لذا , فلست فعليًا مع تقديم سن الزواج و اقتطاع هذا الامر من سياقه الجمعي . الامر يحتاج لترتيب اولويات التغيير , يعني تغيير منظومة الدراسة و العمل سوف يأتي تلقائيًا بشكل من المسؤولية المبكرة و النهوض بها .
عن كيفية الوقوع في الحب , هذا شئ لا يزال غامض ولا اعتقد انه سيُحل بشكل قطعي يومًا ما , ذلك أنها تجربة ذاتية جدًا و الناس لا يتشابهون حرفيًا , كل انسان مختلف و فريد ولن يتكرر , سواء في الظروف المعيشية أو الشخصيات الذين قابلوه في حياته و أثر فيهم و تأثر بهم بشكل أو بآخر , أو حتي النفسية و تناوله الامور و احساسه بها و تفكيره فيها . إذن فمن العبث البحث عنه بشكل قطعي و محاولة صياغته في قواعد نهائية
عن كيفية الوقوع في الحب , هذا شئ لا يزال غامض ولا اعتقد انه سيُحل بشكل قطعي يومًا ما , ذلك أنها تجربة ذاتية جدًا و الناس لا يتشابهون حرفيًا , كل انسان مختلف و فريد ولن يتكرر , سواء في الظروف المعيشية أو الشخصيات الذين قابلوه في حياته و أثر فيهم و تأثر بهم بشكل أو بآخر , أو حتي النفسية و تناوله الامور و احساسه بها و تفكيره فيها . إذن فمن العبث البحث عنه بشكل قطعي و محاولة صياغته في قواعد نهائية
كل ما يمكننا فعله هو تناوله من منظور المشترك الإنساني العام , لكن كل انسان المفترض انه ادرى بنفسه و ما يناسبه و ما يريده .
هناك جزئين أساسيين في عملية الوقوع في الحب , الجزء العقلاني و الجزء الوجداني ...
بشكل عام كشئ اساسي في العلاقات الإنسانية ؛ هناك عدة دوائر تحيط بالمرء , تشكل مثل " سحابة المعارف" أو الوسط الإجتماعي الذي يتواجد فيه .... الأقرب للنفس هم الأقل في العدد . لأن الإقتراب يصحبه مسؤوليات وواجبات غالبًا ما لا يتمكن المرء من فعله مع عدد كبير ...
و كلما ابتعدنا عن مركز السحابة ( الشخص ) إزدادت تلك الدائرة اتساعًا عدديًا , يحدث أن يرتاح المرء لعدة اشخاص , و قد لا يرتاح لهم من حيث المبدأ و لكن مع إزدياد تعامله معهم يزداد اقتراب الشخص أو قد يظل في مستوي معين بعيد عنه , فكل انسان له مواصفات معينه يتطلبها في اقرانه , تعكسه هو شخصيًا , فانا لا اتواجد الا مع اناس يفهمونني و يحملون جزء مني , ولا احب شئ الا ان استطاع التعبير عني او وجدت نفسي بشكل من الأشكال معه ... و لذك قيل يُعرف المرء باقرانه , المرء علي دين خليله ( صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم )
المرء لن يستطيع السيطرة علي المجتمع ككل ليكون كما يريد أو ما يريحه و لكن على الاقل هناك أشياء أساسية لابد أن تتوافر في الدائرة المحيطة به , كما أن تلك الدائرة تختلف بإختلاف النوع .. يعني طبيعي أن يكون هناك حاجز بينك و بين الجنس الآخر, مهما ازداد التعامل فهناك حاجز طبيعي , كنت اتناقش كثيرًا مع الفتيات اللاتي يقلن "فلان صاحبي" و اقول انه لا يوجد صداقة بين فتي و فتاه , هناك زمالة او معارف بحكم التعامل و لها حدود صارمه و تنحصر تلك العلاقة في الإطار العام . يعني لا يصح ابدًا أن تتعود فتاة الشكوى أو تتكلم بشكل خاص عن المشاعر و الاحاسيس الدقيقة الخاصة بها مع واحد بعينه لان فيه الفة طبيعية سوف تحدث . تحديد المفاهيم مهم جدًا و للاسف لا احد ينتبه لذلك .
هناك بعض الثقافات التي تُحرم التعامل من أساسه و تضيق عليه بشده و لكني ارى ذلك غير طبيعي و خلاف الفطرة السوية اساسا وعدم فهم حقيقي للدين , و هذا الوضع يولد افكار غريبة عن الجنس الآخر و دائمًا ما تكون قاصرة بشدة , هناك أنواع من المعارف و العلاقات الإنسانية يمكن ان تنشأ بين الجنسين في حدود معينة و يمكن إيجاد امثلة لا حصر لها من السيرة النبوية ( كمرجع رائق للعلاقات الإنسانية ) كما ان هذا النوع من التفكير و له تبعات سيئة جدًا , فلست مع الإنفتاح بلا حدود و لست مع التحريم ايضًا !!
نعود , تحيط كل انسان سجابة معارف من العلاقات الإنسانية تتسع عدديًا كلما ابتعدت عنه و تضيق كلما اقتربت منه , و بشكل عام دائرة الأصدقاء المقربين تكون من نفس النوع و لكن رفيق الدرب يكون من الجنس الآخر !!
و هنا تكمن المفارقة اللطيفة :)
المستويين يتكاملا , المستوي العقلاني مع الوجداني ... فربما تواجد شخص ما في دوائرك البعيدة من النوع الآخر , و شعرت بإرتياح مبدئي له , بعقلك يمكن لك ان تتابع تطور تلك العلاقة و تسمع له بالترقي في مستويات المعارف بيدك ليقترب أكثر فأكثر , و بيدك أيضًا يمكنك التوقف و جعله في مرتبته البعيدة .
هذا أمر إختياري تمامًا و يخضع لتحكمك , يمكنك ان تتكلم و تتابع ازدياد العلاقة و تعمقهاو تتبادل التعلق و يمكن ان تتوقف , فهناك عقل يتحكم في الامر كله و هو ما يميزنا , الخلط يحدث في إعتبار ان الارتياح المبدئي هو الحب بعينه و ليس مجرد البداية و عليه لا يمكن التحكم به و متى حدث لا يمكن تجنبه , هذا المفهوم قمة في الإستغفال و الإبتذال و السخف في آن واحد .
هناك خزعبولة تقال في هذا الأمر لإختلاط المفاهيم و عدم تحديدها ...
تقول الخزعبولة أن الحب أعمى !! و أنه ما إن تم لا يمكنك ان توقفه و من هنا نشأت المسلسلات التركي التي تظهر نموذج حب المحارم !!!
الإعجاب المبدئي فعلًا ليس بيد الإنسان , و غالبًا يكون المرء علي اطراف سحابة المعارف في لحظة الإعجاب و لكن ، إكمال المرء في تلك العلاقة يخضع لإرادته تمامًا و هو بيده من يرفعه لمرتبة ليس من المفروض ان يكون فيها إن لم تتوافر الظروف كلها .
فكما قلنا ان اللأمر شقان , شق معنوي و شق عقلاني مادي .
إن وجد هذا الأرتياح المبدئي الذي يمكن ان يتطور ان تعمقت العلاقة فهذا هو بداية الحب , و لكنه ليس حبًا في حد ذاته .هو يمر في طريقه لمراتب و مراحل كثيرة جدًا ( كلها تأتي بمجهود واعي منا )
فيمكن ان يروق للمرء أشخاص غير مناسبين له , كشخص متزوج/ متزوجة علي سبيل المثال أو صغار للغاية أو كبار للغاية أو حتي لا يوجد بينهما تكافئ حقيقي ( مجرد اعجاب مظهري ظاهري - فكم من اعجاب ظاهري عند التعمق قليلًا ننفر منه تمامًا) العاقل من يوجه مشاعره لمواطن ارقي مثل الأخوة أو الإحترام و يدرك انه ليست كل العلاقات في الدنيا لابد ان تتحول لذلك المنعطف ... هذا به نوع من جهاد و تنقية النفس من الافكار ولا يتمادي مع تفكيره غير المناسب ....
و ليضع الانسان في تفكيره دائمًا ان خالق تلك المليارات من البشر و تلك الملايين منهم في بلده لهو قادر علي إيجاد الشخص المناسب له ... وقت الظهور الشخص المناسب في حياة المرء هي حكمة إلهية لا نعلم سببها , فقط علينا بالدعاء و ان لا نتوقع انه لن يتواجد بديل عمن اعجبنا به في وقت ما ,دائمًا يوجد أشخاص آخرين ... من يتق الله يجعل له مخرجًا حقيقيًا .
بصدق كم من مرات رأيت أعجاب فتيات ( لأنهن الدائرة الأقرب لي بطبيعة الحال ) و لكنه لم يكن شخص مناسب و تجاهلت الامر او فرت منه و فيما بعد بعد مرور الايام وجدت تطور تلك الشخصية التي أعجبت بها يومًا لم يعد يناسبها بتاتًا و حمدت الله عز و جل أن الامر لم يتكور ف يالإتجاه الي "تخيلت "انه جيد في حينها .
( يتبع )