الاثنين، 8 ديسمبر 2014

إحتساب النوايا في صغير الأعمال لعلها تأتيني كالجبال

لم يقدر لجيلنا الا أن يرى الإحباطات المتتاليه ... كثيرين فقدوا المعين الحقيقي و لكن احسب ان لدي قدر ضئيل من تكبير الدماغ يجعلني لا القي بالًا للصغائر التي تكدر البعض .. نعم نحن نعيش في ضوضاء كثيرة و لكن هناك من يقرر ان لا يستمع لها و هناك من يريد ان يركز فيها ... هي امر واقع و لله الحمد ان خلق لنا  الله القدرة على التكيف كي لا نموت من اول صدمة .. 

الخميس، 20 نوفمبر 2014

FB إن شاء أظهرك ، و إن شاء أخفاك

ذكرت قريبًا د. هبة رؤوف عزت تلك المقولة :


16 نوفمبر، الساعة 02:38 مساءًلا تحرص على الشهرة.. ولا السلطة ..ولا المال..
فإنك إن حرصت عليها ولم تُحصِّلها أحزنَتك
وإن حرصت عليها فجاءتك أهلَكتك
ولكن اسأل الله العافية..
واسأله ما يحب ويرضى لك..
فإنه إن شاء أفقرك وإن شاء أغناك
وإن شاء أظهرك وإن شاء أخفاك
وإن شاء وسدك الأمر وإن شاء عافاك
وإنما عليك العمل والسعي ..
والإيمان بالقَدَر..
واليقين بأن لله الأمر كله
.
والزم الرضا عن ربك في كل حال 

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

الرائعون يأتوننا من الله

اؤمن أن معرفة الناس كنوز ... و الكنوز نادرة و تحتاج لتنقيب و بحث و تعب . 

في حياتنا المعاصرة قد نكون محاطين بالكثيرين و لكن القلة القليلة منهم هي من نستطيع التواصل معهم بفعاليه . قلة لم تفعل ما يفعله الجميع و ليست من "العامة " العامة ليسوا مقابل الخاصة اي الأغنياء .. و لكن العوام أي الغير مميزين ولا يسعون لتأكيد إنسانيتهم وعيهم بأنفسهم منقوص و دائمًا ما يتلاعب بهم الإعلام أو اي من وسائل التوجيه الآخرى . 

فيما مضى كنت اتمسك بالناس بقوة و اشعر بحزن عند الفراق . و لكن لا أدري لماذا اشعر مع "هي" بشعور غريب ... لفتت إنتباهي بطلاقتها و صراحتها و برائتها منذ الوهلة الأولى و شعرت أن معدنها جيد لإقامة بوادر صداقة .

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

FB ثـمـن الجـمـال


مررت بموقف في الفترة الآخيرة جعلني - مع مواقف شبيهة اخرى - أفكر ... أن للجمال ثمن لابد من دفعه .ولابد من ضبط بعض المفاهيم التي تتداخل مع هذا الامر . 



فقد أراد الجيران تجميل المنطقة المشتركة الخارجية للدور و طلبوا منا مبلغ ما . الحقيقة أننا لم نتحمس للفكرة و قلنا أن هذا المبلغ أولى به أشياء اخرى و إعتبرت أن التجميل ما هو إلا مرادف الترف . ثم تم الأمر ووجدت أن التجميل قد يكون فعلًا ترف و لكنه ترف مبهج و لكن لابد له من ثمن .

ثم سرحت في قيم الجمال التي يبدي البعض بها إعجابًا ... ما الجمال الذي يمكن أن يأتي بدون ثمن ؟؟ وجدت أنه لا يوجد . 
*فالطرز المعمارية المميزة و الزخرفة و النقوشات هي في الحقيقة تكلفة إضافية فوق تكلفة البناء نفسه ، يدفع ثمنها من يريد الجمال و السكن في مكان جميل .
*النباتات سواء كانت زينة أو لها استخدام ، هي لها تكلفة ما من شراء أصص و تربة و سماد و مبيد و تحتاج لوقت و خبرة للعناية بها . 

*الملابس الجميلة لها ثمن ... فنظرًا لدراستي بعض الوقت لفن التصميم الازيا و الباترون ، وجت اني كي أصمم تصميمًا جديدًا و أخرجه بشكل مناسب و شيك -كما يقول الكتاب- قد أحتاج لإعادة البروفة مرات عديدة ، يكلف ذلك ورق و قماش و اقلام ووقت كثير كي نحصل على المقاس المناسب ، هل لا يوجد برامج علي الكمبيوتر قد توفر هذا الوقت / الجهد/ القماش ؟؟ نعم توجد ... و لكن لشرائها و هي متخصصة و غير متوفرة تحتاج لثروة قد توازي في التكلفة كلفة الورق و القماش و الوقت ... فقد قالت لي معلمة التصميم ذات مرة ، أن بيوت الأزياء العالمية - بغض النظر عن التصميمات الخعبلية - و لكنها غالية السعر لانها لا تبيع التصميم و لكنها تبيع المجهود الذي تم بذله لنحصل علي قطعة مناسبة غاية في الإتقان و الجودة من تصميم و تشطيب و إختيار الوان متناسقة و جودة عالية لصبغ القماش و عوامل كثيرة جدًا ( طبعًا هناك من يحصل علي سعر عالي و لا يقدم في المقابل جودة مماثلة و لكني اتحدث عن مبدأ آخر و هو ان الجمال مكلف و له ثمن )

*القصور الفخمة بالأثاث الجميل و التحف التي تملؤها و تنسيق الحدائق فيها و إستحضار النباتات و العناية الفائقة بها ووجود نافورات مياه كل هذا له كلفته التي لا يستهان بها .  

* المظهر الجميل له أدواته ، كريمات الشعر و البشرة هناك الجيد و الرديء منها و العطور و جودتها لها أثمان لأنه هناك عطور جيدة و ثبته و اخرى رديئة لا تثبت و قد تتحول لرائحة كريهة مع الإستخدام !! 

أي مظهر من مظاهر الجمال سواء شخصي أو على المستوى العام لابد له من تكلفة معينة . تلك التكلفة هي الفارق بين الإنسان العادي و من له حس راقي .

هناك إشكاليات تصاحب هذا الامر ..

1- هل المال هو ما يأتي بالجمال ؟؟
ليس دائمًا ، فليس كل انفاق على اشياء متكلفة بالضروري أن يكون جميلًا . المال بحد ذاته لا يصنع حس جمالي ، الإنسان هو ما يصنعه و هو في حاجة لتقدير ما لهذا الجهد الذي يبذله في سبيل الجمال حتى يستطيع توفير حاجاته و الإستمرار فيه ...  و لكن المال عامل هام من عوامل أخرى للحصول على الجمال . لان الجمال لابد له من تكلفة وقت و إتقان و فراغ ( ارض واسعة ) يمكن ان نضعه فيه . 


2- لماذا لم نعد نشعر بالجمال حولنا ؟؟ 
هذا له عوامل كثيرة مركبة . من ضمنها اننا شعوب منهوبة منذ فترة ، النهب يؤثر علي الكفاءة فلا يضع الناس المؤهلة في المناصب المناسبة لها . فلا يكون هناك تخطيط سليم للمدن و تزدحم حاجات الناس في نفس المكان القديم ( لانه لا يوجد جديد ) و تسيطر رغبتهم الاساسية في البقاء و تصبح اولوية على اي شئ اخر . فأين يمكن أن تجد جمال في مدن مزدحمة مكدسة ؟ هناك نمو طبيعي و توسع للمدن لا يحدث هاهنا فيكون التوسع رأسي ( تهدم العمارات القديمة لتبني ابراج ) و الأفقي يكون لمن يملك اموال غير منطقية فقط ( الكومباوندات الجديدة ) . النهب يقضي علي العدالة الحقيقية في التوزيع ولا يكون هناك هدف اسمي مشترك للجميع و لكن كله يريد ان يأخذ و يهرب لان الدولة تنهار فعليًا ولا احد يريد دفع كلفة البناء و القضاء علي الفساد . كل هذا يؤثر علي الجمال و احساسنا به . 


3- الجمال و الإستهلاك .
النهب و تولية الفاسدين لا يؤثر ماديًا فقط و لكن له انعكاسات طويلة الامد عل الثقافة ، غالبًا ما لا تكون الإرادة النابعة من الشعوب هي المسيطرة و لكن إرادة المتغلب الحاكم بالسلاح . فلم يظهر انعكاس الجمال بشكل مرشد و لكن ظهر بشكل استهلاكي ( رد فعل للفقر و للرغبة في السرقة و الهرب  عدم الاستقرار )  ... و كالعادة حدثت ردة فعل ضد الإستهلاك مطلقًا فلم نقف موقف الناقد العاقل و لكن مجرد رد فعل رافض لكل شئ . و ما اسوأ ان يكون المرء مجرد " رد فعل " و ليس فاعلًا لشئ في مخيلته .
فهناك فئة حالية رافضة لكل انواع الجمال الحالي بإعتباره مجرد كماليات لا لزوم لها . و لكنهم لا يستطيعون الالتزام بكل ما يقولونه حرفيًا فيكون دائمًا بداخلهم شعور بالذنب لدفعهم الثمن الذي يفرضه الجمال دائمًا . أحسب أنه لابد من التصالح قليلًا مع الذات حتى لا يكون الاستمتاع بالجمال المباح هو خلل بالمبادئ تؤنب الضمير دائمًا  . 
أحسب أن هذا انعكاس لتشوه بعض المفاهيم لدينا ، فالزهد الإسلامي ليس هو الزهد المسيحي المتقشف الذي يظهر في صورة الرهبان الذين يلبسون ابسط الثياب و يهجرون الدنيا . الزهد لدينا هو أن نمتلك الدنيا في يدينا ولا تمتلك قلوبنا ، هناك نوعان مصرح الحسد فيهما : منهما رجل آتاه الله مالًا فأنفقه في سبيله ( سلط على هلكته في الحق ) 

الجمال الحقيقي يكون انعكاس لإستقرار نفسي ، و لكن على العكس من ذلك هناك نوعية ملولة دائمًا لا تستقر على شئ ولا عزيز لديها تحتفظ به ، و لكنها تريد التغيير دائمًا ابدًا ( لم يعد الجمال انعكاس لإستقرار داخلي و لكنه اصبح سباق محموم بين الجميع لإبراز التميز بينهم )
ما هو الخط الفاصل بين الإستهلاك و اعتزال الدنيا المذموم ؟ هذا الامر متروك للتقدير الذاتي ، من المفترض ان النفس السوية تتمتع بالفهم و التمييز و تستطيع ذلك دون وصاية نصية ، فهي تستحضر المعنيين عن يمينها و شمالها و تحاول السير بينهما في منطقة وسط . 

إثنين و ثلث

يا نهار ابيض !! ايه القرف دا

قمت من النوم لدخول الحمام ، و لم انظر في المحمول عند قيامي ثم و جدت ساعة الحمام معطلة ... فأطللت بوجهي من الحمام لأري  مرأة الصالة ( لانها تعكس صورة ساعة الحائط ) فوجدتها 2 و ثلث !!!

دخلت الحمام مرة اخرى و انا افكر في أنه يوم آخر يضيع ... حرقني الصابون في عيني و لم أعبأ به ، كنت افكر في المكالمة الهاتفية التي لابد من إجرائها للمصلحة الحكومية التي سيترتب عليها سفري ، يالها من حكومة متأخرة يتم تعطيل فيها ورقي لمدة اسبوع كامل لأن البيه المدير مسافر و لم يفوض أحد لإمضاء البوسطة اليومية ... و ها انا ازيد الاسبوع و أضيع علي نفسي يومًا آخر لا أتمكن فيه من مكالمتهم ... كما  أن اليوم اريد الخروج لمشوار لصديقة عزيزة و لكن الوقت لن يكفي للطهي و إيقاظ الفتاة لتذهب لجدتها لأستطيع القيام بما أريد .

إثنين و ثلث -_- هذا يعني انه بالكاد استطيع اللحاق بصلاة الظهر ( فتلك ايام الشتاء قصيرة النهارحيث يكون الضوء واحد طوال النهار فالجو دائمًا غائم ، يكون العصر فيها علي اثنين و نصف ) يا ربنا اريد التركيز في الصلاة و لا امضيها في هواجس ماذا سأطهو اليوم و متى سيعود زوجي من المنزل و هل سيكون الطعام قد أعد أم سيتنظر و هو مسكين و جائع ... هل هناك ملابس مناسبة لهذا الجو المتقلب أم لا . لا وقت لغسل الأسنان لأتمم وضوئي و لأبحث عن ملابس الصلاة لعلي أجدها قبل اذان العصر . 

كل هذا لأني استيقظت مبكرًا قليلًا و قلت هناك وقت لاغو فيه ... كيف تكون غفوة بسيطة هكذا أن تأخني في ستة ساعات كاملة !!! يال نسبية الزمن أين نذهب في نومنا .. ها اين !
أجد ملابس الصلاة في الصالة و انظر مواجهة للساعة نفسها لأجدها العاشرة إلا ثلث :D  اضحك كثيرًا من ظرافة كل الخواطر التي مرت بسرعة البرق و لم تستغرق وقتًا . لم يُؤذن حتى للظهر ... لم تأخذ الغفوة ستة ساعات بل ساعة و نصف :)))

شعرت أنه هناك هدية أهديت لي من الوقت يالها من هدية ثمينة لا تتكرر ... رجعت بالزمن اربع و نصف تقريبًا .. و أستطيع الآن أن اجري الحوار الهاتفي و افكربهدوء لماذا سنأكل و أرى ماذا سأرتدي اليوم و سأعود لأغسل اسناني ... ممم هل أجرى المكالمة الهاتفية ؟؟ ليس الان العاشرة الا ربع وقت مبكر و ستجدي الآن الموظفات يفطرن ... لأدعهن يأكلن بهدوء ،هناك فسحة من الوقت ... لأفتح الفيس قليلًا لأرى ماذا جرى في الدنيا صباحًا .


الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

FB عن القرآن


بداية : الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله .
أحيانًا تمرعلي َّ بعض الحالات المكتوبة علي الفيس بوك و التي تؤثر في بشدة ... و يمكن حتى ألا اضغط زر الإعجاب فلا يدري احد اني مررت بها ، و لكنها تؤثر فيَّ حقًا .
من ضمن ما قرأت و أثر في بشدة ، أن أحدهم " و كان طالبًا للعلم " كان يثني على شيخه و يقول أن صوت القرآن الكريم الهادئ لم يكن ينقطع ابدًا من غرفت المكتب . و كان يقول أنها فرصة جيدة لمراجعة ما يحفظه ...
تأملت هذا الأمر ... ووجدت أنه عكس السائد عن بعض الناس التي قد تضيق ذرعًا بوجود القرآن يعمل في الخلفية ، للأمانة لست من النوعية التي تحب ان يكون هناك موسيقى أو راديو او تليفزيون او اي شئ " بيوش " وراهم يحسسهم بالونس ... لست هذا النوع من الناس . و لكن " و بما أننا تخلينا عن التليفزيون منذ حوالي 10 اشهر ( حاليًا اصبح عام و نصف ) " فلا بأس من تجريب هذا الأمر على فترات متباعدة أو اثناء قيام بمهام روتينية لا تستدعي التركيز التام و أكون بمفردي كي لا ازعج أحد ( ركوب مواصلات - اعمال منزلية ) .

و لكن ليس لدي تسجيلات لمصاحف ؟ لا بأس لنبحث عما لدينا علي اللاب . وجدت القليل و لكن البحث على النت استهواني ووجدتني اركز علي 3 ... الحصري - المنشاوي - عبد الباسط ( مع حفظ الألقاب ) . و لكن اقربهم لأذني كان عبد الباسط ، سلس للغاية بدون بطئ ولا سرعة . احببت من القراءات المرتل و ليس المجود فهو اثبت في الذهن و يساعد علي الحفظ الطبيعي الغير مفتعل .

بالمداومة على سماع القرآن الكريم شعرت بأشياء سأحاول جاهدة أن أعبر عنها و قد تبدو مبهمة ، و لكنها طاقة تريد ان تخرج فلابد من اطلاقها .

وجدت انه لكل سورة تقريبًا شخصية !! هناك سور كاريزمية تدخل القلب مباشرة و هي التي يحب الغالبية الناس سماعها مثل يوسف و مريم ... و هناك سور لها رتم معين يساعدك علي الحفظ مثل صاد و طه و الإسراء و محمد . و هناك سور سهلة و لكن بدون سمت معين مثل فصلت و لقمان و ياسين . و لكن في الحقيقة مع كل ذلك لكل سورة شخصية . و هذا ما فوجئت به عندما كنت ابحث عن ايات معنية و اين تقع فكنت اقلب كل سورة لأقول لأ لا تنتمي تلك الآيات لتلك السورة حتى شعرت انها لربما تنتمي لتلك السورة و قد كان !!!

لدي نظرية أن كل شئ مكتوب يحمل جزًا من روح كاتبة . و لكن القرآن ليس ككل الكتب بل هو كتاب الله عز و جل يخاطب به عباده جميعًا . فالقرآن هو الوحيد الذي يجد القارئ نفسه فيه لانه كلام الخالق الذي خلقنا نحن ايضًا ... لا يتشابه ايضًا مع الكتب في انك لا يمكن ان تجد نمط كتابي إن حفظته فقد مللته او توقعت ما هو قادم مثلما يوجد في الكتب الأرضية ذات المؤلفين البشريين . كتب المسيري مثلا اصبحت استطيع التنبؤ بما سيقوله ... إستطعت نسبيًا قراءة شخصيته في كتبة ... لكن القرآن ليس هكذا بالتأكيد .... هو دائمًا يفاجئك بمعان لم تخطر لك على بال عند قرائته بشكل متمعن و مداومة الإستماع له .

ستشعر بعلاقة غريبة بينك و بين السور و بين الآيات ... ستشعر أنك كلما اقبلت على السورة كلما باحت لك بمكنوناتها اكثر فأكثر و كلما لامست روحك و كلما كشفت لك عن معانيها و كأنها تفسر نفسها لك و تتجلى لك بمعان لم تكن تنتبه لها من قبل و كلما ارتقت بك و كلما شعرت بضئالتك بجوارها .

ما هذا الكتاب المعجز الذي يتلى آناء الليل و أطراف النهار منذ 14 قرن من الزمن و لم يتنقض عجائبه ؟ ربما يختلف اثنان على رواية أو على كتاب او تجد البعض يحب نوعية معينة و البعض الآخر يأنفها إلا القرآن !! و من لا يدركه فهو لا يدرك العربية حق الإدراك ... ربما لان اسلوبه ليس به النقص الطبيعي الموجود في البشر من محدودية الاسلوب مهما بلغت عبقرية الكاتب فهو لديه طاقة معينة ما ان نفدت حتى ليتبين للقارئ ماذا سيقول او كيف يفكر ... و لكن هذا لا يحدث مع القرأن ابدًا . الفكرة انه يريد ذهن خالي و صافي كي يمكنه تقبل تلك المعاني الهادئة التي تتسلل للنفس بهدوء و تؤده . لابد ان تتأهل لإستقباله ... و ما إن تأهلت سوف يرتقي هو بك شيئًا فشيئًا .

كل السور جميلة و لكن يعتمد الامر على من يقرأ ( كنت اقول سابقًا ان المقرئ لا يجب ان يؤثر علي تذوق الانسان للقرآن و سبحان الله فوجئت ان هذا هو نفس رأي علي عزت بيجوفيتش في القرآن ايضًا .... حتى سمعالقرآن بيجوفيتش مرة - و سمعته انا ايضًا - من مقرئين ذوي اصوات عذبة ، غير الامر كثيرًا من نظرتي الصلبة للقرآن ... القرآن يخاطب الانسان بجانبه العقلي و جانبه الانساني الذي يحب الجمال و يأنس به ، و بشكل شخصي احب الأصوات الجميلة طبيعيًا بدون اي محسنات او افتعال او ما شابه . فقط قراءة بما يجود الله به علي القارئ ذي الصوت الشجي . ازعم ان الشيخ عبد الباسط في مصحفه المرتل وصل لتلك الغاية ولو اني اجد ان كلٌ مقرئ يتفوق في قراءة سورة معينة . فمثلا ترتيل المنشاوي لمريم جميل ... ترتيل المنشاوي للإسراء اعذب بمراحل من ترتيل عبد الباسط ، و ترتيل عبد الباسط لطه متفوق بشدة على المنشاوي و هكذا و الحصري أجمل منهما في الأنفال .


صحيح ان القرأن لم يُخلق ليكون تمائم و لكن ما يضير ان يكون موجودًا دائمًا ؟ قد يشرد المرء ( أو يستفيق بمعنى أصح من غفلة الدنيا ) على معني معين في لحظة أثناء تلك القراءة الموجودة بجواره ما يفتح به الله عليه فتوحًا جمة . لماذا نغلق الباب من اساسه خاصة لو لم نكن نفعل شئ يستدعي الإنتباه ؟؟ لست من المهاوويس او المتدينون بالعاطفة و ( ولا ازعم اني اسلامية اصلًا ) و دائمًا ما أحب الإعتدال و لكن لنتأمل ، أصبح كل ما في حياتنا اليوم يبعدنا عن الينابيع الصافية التي أهدانا اياها الله علي غير حول ولا قوة منا ... عن الذكر الحكيم بدون تشنج أو تعصب ، فيكفي تأمل الشعوب المسلمة غير الناطقة بالعربية كي اعلم في اي نعمة انا فيها ، كوني اتحدث العربية بالميلاد دون اي فضل و بلا اي مجهود مني .. لو رأيت المسلمون كيف يجلون العرب لسانًا لشهرت بالتيه و الزهو الذي يشعر به بالاجنبي فوق شعوب الآرض ، فقد اعطانا القرآن ميزة ما بعدها ميزة و لكنا للاسف غافلين عنها ... افلا نغتنمها !!!
القرآن الكريم كنز جميل .. الحمد لله على نعمة الإسلام و أن اوحي إلي عبده القرآن كي اتعبد إلى الله بكلامه :)

عن القرآن الكريم

بداية : الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله . 

أحيانًا  تمرعلي َّ بعض الحالات المكتوبة علي الفيس بوك و التي تؤثر في بشدة ... و يمكن حتى ألا اضغط زر الإعجاب، و لكنها تؤثر .  

من ضمن الحالات التي أثرت في بشدة هي أن أحدهم " و كان طالبًا للعلم " كان يثني على شيخه و يقول أن صوت القرآن الكريم الهادئ لم يكن ينقطع ابدًا من غرفت المكتب . و كان يقول أنها فرصة جيدة لمراجعة ما يحفظه ...

تأملت هذا الأمر ... ووجدت أنه عكس بعض الناس التي  قد تضيق ذرعًا بوجود القرآن يعمل في الخلفية ، للأمانة لست من النوعية التي تحب ان يكون هناك موسيقى أو راديو او تليفزيون او اي شئ " بيوش " وراهم يحسسهم بالونس ... لست هذا النوع من الناس . و لكن " و بما أننا تخلينا عن التليفزيون منذ حوالي 10 اشهر " فلا بأس من تجريب هذا الأمر على فترات متباعدة أو اثناء قيام بمهام روتينية لا تستدعي التركيز و أكون بمفردي ( ركوب مواصلات - اعمال منزلية ) .

و لكن ليس لدي تسجيلات  لمصاحف ؟ لا بأس لنبحث عما لدينا . وجدت القليل و لكن البحث على النت استهواني ووجدتني اركز علي 3 ... الحصري - المنشاوي - عبد الباسط . و لكن الاقربهم لقلبي هو عبد الباسط ، سلس للغاية بدون بطئ ولا سرعة . احببت من القراءات المرتل و ليس المجود فهو اثبت في الذهن و يساعد علي الحفظ الطبيعي الغير مفتعل .

بالمداومة على سماع القرآن الكريم شعرت بأشياء سأحاول جاهدة أن أعبر عنها و قد تبدو مبهمة ، و لكنها طاقة تريد ان تخرج فلابد من اخراجها . 
وجدت انه لكل سورة تقريبًا شخصية !! 
هناك سور كاريزمية تدخل القلب مباشرة و هي التي يحب الغالبية سماعها مثل يوسف و مريم ... و هناك سور لها رتم معين يساعدك علي الحفظ مثل صاد و طه و الإسراء و محمد  . و هناك سور سهلة و لكن بدون سمت معين مثل فصلت و لقمان . و لكن في الحقيقة أنه لكل سورة شخصية . و هذا ما فوجئت به عندما كنت ابحث عن عدة ايات اين تقع فكنت اقلب كل سورة لأقول لأ لا تنتمي تلك الآيات لتلك السورة حتى شعرت انها لربما تنتمي لتلك السورة و قد كان !!!

لدي نظرية أن كل شئ مكتوب يحمل جزًا من روح كاتبة . و لكن القرآن ليس ككل الكتب بل هو كتاب الله عز و جل يخاطب به عباده جميعًا . فالقرآن هو الوحيد الذي يجد القارئ نفسه فيه بل و لا يمكن ان تجد نمط كتابي إن حفظته فقد مللته او توقعت ما هو قادم مثلما يوجد في الكتب الأرضية ذات المؤلفين البشريين . هو دائمًا يفاجئك بمعان لم تخطر لك على بال عند قرائته بشكل متمعن و مداومة الإستماع له .

ستشعر بعلاقة غريبة بينك و بين السور و بين الآيات ... ستشعر أنك كلما اقبلت على السورة كلما باحت لك بمكنوناتها و كلما لامست روحك و و كلما كشفت لك عن معانيها و كأنها تفسر نفسها لك و تتجلى لك بمعان لم تكن تنتبه لها من قبل و كلما ارتقت بك و كلما شعرت بضئالتك بجوارها .


 ما هذا الكتاب المعجز الذي يتلى آناء الليل و أطراف النهار منذ 14 قرن من الزمن و لم يتنقض عجائبه ؟ ربما يختلف اثنان على رواية أو على كتاب او تجد البعض يحب نوعية معينة و البعض الآخر يأنفها إلا القرآن !! ربما لان اسلوبه ليس به النقص الطبيعي الموجود في البشر من محدودية الاسلوب مهما بلغت عبقرية الكاتب فهو لديه طاقة معينة ما ان نفدت حتى ليتبين للقارئ ماذا سيقول او كيف يفكر ... و لكن هذا لا يحدث مع القرأن ابدًا . الفكرة انه يريد ذهن خالي و صافي كي يمكنه تقبل تلك المعاني الهادئة التي تتسلل للنفس بهدوء و تؤده  .

كل السور جميلة و لكن يعتمد الامر على من يقرأ ( كنت اقول سابقًا ان المقرئ لا يجب ان يؤثر علي تذوق الانسان للقرآن و سبحان الله فوجئت ان هذا هو نفس رأي علي عزت بيجوفيتش في القرآن ايضًا حتى سمعه مرة - و سمعته - من مقرئين ذوي اصوات عذبة ، غير الامر كثيرًا من نظرتي الصلبة للقرآن ... القرآن يخاطب الانسان بجانبه العقلي و جانبه الانساني الذي يحب الجمال و يأنس به ، و بشكل شخصي احب الأصوات الجميلة طبيعيًا بدون اي محسنات او افتعال او ما شابه . فقط قراءة بما يجود الله به علي القارئ ذي الصوت الشجي . ازعم ان الشيخ عبد الباسط في مصحفه المرتل وصل لتلك الغاية ولو اني اجد ان كلٌ شئ يتفوق في قراءة سورة معينة . فمثلا ترتيل المنشاوي لمريم جميل ... ترتيل المنشاوي للإسراء اعذب بمراحل من ترتيل عبد الباسط ، و ترتيل عبد الباسط لطه متفوق بشدة على المنشاوي و هكذا . 

صحيح ان القرأن لم يُخلق ليكون تمائم و لكن ما يضير ان يكون موجودًا دائمًا ؟ قد يشرد  المرء( أو يستفيق بمعنى أصح من غفلة الدنيا ) على معني معين في لحظة أثناء تلك القراءة ما يفتح به الله عليه فتوحًا جمة . لماذا نغلق الباب من اساسه خاصة لو لم نكن نفعل شئ يستدعي الإنتباه ؟؟ لست من المهاوويس او المتدينون بالعاطفة و دائمًا ما أحب الإعتدال و لكن لنتأمل ، أصبح كل ما في حياتنا اليوم يبعدنا عن الينابيع الصافية التي أهدانا اياها الله علي غير حول ولا قوة منا ... عن الذكر الحكيم بدون تشنج أو تعصب ، فيكفي تأمل الشعوب المسلمة غير الناطقة بالعربية كي اعلم في اي نعمة انا فيها ، كوني اتحدث العربية بالميلاد دون اي فضل و بلا اي مجهود مني .. لو رأيت المسلمون كيف يجلون العرب لسانًا لشهرت بالتيه و الزهو الذي يشعر به بالاجنبي فوق شعوب الآرض ، فقد اعطانا القرآن ميزة ما بعدها ميزة و لكنا للاسف غافلين عنها ... افلا نغتنمها !!!

القرآن الكريم كنز جميل .. الحمد لله على نعمة الإسلام و أن اوحي إلي عبده القرآن كي اتعبد إلى الله بكلامه :)

السبت، 18 أكتوبر 2014

لم تكد تأتِ لتذهب !!

تلك هي سنة الحياة ... تتابع تسارع الحياة اصبح مجنونًا لدرجة عدم الثبات علي اي شئ ... ما ان نقابل الناس الجميلة حتى يذهبوا عنا !! الا لعنة الله علي الظالمين الذين يفرقون بيننا سواء بالقتل او بالهجرة لإستحالة الحياة الآدمية هنا :(

ربما اتابع بشكل اكثر تفصيلًا في وقت لاحق .. رحماك يا ربي علي فراق الاصدقاء 

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

الصراخ في الفضاء مكتوم ...لا صوت له !!!

هذا حرفيًا ما أفعله هنا ... فرغم امتلاكي بوسائل التواصل الإجتماعي المعتادة و القدرة علي حصر اللايكات ( و هي تعتبر مرادف لنظرة الإعجاب في عيون الآخرين و لكننا نستعيض عنها بشكل اليكتروني مناسب للعصر ) إلا اني فعلًا اشعر بإختناق !!

الأحد، 12 أكتوبر 2014

حمل الراية

من الأشياء التي كانت تقال لنا أنه من الأفضل أن يتزوج المرء مبكرًا جدًا كي يكبر ابناؤه معه و يستمتع معهم و هو لا يزال صغيرًا .

و لكني بصراحة لست من مؤيدي هذا الامر لعدة اسباب - ليس المجال ذكرها الآن -  و لكن يمكن للمرء أن يعيش تلك المشاعر الجميلة ، يمكنه ان يعطي الأصغر منه سنًا خبراته حتي لو لم يكونوا من دمه ، هناك رحم للحق تجمع الناس و هي من اقوي الروابط في رأيي  

كما حكيت من قبل أنه طوال عمرنا كل عام يكون هناك تغير حقيقي ( بنكبر سنة دراسية و شئ محسوس ) و لكن بعد التخرج نمر بحالة عجيبة من تشابه الأيام ،ربما يكون الأمر مُربك بعض الشئ في البداية و لكن لكل مرحلة جمالها . فقد تصالحت مع فكرة مرور العمر و لم تعد ترعبني فقد اصبحت اعيش "خارج الزمن " و نتج عن ذلك أني اصبحت اصادق من هم اصغر مني سنًا - و لكن هناك تألف روحي عميق بيننا - و كانت تلك العلاقات جيدة و ناضجة للغاية .

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

الإسراء

اللهم لك الحمد
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ... 
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك ... 
الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة .

الاثنين، 6 أكتوبر 2014

FB ثرثرة بمناسبة زواج "جورج كلوني "


عرفت الخبر قدرًا من نشر بعض الأصدقاء صوره مع زوجته ، لم أكن أعرف بالأمر من قبل . و الحقيقة لست مبالغة تجاه الممثلين ، هم اشخاص أحب وضعهم في إطارهم الطبيعي ( لديهم ملكه معينة لإظهار مشاعر مختلفة في الدور الذي يوضعون فيه ) فقط . و جورج كلوني من الممثلين الذين لهم مواقف جيدة "من وجهة نظرنا كعرب " تجاه القضايا السياسية و حتى الأفلام التي شاهدته فيها كان سيريانا كان له معنى و هدف . و هذا جيد .


و من سمات الصورة المتحركة عمومًا انها تخلب الألباب و تقصر المعني في إطار معين . ما إن يذكر صلاح الدين حتي يتبادر للذهن الممثل أحمد مظهر على سبيل المثال ، و هذا يجرنا لإشكالية شائعة و شائكة ؛ هل الفن حر في تجسيد ما يريد عن التاريخ بدون أي إلتزام بما حدث أم وجب عليه الإلتزام الحرفي بالنص التاريخي لأنه يستقر في وعي الجماهير شئنا أم أبينا .  و لكن هذا ليس ما أريد الحديث عنه . و لكن الحديث عن تجسيد المعاني المطلقة "خاصة" الحب بين الرجل و المرأة .
فقد شاهدت كوميك ظريف عن نظرة كلوني لزوجته ، و نظرة مشهور آخر لفتاته ... ثم نظره عمر اديب لزوجته !! و كانت مفارقة مضحكة للغاية الحقيقة . كما أن هناك تعليقات كثيرة على أسلوب نظرة "كلوني" لزوجته و انها نظره رائعة و هي ما تهمهم في البوم صور فرحه .

ما سرحت فيه شئ غريب ... هل هذه النظرة فعلًا نظرة حقيقية ؟؟ أي ممثل معتاد على الكاميرات يمكنه أن يُصَدِّر للناس أي إنفعال شاء و يقنع به الجمهور ... ما الذي يمنع أن يكون شكله الذي يظهر أمام الكاميرات محسوب منه بدقة كي يكون في أكمل منظر ؟؟
 كثيرًا ما كنت أفكر في أن الممثلين البارعين لا يمكنني أن أثق فيهم بشكل شخصي و ذلك لبراعتهم الشديدة جدًا في التحكم في أنفسهم و استحضار حالة معينة ما و ايصالها للآخرين غالبًا ما تكون مخالفه لواقعه ، هذا ليس تشكيك في أحد و لكنه مجرد تساؤل جرى في ذهني . فهناك شهوة ما أن يشار لأحدهم بالبنان و خاصة إن كان معتادًا على الأضواء ، أن يكون " ايقونة ما " لبعض المشاعر أو المعاني المطلقة التي من المفترض انها تُكسب الأشياء معناها و لكن مشكلة الأيقونة في نظري هي أن تكون هي مقياس الشئ المطلق فيضيق الواسع !! مثلما حدث مع مارلين منرو لفترة أن كانت أيقونة الجمال و الأنوثة .

ذات مرة في عملي كانت مساعدتي شابة في عمر قريب مني ، و بعد فترة تعمقت علاقتنا و أتت سيرة الأفلام الرومانسية و الأغاني ، فهامت قليلًا في أغنية قفلت لها إني غالبًا ما لا استمع لأغاني عاطفية لسبب ما  . فإستغربت للغاية و قالت لي و لكن هذا "مضر" ليكي !! قلت لها لماذا ؟؟ قالت لي لأن الأغاني تعلم الناس كيف يحبوا و كيف يتكلموا و يقولوا مشاعرهم . قلت لها لأ طبعًا هذا سخف لانه مش من المفترض ان كل الناس بتحب بطريقة واحدة "زي ما الكتاب بيقول " فيه طباع مختلفة للناس فمينفعش الكل يقول نفس الكلام !! نظرت لي غير مقتنعه و قالت : انت يا دكتورة علشان مش بتسمعي الأغاني فعملية كدا و شوية شديدة . قلت لها لأ هو الواحد عملي علشان هو دا طبعي و لكن دا لا يتعارض مع الحب و بعدين انا لا مخطوبة ولا في اي مشروع خطوبة حتى يبقي ليه اقعد اسمع كلام في الهواء لوهم غير موجود ، و بعدين ما انت بتسمعي اهو و مش عارفة تتعاملي مع خطيبك يبقي ازي الحال :D ؟؟ 


كلام تلك الفتاة لا يعنيني منه إلا أنه يرصد لي كيف يفكر قطاع عريض من الفتيات - و أظن الشباب ايضًا - عن تنميط المشاعر عامة و أن "الكل " لابد يكون له اسلوب واحد مستقى من الافلام عن أسلوب و طريقة الحب . هذا يقضي على التنوع الحقيقي الموجود بيننا و يجعل هناك نوع واحد فقط رائج أو مطلوب و الباقي أقل أهمية .
 ليس الجميع مؤهل ليقوم بنفس الدور ( من الفتيات و الفتيان ) فقد يكون الشاب/الفتاة يريد نموذج معين و لكن هو نفسه غير قادر عليه ، من الاخر مش عايش نفسه يعني لكن عايش الدور زي ما بيقولوا و ليس هذا بالضرورة ان يظهر في التصرفات ، فقد يكون عايش الدور في خياله فقط و ينتظر شئ معين بعينه لا يكون غالبًا واقعي .   و هذا ليس مقصورًا على الرغبة في نموذج الممثل/ الممثلة المعينة ... و لكن قد يكون نموذج متَخيل للملتزم/الملتزمة بشكل ظاهري يغفل الجوهر المتباين و مختلف الطباع  عند الناس . و احسب انه من رحمة الله بالعباد انه لم يحدد بدقة تلك الاشياء القلبية و النفسية و العقلية و لكنه حدد شروط عامة جدًا جدًا كأساس سليم و لكن لا يوجد فيها خطأ أو صواب لانه يراعي اختلاف البشر و تنوعهم . 

جورج كلوني و زوجته لا يناسبوا إلا انفسهم و ربما اكتشفوا بعض فترة انهم لم يعودوا يناسبوا بعضهم البعض كما نسمع عن أيقونات أزواج هوليوود ، أشهرهم  توم كروز و نيكول كيدمان  ... ربما يتعلق البعض بتلك النماذج لما يبدوا لنا منها "ظاهريًا " من لباقة و شياكة و ما إلى لك ، و لكن و بصدق وجدت ان هناك دائمًا هالة معينة تحيط بالناس من بعيد و عندما نقترب تكتشف الحقيقة ( التي قد لا تناسبنا و قد تناسبنا ) لكن الهالة ليست مؤشر لأي شئ ... حتى في الحياة قد يبدو زوجان متآلفان و لكن لو تم اخذ كل واحد منهم بشكل نظري مع شريك آخر ربما لتحولت الحياة لجحيم مقيم !!! و قديمًا قيل مثل عبقري " طعام زيد سم لعمر " . 
هل أريد من الفتيات التفكير بهذا الشكل العقلاني ؟ لا ، فلست ممن يريدون صب الناس علي منوال واحد و القضاء علي التنوع المتواجد بيننا . هو فقط مجرد تعليق على حدث استرعى انتباهي و لا شك أنه يؤثر على البعض . 



========================
صورة اخري ترصد بعض مما اقول ... ليس كل ما يلمع ذهبًا 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=709701152451393&set=a.205793679508812.51555.100002345430210&type=1

الأحد، 17 أغسطس 2014

ممن اتبسم لمرورهم في حياتي و لو من بعيد :)

عندي كذا بنت كدا بعتبرهم من بطلاتي المفضلات  ... بطلات بيتألموا ولا يدعوا البطولة و حاسين بالتقصير الدائم ... مش بحب امدح حد من قدامه علشان ميتغرش ولا يتعود علي كدا بس بحب في نفس الوقت اسجل كلمات للزمن ...

البنت دي من اشجع من عرفت من الفتيات ، ربما لم تجمعني بها صداقة عميقة و لكننا من المعارف الطيبين ... كانت تدويناتها يوم فض رابعة العام الماضي مما يضئ لي ظلام هذا اليوم ... و اليوم بعد مرور حوالي عام ، تقع كلماتها في قلبي موضع حسن ..
و هذا ،  ما قالته اليوم

السبت، 2 أغسطس 2014

FB العام الثالث

العام الماضي و حتى تلك اللحظة مررنا بفترة عصيبة ... حدثت أشياء رهيبة لم أكن أتخيل حدوثها . سأحاول أن ادون لك ما حدث بلسان من رأو من الثقات لاني احسب ان سيتم تزوير تلك الفترة ... قدرك عزيزتي قدومك في هذا الوقت العجيب و الحرج من تاريخ منطقتنا . و لكن لا بأس ، تذكري ان الخير في و في امتي و انه ليس اكثر الناس و لو حرصنا بمؤمنين ... أدعو الله بصدق أن تكوني ممن يظل الخير فيهم و أن تكوني من القلة المؤمنة المذكورة . 

و لأعترف لك أيضًا ، قد لا أكون أضفت لنفسي إنجازات مادية ملموسة ، و لكن هناك إضافات نوعية حدثت لي لم أكن لأتعلمها لو لم أولد معك مرة أخرى ... نعم ولدت عدة ولادات ولادة تقليدية وولادة عند وفاة والدتي رحمها الله و جازاها عني كل الخير وولادة عندما تزوجت و تأكدت عندما أنجبتك 
فلقد ودعت الفتاة/الطفلة و جائت الفتاة/الأم !!! 

هو دور مثل بقية الأدوار التي نمارسها في الحياة، يتوتر المرء قليلًا عندم يقبل علي الجديد و لكن طال الوقت ام قصر سيتأقلم معه . 
شهدت بلدنا مذبحة عظيمة ، و إنقلب النظام لاسوأ من أسوأ خيالاتنا ... و لكن ليست تلك نهاية المطاف . كنت يائسة مستسلمة للحتمية المادية ( فللأسف لدي بذور تفكير مادي بشكل قوي و لكن الحمد لله  على نعمة الإسلام الذي جاء ليهذبنا ...  ربما حينما تكبرين قليلًا اروي لك هذا الأمر ) حتى طافت في الأفق الروح الحمساوية . هي تجربة لجيران لنا حرموا من بديهيات الحياة و لكنهم لم يركنوا للمندبة أو للعيش في دور المفعول به و لكنهم أبوا إلا أن يكونوا فاعلين ... 


أحب أن اسجل مشاعري المركبة في تلك اللحظة في حينها حتى و إن قرأتيها فيما بعد .
لا تتوقعي أن تكون الحياة سهلة ... الحياة دون وجود شئ لنتحداه لا معنى لها . 
دور البطولة لا يتأتي كما في الروايات ... و لكن كل فرد في حياتنا هو بطل نفسه و الباقين يتقاطعون منه ... حاولي ان تجعلي تقاطعاتك مع البشر جيدة و تجازين عليها خيرًا .
البطولة الحقيقية هي عند الله ، فتلك الحياة هي الكواليس لحياة حقيقية أكثر أهمية من أن نركز علي أدوار زائفة هنا ثم نفاجئ حينما نخرج للعرض الحقيقي اننا لم نعد العدة له و نخسر خسران مبين ... لا توجد عندما تزاح الستارة ( الموت) فرصة لمراجعة النص ... حياتنا هي لإستذكار الدور الي نريد لعبه في الحياة الحقيقية . 
عليك بالعمل و الأخذ بالأسباب ... وقعت لجيلنا أخطاء كثيرة ، نحاول تلافيها معكم ... قد نصيب في بعض الأشياء و لكن حتمًا سنخطئ في بعضه الآخر ... و لكن مجملًا سيكون جيلكم إن شاء الله افضل ... لا تصدقي المثبطين أو اصحاب الفكر اليوتوبي الذين يظنون انه من الافضل ان نعيش سابقًا ... لكل جيل مصاعبه التي يواجها ( تكاد تكون نفسيًا متشابهه مع المصاعب الأخرى )فكل تطور يحدث يريحنا من جهة و لكنه يخلق فجوة لم نحسب لها حساب نحاول رتقها و هكذا كلما عالجنا مشكلة ظهرت اخرى ... كما قلت لك ليست تلك الحياة الحقيقية . هي مجرد اعداد . 


تعلمت في هذا العام أن أتجاهل قدر الإمكان المشتتات و موجعات النفس حتى أتمكن من الإحتفاظ بها كي لا أصاب بالجنون ...لو ركزت مع كل شئ صغير فلن اتمكن من المواصله و بهذا الطريقة يكونوا هزمونا . لنحاول أن نعرف فكره عامة و لكن لنكمل .. أذكر أنني في الفترة عقب وفاة والدتي كنت امر علي افراح و مآتم كثيرة ... كنت انفعل بشدة في المآتم و انفعل بشدة ايضًا في الافراح . و كانت لي صديقه تصل حد البكاء ثم تقول لي هل ما نمر به طبيعي ؟؟ أم هل جننا ؟؟ قلت لها بعد فترة من تتابع الحزن الشديد و الفرح الغامر ستجدين ان هذه قشرة خارجية من المشاعر اصبحت تغلف القلب و هي رقيقة لاقصى درجة و شديدة الحساسية للمؤثرات و لكن القلب نفسه أصبح مختلف و معزول بتلك الطبقة الرقيقة و ذاهل .. حالة لا يمكن وصفها و لابد من العيش فيها فعلًا و لكن علي كلٍ الحياة ستستمر و لا شئ يدوم الا وجه الله . 


لازلت أتابع الجزء الذي لم أدركه من حياتي معك ... دخلتي عامك الثاني و لم تكوني تنطقي سوى بضع كلمات و ها أنت تخرجي منه و قد أصبح لديك حصيلة جيدة نسبيًا ... من الصدف الجميلة أنني أحاول تعويض ما لم أحفظ من القرآن الكريم و أصبحت انت تلتقطين بدايات السور التي اشغلها دائمًا ... هو شئ سعيد جدًا لي حتى و إن لم يكن نطقك جيد أو سليم و لكنك تحاولين . أحاول أن اجعلك تتعرفي على قصار السور و هذا يؤثر علي وقت حفظي و لكن لا يهم ...إلف القرآن في هذا الزمن شئ مهم . أعرف انك لازلتي صغيرة و لكن البيئة اللأساسية هامة ... عوامل التشتيت حولنا رهيبة فإن لم تكن الجرعة الاساسية في المنزل مركزة قد يتبقي منها شئ بعد التشتيت ... و لكن إن كانت جرعة مخففة لا أظن ان يتبق منها شئ فيما بعد . ألهج بالدعاء للرحمن أن يعينني ووالدك على حمل امانتك ، فأجتهد لأبرك الآن حتي استطيع أن أطالب ببرك فيما بعد . 

تقبلي تلك الهدايا البسيطة ... حتي تتمكني من قراءتها بنفسك و إستيعابها وحدك . 

الخميس، 5 يونيو 2014

فصلت

اللهم لك الحمد
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ... 
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك ... 
الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة .

السبت، 24 مايو 2014

FB بهجة الإنتظار


في البداية، نعتاد علي فعل أشيائنا مع أصدقائنا، ثم نختار أن نتبع ما نريده عكس رغبة من حولنا فنكون بمفردنا لبعض الوقت.
 تعلمت منذ مدة أن استمتع بالإنتظار ... لا أجعله شيئًا سخيفًا يمر ببطىء، و لكن أعلو فوق حييزي الضيق لأرى الآخرين بعين الطائر، لذا؛ لا أمل من الطرق المزدحمة فدائمًا هناك شئ لنتابعه ... هناك مباني متناسقة أو غير متناسقة، أنواع الشجر التي يزهر كل نوع منها في وقت مختلف مع العام (في وقتنا هذا يكون الشجر ذي الورقة المركبة مزهر بزهور حمراء فاقع لونها غاية في الجمال و البهجة ) بحيث يكون هناك دائمًا نوعًا معينًا من الزهور طيلة العام .

عندما تذهب لإستقلال القطار و تأتي مبكرًا فأفضل شئ أن تختار مكان غير مزدحم لتجلس و تراقب . 
القطارات مواصلة جيدة من حيث ان الفوارق طبقية فيها شبه منعدمة . يمكنك رؤية مختلف طبقات البشر بدء من أطفال الشوارع، المجندين الغلابة، ضباط الجيش و الشرطة الرتب، القضاة (في الصباح الباكر)، الأجانب من مختلف الجنسيات، رحلات المسنين، الراهبات، العائلات التي تحوي جميع الأعمار و الأنواع تذهب لقضاء عطلة قصيرة و المحملين بأكياس كثيرة من مختلف الأحجام، الفلاحات القادمات من قراهن لبيع منتجات الريف في أسواق المدينة ( بيض - بط - حمام - جبن قريش و بعض الخضار الموسم ) و التي تحملها غالبًا في شبك و أطباق معدنية كبيرة تسمي ( طشط ) .


تخيرت كرسي ليس بالبعيد ولا بالقريب من رصيفي، و تأملت في وجوه من يحملهم القطار من شتي البقاع للمحطة . تأملت الوجوه و كيف هي ... جاء في خاطري فيديو * قد رأيته منذ فترة عبقري في تصويره لأن كل إنسان هو بطل حياته و يحمل هم معين في لحظه معينة . تخيلت الجمل المكتوبة فوق كل شخص أراه خارج من القطار ... تأملت أنهم أيضًا ابطال لحياتهم مثلما أنا بطلة حياتي ... و تأملت صانع كل هؤلاء البشر و كيف يرزقهم و يعلم ما بدواخلهم و يسبب الأسباب لهم حتى ليتخيل أحدهم أن العالم كله مسخر له أو يعمل لصالحه، قد يكون و قد لا يكون . ألله أعلم . و لكن تدبير أمر كل هؤلاء فوق حصر العقل البشري . جائني خاطر أن هناك من هؤلاء من هو العزيز في قومه، و هناك الذليل و هناك صاحب السطوة، و لكن هم يتساوون في أشياء كثيرة جدًا ... ماذا يميز فرد عن الآخر سوى الإعلام ؟؟ كلهم تقريبًا في نفس معدلات الطول و لديهم نفس المقومات الضئيلة ... لذا من يملك سطوة فوق هؤلاء العاديين حتمًا لابد أن يصاب بلوثة إن لم تتأثر قواه العقلية بشكل أو بآخر . 

السيطرة لها لذتها التي تعتبر من أقوي المشاعر التي يمكن أن تسيطر علي بشري . فنحن نعلم ضعفنا و لكن نتغافل عنه أو حتى ننساه بفعل الروتين فما إن نملك ما قد يُشعرنا أنه قد يعوضنا عن هذا الضعف الإنساني المفطورين عليه يبعث بمشاعر عظيمة قد تهيئ للمرء خطئًا انه استطاع التغلب و تجاوز ضعفه . يحيط نفسه بمظاهر النعيم , و تلفه مظاهر الإعجاب و الغبطة من الآخرين يظن أنه بها سيعلوا و يعلوا و لكنه يعيش في وهم يتحول لحقيقة في عينيه . لا يحتد بصره و ينطفئ هذا الوهم إلا بأول لحظاته في القبر . 

شهوة السيطرة و تجاوز جميع مظاهر الضعف الإنساني و التعلق بنظرات الإعجاب الزائلة من أصعب ما يصيب المرء في عصرنا الحالي ... نسأل الله السلامة . 



---------------------
* رابط الفيديو المذكور في المقال
https://www.youtube.com/watch?v=cDDWvj_q-o8

السبت، 17 مايو 2014

FB أين المفر ؟


عندما أسمع عمن يريد السفر للخارج, و أجده يتلو مميزات العيشة خارجًا في أنه يريد أن يُعامل بشكل آدمي , و يتحدث عن التسهيلات في كل شئ في المعيشة و الحياة عمومًا ... يستوقفني هذا الأمر كثيرًا و اتفكر 

أتفكر في طريقة التفكير التي تتناول الأمور , هل من يردد هذا الكلام فعلًا رأى ما يسوؤه ؟ هل هو مدرك فعلًا لما هي مشكلة البلد التي يعيش فيها ؟؟ أم انه مجرد انسان كسول يريد رغد العيش و الرفاهية بأقل القدر من التعب و المعاناه ... 


طبعًا من حق الجميع أن يعيش عيشة كريمة و يعامل معاملة لائقة , هذه بالطبع بديهيات, و لكن ما أتحدث فيه هي نقطة أخرى سأحاول إيضاحها لأنها دقيقة للغاية و قد لا تبدو منذ الوهلة الأولى ... 


البلد لا تتكون من أناس آخرين غيرنا , البلد ببساطة تتكون منا , كل إنسان - شاء أن أبى - يحمل بداخله كزء من امراض المجتمع الذي يعيش فيه , ببساطة لأنه إن لم يتمكن من مجاراته لتعب للغاية و بدي - كإنسان فضائي - و هناك تجربة إنسانية راقية للغاية عايشتها بجزء كبير من كياني إستنتجت منها أن هناك "قيم" جامعة تكون موجودة في الفضاء الإجتماعي , لم يضعها أحد بعينه و لكنها متركمة بشكل ما , تتمثل في المجموع في لحظة معينه فالقيم مختلفة بإختلاف التجارب التي تمر على المجموع  , بصورة أو بأخرى تختلف شدة تلك القيم بإختلاف الشخصيات و لكن يظل هناك حد أدني من تلك القيم الجامعة عند الأفراد المكونين للتجمع المعين , بالطبع هناك شخصيات مؤثرة و فاعلة إجتماعيًا و يمكننا تسميتها مجازًا بمن يمتلكون الفلسفة الإجتماعية و البوصلة التي تمكنهم من إنتقاد فعل بثقة أو الرضى عن فعل و تقبل الخلافات , و هناك شخصيات تتبني تلك القيم الجديدة عليها لأنها تجدتها قيم جيدة ولا تتعارض مع ثوابتها  , و هناك شخصيات لا تتبني القيم ولكنها تنصاع لها بإنصياع المجموع لها . و إن أتيحت لها الفرصة ستظهر بشخصيتها الحقيقية و لكن الشخصية الإعتبارية للكيان تؤثر عليهم .

الامر له عدة جوانب إيجابية و سلبية , لأنه قد يكون السياق العام فاسد , فسيكون من الافضل أن لا تنصاع  له كليًا و لكن مظهريًا فقط , و لكن إن كان السياق العام كله صالح و انت لازلت تتمسك بعاداتك التي قد تكون فاسدة , فستظهر في اوقات معينة 


 هذا الامر يصلح في الكيانات الصغيرة نوعًا ما , عمل أو مدرسة أو تجمع أصدقاء متوسط العدد , و يصلح بصورة أقل في الشعوب لان عوامل التأثير تكون اكبر من ذلك و لكن الامر قد ينطبق على الشعوب بمجمله . 

لماذا اقول ذلك ؟؟ لأنه ببساطة قد يضجر المرء من سلوك في الناس , و لكن إن فعله هو يتشدق بمبادئ التماس الأعذار أو ما شابه !! الكيل دائمًا يكون بمكيالين ( حلال لي و حرام على غيري ) قد يضجر من عدم الإهتمام في وسيلة ما أو في دقة مواعيد و يجد انه هو نفسه لا يؤدي ما عليه و يتعلل بأعذار لا حد لها , أعلم ان هناك فعلًا مشاكل حقيقية , و لكن يبقي السؤال ... هل فعلًا تلك التعللات هي تعللات حقيقية و يريد أن يؤدي الأداء الافضل , أم أن المرء تتطبع بتلك الطباع و اصبح التعلل جزء من شخصيته  ؟؟ هل لا يجد الرء نفسه حقًا أم أنه ببساطة لم يتعلم فضيلة الصبر ؟؟ فضيلة الصبر من أهم الفضائل و هي المفتاح الأساسي للنجاح الحقيقي مهما ظهرت من نظريات تنمية بشرية و ما شابه ... 

أذكر أن قريبة لنا سافرت لندن ذات مرة ( و العهدة عليها بالطبع فأنا لم اسافر شخصيًا :) ) و قالت لنا أن سلوك الإنجليز أكثر تحضرًا في التعامل مع الزحام !! فتلك المدينة شوارعها ضيقة و العربات تسير ببطئ , هي تسير و لكن ببطئ و لا يتضجر أحد ولا يفتح أحد تنبيه سيارته لانه ببساطة الوضع معلوم للجميع , و بإعتياد المشوار المعين لا يتعلل أحد بالزحام فهو يعرف ان الطريق بطئ و سيأخذ كذا من الوقت و يفعل حسابه على ذلك !! 
لنأتي لتطبيق هذا الامر عندنا 

الحكومة التي لا تعمل ستطالب المواطنين المساكين بسلوك مسلك اللندنيين في التعامل مع الزحام و ان يتعاملوا معه بهدوء دون ضجر كما يفعلون ... و لكن هل فعلًا الحكومة تؤدي ما علينا لتطالب الناس بذلك ؟؟ لا أطن .
بالمقابل , هل لو حاولت الحكومة تأدية ما عليها , هل سيتفهم الناس ذلك ؟؟ أم سيطالبون بعصا سحرية تعالج التراكمات الفاسدة لعدة عقود و لن يطيقوا صبرًا على الحل الحقيقي ؟؟
هل تطبع الناس بطابع الضجر عمال علي بطال , أم أن سلوكهم سيتغير مع تغير الإدارة ؟؟
و هل تؤدي الإدارة ما عليها حقًا كي تطالب الناس بالصبر لحصاد النتائج ؟؟؟ 
اعرف الإجابة و لكن الامر ليس هو موضوع الكلام الذي يشغل صدري و أضيق به . 

لنعود 

عندما يُذكر موضوع السفر للخارج , اتسائل , هل انا مؤهلة أصلًا لهذا العالم او ما نسميه علي سبيل التندر ( كوكب اليابان أو كوكب أي دولة أخرى  ) هل أنا مؤهلة للعيش في هذا الكوكب المختلف عنا بكل فضاؤه و قيمه التي قد افتقد منها كثيرًا - و أعاني منها في المكان الذي ولدت فيه - هل أنا مجرد فم يريد و يريد و يريد و غير قادر علي العطاء ؟؟ أم لابد أن ادفع الثمن أضعاف مضاعفة كي اعيش حياة آدمية ؟؟

المشكلة أني و من يشبهوني ليسوا كثيرين ((حتى لظننت لبعض الوقت ان فكرة زواجي قد تكون دربًا من الخيال العلمي و لكن أحمد لله كثيرًا علي نعمائه )) نحن نجد بعضنا البعض بصعوبة بالغة , فلسنا ننتمي لشئ قد يكون فيه تعازينا أو سلوانا النفسية و يشاركنا أدبيات المظلومية , و الحد الأدني من القيم و الآخلاق للاسف في تجريف مستمر و هناك حد أدني من الوعي الديني الحقيقي الذي قد يكون موجودًا و لكنه هامشيًا عند البعض ... نحن في مجتمع للأسف أصبح يغلب عليه الطابع العلماني؛ بمعني فصل القيم عما يأتيني بالخبز أو عما فيه مصلحتي . ميزة هذا المجتمع الوحيدة هي أنه قد يفاجئك كل حين بمن يجمع الحسنيين و من يشبهوننا , لكن ف يالمجتمعات الخارجية ستظل غريبًا , فالقلة من المسلمين هم من يرتادون الخارج ( أقصد الغرب الاوربي المتقدم و ليس دول الخليج ) و من يخرج يخرج بآفاته العقلية و أزمات المجتمع الإسلامي المأزوم ولا يكون مؤهلًا فعلًا للتعامل مع الحضارة الجديدة , فهو يشيطنها جملةً واحدةً ثم ينكب على الخلافات التي عفى عليها الزمن , طبعًا الا من رحم ربي و هؤلاء ليس من السهل أبدًا إيجادهم أو أن يتصادف أن تتواجد في نفس المدينة التي يسكنون بها .  

من يسافر ممن نعرف يتركنا في غربتنا هنا , و يذهب هو لغربة أخري على أمل أن يجد معاملة آدمية و أن يعيد تأهيل نفسه للتعامل مع المجتمعات الإنسانية الملتزمة الصارمة بكل قيمها الغريبة و الجديدة عليه , قد يدفع الثمن باهظًا جدًا و قد ييسر الله له عمل و صحبة , و لكن سنبقي هناك غصة في حلقه يتجرعها عندما يتذكر أنه ليس واحدًا من افراد هذا المجتمع , و للأسف لم يعد قادرًا علي العيش وسط مجتمع القديم اللا إنساني الذي آتى منه .


يا رب دبر لي فإني لا أحسن التدبير ... 




الأحد، 11 مايو 2014

FB إلي أميرة العزيزة


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إلي الأخت المبجلة النجيبة : أميرة محمد محمد محمد 

                                                            بعد التحية و التقدير / 


سعدت جدًا أنك أصبحتي طبيب نفسي مقيم بمستشفي عباس حلمي الثاني ... كثيرين دخلوا طب و لكن القلة هي من تجمع ما بين موهبة الكتابة , نعم أعلم أنك لازلتي في بداية الطريق , أو لنقل لازلتي تطرقين الباب في أول الطريق , و لكن اعلمي أننا لن نصل إلى مرحلة نستيقظ فجرًا  على صوت الكروان لنكتشف بعد الصلاة أننا أصبحنا "فجأة" مؤهلين للعطاء ... سنظل دائمًا في مرحلة التعلم <====> التعليم في دائرة دائبة لا تنفصل , حالة من التعلم و القاء ما تعلمتيه في اي مكان مؤهل لاستقباله , فلا تنتظري أن تصلي لمرحلة معينة كي تعطي , فالناس يقفون على  مراحل و كل مرحلة تأخذ ممن يسبقها و تعطي لمن هو خلفها كي ننهض جميعًا ,  فلا تحقري أي معروف أيا كان وقته ... 

أذكر قصة روتها لي صاحبة  , أنها لم ترَ قريب لها سوى مرات معدودة في حياتها حوالي 3 مرات , و تحدث معها مرة واحدة فقط , و لكنها تذكره جيدًا , لماذا ؟ لانه في المرة الوحيدة التي تحث معها قال لها كلامًا جميلًا ترك في نفسها اثرًا طيبًا , قد يكون هو نفسه نسي هذا الحوار , و لكن صديقتي لم تنس قط و ترحمت عليه بشدة عند وفاته ... و ما الإنسان الا ذكرى طيبة يتركها في نفوس من تعامل معهم . 


و لا تظني أن هناك مرحلة أهم من أخرى , فالتنظير المجرد مهم , على أن لا ينفصل عن الواقع و يغرق في عالم خاص به , و العمل في الواقع مهم , شريطه عدم التماهي فيه و فقدان البوصلة الأساسية التي من أجلها يقوم كل هذا الواقع و كل العمل ... هي دائمًا مسألة إتزان ... و إدعِ الله دائمًا بقلب صادق أو تصلي إليها , و هوني علي نفسك , فالتقصير و القصور سمت من سماتنا كبشر . 


سأقول لك كما كان يقول المستشارين المحيطين يقولون للفاتح المنتصر عند عودته من المعركة و الجميع يستقبله بالورود و الرياحين : أنت فقط مجرد رجل ... ساقولها لك , أنت مجرد فتاة , و لكني لن أتماهي في التحقير من النفس حتي نصل أن لا نفعل شئ أو لا نعرف مكامن قوانا و ضعفنا , فلنعلم دائمًا مواطن قصورنا , و لكن لنعلم أيضًا ان الله إستخلفنا في المكان الذي وضعنا فيه , و المواهب التي أداها إليها , حتي لو كانت مجرد كلمة محملة بمعني ينفذ للقلوب , فهي أمانة و استخلاف . 

أمس , فكرت في جملتك و أنا اؤدي بعض المهام , و تبسمت لأني أقرا حاليًا في مدرسة فرانكفورت و إيمانهم بضرورة وجود عالم للنفس ليشرح طبيعة الجماهير و يتفهم دوافعهم و لا يقفون موقف المُنَظّر الفوقي , تبسمت لإتجاهك لهذا التخصص الهام . و أرجو ان يوفق الله كل من اوتو نصيبًا من الحكمة أن يتجهوا إليه ... فهو هام للغاية بالفعل . تبسمت لأني تخيلتك تكتبي Text Book و تضعي فيه نظريات ثورية تمامًا , و لكني نبذت فكرة الtext book جانبًا و قلت أنت سوفت تكتبينه بالعربية , و بلغة أدبية سهلة و محببة للنفس , تمزجين فيها الأدب بالعلم بالنظريات بالتأملات ... فسيكون شئ جديد بالفعل لا توصيف سابق له . لا يوجد شئ ببعيد ... العمل و الصبر و بذل الجهد في المكان الصحيح هم المفتايح المعروفة و التي لا يجسر عليها الكثيرين . 


أريدك من خلال عملك الجديد أن تنتهجي منهجين متلازمين , يسيران جنبًا إلي جنب كشريط القطار , و تنتقلي ببراعة بينهما , الاول هو المنهج الاستيعابي , فحاولي أن تتعرفي علي دوافع مريضك و تتعمقي في اسلوبه في تناول الأمور ... تعمق حقيقي و ليس تعمق فوقي , تحاولي ان ترتدي نظارته الشخصية التي يري من خلالها الامور و الحياة . انغمسي فيها انغماسًا دون وجود اي تحيزات مسبقة . سيساعدك هذا الامر في فهمه كإنسان مجرد من كل التحيزات الأيديولوجية , ستعرفين أن كثير من قراراته هي مجرد ردود أفعال لما يحدث له , و للسلسلة و الاسلوب الذي يفكر به . 

المنهج الآخر هو أنك تضعي كل ما توصلتي إليه عند إرتدائك لنظارته في ميزان تحليلي دقيق ( و ليس نقديًا ) لتعرفي ما هي الحلقة الضعيفة الهشة التي لو غيرناها بالفعل لتغير الامر كله , الحلقة تكون في تفكيره , أو في فهمه للأمور ...أو في اي شئ آخر ... إيجاد تلك الحلقة هي ما تميز الطبيب النفسي الناجح و آخر يطبق نظريات سالفة الذكر وضعت في حيز ثقافي آخر بحذافيرها علينا  دون فهم حقيقي لنفسية من هو أمامه ... النماذج السابقة الموضوعه في مدارسة الطب النفسي الغربي تعطينا مؤشرات .. و لكنها ليست كل شئ .  فهناك عوامل كثيرة خاصة بنا , الحاذق هو من يتعرف عليها و يستخرجها كما يُستخرج عرق الذهب من وسط الصخور . 

يمكنك ان تضعي نظريات نقدية فيما بعد "لك انت " علي الورق , لتحللي أفات هذا المجتمع , و لكن لا تواجهي الأفراد المساكين بها , فهم مفعول بهم و مغلوبين علي أمرهم و في حاجة لمساندة و في أضعف حالاتهم و ليسوا فاعلين . انما المناهج النقدية توضع ليتولي الممسكين بدفة الأمور و مقاليد الفعل التغيير الإيجابي , و لانني أعرف ان هذا لن يحدث في مصرنا الحزين في المستقبل القريب , فلتضعيه ليكون منبر استرشادي لمن سيأتي بعدنا ليفهم كيف وصلت الامور لتلك الصورة القاتمة . 


ارجو أن لا اكون قد اطلت عليك عزيزتي ... و اتمني لك الخير كله عاجله و آجله ... دمت برعاية و حفظ من الله .  

السبت، 3 مايو 2014

FB من هواجس المتزوجين حديثًا ...

مقدمة للتمهيد 


يقول لصاحبه و هو في بدايات الحياة الجامعية و حماس الشباب يملؤه , عندما يتحدثون عن طموحات المستقبل : 
ناوي إن شاء الله اتجوز بنت حلوة , تجيب لي عيال حلوين زي عيال الإعلانات اللي تفتح النفس دي ... العيال عزوة بردو و حلو لما يبقي حد اسمه فيه اسمي ,,, صحيح اني تربية المدينة بس اصولنا في البلد عريقة , يعني لما يبقي فيه كفر بحاله اسمه علي اسم جدك بيبقي لك وضعك بردو ...

يريد عليه صاحبه العقلاني  إبن المدينة الخالص : 
و كان جدك بقي فتح عكة علشان يسموا الكفر علي اسمه ؟؟ يابني دي كلها مسميات فارغة . و بعدين مع احترامي يعني في النهاية دا حتة كفر في بلد في الريف ... الحياة فيه متغيرتش يجي من متين سنة . مصر يابني دي كلها علي بعضها كدا من الدول اللي داخلة تصنيف الدول الفاشلة من سنة 2005 , انا اصلا مش ناوي علي جواز و لو حكمت مش هخلف !! أخلف ليه اصلا ؟؟ انت عارف العبيد في امريكا , أغبى شئ كانوا بيعملوه انهم يخلفوا ... بيزودوا القوة العاملة للأغنيا و  الحتمية التاريخية بتقول ان ابن العبد هيفضل عبد و ابن الفلاح هيفضل فلاح ... فيبقي ليه اخلف ؟؟ علشان اورثهم الجنسية العرة دي ولا علشان اورثهم الفشل اللي انا فيه ؟؟ انا مليش عزوة و محدش عامل لي خميرة ولا سايبين لي شقة يعني لازم ابني نفسي من الصفر , و للاسف انت لازم علشان نبقي كويس تبدأ من عشرة مش من الصفر حتي لأن الصفر في مصر مش آدمي ,  احنا ملناش اي قيمة في الدول ... انت جربت تسافر اوروبا كدا ولا امريكا ؟ بتعامل معاملة درجة عاشرة و يجي الاجنبي يتعامل هنا معاملة درجة اولي اعلي من ولاد البلد اصلا ... أنا لو هتجوز هتجوز بت اجنبية و عيالي ياخدو الجنسية و استقر برا بقي و اعيش بني آدم بجد . 


====================================


من تزوج في مصر يحسب أنه تخطى عقبة رهيبة و هي أن يجد نصفه الآخر , و يظن أن عقبات حياته قد إنتهت  , ليفاجئ - بعد وقت طال أم قصر - أنه أمام تحي لم يحب حسبانه أو لنقل أنه لم يدرك أبعاده , و هي عقبة تربية الأبناء في مثل هذا المجتمع المأفون . 


بصراحة شديدة و قبل أن اكمل , أرجو أن لا يتقمص أحدهم دور الناصح أو العليم ببواطن الأمور , ما مر من تجارب تربية لا ينفع في هذا العصر لان الظروف و الأخلاقيات و الإمكانيات تتغير بشكل سريع جدًا ... نعم قد نكون صغارًا أو حديثي السن و لكن صدقًا ليس دور الناصح هو الدور المنشود , ما ننشده هو الإنصات بعمق و الحديث بشكل إيجابي لا تسفيه مشاكل الآخرين .  


نعم . فالمجتمعات لا تتربي في حينها و لكن يظهر تأثير الظروف الإجتماعية علينا بعد 15-20 عام . فنحن نتاح تربية عصر من منتصف الثمانينات لمنتصف التسعينات . لم تكن السماوات مفتوحه كما هي اليوم , لست ضد الإنفتاح و لكن لابد ان يواكبه تطور في منظومة المفاهيم لتوازن هذا الإنفتاح ... و لكن الإنفتاح دون بنية قوية يعتبر كارثة حقيقية ... هل اؤمن بالحتمية ؟؟ بالطبع لا , فهناك دائمًا المتمرين الذين يقفون لهذه الحتمية و يثورون عليها , و لكني هنا لا اعني القلة الموجودة دائمًا و لكني اقصد السواد الأعضم الذي يبني الدول ... للاسف السواد الأعظم في طريقه للإنحدار علي كافة الأصعدة . 

هل هذه بيئة صالحة لتربية الأبناء ؟؟ 

هل هناك ما يسمى بالقيم الجمعية التي تجمع الناس في مجتمعنا أم أصبحنا مجرد تجمعات منفصلة يجاهد كل فصيل منها ان يجد قوت يومه ليتمكن من البقاء علي قيد الحياة و فقط ؟؟ أصبحت الأخلاق شئ تقابله بالصدفة لو دعت لك الحاجة في ساعة رضا . لكنه لم يعد الاساس في العلاقات للاسف . 

هناك عدة معضلات تواجهنا و لابد من الدراية بها لنتعامل معها . 

العزل الصحي :
يقول البعض أنه يريد التحرر من قبضة الدولة و سيربي أبناؤه بنفسه و لن يجعلهم يذهبون للمدارس , حسنًا , قد يكون الحل نظريًا جيدًا و لكن هناك مشكلات عديدة تجابه هذا الامر , و هو الإنفصال الكامل عن مجتمع مفروض علينا و هو الأغلبية شئنا أم ابينا ... كما أن الإنعزال التام له سلبياته التي ينبغي إدراكها للتعامل معها , لسنا نمتلك القوام الإقتصادي الذي يجعلنا قادرين علي اقامة دورة حياة كاملة بمعزل عن الدولة ( مواصلات - بيوت - اماكن ترفيه و انشطة و رياضة - تعليم و ثقافة و أعلام و فن - تعليم و اخيرًا حياة اجتماعية و زواج و ابناء نستطيع التكفل بهم و شغل وقتهم 100% ) أقرب نموذج يفعل ذلك هو مسيحيو مصر , و لكنهم لا يزالوا يتعاملون بشكل أو بآخر في اطار الدولة , تمارس عليهم ضغوط و يحاولوا ان يمارسوا عليها ضغوط و ذلك لوجود بعض نقاط القوة و التخويف المتبادل . لن نتمكن من فعل ذلك في الوقت الراهن , لست ضد هذا الإتجاه بالتأكيد و أتمني له النجاخ و الشيوع من كل قلبي و لكنه علي الصعيد الشخصي غير متوافر لدي ...


الكفاءة الفائقة 
يُقصد أن يكون المرء مؤهل فوق امكانيات مجتمعه و لا يستطيع مفارقته في الوقت ذاته . أكثر من رايتهم يواجهون تلك المعضلة هن صديقاتي المثقفات في صعيد مصر , هن أغلب من الغلب , لأن إمكانيات الصعيد اصلا معدمة و مُهمش منذ فترة طويلة و لا يزال ... و الفتيات ليس في مقدور جميعهن السفر للعمل و البقاء وحدهن في القاهرة أو مدن الفرص بوجه عام . و هن لا يجدن من هو مؤهل لهن في محيطهن الضيق كي يتزوجنه . فهن لا يمكنهن تغيير واقعهن و لا يمكنهن في الوقت نفسه تركه :( 
يحدث هذا ايضًا عندما يكون الشخص مهذب للغاية او علي خلق يتعامل مع سفلة الخلق , يظن ان اكرامه سوف يجعله طيع له و في الحقيقة ان سفلة الناس لا يتفاهمون الا منطق القوة , لو اديتهم علي دماغهم سيحترموك و هذا عكس الانسان السوي الأصيل الذي يلين بالحسنى و يأسره المعروف . صدمة تعامل النظاف بشدة مع مجتمع قذر تكون مأساويه , فالحل ان يكون الإحترام بحساب , و وضع الأخلاق و التعامل بها مع من يستحقها . فالأسماك لا تعيش في المياة المعقمة . ما هو القدر المناسب للتعامل الصحي ؟؟؟ للاسف هذا امر تقديري بحت و لا يمكن الإتفاق عليه . 


- الإحباط الوجودي و التنازل عن القيم : 
في المجتمعات الفاسدة مثل مجتمعنا , لا يكون تقلد المناصب لمن هو كفئ و لكن لمن يكون له محسوبيه أو من يدفع رشوى , و كلاهما يودي بالمصلحة العامة للجحيم . فيبذل المرء قصارى جهده ثم لا يجد في ا لنهاية أي تقدير لموهبته أو لأي شئ حقيقي يتميز به . فيشعر انه بلا معني لأنه لا يجد متنفس له ليمارس كفائته الإنساية ... و يكون مطالب في الوقت ذاته ليتماهي مع تلك المنظومات الفاسدة بتسكين جزء من ضميره لتمرير بعض الفساد كي يستطيع ان يترقي أو حتي أن يجد لنفسه مكان ليعمل . أو ان يظل مهمش طيله عمره ولا يكون هناك اي استفاده حقيقية من مجهوده . كيف يمكنني أن اتعامل مع ابني/ إبنتي المجتهد/ة إن جد و تعب و رتب و طلع من أوائل دفعته و لم يعين كمعيد فقط لأن مجلس ادارة القسم يريد تعيين إبن الدكتور/ة فلان/ة مكانه ؟؟ 


هذه بعض من الأسئلة التي وجدتها تشغل بال كثيرين ممن لديهم طفل واحد , هناك من لا يريدون اطفال من الأساس لأنهم يرونه تحدي غير مجدي في النهاية , و الأفضل ان استمتع بحياتي انا و لا أضيعها علي آخرين لن يردو الجميل او قد يقتلون فقط هكذا  ...  هناك من يقول اننا سننقرض , و هناك من يرد عليه و يقول انه لا يضيره الإنقراض طالما اننا سنموت , فماذا يهمني بعد موتي و لماذا اكترث لتلك الحياة القاحلة القاتلة اصلا ؟؟ هناك من يقول ان هذا استسلام معيب للأقدار و انه لا يصح ان نفكر هكذا ... فليس معني فشلنا هو أن ابناؤنا سيفشلون بالتبعيه ... الأسئلة كثيرة و الهواجس لا حد لها و فوجئت أنها تشغل بال الكثيرين علي كافة المستويات !!! 

أرجو أن يكون النقاش و التعليقات بناءه , فأول طرق علاج المشكلة هو التشخيص الجيد و التوصيف السليم للمشكلة . 

حيرة دائمة

دائمًا ما أمتلك المعاني و أعجز عن كتابتها , اشعر أني اقترب من قصة قصيرة لا تترجم أبدًا لكلمات , فالقصص القصيرة لها نصان , نص مكتوب و نص نفسي ... دائمًا لدي الثاني و يعجز الأول عن أداء مهمته ...  دائمًا ما تأخذني الفكرة , و أسبح معاها و تطيرني رياحها الهوجاء , فلا أكمل السباحة في هدوء ولا أتمكن من إستغلال الهواء لأصل لوجهتي بسرعة ... لأظل في حيرة أزلية

هي كالجواد الجامح ... و الكاتب الماهر من يستطيع قيادة هذا الجواد , ليصل بمهارة لما يريد  ...