الأحد، 26 يناير 2014

FB ما بعد 25 يناير 2014

أمس من أكتر الأيام اللي قلت فيها البقاء لله كرد علي استشهاد - بإذن الله - اصدقاء لأصحابي .. الدائرة فعلا بتضيق . و مش عاجبي اللي بيحصل دا 


الواحد تقريبًا بقي تنح علشان يمتلك رفاهية التفكير , بس انا فعلا لو متكلمتش مش عارفة ممكن يحصل لي ايه . 



المواجهة اللي بتحصل دي كانت حتمية , اللي حصل بس في خلال السنتين اللي فاتوا انها إتأجلت شوية مش أكتر , لأن المعركة في رأيي المتواضع هي معركة صراع صفري علي مراكز القوة و النفوذ . علي الموارد المحدودة - او اللي متحددة بشكل مفتعل - اللي في ايد قلة من الناس و مخلية مصر بترتع في جهل و فقر و تخلف و قلة وعي لا محدود . 


الإسلايين اللي وصلوا للسلطة ( ممثلين في الإخوان ) مكانوش هيجيبوا نظام جديد إقتصادي جديد ولا حاجة , هماكانوا هيدوروا في نفس المنظومة الراس مالية و اللي ممكن ترعي اللبرالية الجديدة كمان . و علشان السبب دا فيه تصريح لا أنساه قاله حسن مالك ان نظام مبارك مش وحش الفكرة بس انهم حرامية شوية !! 


يمكن لهذه النظرة افتكروا ان النظام الموجود عبارة عن ادوات لو هما بقوا على رأس السلطة امتلكوه , و دي السقطة الاساسية , انه فيه بُعد قَبَلي في  الموضوع انه مينفعش حد مش مننا يبقي ريس علينا . الدولة فعلا مكانتش مؤهلة للديمقراطية و دي من المفارقات الظريفة انه يصدق و هو الخائن لما عمر سليمان قال بط هوين , المشكلة في الحقيقة مكانتش في الناس ووعيهم اد ما هي في رؤوس الدولة نفسها اللي مش ماشية بشكل مؤسسي حقيقي و لكنها ماشية بشكل أقرب ما يكون للقبلية ... مينفعش يعني حد من خارج القبيلة يجي يسود المؤسسة و يقاسمنا في غنائمنا و الريع يذهب له مش لنا . 


انا مش متشائمة بس لازم لازم نقرأ الواقع , لان السنن الكونية بطبعها بتميل للعالم المادي , المشكلة ان فيه ناس بتتدروش و بتفتكر انه طالما سنة يبقي مؤيدة من الله بشكل خارج عن الحسابات المادية وهتبقي معجزة ,  فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا , و غالبًا الحلول بتبقي موجودة مع المشكلة بس محتاجة حد حكيم من برا يبص عليها و يتوجه لها بدون مخاوف او هواجس اللي محطوطين في المشكلة .



المشكلة حاليًا لم تعد مع رأس النظام بس , لكنها فعلا اصبحت في الغالبية العظمي من الناس ... انت مينفعش تحارب الناس دي كلها , دا جنون !!!



الإنسحاب التكتيكي مهم فعلا في المرحلة دي لان وقت المواجهة الحقيقية كانت و احنا في السلطة بجد , لكن دلوقتي فعلا احنا في اضعف اللحظات  وبنستنزف موردنا الوحيد و هو المورد البشري اللي صعب تعويضه ,  محتاجين نقف مع نفسنا لحظات كدا و نشوف ايه اللي نقدر نعمله , و بصراحة توهم المواجهة المستمرة هو في الحقيقة انتحار حقيقي . الشباب المحترم و النضيف هيخلص فعليًا و احنا من مبادئ تفكيرنا اننا هنعيش ابدًا و دا مش هيجي و احنا مش حريصين علي الحياة . انا عارفة و متفهمة جدًا  فكرة تقيم اغلي ما عند المرء و لا اقدح في شجاعتهم لحظة واحدة لانه مش من السهل علي الانسان انه يقدم حياته فداء ما يؤمن به ... بس اللحظة دي محتاجة حنكة و دها اكتر منها شجاعة مجردة ... فكرة ان الشرطة هتندحر لما تلاقي المظاهرات مستمرة دي فكرة مش حاساها واقعية , اي حد معاه سلطة قدام حد معهوش بيقدر يستخدمها لمالا نهاية و لن يضيره , يعني اعتقد اننا نسوى تمن الرصاص المتفجر و مش منطقي نخلص عددنا قصاد عدد الرصاص اللي بيمتلكوه .



عارفة اني مش من حقي و انا المقعدة اني اتكلم , و لكن نحسب ان نيتي خير و ان اللي بعيد شوية ممكن يكون شايف بشكل اكتر بانورامي . 


ان الله لا يصلح عمل المفسدين ,انا معنديش اي تصور للي ممكن يحصل لان فعلا اللي حاصل ما لا عين رأت من ناحية السواد ... بس علي الاقل لا نتراجع في النقطة الوحيدة التي نتميز بها عن الشعب الآخر و هي نقطة الموارد البشرية و التميز النوعي , الإخوان غفلت جزء التربية في الوقت اللي مسكت فيه سياسة ,و من يمتلك المورد البشري هو من يمتلك المستقبل , مش غلط اننا نتراجع شوية تجهيزًا للمعركة القادمة . مش غلط اننا نعترف اننا اتهزمنا علشان دا اول طريق التقييم و التصحيح و تلافي الأخطاء علشان المعركة القادمة . 
و فعلا بقي بجد ياريت نبطل الحنجورية اللي بقينا فيها , يارين نتعلم نعمل في صمت حقيقي و نستعين علي قضاء حوائجنا بالكتمان ... انا بقيت اقلق من اي حد رافع شعار " اسلامي اسلامي " وش بحسه بيلعب علي المشاعر ,  داعش في العراق و الشام اهي اسلامية لكن  افعالها ابشع ما يكون من كلام المعايشين للامر . استفدت انا ايه بقي لما ارفع الشعار الاسلامي و لكن في الحقيقة لا امتلك من روحه الا الاسم و بعض الكلام السطحي . 

الافضل في رأيي التطبيق العملي ل وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ... فكانت الدعوة الي الله بإصلاح النوايا ثم العمل الصالح المبني علي تلك النوايا و بعد ذلك يصدح بعدما يتحدث عنه عمله انه من المسلمين . و لكن لا يقول انه مسلم بادء ذي بدء ثم لا يحمل عمله اي صفة من صفات المسلمين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق