ملحوظة قبل البدء . نقدي بالأساس للسلوكيات و ليس للأشخاص , و قد يكون الشخص نفسه لا ذنب له و لكن الذنب ذنب من يضخمون من الحدث و هؤلاء ينطبق عليهم وصف سأسرده لاحقًا فيما بعد ...
الحقيقة اني مؤمنة بالحرية بشكل حقيقي , بمعني إنه إن لم تؤذيني فإفعل ما شئت و غالبًا ما لا يعجبني أعرض عنه ... و لم أعد أدخل في نقاشات لان اللي بيعرض وجهة نظر غالبًا بيعرضها علشان هي الصح و الناس تقول له آمين و واو ... مش علشان يتناقش و يكود الفكرة لو أمكن , لكني إكتشفت مؤخرًا إنه الأعلي صوتًا هو الأكثر تأثيرًا حتي لو غلط , و التأثير بيبقي عبارة عن بذرة فكرة بتترمي في الوجدان و بتختلف ظروف نموها من شخص لآخر الإعراض ساعات بيكون مجدي , بس في ساعات أخري لابد الواحد يتكلم علي الاقل معذرة إلي الله و كل واحد فيه دماغ يحكم باللي شايفه و قد تكون وجهة النظر دي غايبة عن شخص ما.
من ضمن الأشياء التي نشأنا عليها خاصة من الكارتون , فكرة السوبر هيرو . البطل المغوار الآتي كي يحرر العالم من اي شئ , مازنجر أو السلاحف أو أي بطل ملهم خارق و متميز في كل شئ عن الجميع و الذي يناضل من أجل رفاهية العالم ... قد يكون هذا الامر في حياتنا يتحول للنظال الفكري , فليس هناك مازنجر حقيقي و لكن يتحول الامر للنظال من أجل فكرة - يحسبها جديدة - و لا يفهمها الآخرون و يتهمونه بالجنون و يكون هو رسولها الأول و المبشر بها و كلما تعرض للقهر من الآخرين كلما أصر علي ما يريد لأن هذا القمع هو وقوده في الحقيقة ... يُشعره بشكل أو بآخر أنه الهيرو المنتظر و المتميز الأعلي من الجميع و الذين لا يفهمونه .
الامر قد يكون حقيقي و قد يكون متوهم ... لكل حادث حديث في الحقيقة .
هناك مجالين , مجال خاص و مجال عام ... في المجال الخاص تكاد تكون لكل شخص قصته التي تكاد لا تتشابه مع أحد آخر ... و في المجال العام يختلط جزء بالخاص و لكن توجد قواعد محددة لإرتياد سوق العمل أو العمل الإجتماعي أو الأنساني أو ما شابه ..
منذ أن كنت في الكلية و انا لا أهتم بمؤشرات النجاح و الرسوب في المادة ... ولا يعنيني الامر ما يهمني فقط هو ماذا فعلت انا . قد يكون الامر به نوع من الأنانية و لكن ماذا سأجني من حرقة الأعصاب ؟ لا شئ حقيقي انا من سأحترق فعليًا فقط , و لم اتسابق و أزاحم لاعرف نتيجتي لانها ستكون معلقة فالمزاحمة لن تعطيني درجة اعلي . أذكر في آخر عام دراسي لي كانت وفاة والدتي قبل موعد امتحان معين ب3 ايام فقط و بالطبع لا اعرف كيف ذاكرت . توقعت ان ارسب في تلك المادة . و جائت نسبة النجاح في مادة اخري 35% فقط . و كانت من المواد الصعبة . أما المادة الثالثة الاساسية في هذا الترم فكانت مادة التقدير للجميع من فرط سهولتها . كانت النتيجة غاية في العجب . فالمادة التي توفيت والدتي قبلها ب3 ايام نجحت فيها , و المادة التي كانت نسبة النجاح فيها 35% نجحت فيها ايضًا . و المادة التي كانت مادة التقديرات و التي لم يرسب فيها سوى 8 اشخاص في الدفعة من اصل 1800 طالب و طالبة كنت بلا فخر واحدة منهم !!! رغم غيظي من النتيجة الا اني ضحكت . و تعلمت فعلا ان لكل إنسان اقداره الخاصة و التي غالبًا ما لا تكون لها علاقة قوية بمن حوله .
قد نتعلم الدروس و لكن قد ننساها , و لكني لا انسي كلمة قالها لي اخ أكبر فاضل أيام التدوين و المدونات , منذ حوالي سبع سنوات عندما شكوت مرة من الظروف و كيف سنعيش و ما شابه من شكاوي الشباب السطحية ... قال لي ربما يستثني الله من الظرف العام السئ اشخاص بعينهم . تفكرت في معني هذا الامر عميقًا و أن الأمر فعلًا ليس آليا كما نظن و دعوت الله دائمًا ان يستر لي طريقي و يرزقني من فضله على ضعفي و قلة حيلتي .
خلاصة القول أنه فعلا لا علاقة لأي أحد بالظروف ولا بشئ , ما تفعله انت بنفسك فقط هو ما يسعدك او ما يتعسك . من اسباب و مقدمات تأخذ بالك منها او تتجاهلها من دعاء لله صادق , من إيجابية , من معرفة متي نقول نعم و متي نقول لا , من المفاضلة بين الإختيارات ...
لذا , فالسلوك الخاص لا ينبغي أن يتحول بنفسه لسلوك بطولي , لأنه ببساطة لن يعود علي أحد بالنفع سوى نفسه فقط . و قد يعجب به آخرين و يحاولو تقليده و لكنهم يفشلون او يصدمون و يصابوا بالإكتئاب و الإحباط و يظنون ان العيب بهم او انهم فاشلين , أو ان ينظر الأخرين لهم نظرة مقارنة ( و هذا من اسوأ ما يحدث علي الإطلاق ) . و الامر ببساطة ليس كذلك و لكنه الافتقار للحكمة التي تقول متي يمكن فعل ذلك و متي لا .
ففعلا لست افهم من يظنون أنفسهم ابطالًا أو بمعني اصح يخلع عليهم المحيطين القاب البطوله , فقط لأنهم قاموا بأشياء قد تكون عادية و لكنها غير مألوفة عند البعض , إن تزوجت أرملة قامت الدنيا و لم تقعد , و إن تزوج آخر بإثنتين أعطاه الناس وضعًا غير وضعه بكثرة متابعته حتي ليظن أنه حكيم الزمان القادر علي إعطاء نصائح لا تخيب . رغم أنه بقراءة الأمور عن قرب يتضح لنا كم من سلوكيات لا ترضي الله ولا رسوله تُرتكب .
الشيخ عماد عفت رحمه الله كان متزوج من إثنتين و لكن لم تكن تلك وسيلة شهرته و لكن كان علمه الواسع بشهادة اتباعه و إخلاصه كما نحسبه و لم يكن يتحدث عن بيته بتلك الطريقة المزعجة .. لانه ببساطة كان يعرف الله و رسوله جيدًا .
بشكل عام هناك عدة طرق في الحديث عن الإنجازات , المدرسة الغربية التي تقول أن يتحدث المرء عن إنجازاته بكل قوة و وضوح - إكتب سي في - و كل شئ لابد من تقييمه بشكل مادي يمكن كتابته و ما لا يمكن كتابته للإستفادة منه في السي في لا يعول عليه , و تهتم بشكل عام بصناعة النجوم في كل المجالات . و هناك مدرسة "صاحب النقب " التي يفعل بها المرء كل ما يفعله في الخفاء يبتغي وجه و مرضاة الله عز و جل . و هناك مدرسة آخرى و هي " وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً " و هي التوسط ما بين الخفاء الشديد و المجاهرة بالطاعة لما يتركه ذلك من اثر طيب في النفوس . و هنا تأتي الحكمة في أن يعرف المرء متي يتكلم و متي يبتغي وجه الله فقط . ما هو مفيد فعلا كي يتحدث به للجميع و ما هي التجربة الخاصة و التي لن يفيد الحديث فيها بشكل حقيقي .
ما يسترعي إنتباهي فعلا هو موقف المتابعين ... فهم من يعطي ثقل حقيقي لشخص ما و هم فعلا من يصنع النجوم . فكل شئ نفعله حتي و لكان مجرد متابعة لشخص علي الفيس نحن محاسبين عليها .
ففعلا ما هي الفائدة الحقيقية و المباشرة التي ستعود عليهم من متابعة هؤلاء ؟؟ هل هو نوع من التعويض و تحقيق الأمال المفقودة ؟ للاسف لن استطيع سوى القول ان التي لا تمتلك شعر جميل تتباهي بشعر إبنة خالتها لتعويض النقص !!! هذا بدلًا من النهوض بالنفس فعلا في شئ نافع او البحث عن عمل سواء داخل البلد او خارجها أو حتي محاولة فهم الآخر بشكل حقيقي كي تسعد و تُسعد الطرف الآخر الذي سيكون معك ؟؟
هل الامر عبارة عن لبانة المجالس ... فلان اللي عامل كذا قال كذا النهاردة و الناس تتندر بين مؤيد و معارض ؟؟ هل هذه غاية حقيقية ؟؟ و هل هذا ما نحتاجه فعلا لنهتم به في تلك المرحلة السودة ؟؟
ربما كان يتابعه اخرين يريون أن يحذوا حذوه ... لا بأس قد يكون هو مثل أعلي من حيث لا ندري ... و لكني في الحقيقة رأيت نماذج لمن يعددون في الزواج ... من يريد أن يعدد فالطريق واحد و معروف ... إعمل كثيرًا كي تكسب كثيرًا كي تستطيع فتح أكثر من بيت فارجل لا يعيبه سوي جيبه في زمننا هذا !
ربما يقال ان الفارق ليس حديًا بين المجال الخاص و المجال العام بمعني انه الجميع يتزوج و الجميع يعمل ما الفارق إذن ؟
نعم , هناك شئ من الفردية التي لا تتكرر في كل ما يفعله المرء سواء كان المجال عامًا ام خاص , فنظرته نفسها للناس و تناوله الامور مختلف بشكل ما . و لكن المجال الشخصي و الإنساني فعلا من الصعب تعميمه ناهيك عن تكراره , لانه لا يقاس بنفس المقاييس المادية التي تخضع لها بقية مجالات الحياة العامة مثل الدراسة أو الشغل أو العمل التطوعي او الإنساني أو الإغاثي .
كثيرًا ما كنت اتسائل , لماذا لا يوجد الجمال بيننا ؟؟
كنت انقم كثيرًا علي حظنا و لكني بمزيد من التدقيق وجدت اننا لا نفهم الجمال و لا نستحقه , فحتي إن وجد حولنا فلن يجد التقدير المناسب له ليبقي و يزدهر , بل سيذوى و يموت من الإهمال و عدم الإنتباه له . و هذا ليس الجمال فقط و لكن لكل شئ له قيمة حقيقية في حياتنا