هناك عدة أنماط من الشخصية , أو لنقل إستعدادات فطرية عند المرء , تتعزز و قد تختفي بالتربية و عوامل كثيرة تمر على الشخص . من ضمن تلك السلوكيات سلوك العطاء و الأخذ و أثرهما علينا .
هناك اشخاص معطائين بالفطرة , يفرحون عندما يعطوا و يشعروا بالامتنان لنظرة الناس الشاكرة لهم . هذا يحقق لهم اشباع معين ...
هناك اشخاص معطائين بالفطرة , يفرحون عندما يعطوا و يشعروا بالامتنان لنظرة الناس الشاكرة لهم . هذا يحقق لهم اشباع معين ...
في الحقيقة للعطاء فعلا متعة بغض النظر عن اي شئ , هو يتعارض مع صفة اخري و هي الانانية و حب التملك . و تعويد الطفل على العطاء منذ صغرة ينمي فيه تلك الصفة و يقويها حتي و إن كانت قليلة او ليست من صفاته الاساسية , سيكون لديه حتمًا حد أدني من العطاء و المشاركة إن تم التركيز على تعزيز تلك الصفة فيه بشكل تربوي , للاسف في ثقافتنا العقيمة يتربي معظم الذكور دائمًا على الأخذ - الا من رحب ربي - و تتربي الفتيات على العطاء - إلا ما رحم ربي . و تحدث إعوجاجات نفسية كثيرة جراء تلك التربية العقيمة . و بتلك المناسبة و كم أحب صديقاتي العزيزات اللاتي يجعلت اطفالهن يعطين بقية الاطفال الاخرين حلوى في المقابلات التي نجريها ... بدء وجود عناصر سوية كذلك هي بداية كسر الدائرة الجهنمية .
هل للعطاء عيوب ؟ نعم بالطبع
هل للعطاء عيوب ؟ نعم بالطبع
من ضمن عيوب العطاء , انهم لا يتم ترشيد هذا الامر في الشخصيات المعطائه .
أذكر أنه لي صديقة كانت تشكو من هذا الامر و تعبت في حياتها كثيرًا لان أهلها لم يعلموها ان تحجم هذا العطاء , فكانت تعطي المحسن و المسئ لها , و كان يتم إستغلالها لابعد الحدود من الشخصيات اللئيمة المحيطة بها . و كانت تكره في نفسها انه يتم مصالحتها بكلمة و ترجع للعطاء و هي تعلم ان تلك الشخصيات لئيمة و لن تقدر عطائها . لابد من التعلم قاعدة ذهبية , ان نبدأ بالإحسان و العطاء عدة مرات , و لكن لا نستمر فيه إن لم يقابل هذا العطاء بعطاء مثله و يظهر لنا ان الشخصية التي نتعامل معها شخصية كريمة لا لئيمة . فهناك البعض الذين يعتبرون الأخذ حقق مكتسب ولا يكلفون خاطرهم بالمكافئة . افضل اسلوب للتعامل من تلك الشخصيات هي التعامل بالمثل , فقد يكون امرين ,
أولهما: أنه لا يريد التعامل مع المعطي و عليه فليحترم الشخص المعطاء نفسه و ينسحب بهدوء .
ثانيهما : قد يكون تربي تربية انانية على الأخذ فقط , فمن الافضل ترك تلك الشخصيات لحالها و عدم عطائها الا بقدر ما تعطي حتي تستشعر أن العالم ليس هو حضن الأبوين المدلِل , الحسم مع تلك الشخصيات في صالحها في الحقيقة و يجعلها تُعّدِّل من سلوكياتها . لكن الرفق لا يجلب الا مزيد من العند و الأخذ بدون توقع اي مقابل ( مش هيطمر يعني ) .
من ضمن انماط الدلع الذي يقع فيه الابوين بالخطأ هو احضار كل ما يشتيه الطفل في حينه و عدم تدريبه علي تأجيل أحتياجاته و رغباته . تأجيل الإحتياجات و الرغبات في الحقيقة هو ما يصنع الشخصيات ناضجة قادرة علي التعامل مع احباطات الواقع . إذ إن الحياة ليست دائمًا متبسمة بل هي غالبًا ما تأتي عكس تمني المرء . من تعود ان يصبر على رغباته يعرف انه شئ طبيعي و سيجاهد و يصبر للحصول عليها , و لكن من تعود علي ان كل شئ موجود ( الآن و هنا ) سيصاب بأزمات و لن يمكن من التعامل الناضج مع الإحباطات و قد يزيد من العند الذي سيكون وبالًا عليه فقط ليس الا . قد يتعلم الدرس بعد فوات الأوان و قد لا يتعلم و يضيع عمره سدى و يلازمه شعور دائم أن العالم قاسي و ظالم و ان كل شئ ضده ولا يحبه .
هناك مظهر آخر من تبديات المجتمع الأناني ,
هو أنه لا يوجد أي نوع من الأخذ بيد الصغير , و نشر المعلومة , بل و لأنه عاني في الماضي لابد ان يعاني الجيل الجديد ايضًا بدلًا من أن يقدم لهم المعلومة و يبنون هم عليها , و لهذا دائمًا لدينا مشكلة و لا يوجد تراكم معلومات حيوي ابدًا . مراكمة المعلومات و الخبرات هي مظهر من مظاهر المجتمعات الصحية و السوية . فكل جيل يساهم بدوره في الحياة و يأتي من بعده يفند تلك المقولات و يختبرها و يستبقي السليم و يعدل و يضيف ما يحتاج تعديل و اضافة . و يستبعد ما لم يعد يناسبه . هذا النقد ليس انتقاصًا ابدًا من جهد من سبق و لكن لابد من تعديل دائم لان الحياة في حركة مستمرة . للاسف نجد دكاترة الجامعة يحاولوا تطليع عين الطلبة بحجة ان هذه هي الطريقة المثلي في تحصيل العلوم !!!! و لا يساعدوهم في الحقيقة بأي شئ ( حدث رد فعل طبيعي و طلعت المراجعات و الدروس و الملخصات و تم القضاء بحمد الله علي جوهر طلب العلم لتعند الدكاترة و اصبح الاستسهال هو سيد الموقف ) فكل فعل لابد ان يواجه برد فعل هذا شئ طبيعي و منطقي .
من ضمن انماط الدلع الذي يقع فيه الابوين بالخطأ هو احضار كل ما يشتيه الطفل في حينه و عدم تدريبه علي تأجيل أحتياجاته و رغباته . تأجيل الإحتياجات و الرغبات في الحقيقة هو ما يصنع الشخصيات ناضجة قادرة علي التعامل مع احباطات الواقع . إذ إن الحياة ليست دائمًا متبسمة بل هي غالبًا ما تأتي عكس تمني المرء . من تعود ان يصبر على رغباته يعرف انه شئ طبيعي و سيجاهد و يصبر للحصول عليها , و لكن من تعود علي ان كل شئ موجود ( الآن و هنا ) سيصاب بأزمات و لن يمكن من التعامل الناضج مع الإحباطات و قد يزيد من العند الذي سيكون وبالًا عليه فقط ليس الا . قد يتعلم الدرس بعد فوات الأوان و قد لا يتعلم و يضيع عمره سدى و يلازمه شعور دائم أن العالم قاسي و ظالم و ان كل شئ ضده ولا يحبه .
هناك مظهر آخر من تبديات المجتمع الأناني ,
هو أنه لا يوجد أي نوع من الأخذ بيد الصغير , و نشر المعلومة , بل و لأنه عاني في الماضي لابد ان يعاني الجيل الجديد ايضًا بدلًا من أن يقدم لهم المعلومة و يبنون هم عليها , و لهذا دائمًا لدينا مشكلة و لا يوجد تراكم معلومات حيوي ابدًا . مراكمة المعلومات و الخبرات هي مظهر من مظاهر المجتمعات الصحية و السوية . فكل جيل يساهم بدوره في الحياة و يأتي من بعده يفند تلك المقولات و يختبرها و يستبقي السليم و يعدل و يضيف ما يحتاج تعديل و اضافة . و يستبعد ما لم يعد يناسبه . هذا النقد ليس انتقاصًا ابدًا من جهد من سبق و لكن لابد من تعديل دائم لان الحياة في حركة مستمرة . للاسف نجد دكاترة الجامعة يحاولوا تطليع عين الطلبة بحجة ان هذه هي الطريقة المثلي في تحصيل العلوم !!!! و لا يساعدوهم في الحقيقة بأي شئ ( حدث رد فعل طبيعي و طلعت المراجعات و الدروس و الملخصات و تم القضاء بحمد الله علي جوهر طلب العلم لتعند الدكاترة و اصبح الاستسهال هو سيد الموقف ) فكل فعل لابد ان يواجه برد فعل هذا شئ طبيعي و منطقي .
مثال آخر . لكل مفكر او مدرسة فكرية لابد ان يكون للعالم أتباع , يأخذوا عنه العلم و يوضح لهم ما غمض عليهم من مسائل . و لكن للاسف علماؤنا منشغلون بقضايا تافهة و يتركون الشباب يضيع اكثر ما هو ضائع و يعاني صعوبة ايجاد الطريق , ادي ذلك لنفور الشباب من العلماء و لانعزال العلماء انفسهم في ابراج عاجية فأضحي كلامهم عجيب بعيد عن الحقيقة الواقعية ( هم انفسهم خسروا فضيلة الحكمة ) فاصبح العلم متحفي و ضاع الجميع ووصلنا لما وصلا إليه . كل هذا لاننا افتقدنا فضيلة العطاء .
احسب أن دكتور المسيري - رحمه الله و جعل علمه صدقة جارية في ميزان حسناته - كسر تلك القاعدة و كان لديه تلامذه حقيقيين . صحيح ان هناك من ضل الطريق و هناك من تفزلك ... إلخ . لكنه بالتأكيد اثر في نفوس عديدة سوية استفادت منه و اضطلعت بعلمه و احسب انه بعد فترة سيتم تقويم و نقد منهجه بشكل علمي و و سيتفرع لعدة مدارس و اجتهادات و هذا ليس مذمومّا بالمناسبة .
تلك الصفة غاية في الأهمية . ليتنا نرى من سلك سلوك العطاء و ترشيده و محاربة الأنانية وصلوا لأين الآن . فهذه من السنن الكونية التي لا تتبدل ولا تتحول .
احسب أن دكتور المسيري - رحمه الله و جعل علمه صدقة جارية في ميزان حسناته - كسر تلك القاعدة و كان لديه تلامذه حقيقيين . صحيح ان هناك من ضل الطريق و هناك من تفزلك ... إلخ . لكنه بالتأكيد اثر في نفوس عديدة سوية استفادت منه و اضطلعت بعلمه و احسب انه بعد فترة سيتم تقويم و نقد منهجه بشكل علمي و و سيتفرع لعدة مدارس و اجتهادات و هذا ليس مذمومّا بالمناسبة .
تلك الصفة غاية في الأهمية . ليتنا نرى من سلك سلوك العطاء و ترشيده و محاربة الأنانية وصلوا لأين الآن . فهذه من السنن الكونية التي لا تتبدل ولا تتحول .