في البداية، نعتاد علي فعل أشيائنا مع أصدقائنا، ثم نختار أن نتبع ما نريده عكس رغبة من حولنا فنكون بمفردنا لبعض الوقت.
تعلمت منذ مدة أن استمتع بالإنتظار ... لا أجعله شيئًا سخيفًا يمر ببطىء، و لكن أعلو فوق حييزي الضيق لأرى الآخرين بعين الطائر، لذا؛ لا أمل من الطرق المزدحمة فدائمًا هناك شئ لنتابعه ... هناك مباني متناسقة أو غير متناسقة، أنواع الشجر التي يزهر كل نوع منها في وقت مختلف مع العام (في وقتنا هذا يكون الشجر ذي الورقة المركبة مزهر بزهور حمراء فاقع لونها غاية في الجمال و البهجة ) بحيث يكون هناك دائمًا نوعًا معينًا من الزهور طيلة العام .
عندما تذهب لإستقلال القطار و تأتي مبكرًا فأفضل شئ أن تختار مكان غير مزدحم لتجلس و تراقب .
القطارات مواصلة جيدة من حيث ان الفوارق طبقية فيها شبه منعدمة . يمكنك رؤية مختلف طبقات البشر بدء من أطفال الشوارع، المجندين الغلابة، ضباط الجيش و الشرطة الرتب، القضاة (في الصباح الباكر)، الأجانب من مختلف الجنسيات، رحلات المسنين، الراهبات، العائلات التي تحوي جميع الأعمار و الأنواع تذهب لقضاء عطلة قصيرة و المحملين بأكياس كثيرة من مختلف الأحجام، الفلاحات القادمات من قراهن لبيع منتجات الريف في أسواق المدينة ( بيض - بط - حمام - جبن قريش و بعض الخضار الموسم ) و التي تحملها غالبًا في شبك و أطباق معدنية كبيرة تسمي ( طشط ) .
تخيرت كرسي ليس بالبعيد ولا بالقريب من رصيفي، و تأملت في وجوه من يحملهم القطار من شتي البقاع للمحطة . تأملت الوجوه و كيف هي ... جاء في خاطري فيديو * قد رأيته منذ فترة عبقري في تصويره لأن كل إنسان هو بطل حياته و يحمل هم معين في لحظه معينة . تخيلت الجمل المكتوبة فوق كل شخص أراه خارج من القطار ... تأملت أنهم أيضًا ابطال لحياتهم مثلما أنا بطلة حياتي ... و تأملت صانع كل هؤلاء البشر و كيف يرزقهم و يعلم ما بدواخلهم و يسبب الأسباب لهم حتى ليتخيل أحدهم أن العالم كله مسخر له أو يعمل لصالحه، قد يكون و قد لا يكون . ألله أعلم . و لكن تدبير أمر كل هؤلاء فوق حصر العقل البشري . جائني خاطر أن هناك من هؤلاء من هو العزيز في قومه، و هناك الذليل و هناك صاحب السطوة، و لكن هم يتساوون في أشياء كثيرة جدًا ... ماذا يميز فرد عن الآخر سوى الإعلام ؟؟ كلهم تقريبًا في نفس معدلات الطول و لديهم نفس المقومات الضئيلة ... لذا من يملك سطوة فوق هؤلاء العاديين حتمًا لابد أن يصاب بلوثة إن لم تتأثر قواه العقلية بشكل أو بآخر .
تخيرت كرسي ليس بالبعيد ولا بالقريب من رصيفي، و تأملت في وجوه من يحملهم القطار من شتي البقاع للمحطة . تأملت الوجوه و كيف هي ... جاء في خاطري فيديو * قد رأيته منذ فترة عبقري في تصويره لأن كل إنسان هو بطل حياته و يحمل هم معين في لحظه معينة . تخيلت الجمل المكتوبة فوق كل شخص أراه خارج من القطار ... تأملت أنهم أيضًا ابطال لحياتهم مثلما أنا بطلة حياتي ... و تأملت صانع كل هؤلاء البشر و كيف يرزقهم و يعلم ما بدواخلهم و يسبب الأسباب لهم حتى ليتخيل أحدهم أن العالم كله مسخر له أو يعمل لصالحه، قد يكون و قد لا يكون . ألله أعلم . و لكن تدبير أمر كل هؤلاء فوق حصر العقل البشري . جائني خاطر أن هناك من هؤلاء من هو العزيز في قومه، و هناك الذليل و هناك صاحب السطوة، و لكن هم يتساوون في أشياء كثيرة جدًا ... ماذا يميز فرد عن الآخر سوى الإعلام ؟؟ كلهم تقريبًا في نفس معدلات الطول و لديهم نفس المقومات الضئيلة ... لذا من يملك سطوة فوق هؤلاء العاديين حتمًا لابد أن يصاب بلوثة إن لم تتأثر قواه العقلية بشكل أو بآخر .
السيطرة لها لذتها التي تعتبر من أقوي المشاعر التي يمكن أن تسيطر علي بشري . فنحن نعلم ضعفنا و لكن نتغافل عنه أو حتى ننساه بفعل الروتين فما إن نملك ما قد يُشعرنا أنه قد يعوضنا عن هذا الضعف الإنساني المفطورين عليه يبعث بمشاعر عظيمة قد تهيئ للمرء خطئًا انه استطاع التغلب و تجاوز ضعفه . يحيط نفسه بمظاهر النعيم , و تلفه مظاهر الإعجاب و الغبطة من الآخرين يظن أنه بها سيعلوا و يعلوا و لكنه يعيش في وهم يتحول لحقيقة في عينيه . لا يحتد بصره و ينطفئ هذا الوهم إلا بأول لحظاته في القبر .
شهوة السيطرة و تجاوز جميع مظاهر الضعف الإنساني و التعلق بنظرات الإعجاب الزائلة من أصعب ما يصيب المرء في عصرنا الحالي ... نسأل الله السلامة .
---------------------
* رابط الفيديو المذكور في المقال
https://www.youtube.com/watch?v=cDDWvj_q-o8
https://www.youtube.com/watch?v=cDDWvj_q-o8