الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

بين كيدزانيا و زوجات صغيرات


قرأت عند صديقة حكايتها مع مدينة العاب "كيدزانيا "
و كان هذا كلامها :
فكرة المدينة هي أن تتيح للأطفال عالم موازي لعالم الكبار، هو عالم رأسمالي بامتياز ؛يقوم الطفل من سن 3 سنوات بمحاكاة حرف الكبار و صناعتهم، فتصنع لك عالماً منعزلاً كاملاً بكل تفاصيله حتي السماء يرسمها ويغلف بها سطح المدينة لتبدو كمدينة حقيقية وليس مجرد جدران، بها شجر صناعيا وأرصفة ..وإلخيتعين علي الطفل منذ دخولها الذهاب إلي بنك CIB ليحصل علي النقود (فلوس متوهمة زي فلوس بنك الحظ كده ) لتبدأ رحلته وجولته داخل المدينة، التحدي الذي يواجه هو أن يحصل علي أكبر قدر من النقود ويستمتع أكبر قدر من المتعة والاستفادة وله فرصة الحصول علي لعبة من المحل في نهاية جولته بقدر ما جمعه من أموال.فيقوم بمحاكاة عدة خدمات يحصل في مقابلها علي أموال مثل المطافيء فيقوموا بالشرح لهم كيفية إطفاء الحريق وإرتداء زي رجال المطافيء ويركبوا عربة المطافيء و بالفعل يذهبون لإطفاء حريق مصطنع في فندق داخل المدينة، وكذلك هناك بوليس وبالفعل يتواجد سجن بعد القبض علي المحدد القبض عليه يذهبون به للسجن ،


هناك مكتب توظيف حيث يجلس الطفل علي حاسوب و يجري اختباراً يحدد له المهنة المناسبة له في مقابل مبلغ من المال وحينها لا ينتظر طابوراً ويدخل في المهنة المؤهل لها فوراً.هناك مطار به طائرة يعملوا به كطيارين و البنات مضيفات وهناك إسعاف طواريء ومستشفي ويرتدي الطفل زي الأطباء و يحاكي عملهم ويدخل غرفة الجراحة، كذلك يوجد مكتب للبريد ويعمل الأطفال بوسطجية وهناك بنزينة وعلي الطفل أن يختار إما ان يكون عاملاً في البنزينة ويقوم بتنظيف السيارات ويمونها في مقابل الحصول علي قدر من المال، وأما أن يكون صاحب عربة ويدفع في مقابل خدمته (اغلب الأطفال بقت عايزة تأخد فلوس وتتنازل عن سعادتها في ركوب السيارة )هناك أيضا كوافير للبنات ودهانات ويلونون الحائط بأنفسهم وهناك أدوات بناء والعربة التي تخلط الاسمنت و الرمل و الزلط ويتعلمون بناء الرصيف وهناك مرسم ومصنع للبيتزا فيصنعون البيتزا بأنفسهم ويحصلون عليها بعد إعدادها، وهناك محاكاة لشركة فودافون ، ومصنع شيبسي (يدخل الطفل منفردا دون الاعتماد علي أحد ويتعلم صناعة الشيبسي و يحصل علي كيس في المقابل وكذلك يوجد فيه شركات اخري مثل كوكاكولا ومولتو وشركة هيونداي أيضاً ويصممون السيارة التي يريدونها....والأطفال فوق ال8 سنوات لهم الدخول في شركة Microsoft ويتعلمون مهارات عدة عن بعض العلوم ويوجد الكثير من المهن الأخري حتي خدمة التوصيل للمنازل deliveryفكرة المدينة رائعة فالطفل يتعلم بالمحاكاة و يتعرف علي مهن كثيرة ولكن القيم التي يتكسبها تهدم أي عملية بناء فمن ملاحظة الأطفال في نهاية الجولة هو حزنهم لعدم قدرتهم علي شراء أي لعبة لأن ما جمعوه قليل في مقابل سعر الألعاب المعروضة وهو شيء حتمي وعليهم أن يأتوا مرة اخري و يجمعوا أموال جديدة إضافة لما اكتسبوه لشراء ما يريدونه.القيمة البارزة هو أنك تقوم بالخدمة في مقابل مادي و ليس رسالة هذه المهنة و لا القيم التي تدور في فلكها فأنت رجل مطافي لتحصل علي عشرة جنيهات ثم تذهب لتمون بها سياراتك وهكذا بدون وعي يصبح الطفل الذكي همه هو كيفية القيام بمهن اكثثر لتجميع اموال أكثر وإنفاقها فيما يحبإذا كانت التربية عملية قصد حقا ، فهذا نموذج جيد علي التعلم بالقصد أي كان هذه القيم سلبية، لقد نجح الغرب في ترسيخ قيمهم المادية حتي في عقول الطفل ويساعدونها علي امتلاك هذه الأدوات، فالعالم يصبح معرضاً في نظر الطفلفلماذا لا يبدأ المهتمين بشأن التربية وفق التصور الإسلامي بغرس القيم بأدوات أخري أن يحاولوا نشر فكرتهم و ابتكار أساليب جديدة تجسدها في وعي الأطفال كما نحج الأخرون في ترويج فكرتهم

ما يهمني هنا هو فكرة أن يقوم المرء بشئ مقابل المال , كل شئ يفعل الآن لابد أن يكون في مقابل مادي ... الفكرة أصبحت تسيطر على كثيرين , ما إن يعرف أحد من الأصدقاء أني قائمة علي مدونة يقولوا لي استغليها كمشروع تجاري , يمكنك وضع إعلانات و يمكنك عمل حوافز مادية كي يكون عندك فريق عمل منتظم  , حتي بعض فتيات الفريق كن يقلن لي يمكنك ان تسوقي هذا المشروع و تأخذي دعمًا ماديًا اقول لهم لماذا , فيما نحتاج المال , يقلن لي لا ندري بس اي فكرة لابد ان يقابلها مال !!!

الفكرة قد تكون مقبولة إن كان هذا هو الهدف الاساسي أو الذي أقمت عليه الموضوع من اساسه , لكن الامر اساسا جاء لاني ابحث عن مجتمع بديل , لاني أعلم ان نمط العلاقات حاليًا غير صحي بالمرة ... لأني انتقل لمدينة لا يوجد لي فيها اي اصدقاء .. لان غالبية صديقاتي تزوجن و سافرن لدول عربية و يعشن غربة فظيعة ... لاني أهتم بالمتكافئين في التفكير و يكون لديهم حد أدني من الأخلاقيات المشتركة ...


إنضم لفريقنا فتيات فتيات كثيرات , و لكن لم يصمد سوى جزء منه لاننا استطعنا التفاهم و تكوين نواه مجتمع مصغر متفاهم رغم الإختلافات العظيمة بيننا ... و لكن هناك "كيمياء ما " لا يمكن وصفها حدثت و هي ما جعلتها تجربة فريدة , حتي عندما حاولت تكرارها لم احقق نفس النجاح الأول ... من يفعل و يلتزم بالكتابة يفعل ذلك بدافع الحب فقط , حب هذا الكيان المختلف و المميز و الإنساني جدًا , كيان اصبح له شخصيته الإعتبارية التي قد - هي لا تشبهني بالمناسبة - يتفق معها افراد و يختلف معها افراد و لا يستطيعوا التفاعل و الصمود معها . 
أحمد الله ان قابلت في تلك المجموعة فتيات لم أكن لأقابلهن في اي اطار آخر , نتباعد في الأماكن ( فهي تغطي محافظات و مدن مصرية عديدة مثل القاهرة - الإسكندرية - المنصورة - المحلة - طنطا - دمياط - أسوان ) كما أنها تغطي عدة دول ( السعودية - الكويت - الإمارات - انجلترا - امريكا - تركيا ) نسبة و درجة التفاعل فعلًا متفاوته , و لكن لكل ظروفه و يحدث تبادل جيد للغاية ... المدونة عبارة عن جهد مشترك هناك من يكتب و هناك من يفعل الشير و هناك من أعجب بالفكرة من خارج المجموعة و تطوع بالكتابة فيها !!! كيف يمكن عمل حساب سليم يرضي الجميع ليوفي كل واحد شارك فيها قدره و حقه ؟؟ بدون اي مبالغة اعتبر ان المجهود الذي فعلته فيها لا يمكن مقاضاته بالمال , فالحب و العطاءو  الحرص علي العدل رغم صعوبته  وتعب الاعصاب و التفاني و الدقة كل هذا لا يمكن تقديره بثمن مادي , و لكني احتسب ثمنه عند الله كصدقة جارية ينتفع بها كل من يقرأ المدونة و يقدم محتوي عربي يليق بما نريد ان نكونه يومًا ما ... احتسب أجري عند الله في كل فتاة فرجت الصحبة الصالحة التي تكونت عنها كربة , عن كل نصيحة تشاركنا بها , عن اساليب التربية التي تصححت في وجدان البعض , عن الدعم و المؤاذرة النفسية التي وفرناها كلنا لبعضنا البعض , عن اننا شعرنا اننا ( انسان ) يوجد في هذا العالم المتسارع المجنون الأناني من يهتم لنا , ان هناك من يتوجع  لألمنا بصدق  و يفرح لفرحنا من القلب , كم نسجنا ذكريات مشتركة من كل الأنواع , كم التقطنا صور اصبحت توثق كبرنا معًا ... هل يمكن مقابلة كل تلك المعاني بالمال !!! يا له من سخف !! و لكن اعذر من يفكر هكذا فهم لم يجربوا , و من ذاق عرف :)


نموذجنا قد يكون اكثر تعبًا و لكنه اكثر دفئ , و الأكث انسانية و يفيض قيم نبيلة مفعله حقيقية  بصدق ... هو واحتنا التي نحتمي فيها من قسوة تلك الحياة المضاعفة في مصر .. هو الوكر , التنظيم السري لزوجات ,الفضائيات ,  الخن , المكنة .. كلها مصطلحات متعددة لتوصيف واحد . 


الحمد لله انه لدينا النموذج الحقيقي الواقعي الذي احياه بالفعل , و يجسد القيم التي نحلم بتواجدها .