الخميس، 30 يناير 2014

شريحة من الحياة


عادة ما يتحول المنزل إلى "مزبلة " في وجود ذات ال30 شهرًا , و أنتهز الفرصة التي تزور فيها جدتها - حفظها الله و بارك فيها - لأنظف المنزل . تعافيت علي نفسي و جررت شئ ثقيل بوضعيه خطأ أدت إلي قطع وتر يدي اليمنى . 

الأمر كان مؤلمًا و لكني عادة لا استسلم للألم . ضلت عدة ايام عند جدتها و بدأت يدي في التحسن و لكن ما إن عادت حتي بلغت يدي مبلغًا مريعًا من الألم اضطر معه الي تناول المسكنات و مضادات الالتهابات ... لا مفر إذن من زيارة الطبيب الذي ابلغني بذلك ... قال لي انها ستمكث في الدعامة شهر و نصف !!! يا إلهي .
و لكني حمدت الله علي ان الامر معقول و له علاج - طبعًا في تلك الاثناء لا يفوتني أن اسب السبهلله المصرية , فقد أوصاني الطبيب لزيارة محل للأجهزة و الادوات التعويضية المصرية لابتاع منها الدعامة و لكن فوجئت ببائعين لا يفقهون اي شئ ولا يعرفون قراءة البضاعة التي عندهم و أحمد الله اني عملت فترة في مصر الجديدة لاعرف الأنواع و افهم الامر ... و ذهبت لصيدلية محترمة و ابتعت دعامة ممتازة للغاية , و احمد لله علي وجود الغرب الذي يصنع الاربطة بشكل متقن ... المهم اني عندما اشتريتها و ركبتها ارتحت فعلا !! لله الحمد و المنة 

يتصادف هذا الوقت مع موعد معرض الكتاب , و انا لست , دودة كتب , و لكن كنت احب الذهاب الأنتقي العناوين الهامة ... و لكن زوجي الحبيب مولع للغاية بالكتب و شرائها , في البدء كنت اتعجب و  لكن أظن أنه عندما تحب شخص حقًا فأنك تحب كل ما يسعده ... فحبي للكتب تضاعف لانه يحبها . أحب أن أتأمل عينيه الشغوفة في فحصه للكتب و لا انكر اني تعلمت منه فعلا كيفية اصطياد كتاب جميل . 

كنت دليله لمعرض الكتاب بالقاهرة في البداية , لأنه لم يكن معتاد علي زيارته قبلًا ... ثم وجدته قد هضم الامر و أصبح من الناصحين فيه .. بارك الله لي فيه و حفظه من كل سوء .

المهم انني سأسافر بيدي التي لا تتحرك بشكل طبيعي تلك !! منذ زواجي و انا تقريبًا ازور القاهرة بمعدل شبه ثابت ... الا انني لم اواجه شئ مثل ذلك قبلًا ... ما العمل , للاسف اضطررت ان اترك مريم مع جدتها في تلك الايام القليلة ... لقد اصبحت احب تلك الفتاة بشدة !! لم اتخيل قط اني ساحبها بهذه الدرجة :/
فعلا من ذاق عرف ... لقد دعوت الله كثيرًا ان يجعل شخصيتنا متوائمة , فكم من أهالي لا يفهمون ولا يستوعبون اطفالهم !!!  تكون تلك في رأيي مأساه المأئسي لكل من الاهل و الابناء ... لم يظهر الامر حتي الان و لكن ادعو الله بقلب صادق ان تتقبلني و تتوائم معي كما اشعر اني تقبلتها علي المستوي النفسي و السلوكي . ما اتحدث عنه هنا لا علاقة له بالأمومة من قريب ولا من بعيد و لكني اتحدث عن مستوي أعمق من المشاعر , مستوي الحب للشخص و ليس الحب لأنه مفروض عليا ( ففعلا كم من ابناء يعانون مع ابائهم ولا يبرونهم الا لانهم ابائهم فقط و لكن لو عليهم لإختاروا اشخاص أخرين ) و اعتقد ان الاباء هكذا هناك ابن يكون الاقرب لأبويه لأسباب مختلفة كثيرة ... ادعو الله ان نعبر هذا الحاجز معًا و ان يعينني علي برها قبل ان اطالبها بالبر ...

سلمت عليها اليوم قبل السفر , لا ادري لقد وقفت في مدخل المنزل لدقيقتين كاملتين يغالب عقلي عاطفتي . لم أتصور ابدًا ان اصل لهذا المستوي من الإحساس ... و لكنه حدث , عزائي انه وضع مؤقت ان شاء الله واني استودعها الله و ادعو لها كثيرًا و طويلًا

 بهذه المناسبة احمد الله كثيرًا علي نعمة وجود والدي في حياتي ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق