا يكون مهمًا في بلد خرب مثل بلدنا أن نوثق للفساد ، أو حتى نتتبعه فهو معروف يزكم الانوف
و لكني بحاجة للتوثيق اولًا لنفسي ... ثانيًا لانه لابد أن يأتي في يوم ما احد ما يريد الإصلاح ... فلا يحدث مثلما حدث منذ عامين و لم يستطيعوا الإصلاح ( نأمل أن يكونوا بذكاء و فهم و حكمة المرة القادمة ) على كل ٍ هناك جملة اثيرة للغاية لدي قيلت على لسان المفتش في فيلم : في فور فنديتا ... و هي عندما سال البطل لماذا لم تتحدث رغم معرفتك للحقيقة منذ وقت طويل ؟ اجابه البطل : لأني كنت انتظر من يبحث عنها و يطرح اسئلة كأسئلتك . حتى و إن لم يعد هناك أمل في الإصلاح فعلى الأقل لا نفقد البوصلة في تحديد أين الصواب و أين الخطأ ... وجود أحدهم يشير للصواب و يذكره هو في حد ذاته مشكله لهم و أظن أنهم يعملون علي إغتيال هذا الامر داخل النفوس الجديدة الشابة ...

الخميس، 8 يناير 2015

عندما تتجسد الروزنامة !









ذات مرة ، كنت اضبط تاريخ معين في ال calender على هاتفي المحمول .. لأسرح عبر السنوات و تقف يدي بشكل عشوائي على يوم في عام 2028 ... تري كيف سيكون حالي ؟ مالذي سأمر به في تلك الفترة التي تفصلني عن هذا التاريخ .. هل اساسا سيصحبني هذا المحمول او سيتحول لحديد هامد بلا روح ؟ هل انا نفسي سأكون متواجدة ؟ شعرت أني اقترق حجب المجهول ... منذ عشر سنوات لم يكن يخطر ببالي أين سأكون اليوم ، و قبلها بعشر سنوات آخرى كانت هواجسي طفولية تمامًا و لم اكن اعرف ماذا سأكون بعدها بعشر أو عشرون سنة . 

الاثنين، 5 يناير 2015

مصر 2015

*خذي هذا الدواء ، حليه بماء مقطر ..
- هل يصلح الماء المغلي ؟
*لا يا ست ، الماء الجاري في الصنابير لا نعلم مصدره و الغلي قد يكثف المعادن الثقيله فيه ... بعد وضع الماء احرصي أن يصل للعلامة ، احفظيه في الثلاجة ولا تستخدميه بعد اسبوع من تحضيره .
- و من ليس لديه ثلاجة ماذا يفعل ؟؟
* ..... 

الأحد، 28 ديسمبر 2014

إستعادة اللحظات القديمة .

أتت على غير العادة لهذا المكان ، كانت من رواده لفترة ثم غابت و عادت و لكن بشكل مختلف عما كانت عليه ... إنتظرت حتى يتم الموجودين حاجاتهم فهي لا تريد أن تبدو مختلفة عنهم ، كان صاحب المكان يعرفها فلن يسألها و فهم من نظرتها ما تريد . 

الموجودين ذكروها بأيام جميلة ، سلت عليها الوقت حتى لو كانت واقعها مختلف عن تلك الذكريات ... فربما أخرجتنا الذكريات الجميلة و خففت عنا كثيرة وطئة حوادث الدهر، و ربما عزت نفسها بأنه كما لم تدم الايام الجميلة فهكذا لن تدوم غيرها ... فدوام الحال من المحال . 

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

إحتساب النوايا في صغير الأعمال لعلها تأتيني كالجبال

لم يقدر لجيلنا الا أن يرى الإحباطات المتتاليه ... كثيرين فقدوا المعين الحقيقي و لكن احسب ان لدي قدر ضئيل من تكبير الدماغ يجعلني لا القي بالًا للصغائر التي تكدر البعض .. نعم نحن نعيش في ضوضاء كثيرة و لكن هناك من يقرر ان لا يستمع لها و هناك من يريد ان يركز فيها ... هي امر واقع و لله الحمد ان خلق لنا  الله القدرة على التكيف كي لا نموت من اول صدمة .. 

الخميس، 20 نوفمبر 2014

FB إن شاء أظهرك ، و إن شاء أخفاك

ذكرت قريبًا د. هبة رؤوف عزت تلك المقولة :


16 نوفمبر، الساعة 02:38 مساءًلا تحرص على الشهرة.. ولا السلطة ..ولا المال..
فإنك إن حرصت عليها ولم تُحصِّلها أحزنَتك
وإن حرصت عليها فجاءتك أهلَكتك
ولكن اسأل الله العافية..
واسأله ما يحب ويرضى لك..
فإنه إن شاء أفقرك وإن شاء أغناك
وإن شاء أظهرك وإن شاء أخفاك
وإن شاء وسدك الأمر وإن شاء عافاك
وإنما عليك العمل والسعي ..
والإيمان بالقَدَر..
واليقين بأن لله الأمر كله
.
والزم الرضا عن ربك في كل حال 

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

الرائعون يأتوننا من الله

اؤمن أن معرفة الناس كنوز ... و الكنوز نادرة و تحتاج لتنقيب و بحث و تعب . 

في حياتنا المعاصرة قد نكون محاطين بالكثيرين و لكن القلة القليلة منهم هي من نستطيع التواصل معهم بفعاليه . قلة لم تفعل ما يفعله الجميع و ليست من "العامة " العامة ليسوا مقابل الخاصة اي الأغنياء .. و لكن العوام أي الغير مميزين ولا يسعون لتأكيد إنسانيتهم وعيهم بأنفسهم منقوص و دائمًا ما يتلاعب بهم الإعلام أو اي من وسائل التوجيه الآخرى . 

فيما مضى كنت اتمسك بالناس بقوة و اشعر بحزن عند الفراق . و لكن لا أدري لماذا اشعر مع "هي" بشعور غريب ... لفتت إنتباهي بطلاقتها و صراحتها و برائتها منذ الوهلة الأولى و شعرت أن معدنها جيد لإقامة بوادر صداقة .

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

FB ثـمـن الجـمـال


مررت بموقف في الفترة الآخيرة جعلني - مع مواقف شبيهة اخرى - أفكر ... أن للجمال ثمن لابد من دفعه .ولابد من ضبط بعض المفاهيم التي تتداخل مع هذا الامر . 



فقد أراد الجيران تجميل المنطقة المشتركة الخارجية للدور و طلبوا منا مبلغ ما . الحقيقة أننا لم نتحمس للفكرة و قلنا أن هذا المبلغ أولى به أشياء اخرى و إعتبرت أن التجميل ما هو إلا مرادف الترف . ثم تم الأمر ووجدت أن التجميل قد يكون فعلًا ترف و لكنه ترف مبهج و لكن لابد له من ثمن .

ثم سرحت في قيم الجمال التي يبدي البعض بها إعجابًا ... ما الجمال الذي يمكن أن يأتي بدون ثمن ؟؟ وجدت أنه لا يوجد . 
*فالطرز المعمارية المميزة و الزخرفة و النقوشات هي في الحقيقة تكلفة إضافية فوق تكلفة البناء نفسه ، يدفع ثمنها من يريد الجمال و السكن في مكان جميل .
*النباتات سواء كانت زينة أو لها استخدام ، هي لها تكلفة ما من شراء أصص و تربة و سماد و مبيد و تحتاج لوقت و خبرة للعناية بها . 

*الملابس الجميلة لها ثمن ... فنظرًا لدراستي بعض الوقت لفن التصميم الازيا و الباترون ، وجت اني كي أصمم تصميمًا جديدًا و أخرجه بشكل مناسب و شيك -كما يقول الكتاب- قد أحتاج لإعادة البروفة مرات عديدة ، يكلف ذلك ورق و قماش و اقلام ووقت كثير كي نحصل على المقاس المناسب ، هل لا يوجد برامج علي الكمبيوتر قد توفر هذا الوقت / الجهد/ القماش ؟؟ نعم توجد ... و لكن لشرائها و هي متخصصة و غير متوفرة تحتاج لثروة قد توازي في التكلفة كلفة الورق و القماش و الوقت ... فقد قالت لي معلمة التصميم ذات مرة ، أن بيوت الأزياء العالمية - بغض النظر عن التصميمات الخعبلية - و لكنها غالية السعر لانها لا تبيع التصميم و لكنها تبيع المجهود الذي تم بذله لنحصل علي قطعة مناسبة غاية في الإتقان و الجودة من تصميم و تشطيب و إختيار الوان متناسقة و جودة عالية لصبغ القماش و عوامل كثيرة جدًا ( طبعًا هناك من يحصل علي سعر عالي و لا يقدم في المقابل جودة مماثلة و لكني اتحدث عن مبدأ آخر و هو ان الجمال مكلف و له ثمن )

*القصور الفخمة بالأثاث الجميل و التحف التي تملؤها و تنسيق الحدائق فيها و إستحضار النباتات و العناية الفائقة بها ووجود نافورات مياه كل هذا له كلفته التي لا يستهان بها .  

* المظهر الجميل له أدواته ، كريمات الشعر و البشرة هناك الجيد و الرديء منها و العطور و جودتها لها أثمان لأنه هناك عطور جيدة و ثبته و اخرى رديئة لا تثبت و قد تتحول لرائحة كريهة مع الإستخدام !! 

أي مظهر من مظاهر الجمال سواء شخصي أو على المستوى العام لابد له من تكلفة معينة . تلك التكلفة هي الفارق بين الإنسان العادي و من له حس راقي .

هناك إشكاليات تصاحب هذا الامر ..

1- هل المال هو ما يأتي بالجمال ؟؟
ليس دائمًا ، فليس كل انفاق على اشياء متكلفة بالضروري أن يكون جميلًا . المال بحد ذاته لا يصنع حس جمالي ، الإنسان هو ما يصنعه و هو في حاجة لتقدير ما لهذا الجهد الذي يبذله في سبيل الجمال حتى يستطيع توفير حاجاته و الإستمرار فيه ...  و لكن المال عامل هام من عوامل أخرى للحصول على الجمال . لان الجمال لابد له من تكلفة وقت و إتقان و فراغ ( ارض واسعة ) يمكن ان نضعه فيه . 


2- لماذا لم نعد نشعر بالجمال حولنا ؟؟ 
هذا له عوامل كثيرة مركبة . من ضمنها اننا شعوب منهوبة منذ فترة ، النهب يؤثر علي الكفاءة فلا يضع الناس المؤهلة في المناصب المناسبة لها . فلا يكون هناك تخطيط سليم للمدن و تزدحم حاجات الناس في نفس المكان القديم ( لانه لا يوجد جديد ) و تسيطر رغبتهم الاساسية في البقاء و تصبح اولوية على اي شئ اخر . فأين يمكن أن تجد جمال في مدن مزدحمة مكدسة ؟ هناك نمو طبيعي و توسع للمدن لا يحدث هاهنا فيكون التوسع رأسي ( تهدم العمارات القديمة لتبني ابراج ) و الأفقي يكون لمن يملك اموال غير منطقية فقط ( الكومباوندات الجديدة ) . النهب يقضي علي العدالة الحقيقية في التوزيع ولا يكون هناك هدف اسمي مشترك للجميع و لكن كله يريد ان يأخذ و يهرب لان الدولة تنهار فعليًا ولا احد يريد دفع كلفة البناء و القضاء علي الفساد . كل هذا يؤثر علي الجمال و احساسنا به . 


3- الجمال و الإستهلاك .
النهب و تولية الفاسدين لا يؤثر ماديًا فقط و لكن له انعكاسات طويلة الامد عل الثقافة ، غالبًا ما لا تكون الإرادة النابعة من الشعوب هي المسيطرة و لكن إرادة المتغلب الحاكم بالسلاح . فلم يظهر انعكاس الجمال بشكل مرشد و لكن ظهر بشكل استهلاكي ( رد فعل للفقر و للرغبة في السرقة و الهرب  عدم الاستقرار )  ... و كالعادة حدثت ردة فعل ضد الإستهلاك مطلقًا فلم نقف موقف الناقد العاقل و لكن مجرد رد فعل رافض لكل شئ . و ما اسوأ ان يكون المرء مجرد " رد فعل " و ليس فاعلًا لشئ في مخيلته .
فهناك فئة حالية رافضة لكل انواع الجمال الحالي بإعتباره مجرد كماليات لا لزوم لها . و لكنهم لا يستطيعون الالتزام بكل ما يقولونه حرفيًا فيكون دائمًا بداخلهم شعور بالذنب لدفعهم الثمن الذي يفرضه الجمال دائمًا . أحسب أنه لابد من التصالح قليلًا مع الذات حتى لا يكون الاستمتاع بالجمال المباح هو خلل بالمبادئ تؤنب الضمير دائمًا  . 
أحسب أن هذا انعكاس لتشوه بعض المفاهيم لدينا ، فالزهد الإسلامي ليس هو الزهد المسيحي المتقشف الذي يظهر في صورة الرهبان الذين يلبسون ابسط الثياب و يهجرون الدنيا . الزهد لدينا هو أن نمتلك الدنيا في يدينا ولا تمتلك قلوبنا ، هناك نوعان مصرح الحسد فيهما : منهما رجل آتاه الله مالًا فأنفقه في سبيله ( سلط على هلكته في الحق ) 

الجمال الحقيقي يكون انعكاس لإستقرار نفسي ، و لكن على العكس من ذلك هناك نوعية ملولة دائمًا لا تستقر على شئ ولا عزيز لديها تحتفظ به ، و لكنها تريد التغيير دائمًا ابدًا ( لم يعد الجمال انعكاس لإستقرار داخلي و لكنه اصبح سباق محموم بين الجميع لإبراز التميز بينهم )
ما هو الخط الفاصل بين الإستهلاك و اعتزال الدنيا المذموم ؟ هذا الامر متروك للتقدير الذاتي ، من المفترض ان النفس السوية تتمتع بالفهم و التمييز و تستطيع ذلك دون وصاية نصية ، فهي تستحضر المعنيين عن يمينها و شمالها و تحاول السير بينهما في منطقة وسط . 

إثنين و ثلث

يا نهار ابيض !! ايه القرف دا

قمت من النوم لدخول الحمام ، و لم انظر في المحمول عند قيامي ثم و جدت ساعة الحمام معطلة ... فأطللت بوجهي من الحمام لأري  مرأة الصالة ( لانها تعكس صورة ساعة الحائط ) فوجدتها 2 و ثلث !!!

دخلت الحمام مرة اخرى و انا افكر في أنه يوم آخر يضيع ... حرقني الصابون في عيني و لم أعبأ به ، كنت افكر في المكالمة الهاتفية التي لابد من إجرائها للمصلحة الحكومية التي سيترتب عليها سفري ، يالها من حكومة متأخرة يتم تعطيل فيها ورقي لمدة اسبوع كامل لأن البيه المدير مسافر و لم يفوض أحد لإمضاء البوسطة اليومية ... و ها انا ازيد الاسبوع و أضيع علي نفسي يومًا آخر لا أتمكن فيه من مكالمتهم ... كما  أن اليوم اريد الخروج لمشوار لصديقة عزيزة و لكن الوقت لن يكفي للطهي و إيقاظ الفتاة لتذهب لجدتها لأستطيع القيام بما أريد .

إثنين و ثلث -_- هذا يعني انه بالكاد استطيع اللحاق بصلاة الظهر ( فتلك ايام الشتاء قصيرة النهارحيث يكون الضوء واحد طوال النهار فالجو دائمًا غائم ، يكون العصر فيها علي اثنين و نصف ) يا ربنا اريد التركيز في الصلاة و لا امضيها في هواجس ماذا سأطهو اليوم و متى سيعود زوجي من المنزل و هل سيكون الطعام قد أعد أم سيتنظر و هو مسكين و جائع ... هل هناك ملابس مناسبة لهذا الجو المتقلب أم لا . لا وقت لغسل الأسنان لأتمم وضوئي و لأبحث عن ملابس الصلاة لعلي أجدها قبل اذان العصر . 

كل هذا لأني استيقظت مبكرًا قليلًا و قلت هناك وقت لاغو فيه ... كيف تكون غفوة بسيطة هكذا أن تأخني في ستة ساعات كاملة !!! يال نسبية الزمن أين نذهب في نومنا .. ها اين !
أجد ملابس الصلاة في الصالة و انظر مواجهة للساعة نفسها لأجدها العاشرة إلا ثلث :D  اضحك كثيرًا من ظرافة كل الخواطر التي مرت بسرعة البرق و لم تستغرق وقتًا . لم يُؤذن حتى للظهر ... لم تأخذ الغفوة ستة ساعات بل ساعة و نصف :)))

شعرت أنه هناك هدية أهديت لي من الوقت يالها من هدية ثمينة لا تتكرر ... رجعت بالزمن اربع و نصف تقريبًا .. و أستطيع الآن أن اجري الحوار الهاتفي و افكربهدوء لماذا سنأكل و أرى ماذا سأرتدي اليوم و سأعود لأغسل اسناني ... ممم هل أجرى المكالمة الهاتفية ؟؟ ليس الان العاشرة الا ربع وقت مبكر و ستجدي الآن الموظفات يفطرن ... لأدعهن يأكلن بهدوء ،هناك فسحة من الوقت ... لأفتح الفيس قليلًا لأرى ماذا جرى في الدنيا صباحًا .


الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

FB عن القرآن


بداية : الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله .
أحيانًا تمرعلي َّ بعض الحالات المكتوبة علي الفيس بوك و التي تؤثر في بشدة ... و يمكن حتى ألا اضغط زر الإعجاب فلا يدري احد اني مررت بها ، و لكنها تؤثر فيَّ حقًا .
من ضمن ما قرأت و أثر في بشدة ، أن أحدهم " و كان طالبًا للعلم " كان يثني على شيخه و يقول أن صوت القرآن الكريم الهادئ لم يكن ينقطع ابدًا من غرفت المكتب . و كان يقول أنها فرصة جيدة لمراجعة ما يحفظه ...
تأملت هذا الأمر ... ووجدت أنه عكس السائد عن بعض الناس التي قد تضيق ذرعًا بوجود القرآن يعمل في الخلفية ، للأمانة لست من النوعية التي تحب ان يكون هناك موسيقى أو راديو او تليفزيون او اي شئ " بيوش " وراهم يحسسهم بالونس ... لست هذا النوع من الناس . و لكن " و بما أننا تخلينا عن التليفزيون منذ حوالي 10 اشهر ( حاليًا اصبح عام و نصف ) " فلا بأس من تجريب هذا الأمر على فترات متباعدة أو اثناء قيام بمهام روتينية لا تستدعي التركيز التام و أكون بمفردي كي لا ازعج أحد ( ركوب مواصلات - اعمال منزلية ) .

و لكن ليس لدي تسجيلات لمصاحف ؟ لا بأس لنبحث عما لدينا علي اللاب . وجدت القليل و لكن البحث على النت استهواني ووجدتني اركز علي 3 ... الحصري - المنشاوي - عبد الباسط ( مع حفظ الألقاب ) . و لكن اقربهم لأذني كان عبد الباسط ، سلس للغاية بدون بطئ ولا سرعة . احببت من القراءات المرتل و ليس المجود فهو اثبت في الذهن و يساعد علي الحفظ الطبيعي الغير مفتعل .

بالمداومة على سماع القرآن الكريم شعرت بأشياء سأحاول جاهدة أن أعبر عنها و قد تبدو مبهمة ، و لكنها طاقة تريد ان تخرج فلابد من اطلاقها .

وجدت انه لكل سورة تقريبًا شخصية !! هناك سور كاريزمية تدخل القلب مباشرة و هي التي يحب الغالبية الناس سماعها مثل يوسف و مريم ... و هناك سور لها رتم معين يساعدك علي الحفظ مثل صاد و طه و الإسراء و محمد . و هناك سور سهلة و لكن بدون سمت معين مثل فصلت و لقمان و ياسين . و لكن في الحقيقة مع كل ذلك لكل سورة شخصية . و هذا ما فوجئت به عندما كنت ابحث عن ايات معنية و اين تقع فكنت اقلب كل سورة لأقول لأ لا تنتمي تلك الآيات لتلك السورة حتى شعرت انها لربما تنتمي لتلك السورة و قد كان !!!

لدي نظرية أن كل شئ مكتوب يحمل جزًا من روح كاتبة . و لكن القرآن ليس ككل الكتب بل هو كتاب الله عز و جل يخاطب به عباده جميعًا . فالقرآن هو الوحيد الذي يجد القارئ نفسه فيه لانه كلام الخالق الذي خلقنا نحن ايضًا ... لا يتشابه ايضًا مع الكتب في انك لا يمكن ان تجد نمط كتابي إن حفظته فقد مللته او توقعت ما هو قادم مثلما يوجد في الكتب الأرضية ذات المؤلفين البشريين . كتب المسيري مثلا اصبحت استطيع التنبؤ بما سيقوله ... إستطعت نسبيًا قراءة شخصيته في كتبة ... لكن القرآن ليس هكذا بالتأكيد .... هو دائمًا يفاجئك بمعان لم تخطر لك على بال عند قرائته بشكل متمعن و مداومة الإستماع له .

ستشعر بعلاقة غريبة بينك و بين السور و بين الآيات ... ستشعر أنك كلما اقبلت على السورة كلما باحت لك بمكنوناتها اكثر فأكثر و كلما لامست روحك و كلما كشفت لك عن معانيها و كأنها تفسر نفسها لك و تتجلى لك بمعان لم تكن تنتبه لها من قبل و كلما ارتقت بك و كلما شعرت بضئالتك بجوارها .

ما هذا الكتاب المعجز الذي يتلى آناء الليل و أطراف النهار منذ 14 قرن من الزمن و لم يتنقض عجائبه ؟ ربما يختلف اثنان على رواية أو على كتاب او تجد البعض يحب نوعية معينة و البعض الآخر يأنفها إلا القرآن !! و من لا يدركه فهو لا يدرك العربية حق الإدراك ... ربما لان اسلوبه ليس به النقص الطبيعي الموجود في البشر من محدودية الاسلوب مهما بلغت عبقرية الكاتب فهو لديه طاقة معينة ما ان نفدت حتى ليتبين للقارئ ماذا سيقول او كيف يفكر ... و لكن هذا لا يحدث مع القرأن ابدًا . الفكرة انه يريد ذهن خالي و صافي كي يمكنه تقبل تلك المعاني الهادئة التي تتسلل للنفس بهدوء و تؤده . لابد ان تتأهل لإستقباله ... و ما إن تأهلت سوف يرتقي هو بك شيئًا فشيئًا .

كل السور جميلة و لكن يعتمد الامر على من يقرأ ( كنت اقول سابقًا ان المقرئ لا يجب ان يؤثر علي تذوق الانسان للقرآن و سبحان الله فوجئت ان هذا هو نفس رأي علي عزت بيجوفيتش في القرآن ايضًا .... حتى سمعالقرآن بيجوفيتش مرة - و سمعته انا ايضًا - من مقرئين ذوي اصوات عذبة ، غير الامر كثيرًا من نظرتي الصلبة للقرآن ... القرآن يخاطب الانسان بجانبه العقلي و جانبه الانساني الذي يحب الجمال و يأنس به ، و بشكل شخصي احب الأصوات الجميلة طبيعيًا بدون اي محسنات او افتعال او ما شابه . فقط قراءة بما يجود الله به علي القارئ ذي الصوت الشجي . ازعم ان الشيخ عبد الباسط في مصحفه المرتل وصل لتلك الغاية ولو اني اجد ان كلٌ مقرئ يتفوق في قراءة سورة معينة . فمثلا ترتيل المنشاوي لمريم جميل ... ترتيل المنشاوي للإسراء اعذب بمراحل من ترتيل عبد الباسط ، و ترتيل عبد الباسط لطه متفوق بشدة على المنشاوي و هكذا و الحصري أجمل منهما في الأنفال .


صحيح ان القرأن لم يُخلق ليكون تمائم و لكن ما يضير ان يكون موجودًا دائمًا ؟ قد يشرد المرء ( أو يستفيق بمعنى أصح من غفلة الدنيا ) على معني معين في لحظة أثناء تلك القراءة الموجودة بجواره ما يفتح به الله عليه فتوحًا جمة . لماذا نغلق الباب من اساسه خاصة لو لم نكن نفعل شئ يستدعي الإنتباه ؟؟ لست من المهاوويس او المتدينون بالعاطفة و ( ولا ازعم اني اسلامية اصلًا ) و دائمًا ما أحب الإعتدال و لكن لنتأمل ، أصبح كل ما في حياتنا اليوم يبعدنا عن الينابيع الصافية التي أهدانا اياها الله علي غير حول ولا قوة منا ... عن الذكر الحكيم بدون تشنج أو تعصب ، فيكفي تأمل الشعوب المسلمة غير الناطقة بالعربية كي اعلم في اي نعمة انا فيها ، كوني اتحدث العربية بالميلاد دون اي فضل و بلا اي مجهود مني .. لو رأيت المسلمون كيف يجلون العرب لسانًا لشهرت بالتيه و الزهو الذي يشعر به بالاجنبي فوق شعوب الآرض ، فقد اعطانا القرآن ميزة ما بعدها ميزة و لكنا للاسف غافلين عنها ... افلا نغتنمها !!!
القرآن الكريم كنز جميل .. الحمد لله على نعمة الإسلام و أن اوحي إلي عبده القرآن كي اتعبد إلى الله بكلامه :)

عن القرآن الكريم

بداية : الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله . 

أحيانًا  تمرعلي َّ بعض الحالات المكتوبة علي الفيس بوك و التي تؤثر في بشدة ... و يمكن حتى ألا اضغط زر الإعجاب، و لكنها تؤثر .  

من ضمن الحالات التي أثرت في بشدة هي أن أحدهم " و كان طالبًا للعلم " كان يثني على شيخه و يقول أن صوت القرآن الكريم الهادئ لم يكن ينقطع ابدًا من غرفت المكتب . و كان يقول أنها فرصة جيدة لمراجعة ما يحفظه ...

تأملت هذا الأمر ... ووجدت أنه عكس بعض الناس التي  قد تضيق ذرعًا بوجود القرآن يعمل في الخلفية ، للأمانة لست من النوعية التي تحب ان يكون هناك موسيقى أو راديو او تليفزيون او اي شئ " بيوش " وراهم يحسسهم بالونس ... لست هذا النوع من الناس . و لكن " و بما أننا تخلينا عن التليفزيون منذ حوالي 10 اشهر " فلا بأس من تجريب هذا الأمر على فترات متباعدة أو اثناء قيام بمهام روتينية لا تستدعي التركيز و أكون بمفردي ( ركوب مواصلات - اعمال منزلية ) .

و لكن ليس لدي تسجيلات  لمصاحف ؟ لا بأس لنبحث عما لدينا . وجدت القليل و لكن البحث على النت استهواني ووجدتني اركز علي 3 ... الحصري - المنشاوي - عبد الباسط . و لكن الاقربهم لقلبي هو عبد الباسط ، سلس للغاية بدون بطئ ولا سرعة . احببت من القراءات المرتل و ليس المجود فهو اثبت في الذهن و يساعد علي الحفظ الطبيعي الغير مفتعل .

بالمداومة على سماع القرآن الكريم شعرت بأشياء سأحاول جاهدة أن أعبر عنها و قد تبدو مبهمة ، و لكنها طاقة تريد ان تخرج فلابد من اخراجها . 
وجدت انه لكل سورة تقريبًا شخصية !! 
هناك سور كاريزمية تدخل القلب مباشرة و هي التي يحب الغالبية سماعها مثل يوسف و مريم ... و هناك سور لها رتم معين يساعدك علي الحفظ مثل صاد و طه و الإسراء و محمد  . و هناك سور سهلة و لكن بدون سمت معين مثل فصلت و لقمان . و لكن في الحقيقة أنه لكل سورة شخصية . و هذا ما فوجئت به عندما كنت ابحث عن عدة ايات اين تقع فكنت اقلب كل سورة لأقول لأ لا تنتمي تلك الآيات لتلك السورة حتى شعرت انها لربما تنتمي لتلك السورة و قد كان !!!

لدي نظرية أن كل شئ مكتوب يحمل جزًا من روح كاتبة . و لكن القرآن ليس ككل الكتب بل هو كتاب الله عز و جل يخاطب به عباده جميعًا . فالقرآن هو الوحيد الذي يجد القارئ نفسه فيه بل و لا يمكن ان تجد نمط كتابي إن حفظته فقد مللته او توقعت ما هو قادم مثلما يوجد في الكتب الأرضية ذات المؤلفين البشريين . هو دائمًا يفاجئك بمعان لم تخطر لك على بال عند قرائته بشكل متمعن و مداومة الإستماع له .

ستشعر بعلاقة غريبة بينك و بين السور و بين الآيات ... ستشعر أنك كلما اقبلت على السورة كلما باحت لك بمكنوناتها و كلما لامست روحك و و كلما كشفت لك عن معانيها و كأنها تفسر نفسها لك و تتجلى لك بمعان لم تكن تنتبه لها من قبل و كلما ارتقت بك و كلما شعرت بضئالتك بجوارها .


 ما هذا الكتاب المعجز الذي يتلى آناء الليل و أطراف النهار منذ 14 قرن من الزمن و لم يتنقض عجائبه ؟ ربما يختلف اثنان على رواية أو على كتاب او تجد البعض يحب نوعية معينة و البعض الآخر يأنفها إلا القرآن !! ربما لان اسلوبه ليس به النقص الطبيعي الموجود في البشر من محدودية الاسلوب مهما بلغت عبقرية الكاتب فهو لديه طاقة معينة ما ان نفدت حتى ليتبين للقارئ ماذا سيقول او كيف يفكر ... و لكن هذا لا يحدث مع القرأن ابدًا . الفكرة انه يريد ذهن خالي و صافي كي يمكنه تقبل تلك المعاني الهادئة التي تتسلل للنفس بهدوء و تؤده  .

كل السور جميلة و لكن يعتمد الامر على من يقرأ ( كنت اقول سابقًا ان المقرئ لا يجب ان يؤثر علي تذوق الانسان للقرآن و سبحان الله فوجئت ان هذا هو نفس رأي علي عزت بيجوفيتش في القرآن ايضًا حتى سمعه مرة - و سمعته - من مقرئين ذوي اصوات عذبة ، غير الامر كثيرًا من نظرتي الصلبة للقرآن ... القرآن يخاطب الانسان بجانبه العقلي و جانبه الانساني الذي يحب الجمال و يأنس به ، و بشكل شخصي احب الأصوات الجميلة طبيعيًا بدون اي محسنات او افتعال او ما شابه . فقط قراءة بما يجود الله به علي القارئ ذي الصوت الشجي . ازعم ان الشيخ عبد الباسط في مصحفه المرتل وصل لتلك الغاية ولو اني اجد ان كلٌ شئ يتفوق في قراءة سورة معينة . فمثلا ترتيل المنشاوي لمريم جميل ... ترتيل المنشاوي للإسراء اعذب بمراحل من ترتيل عبد الباسط ، و ترتيل عبد الباسط لطه متفوق بشدة على المنشاوي و هكذا . 

صحيح ان القرأن لم يُخلق ليكون تمائم و لكن ما يضير ان يكون موجودًا دائمًا ؟ قد يشرد  المرء( أو يستفيق بمعنى أصح من غفلة الدنيا ) على معني معين في لحظة أثناء تلك القراءة ما يفتح به الله عليه فتوحًا جمة . لماذا نغلق الباب من اساسه خاصة لو لم نكن نفعل شئ يستدعي الإنتباه ؟؟ لست من المهاوويس او المتدينون بالعاطفة و دائمًا ما أحب الإعتدال و لكن لنتأمل ، أصبح كل ما في حياتنا اليوم يبعدنا عن الينابيع الصافية التي أهدانا اياها الله علي غير حول ولا قوة منا ... عن الذكر الحكيم بدون تشنج أو تعصب ، فيكفي تأمل الشعوب المسلمة غير الناطقة بالعربية كي اعلم في اي نعمة انا فيها ، كوني اتحدث العربية بالميلاد دون اي فضل و بلا اي مجهود مني .. لو رأيت المسلمون كيف يجلون العرب لسانًا لشهرت بالتيه و الزهو الذي يشعر به بالاجنبي فوق شعوب الآرض ، فقد اعطانا القرآن ميزة ما بعدها ميزة و لكنا للاسف غافلين عنها ... افلا نغتنمها !!!

القرآن الكريم كنز جميل .. الحمد لله على نعمة الإسلام و أن اوحي إلي عبده القرآن كي اتعبد إلى الله بكلامه :)

السبت، 18 أكتوبر 2014

لم تكد تأتِ لتذهب !!

تلك هي سنة الحياة ... تتابع تسارع الحياة اصبح مجنونًا لدرجة عدم الثبات علي اي شئ ... ما ان نقابل الناس الجميلة حتى يذهبوا عنا !! الا لعنة الله علي الظالمين الذين يفرقون بيننا سواء بالقتل او بالهجرة لإستحالة الحياة الآدمية هنا :(

ربما اتابع بشكل اكثر تفصيلًا في وقت لاحق .. رحماك يا ربي علي فراق الاصدقاء 

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

الصراخ في الفضاء مكتوم ...لا صوت له !!!

هذا حرفيًا ما أفعله هنا ... فرغم امتلاكي بوسائل التواصل الإجتماعي المعتادة و القدرة علي حصر اللايكات ( و هي تعتبر مرادف لنظرة الإعجاب في عيون الآخرين و لكننا نستعيض عنها بشكل اليكتروني مناسب للعصر ) إلا اني فعلًا اشعر بإختناق !!

الأحد، 12 أكتوبر 2014

حمل الراية

من الأشياء التي كانت تقال لنا أنه من الأفضل أن يتزوج المرء مبكرًا جدًا كي يكبر ابناؤه معه و يستمتع معهم و هو لا يزال صغيرًا .

و لكني بصراحة لست من مؤيدي هذا الامر لعدة اسباب - ليس المجال ذكرها الآن -  و لكن يمكن للمرء أن يعيش تلك المشاعر الجميلة ، يمكنه ان يعطي الأصغر منه سنًا خبراته حتي لو لم يكونوا من دمه ، هناك رحم للحق تجمع الناس و هي من اقوي الروابط في رأيي  

كما حكيت من قبل أنه طوال عمرنا كل عام يكون هناك تغير حقيقي ( بنكبر سنة دراسية و شئ محسوس ) و لكن بعد التخرج نمر بحالة عجيبة من تشابه الأيام ،ربما يكون الأمر مُربك بعض الشئ في البداية و لكن لكل مرحلة جمالها . فقد تصالحت مع فكرة مرور العمر و لم تعد ترعبني فقد اصبحت اعيش "خارج الزمن " و نتج عن ذلك أني اصبحت اصادق من هم اصغر مني سنًا - و لكن هناك تألف روحي عميق بيننا - و كانت تلك العلاقات جيدة و ناضجة للغاية .

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

الإسراء

اللهم لك الحمد
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ... 
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك ... 
الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة .

الاثنين، 6 أكتوبر 2014

FB ثرثرة بمناسبة زواج "جورج كلوني "


عرفت الخبر قدرًا من نشر بعض الأصدقاء صوره مع زوجته ، لم أكن أعرف بالأمر من قبل . و الحقيقة لست مبالغة تجاه الممثلين ، هم اشخاص أحب وضعهم في إطارهم الطبيعي ( لديهم ملكه معينة لإظهار مشاعر مختلفة في الدور الذي يوضعون فيه ) فقط . و جورج كلوني من الممثلين الذين لهم مواقف جيدة "من وجهة نظرنا كعرب " تجاه القضايا السياسية و حتى الأفلام التي شاهدته فيها كان سيريانا كان له معنى و هدف . و هذا جيد .


و من سمات الصورة المتحركة عمومًا انها تخلب الألباب و تقصر المعني في إطار معين . ما إن يذكر صلاح الدين حتي يتبادر للذهن الممثل أحمد مظهر على سبيل المثال ، و هذا يجرنا لإشكالية شائعة و شائكة ؛ هل الفن حر في تجسيد ما يريد عن التاريخ بدون أي إلتزام بما حدث أم وجب عليه الإلتزام الحرفي بالنص التاريخي لأنه يستقر في وعي الجماهير شئنا أم أبينا .  و لكن هذا ليس ما أريد الحديث عنه . و لكن الحديث عن تجسيد المعاني المطلقة "خاصة" الحب بين الرجل و المرأة .
فقد شاهدت كوميك ظريف عن نظرة كلوني لزوجته ، و نظرة مشهور آخر لفتاته ... ثم نظره عمر اديب لزوجته !! و كانت مفارقة مضحكة للغاية الحقيقة . كما أن هناك تعليقات كثيرة على أسلوب نظرة "كلوني" لزوجته و انها نظره رائعة و هي ما تهمهم في البوم صور فرحه .

ما سرحت فيه شئ غريب ... هل هذه النظرة فعلًا نظرة حقيقية ؟؟ أي ممثل معتاد على الكاميرات يمكنه أن يُصَدِّر للناس أي إنفعال شاء و يقنع به الجمهور ... ما الذي يمنع أن يكون شكله الذي يظهر أمام الكاميرات محسوب منه بدقة كي يكون في أكمل منظر ؟؟
 كثيرًا ما كنت أفكر في أن الممثلين البارعين لا يمكنني أن أثق فيهم بشكل شخصي و ذلك لبراعتهم الشديدة جدًا في التحكم في أنفسهم و استحضار حالة معينة ما و ايصالها للآخرين غالبًا ما تكون مخالفه لواقعه ، هذا ليس تشكيك في أحد و لكنه مجرد تساؤل جرى في ذهني . فهناك شهوة ما أن يشار لأحدهم بالبنان و خاصة إن كان معتادًا على الأضواء ، أن يكون " ايقونة ما " لبعض المشاعر أو المعاني المطلقة التي من المفترض انها تُكسب الأشياء معناها و لكن مشكلة الأيقونة في نظري هي أن تكون هي مقياس الشئ المطلق فيضيق الواسع !! مثلما حدث مع مارلين منرو لفترة أن كانت أيقونة الجمال و الأنوثة .

ذات مرة في عملي كانت مساعدتي شابة في عمر قريب مني ، و بعد فترة تعمقت علاقتنا و أتت سيرة الأفلام الرومانسية و الأغاني ، فهامت قليلًا في أغنية قفلت لها إني غالبًا ما لا استمع لأغاني عاطفية لسبب ما  . فإستغربت للغاية و قالت لي و لكن هذا "مضر" ليكي !! قلت لها لماذا ؟؟ قالت لي لأن الأغاني تعلم الناس كيف يحبوا و كيف يتكلموا و يقولوا مشاعرهم . قلت لها لأ طبعًا هذا سخف لانه مش من المفترض ان كل الناس بتحب بطريقة واحدة "زي ما الكتاب بيقول " فيه طباع مختلفة للناس فمينفعش الكل يقول نفس الكلام !! نظرت لي غير مقتنعه و قالت : انت يا دكتورة علشان مش بتسمعي الأغاني فعملية كدا و شوية شديدة . قلت لها لأ هو الواحد عملي علشان هو دا طبعي و لكن دا لا يتعارض مع الحب و بعدين انا لا مخطوبة ولا في اي مشروع خطوبة حتى يبقي ليه اقعد اسمع كلام في الهواء لوهم غير موجود ، و بعدين ما انت بتسمعي اهو و مش عارفة تتعاملي مع خطيبك يبقي ازي الحال :D ؟؟ 


كلام تلك الفتاة لا يعنيني منه إلا أنه يرصد لي كيف يفكر قطاع عريض من الفتيات - و أظن الشباب ايضًا - عن تنميط المشاعر عامة و أن "الكل " لابد يكون له اسلوب واحد مستقى من الافلام عن أسلوب و طريقة الحب . هذا يقضي على التنوع الحقيقي الموجود بيننا و يجعل هناك نوع واحد فقط رائج أو مطلوب و الباقي أقل أهمية .
 ليس الجميع مؤهل ليقوم بنفس الدور ( من الفتيات و الفتيان ) فقد يكون الشاب/الفتاة يريد نموذج معين و لكن هو نفسه غير قادر عليه ، من الاخر مش عايش نفسه يعني لكن عايش الدور زي ما بيقولوا و ليس هذا بالضرورة ان يظهر في التصرفات ، فقد يكون عايش الدور في خياله فقط و ينتظر شئ معين بعينه لا يكون غالبًا واقعي .   و هذا ليس مقصورًا على الرغبة في نموذج الممثل/ الممثلة المعينة ... و لكن قد يكون نموذج متَخيل للملتزم/الملتزمة بشكل ظاهري يغفل الجوهر المتباين و مختلف الطباع  عند الناس . و احسب انه من رحمة الله بالعباد انه لم يحدد بدقة تلك الاشياء القلبية و النفسية و العقلية و لكنه حدد شروط عامة جدًا جدًا كأساس سليم و لكن لا يوجد فيها خطأ أو صواب لانه يراعي اختلاف البشر و تنوعهم . 

جورج كلوني و زوجته لا يناسبوا إلا انفسهم و ربما اكتشفوا بعض فترة انهم لم يعودوا يناسبوا بعضهم البعض كما نسمع عن أيقونات أزواج هوليوود ، أشهرهم  توم كروز و نيكول كيدمان  ... ربما يتعلق البعض بتلك النماذج لما يبدوا لنا منها "ظاهريًا " من لباقة و شياكة و ما إلى لك ، و لكن و بصدق وجدت ان هناك دائمًا هالة معينة تحيط بالناس من بعيد و عندما نقترب تكتشف الحقيقة ( التي قد لا تناسبنا و قد تناسبنا ) لكن الهالة ليست مؤشر لأي شئ ... حتى في الحياة قد يبدو زوجان متآلفان و لكن لو تم اخذ كل واحد منهم بشكل نظري مع شريك آخر ربما لتحولت الحياة لجحيم مقيم !!! و قديمًا قيل مثل عبقري " طعام زيد سم لعمر " . 
هل أريد من الفتيات التفكير بهذا الشكل العقلاني ؟ لا ، فلست ممن يريدون صب الناس علي منوال واحد و القضاء علي التنوع المتواجد بيننا . هو فقط مجرد تعليق على حدث استرعى انتباهي و لا شك أنه يؤثر على البعض . 



========================
صورة اخري ترصد بعض مما اقول ... ليس كل ما يلمع ذهبًا 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=709701152451393&set=a.205793679508812.51555.100002345430210&type=1