الأحد، 22 سبتمبر 2013

التجربة فشلت .


عندي إحباط رهيب الحقيقة .
لماذا ؟
لأنه كان هناك تصور معين عندي في الدعوة و لكنه باء بالفشل . نعم فشل و عندي الشجاعة أن أعترف بذلك علي الاقل مرحليًا .  التصور مفداه تلاقي كل عيوب الدعوة التقليدية و محاولة صنع نموذج جديد .

المشكلة ان النموج الجديد لا يعمل علي التربية و غرس قيم بشكل مباشر , لاني شخصيًا اضيق بالمباشرة . و لكن المشكلة في حاجتين حالت دون نجاح التجربة .

1- ان اساسا احنا لم نتربي بشكل سليم . و فيه فيم و تطبيقات تم تشويهها بالفعل أو ستكون غير مفهومة لاننا لم نمارسها اساسا فلا معني لها لدينا ولا نستوعبها

2- الاسلام فعلا و عن تجربة دين ليس للاستهلاك الشخصي , و لكن فلسفته تطغي علي كل ما نفعله في حياتنا ... عدم وجود صحبة صالحة تعينك علي أمرك , تتبادل معها احتياجك و همك الإنساني  و مؤخرًا غلق المساجد في غير اوقات الصلاة اطفأ
اخر أمل عندي في امكانية ايجاد مثل هذا المجتمع و تلك التجمعات .
ما معني ان نظل ندرس القيم ولا يمكننا نطبيقها و ايجادها حية بيننا ؟؟ نتندر علي لبس الفتيات في الشوارع و تردي الالفاظ و الحركات التي تحدث في المسلسلات و التي هي اصبحت القائد المهيمن - دون وعي - لثقافتنا و اسلوبنا و طريقة تعاملنا . قد نكون نشانا نحن ( كشباب عشريني ) لدينا معين معين من القيم و هذا لاننا نربينا منذ 15 عام في جو مختلف كليًا عن ما هو موجود الآن لذا نحن نحن . لكن ماذا يمكن لجو مريض موبوء مثل الذي نعيش فيه الآن ان ينتج لنا بعد 15 - 20 عام ؟؟


لا يوجد اساس حقيقي يمكن ان تستند عليه الآن لنترك الناس و شأنهم و تقديرهم ذلك ان الهوى غلاب و ان الجنة حفت بالمكاره , ان تركت نفسي لهواها غالبًا ما لن تتبع الصواب , قد تتبعه لانها تريد سلوك مشابه من الناس , يعني لا تسرق لانها لا تريد من الآخرين سرقتها و تلتزم الخلق القويم لانها تريد الجميع ان يتعامل معها بحسن خلق .

منهجي كان التربية او الدعوة بالقدوة . ان افعل كل ما علي و اتقصي العدل قدر الامكان كي يقلد الاخرين هذا النموذج دون قصد ( صناعة النماذج و لكن بشكل صالح ) الزمت نفسي باقصي الدرجات و لكن للاسف ظل كل مرء علي شخصيته . ما حدث هو تأقلم او تكيف من الناس علي الجو العام السائد .
كنت اريد ان لا اقضي علي فردانية اي احد , النموذج كان تطبيق للنموذج الفضفاض الذي يأتي اليه الناس طواعية و يساهموا بأنفسهم في بنائه هناك قوانين عامة حاكمة و لكن بعد فترة يتبناها الناس طواعية دون فرض لادراكهم انها هامة للشان العام . و تم كل هذا دون القضاء علي الفردية و السمات المميزة لكل واحدة . و لا انكر اني منذ البداية اخترت فتيات متميزات للعمل معهن . ليس الجميع حتي و ان ادعي يمكن ان يؤسس او ان يكون عضو فاعل في جماعة فاعلة .

 اُسلوبنا من شدة مرونته لم يحل دون جعل فتاة ( فاضلة بالمناسبة و اري فيها خير كثير فعلا ) تفكر في خلع الحجاب . طبعًا لم يكن بسببنا و فنحن للاسف لا نتقابل علي ارض الواقع كثيرًا و لكن هناك صحبة اخري اثرت بالسلب عليها .... و الاسباب غالبًا اسباب نفسية بحته . جو المجموعة السائد هو الجو الإسلامي . و لكن ما فائدة الاسلام فقد دعوته ؟ و لكن من ناحية اخرى نحن نوصلنا الي سن كبرنا فيه و اصبح من السذاجة الحديث عن الدين كأن الجميع لا يعلمه فلسنا صغارًا بل اصبح لدينا اطفالًا صغار !!

هل المشكلة اني لم أضع منهج معين ؟؟
اعتقد ان هذا فعلا هو السبب . لقد تركت المجموعة تكون نفسها بنفسها و كنت حريصة علي غرس اساسيات معينه و لكني لم افعل اكثرر من ذلك . و تعلمت بالممارسة ان صاحب الاقتراح او المشروع او (الدعوة ) لابد ان يثابر عليها . مثال :
دعاوي حفظ القران عندما تاتي يتحمس الجميع لها و لكن ان تركها صاحبها غالبًا ما تذوي و تموت . بعكس دعوة هند ابو زيد مثلا و التي اكملتها من بعدها اتت اكلها و لو بنسبة 50% .. و هو في رايي افضل من لا شئ . لان النسبة ستزيد مع الوقت .


المشكلة او المعضلة  التي افكر بها كثيرًا الآن هي : ما هو التصرف الامثل للتعامل مع تلك الاشكاليات المستجده ؟؟

كنت اعيب علي الإخوان انهم منغلقون علي انفسهم و كل من بينهم يشبههم كأنهم صبه واحدة و هناك قضاء علي التنوع الانساني المطلوب . ربما كان هذا مطلوب لان طبيعة التنظيم للاسف ترك الدعوي كثيرًا و اتجه للتجنيد السياسي و هذا اخسره مجال حيوي اساسي لا يقوم احد به . أو ربما تلك هي الطريقة التي تحفظ انفسهم امام العالم الجاهلي الذي نعيش فيه .

و ها هو التنوع الثري جدًا الموجود في تجربتنا الصغيرة لم يجعل هناك تيار معين و لكنه اشبه ما يكون بالشخصية الإعتبارية و هذه الشخصية الإعتباريه لا ادري هل هي شئ جيد أم سئ . لا انكر انه لابد من وجود حد ادني من صفات عديدة جدًا لم احصيها و لكني وجدت ان هناك صفات معينة لو وجدت استحال التعامل حقًا تلك الصفات استطيع الشعور بها و لكني للاسف لم اوصفها حتي الأن لأضع مقاييس لذلك , سأحاول قريبًا تفنيد الشخصيات التي لم تندمج معنا لاري المشترك بينهم او الصفات التي لا تجعل الإندماج سهلًا .

السؤال الذي يظهر الآن هو : هل مهمتنا ان نتجمع مع من بشابهنا فقط و نبتعد عن الآخرين حتي لا نفسد و نتركهم و شأنهم مادام هذا خيارهم , فلن اخاف علي احد اكثر من نفسه و ان اختار هو هذا الطريق فليذهب غير مأسوف عليه ؟؟
 أم أن نمد يد العون للجميع لانه ان أوصدنا الباب امام المخطئين فمن سيستوعبهم ؟؟ حتي و ان اخطأ المرء و اصر علي خطأ معين , اليس المرء بحاجة لمن يقومه في النقاط الأخري و يدفعه دفع للأمام حتي يصل لمرحلة انه يتكسف علي نفسه انه لسة بيعمل الخطأ دا ؟؟
أعتقد انه لابد من الإكمال معهم و لكن علي المستوي النفسي لن يعد الامر كما كامن . سياسة التعامل لابد من تقنينها لانه فعلا بالممارسة اكتشفت كيف ان الرفقة ( الصالحة كانت ام السيئة ) لها تأثير رهيب علي الانسان دون ان يشعر .

آمن غالبيتنا دون فهم او دون قناعة , و لم يجد حوله مجتمع صحيح المعاني و سليم التفكير و متقدم كي يكون قدوة و حافز له . هل يجب ان نمر بتلك الازمة كي نخرج منها صحيحي الإيمان ؟؟ لست اركز علي الظاهر و لكن ايضًا لا يهمني الباطن فقط ... الايمان ما وقر في القلب و صدقه العمل و الجزئين لا غنى لاحدهم عن الاخر .
فالله ليس رب قلوب كما يشاع و ليس رب افاعل فقط . احمده كثيرًا انه يستولي مهمة حساب الناس . لانه اقرب الينا صدقًا من انفسنا .

اللهم اهدني و اهد بي و اجعلني سببًا فيمن اهتدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق