السبت، 7 ديسمبر 2013

جمال الأماكن الخفي


كلما امتعض أحدهم من القاهرة بالذات تبسمت , أشعر أني حقًا محظوظة , فلم تتح للجميع مثلي فرصة ان يحب مدينة مثل القاهرة مثلي , يخبر اسرارها و يعرف مفتاحها ليتمتع بها , لا يشترط ان تقع في حب ممدينة مثالية , القاهرة مثل البشر بها عيوب و بها مميزات , و تكاد تكون عيوبها الصعبة مقابلة لمميزاتها ... تجمع كل المتناقضات و مناسبة جدًا لتكون أيقونة لعصرنا الحالي بكل التضاد الذي تحمله بين طياتها ... اعترف انه ربما ابعدني الله عنها خلال الاعوام القليلة الماضية , فاصبحت عيني عين سائح لديه حنين . ربما لأكتب عنها تدوينة بالتفصيل تصف مدي عشقي لها و كيف اني كسرت حينما بعدت عنها بدون اي مبالغة . 

لابد أن يكون هناك سبب ما لترتبط بالمكان , قد يكون الجمال الظاهري يجذب عين السائح الذي لم يعتده و يألفه , و قد يكون وجود شخص تحبه فيه , و قد تكون امضيت أوقاتًا طيبة من حياتك "خاصة في بدء الحياة حيث ذكريات الطفولة و الصبا " , هذا يطفي بعدًا خاصًا على المكان , و يكون ذاتي أكثر ... بالإضافة للاسباب السابقة , هناك سبب خاص بي , و هو ما لم اجد له اي تفسير فأطلقت عليه "روح المكان " هناك أماكن بعينها اقع في حبها فور مروري عليها ... حتى و إن لم تكن جميلة أو امضيت بها أي وقت ولا ذكريات لي فيها , و لا يوجد لي فيها اي اقارب ... و علي العكس هناك أماكن اشعر بضيق شديد فيها , حتي و إن كانت جميلة ,   لم تألفها روحي لسبب لا أدريه !!!

من الأماكن التي لم أحبها البتة , مدينة الرحاب , و قرى الساحل الشمالي , شعرت بغصة منها و ثقل لا ادر سببه , رغم الجمال الظاهري الذي تتمتع به تلك المناطق .

لي أمنية ان اطوف كل مدينة من مدن مصر , و لكن اعتقد ان التشوية الذي حدث في كل المحافظات اصاب قلبي بالغصة الشديدة ...

فعلا تلك ايام عجيبة , ربنا يعديها علي خير و باقل الخسائر الممكنة