الأحد، 29 ديسمبر 2013

عن الحب ...


الحديث عن الحب عمومًا من الأحاديث التي تطرب النفس ... هي من التجارب التي يكون فيها  المرء بطلها , لا يكون مجرد جزء من قصة كبيرة قد لا يكون محورها الاساسي , و لكن سمته هو القصص الصغيرة فهو أمر ذاتي تمامًا , اعتقد ان هذا سبب من اسباب ميل الانسان لذلك , فلا أحد يحب ان يكون مجرد كومبارس دائمًا أو جندي مجهول طوال الوقت في قصة  الإنسانية الكبيرة ... 


أحسب أن الأشخاص ذوي الطبيعة العقلانية حبهم اعمق من العاطفيين  , لأن حبهم لا يكون مبني علي عاطفة هوجاء فقط  تتأثر بالإنفعالات كثيرًا , قد يكونوا اقل صخبًا و قدرة في التعبير عن حبهم و حاجتهم إليه , و لكنهم الأعمق دومًا في الإحساس و التأثر به . 



 الحب من اصعب المفاهيم علي الإطلاق , ففرصة مقابلة من يكافئك بالاحتمالات  المنطقية المجردة شبه مستحيلة !!! أعتقد أنه لذلك قال الله ان الزواج من آياته , ليس شئ يحدث يوميًا و لكنه شبه معجزة صغيرة تقابلنا و تحدث لنا ... و لانها معجزة , فقد إحيطت بها كم عظيم من الاساطير و تم تحميلها ما لا تطيق حتي اكتسبت صورة ذهنية افسدت علي الناس حياتهم و تصوراتهم ...

أحب أن العب دور المتأمل كثيرًا , حتى أفهم ما يحدث , فالحياة نولد و نوجد بها دون ارشادات و عليك اكتشاف الامور وحدك و هناك أشياء لا يتم تعلمها الا بالملاحظة و التجربة الشخصية فقط لا غير ...

من ضمن المشاكل التي تووجد هي فكرة التعارف طويل الامد بحجة انها الطريقة المثلي للخطبة ثم الزواج ,  في المررحلة الإعدادية كنت اعتبر ذلك هبل في عبط , لاني متوقعة ان يتغير المرء حتي يصل للسن المناسب للزواج عدة مرات في تصرفاته و شخصياته , اننا لم ننضج بعد بالبلدي , و في الثانوي سالت فتاة معروف انها "مصاحبة " كي افهم الفلسفة الكامنة في هذا الامر , قالت لي بالطبع انه لا يوجد التزام بالزواج ولا اي شئ , هو يقال بشكل صوري و لكن كلاهما يعرف ان الامر فعليًا ليس جاد و لكن ان شاء الله و ربنا يسهل !!! في الحقيقة هو  فقط وقت ظريف نقضيه معًا و انها في البداية لم تكن تفهم الامر و عندما سألتها مش ناوية تبطلي ؟ قالت لي و ليه ؟ انا هحس بالفراغ لو تركته و ان حياتي فاضية !! يحدث ذلك غالبًا في السن الصغير ... ( طلبة المدارس )
هناك من يوهم نفسه بأنه يحب و لكنه لا يعرف الحب فعليًا , هو يشعر بفراغ عاطفي أو غير عاطفي , و غالبًا لا يستطيع توصيف مشاعره و إحتياجاته بدقه فيختلط عليه الأمر , فيصبح وجود هذا الامر اساسي في حد ذاته بغض النظر هل هو مناسب أم لا ,  هل يشبع احتياج حقيقي أم لا إلخ 


 يبدأ الأمر في النضج و التحسن قليلًا عندما ندخل للجامعة , و قد لاحظت بشكل عام أن الشخصية و الميول تبدأ في التكون و الظهور في تلك المرحلة , الإنفتاح و التعامل مع أفراد متنوعين مختلفي الميول يجعلك تعرف إلى أي مجال "إجتماعي" تميل , في تلك المرحلة تبدأ الميول و الآراء السياسية في التكوين ايضًا ( ساحات الكليات السياسة تشهد بذلك , غالبًا ما تسيطر الدفعات الاكبر سنًا علي الموضوع و يكون الطلبة الجدد في حالة ذهول و إكتشاف .

لا يمكن فصل كل تلك المتغيرات في نضج الشخصية و ما يستتبعه في نظرة المرء للحب و الشخص المناسب لذلك .. لذلك أري من عدم النضوج الحديث عن تقديم سن الزواج بمجرد البلوغ , ذلك أن الأمر ليس مجرد شهوة تفرغ و لكنه يستتبع نضج نفسي غالبًا لا يتواكب مع النضج الجسدي , يمكن اختصار سنوات الدراسة المدرسية للتعجيل بالجامعة كي نغير المنظومة النفسية التي نعيشها ككل , ليكون هناك إحتكاك مبكر بسوق العمل و بالتالي إكتمال النضج النفسي ...
هناك حالة اعايشها لفتاة تزوجت فعلا اثناء الكلية و لما تنضج شخصيتها بعد ... و بمرور الوقت نضجت و شعرت ان الاسلوب الذي تتعامل به غير منصف ولا يناسبها أو يشبع إحتياجاتها العاطفية و النفسية . و في نفس الوقت لم يعد يستوعب الطرف الآخر التغيير الي طرء ( و هو شئ طبيعي جدًا ) و ينظر إليه بفزع و يقاومه ظنًا منه أنه تهديدًا لإستقرار البيت .

يتبع