نحن في مجتمعات متذررة , كل فرد ذرة مستقلة لا يجد بجانبه جماعة تهتم بأمره .... ربما كنا أفضل حظًا من الغرب الذي يعاي من هدم منظومة الأسرة , و عوضًا عن ذلك تولت الدولة ان تحفظ الأمن لنسلك كمواطنين السلوك المتمدن بعيدًا عن العصبيات .
كيف سيكون الحال إن سلكنا سلوكًا متمدينًا و تخلينا عن العصبيات الجماعات طواعية و لكن سلكت الدولة سلوك القبيلة الفاسدة التي تعادينا من أجل مصالحها ؟؟ نحن مستضعفون بشدة .
المواجهة غير متكافئة شئنا أم أبينا , و لن نستطيع على مستوي الافراد العزل فعل أي شئ , خاصة بعد ما أثبتت الكيانات التي تتخطي و تعلوا علي مستوي الأفراد و تستفيد من قوة عمل أفرادها غباء منقطع النظير في التقدير و الإدارة و في كل شئ الحقيقة . اليأس ليس خيانة كما يشيع المتحمسون الشرفاء . أعذرهم لانه فعليًا لا يوجد حل آخر ولا يريدوا الإعتراف بالكارثة التي أصبحنا نواجهها .
ما هي الكارثة ؟؟
الكارثة أننا في موجة أنحسار الآن , نحن في الطرف الضعيف و لابد ن إدراك ذلك حتي نتعامل مع تلك الحالة المأساوية بكفائة . عندما تقلد مرسي ( الدغف ) للاسف لا يطاوعني قلبي على إظهار أي احترام له و ليذهب أي معارض من هنا ولا يكمل المقال فليس مجربًا علي شئ , أصبحت عنيفه رغمًا عني . نعود
عندما تقلد هذا المرسي مقاليد السلطة كنا في مرحلة الإزدهار و القوة و رفعة فأبى إلا أن يستذل و ينحني و لحرس الدولة القديم فعمل المعروف في غير أهله , فبدل من قطع العرق و تسييح الدماء وذبح القطة منذ البداية كما يقول المثل الشعبي , بدعوى أنه يحاول الهدنة و المصالحة , كل ذلك أعطي للأسد الحريج الفرصة علي طبق من ذهب ليتعافي و يعود أشرس مما كان , فأكل بشكل مبالغ فيه و دفع هو و الجماعة و من بعده البلد ثمن هذا الغباء المفرط ... و صرنا في مرحلة اسفل السافلين ... لا اقول ذلك الكلام بدعوي التبكيت و الندب ... فما حدث حدث و لابد من التعامل معه . فقط أذكره لأقول أننا في وقت الإنسحاب التكتيكي .
هذا ليس جبنًا أبدًا و لكن لابد من فرصة لتوفير الأنفس و مراجعة ما يحدث و حتي إن أردنا الإنقضاض مرة أخرى يكون بروية ... لم يعد هناك ظهير شعبي بل علي العكس الاقليه معنا , لننسحب الآن ولا نصر علي مناطحة الصخر , الحكمة هي ان ندرك متي نضرب و متي ننسحب , فرصة الضرب كانت سانحة طوال و منذ بداية حكم مرسي , و لكننا الآن لسنا في نفس المكانة ... البلد منهارة فعليًا و يتم تجميد ارصدة الجمعيات الخيرية لانه خلاص لم يعد هناك اي شئ , و العملة في تدهور مستمر ... و بمنتهي الصدق تلك البلد اهلها خبيث الا من رحم ربي ولا يستحق ان يضحي أحدهم بنفسه أو أهله أو اصدقائه ... لما لا نخلي الساحة من كل تحرك ثوري/إرهابي . و نوفر طاقاتنا و انفسنا لما بعد القادم ؟؟ لا يمكن تعقب الجميع للخارج ... لما لا نكون اسرع في التفكير و نباغت في فعل يكسر الخطة برمتها بدلًا من ان نكون في كل مرة مجرد مفعول به ساذج دائمًا أبدًا ؟؟
و لكن لا فائدة من الكلام الآن فلا أحد يسيطر علي المشهد حاليًا .
ما يمكنني بشكل شخصي فعله لأقاوم هو أن لا استسلم لتلك الحالة و اتمسك بكل شئ افعله في الحياة حتي لو لم أكن فعليًا افعل أي شئ ... لاني لن أدعه يسرقوا مني الحياة !!!
و ليغفر الله لي ذلة لساني فقد تعبت فعلًا , ليس لها من دون الله كاشفة .