الثلاثاء، 7 يوليو 2015

مأساه أن تكون صريح مع نفسك وواعٍ بها

معظم حالات الفيس بوك التي انتقد فيها سلوكيات البعض ، هي في الحقيقة نقدًا لسلوكي الخاص ، نعم فللاسف كون المرء عقلاني يحرمه من رفاهية أن يعلق اخطاؤه علي شماعة الآخرين و ينام قرير العين ، لا يمكنه ان يقول ان الآخرين هم الخطأ و انا الصواب ... بل للاسف تجعل المرء يقيم نفسه الف مره قبل ان يصدر حكمًا واحدًا تجاه الآخرين ...
يزيد الامر إن اجمع عدة اشخاص علي شئ ... فهو يفترض دائمًا انهم عقلاء واسوياء كي يكون حكمهم سليم ... تعلم ان في بلده الاغلبية هم انطباعيين ، لا يغيرون الفكرة الاولي و لا يتمتعون بالمرونة و لا ينظرون في الدوافع التي ادت لتعاملات معينة ، ينصاعون لرأي الاكثر كاريزيمة في حكمهم علي الآخرين ... و لكن رغم كل ذلك لا ينفي عن المرء مسؤولية ان يكون مسؤولًا عن السمات السلبية في شخصيته . 



مشكلة هذا الامر انه ليس من السهل ان تجد من يمكنك ان تحكي له . الحبيب و الرفيق قد يكون مثقلأ بما فيه الكفاية و يحاول التظاهر بممارسة الحياة و لكنه وصل لمرحلة سيئة ليست بسببي و لكن بسبب تلك البلد الملعون و ما تفرضه علينا ، قد يمل من تكرار تلك الحكاوي الدوامية التي لا تنتهي و تعود لنفس النقطة ... كما انه ليس من الذكاء ولا الحنكة الاجتماعية ان تبثه ادق الهواجس خاصة لو كان الامر يتعلق بشئ دائم في حياتكم . لن يتم تفسير الامور بشكلها السليم ابدًا لان هناك بعد الانطباعات تدوم ان صرحت بها و لو مرة واحدة ... لن تتمكن من الفرار منها . اما عن الاصدقاء ؟
لم يعد هناك اصدقاء يمكنهم السماع ، أو للأمانة هناك كثيرين مستعدون لسماعك و لكنك انت من لا تجد نفسك معهم ، قد تكون مواساتهم سطحية ، قد يسمعون ولا يعون ، او انك ببساطة قد لا تأتمنهم ان تظهر لهم ادق ادق مشاعرك و هواجسك التي تشعر بها ... احسب انه من الصعب ان نكشف انفسنا تماما لاحدهم  و نسقط تلك الغلالات النفسية التي تسترنا عن العيون و تجعلنا نظهر بمظهر القوة . نحن نكون في حالة ضعف ان قررنا التنازل عن تلك القشور الخارجية الصلبة و نخشي من ان لا يراعي الطرف الاخر هذا ، قد لا يقدر و قد يستهتر و قد و قد و ربما نكون قد واجهنا من لم يحترم لحظات ضعفنا بعد ان أتعبنا حملها و احببنا ان نتخفف منها قليلًا ، فهذا جعلنا اكثر حذر من البوح حتي تحجر لساننا و اصابنا البكم من تعمد الصمت .
و دخلنا في تلك الدائرة اللعينة انه نصمت فتنعب و تئن ظهورنا من حملها و نضعف اكثر فنحاول ان نحيط انفسنا اكثر بقشور صلبة لتحمي ضعفنا اكثر فنتعب من تلك القشور الاضافية التي نتحصن بداخلها و هكذا . دائرة لعينة لا تنتهي .

المشكلة انه قد لا يكون لك يدًا فيها ... لا يجب ان يكون الجميع كارزميين في الجلسات ... لا يجد ان يكون جميعهم ذوي حضور طاغي ، لاسباب كثيرة جدًا للاسف لم يتم توجيهي بشكل سليم لأتعلم كيف انمي الجوانب الاجتماعية في . كما اني افتقد للثقة بالنفس و دائمًا ما اشعر بأني اقل الحضور .. لذلك عقدة منذ الطفولة و هي انه كنت دائمًا اواجه بذلك او قد اقابل بالتجاهل و لا يهتم احد لأمري فإعتدت ذلك و هي انني استحق هذا لاني لو كنت استحق اهتمام افضل لحصلت عليه ... الاهتمام لا يطلب و لكنه يقدم لك طواعية و الا اصبح ماسخصا ... كل هذا دمر عندي  تماما الثقة بالنفس .. عرفت تلك النقاط بعد فترة طويلة و اصبحت اتأمل ماذا يفعل الآخرين كي اتعلم منهم ما استطيع محاكاته و لكن هناك اشياء تظل في اعماق المرء مهما حاول التظاهر انه جيد .. اشياء تتعبك انت وحدك دون حتي ان يظهر عليك . و انت الوحيد من تعرفه انك لست علي ما يرام ... تبدًا لتلك الندوب النفسية المستورة .
ما اكتشفته مؤخرًا في جلسات الفضفضة الجماعية ان كل واحد لديه تلك الندوب ... ما يختلف هو نوعيتها و كيفية تعامل المرء معها ...
 لذا كانت حيلة شهيرة جدًا من الذئاب البشرية التي يوقعوا بيها الفتيات هي الدخول من هذا المدخل ... هذا الذئب الخبيث يعلم ان الجميع لديهم ندوب . و لكنه يتسلل في خلسة كي يلعب دور المنقذ الوهمي ( لا علاقة لهذا الامر بالموضوع و لكنه من الحواشي الشئ بالشئ يذكر) فكرة ان الجميع لابد ان يحصل علي اهتمام و علي نفس التقدير فكرة يوتوبية ... مثلها مثل من ينادي بحقوق الاطفال في التعلم و اللعب و اللهو و هو غير مستعد لدفع تلك الفاتورة . هناك اشياء قدرية و هناك اشياء يحاول المرء اكتسابها ... و لكن لحد معين كي لا يتحول لمسخ سخيف ( ان اراد مثلا افتعال دور خفيف الظل و هو ليس كذلك لان حفة الظل تحتاج لمهارات حضور و سرعة بديهة و استشعار للذذوق العام ليست موجودة عند البعض ) هي دائمًا تلك المعادلة الازليه بين الهروب من المكتسبات  و الاستسلام لما لن يتغيرو مفروض عليك بشكل قدري  و معرفة الفرق بينهما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق