الأحد، 29 ديسمبر 2013

عن الحب ...


الحديث عن الحب عمومًا من الأحاديث التي تطرب النفس ... هي من التجارب التي يكون فيها  المرء بطلها , لا يكون مجرد جزء من قصة كبيرة قد لا يكون محورها الاساسي , و لكن سمته هو القصص الصغيرة فهو أمر ذاتي تمامًا , اعتقد ان هذا سبب من اسباب ميل الانسان لذلك , فلا أحد يحب ان يكون مجرد كومبارس دائمًا أو جندي مجهول طوال الوقت في قصة  الإنسانية الكبيرة ... 


أحسب أن الأشخاص ذوي الطبيعة العقلانية حبهم اعمق من العاطفيين  , لأن حبهم لا يكون مبني علي عاطفة هوجاء فقط  تتأثر بالإنفعالات كثيرًا , قد يكونوا اقل صخبًا و قدرة في التعبير عن حبهم و حاجتهم إليه , و لكنهم الأعمق دومًا في الإحساس و التأثر به . 

الخميس، 26 ديسمبر 2013

ليس جبنًا


نحن في مجتمعات متذررة , كل فرد ذرة مستقلة لا يجد بجانبه جماعة تهتم بأمره .... ربما كنا أفضل حظًا من الغرب الذي يعاي من هدم منظومة الأسرة , و عوضًا عن ذلك تولت الدولة ان تحفظ الأمن لنسلك كمواطنين السلوك المتمدن بعيدًا عن العصبيات .

كيف سيكون الحال إن سلكنا سلوكًا متمدينًا و تخلينا عن العصبيات  الجماعات طواعية و لكن سلكت الدولة سلوك القبيلة الفاسدة التي تعادينا من أجل مصالحها ؟؟ نحن مستضعفون بشدة .

المواجهة غير متكافئة شئنا أم أبينا , و لن نستطيع على مستوي الافراد العزل فعل أي شئ , خاصة بعد ما أثبتت الكيانات التي تتخطي و تعلوا علي مستوي الأفراد و تستفيد من قوة عمل أفرادها غباء منقطع النظير في التقدير و الإدارة و  في كل شئ الحقيقة . اليأس ليس خيانة كما يشيع المتحمسون الشرفاء . أعذرهم لانه فعليًا لا يوجد حل آخر ولا يريدوا الإعتراف بالكارثة التي أصبحنا نواجهها .

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

حرية القرار - قصة قصيرة



بعد مراجعه حياتي وجدت أني لم اقرر اي شئ فيها بحق !!
ما الذي كانت لي حريه في اختياره ؟ هل نوعي , ام بلدي , ام اهلي , ام حتي اسمي و تاريخ ميلادي ... فجأة وجدت نفسي ها هنا دون اي قرار مني في ان اوجد . 

حتي ما اختار من كليات او عمل او ما الي ذلك , كله توهم اختيار و لكنه ليس اختيارًا حقيقيًا 
اذاكر ولا اعلم ما هي النتيجة  التي ساحصل عليها , و اقدم علي كليات ولا اعلم ما الكليةالتي سأدخلها !!! حتي بعد التخرج غير معروف ما هو العمل و من هم الناس الذين ساقابلهم ... ربما كان قرار الاصدقاء و الزواج قراران مبنيان علي اختياراتنا و و لكن ان تأملنا الغالبية العظمي مما نحيا نجد اننا مفعولًا به لا فاعل 

الأحد، 22 ديسمبر 2013

ذكريات الطفولة


إنتشرت مجموعة تتحدث عن ذكريات الطفولة , و أحببت أتحدث عنها و لكننا للاسف تعلمنا أن الحديث عن النفس ليس شئ محمود , و رغم تغييري لاشياء تربيت عليها و لكني لم أنجح في تغيير هذا الامر ... إذن لأتحدث لنفسي فلا أعتقد ان ذكرياتي تهم احد غيري :)

ما هي ذكريات طفولتي ... ممم آآآآآآآه

السبت، 21 ديسمبر 2013

FB قواعد العشق الأربعون - بناء المفاهيم

في المقال الماضي ذكرت ما لم يرق لي من أفكار تخللت الرواية الجميلة , فليس معني نقدي لشئ أني رفضته 100% , بشكل عام اتمني أن تزال تلك النظرة , فكرة الرؤية الحدية للشئ , فإما ان تكون بيضاء ناصعه أو سوداء مهببة . في الحقيقة و حولنا لا توجد الثنائيات بمثل هذا الوضوح و تلك المباشرة ... الجمال عمومًا مهم , و جُبِلت النفس السوية على حبه و الميل إليه , فما يخاطب الوجدان أنفذ و أقدر أن يصل إلينا من الافكار المجردة الصماء , لكل سحره و جمهوره على العموم و لكني أتكلم في أن الشريحة الأعرض هى التي تتأثر بالفنون عمومًا .


الخميس، 19 ديسمبر 2013

هل حان الوقت ؟؟ قصة قصيرة


في ليلة باردة من ليالِ ديسمبر , في فترة الحكم التي كانت تأتي فيها الكهرباء نادرًا ...  كان الليل ثقيلًا و الهدوء قاتل , كان الهواء يحك الستارة فيجعل اضواء السيارات التي تمر بين الحين و الآخر تتسلل ببطئ لسقف الصالة التي هي بجوار غرفة نومي , مع صوت صفير الرياح الذي يمر عبر الشباك الموضد , شعرت بشئ غريب ... هل حانت ساعة الرحيل حقًا كما يحدثني قلبي ؟

هل سافرت قبل ذلك ؟؟ هل مررت باللحظة التي تمر على المنزل كله لتري هل نسيت نور لم تطفئه قبل ان تغادر و تغلق الباب ؟؟ هل تفقدت محبس الماء و الغاز ؟؟ اللحظة التي تحمل أمتعتك و تستقل وسيلة المواصلات و تخلف منزلك خلفك لحظة فارقة جدًا لانها تفصل بين زمنين في حياتك ... لقت شعرت بهذا الامر و لكن علي مستوي الحياة ... انني سأترك تلك الحياة التي هي اصلا عبارة عن محطة في محظات وجودنا الأبدي ... لن استقل تلك المرة حافلة او طائرة و لكني سأترك جسدي الذي رافقني طوال تلك الرحلة ...

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

FB قواعد العشق الأربعون - نقد الأفكار

أثارت تلك الرواية ضجة في اوساط اصدقائي , و كان الغالبية تحكي و تتحاكي عنها و عن اسلوبها الجميل قررت قرائتها بدافع الفضول أولًا رغم عدم ميلي للأدب عمومًا 

بمنتهي الصراحة و الحياد , الاسلوب الأدبي يجبرك علي متابعتها , رغم عدد صفحاتها الكبير نسبيًا الا انني فعلا لم استطع الفكاك منها ... و هذا هو السبب الوحيد الذي جعلني اعطيها 3 نجوم . لماذا ؟؟ لأني لست أنتمي لمدرسة الفن للفن فقط . الافكار التي تحملها القصة أهم عندي من أي شئ آخر . 


لان الافكار هي الأهم دومًا ... هي اللبنة الأولى التي ينبني عليها أي فعل , ربما كنت أستطيع إستخراج الأفكار بصورة "خام " عن ما هي مكتوبة ... فالفكرة لا توجد غالبًا في صورتها الخام , كما هو الحال مع المعادن في الطبيعة , بل دائمًا تحاط بصخور و أشياء تخفي حقيقتها , كذلك الأفكار , لا توجد دائمًا في صورتها الخام ... 

إشكالية هذا الامر و دقته , أنه قد لا تتوافر دائمًا العوامل التي تخرج تلك الأفكار لصورتها الخام , و لكنها إن وجدت فهي تسبب مشاكل كثيرة و قد لا يجب ان توجد كل العوامل حتي تخرج الفكرة لتظهر بشكل ساطع , يمكن ان تتبدي الفكرة بشكل شائب و هو شئ غير محمود ايضًا ... خاصة فيما يتعلق بفكرة العقيدة و هي من أخطر الأفكار على الإطلاق ... 

فعندما أتتبع الأفكار , لا أتتبعها و أكتفي بها في صورتها المجملة و المحاطة بأشياء كثيرة , و لكني أتتبعها في خامها حتي تكبر , فالأفكار كالأطفال , لا تظل علي حالها و لكنها تكتسب بمرور الوقت شكلًا جديدًا , فالجهد الذي تبذله العقول حولها هو ما يشكلها في صورتها النهائية ... و هو شئ صعب التحكم فيه ... 

أتفهم بدقة أنه لكل عصر أصنامه التي يعبدها الناس من دون الله , و تحتاج لتكسير دائمًا , و لكن لا يجب أثناء هدم تلك الأصنام أن أهدم المظلة الأساسية التي تحيط بنا ... هذا شئ دقيق لا يوفق الكثيرين في صياغته ... صورت الكاتبة شمس التبريزي بالذاته أنه يريد أن يكسر اللأصنام و لكنه يكسر المظلة الأساسية التي لا بد أن لا يخرج عنها أي مسلم يعرف عقيدته جيدًا ... و لكني لا أعيب عليه فلم اقرأ عن شمس التبريزي ما يكفي , و لكن ما وصلني عنه هو ما كتبته الرواية ها كنا , و هذه الكتابات تعكس النظرة التي ينظر بها الكاتب للشئ الذي يكتب عنه , ولا تمثل الحقيقة نفسها ... خاصة ان كاتبي القصص يرون انه لا يجب ان يلتزموا بالتاريخ لانهم ليسوا رواه تاريخ و يتركون لخيالهم العنان ... بشكل عام هناك صورة كلاسيكية نوعًا ما وصلتنا عن هؤلاء غذتها كتابات قديمة للبعض و فقط . لا أعتقد أن هناك كاتب معاصر جلس مع درويش حقيقي ليخبره أدق أسراره النفسيه . ما نراه هي الصورة التي نريد أن نراها لا ما كانت بالفعل . 

لا أتفق مع افكار كثيرة جدًا جائت في القصة ... خاصة فيما يتعلق بالذات الإلهية ( تعالى جل جلاله عما يصفون ) 
ربما لن يستوعب الجزء القادم إلا من قرأ الرواية نفسها , لأني أستشهد و أنتقد أجزاء ذكرت فيها  
أختلف ايضًا في انه كان يسلم علي كل الأولياء من كل الديانات فلابد من الترفع علي تلك المسمميات التافهه !!! للاسف قد يتم تمرير رؤيه معينة حديثة نسبيًا للكاتب علي لسان شخصية قديمة فيتم التأصيل لها تاريخيًا ... إذن ما الداع في ان اعتنق دين معين و اتقيد بقيوده دون ديانة اخري إن كان الجميع متساوون ؟؟ 

اختلف تماما عندمة طرد التلميذ عن رفقته عندما لم يطيعه في شرب الخمر !!! قد يطلب المرء اختبارات قاسية و لكنها لا تدخل في طور الكبائر ... ثم لي عنق الحقيقة و مقولة انه لم ينفذ مجرد انه يخاف من نظرة الناس له و هذا شئ لابد ن تركه !!! للاسف هذا تسطيح للامر عرف الناس ليس دائمًا من الشجاعة تكسيره كي يحصل المرء علي الخلاص ... كما لا ا تفق أيضُا علي فكرة ان يحضر جلال الدين الخمر له , هل طاعة شمس مقدمة علي طاعة الله و هو من لعن الخمر و ليست الخمر فحسب بل تاجرها و بائعها و حتي حاملها ؟؟ 


فكرة الألم و المعاناة الواجبة لمعرفة و الاقتراب من الله المستوحاه من الفلسفة المسيحية واضحة جدًا ... يمكن ان تعرف الله بدون تلك الافكار . بل ان معرفه الله هي ما تجعلك تتغلب علي الألم و المعاناه و ليس العكس . 


فكرة ان يمنح الأولياء البركة فكرة سخيفة هي الأخري و تتعارض معنا تمامًا , الاولياء ما هم الا عبيد من عباد الله لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا ,,, فكيف تكون لبركتهم أثر أو شئ هام ؟؟ هذا ليس فهمًا حقيقيًا صلبًا للإسلام ... هناك رؤية اخري ان مد الله علي عمري و آتاني حكمة من لدنه و شاء الله قد اعرضها 


لم المح الروح الإسلامية فيها أو لعلها كاتبة تريد ان تسوق الرواية للجميع بثقافتهم , فلفظ الصلاة عندنا هو خاص بما نفعله في الخمس اوقات و ما اقره الله , لكن الصلاة في كل الديانات الآخري هي ما نسميه عندنا ( الدعاء ) و هذا يجعلني اشعر ان الجو ليس جو اسلامي خالص و لكنها مكتوبة لثقافة مغايرة عن ثقافتنا .كلمة خلقنا الله علي صورته ليست من ثقافتنا هكذا بل هي كلمة توراتية . 

* عندما يدخل العاشق الحانة تصبح تصبح محرابه , و لكن عندما يدخل شارب الخمر نفس الغرفة تصبح حانه ... لا اعتقد ان الفعل او الحق يعرف بالرجال , و لكن الرجال تعرف بالحق , هذا الامر مدمر تمامًا ... اعلم ان الامر ليس بهذه الحدية و لكن الفكرة الاساسية نفسها لا ينبني عليها خير قط . . فليس الفعل لأنه يصدر من شخص معين يصبح حسن و ربك رب قلوب !!! 

*نحن لا نتحد مع الله اتحادًا تامًا ص 269 هناك مسافة ... انا ضد فكرة وحدة الوجود !

*إن المبادئ و القيود الدينية مهمة , و لكن لا ينبغي ان تتحول لمحرمات !!! نعم اعلم ان الاسماك لا تعيش في المياة المعقمة و لكن هناك آثام ان وطئت روحك يتوصمها للابد و لن تبرأ منها , ولا يجب ان توغل فيها و لكن يكفي ان تعرفها ظاهررًا لعل الزنا يأتي علي رأس تلك الآثام ... هذا خلط للباطل مع الحق :( لا يجب ان تسيطر علينا شهوة اننا نطهار لا نتدنس , فعلا و لكن لا يجب ان نتدنس لنكسر تلك الشهوة !!! نحن ببساطة محاطين بالدنس من كل جانب لو استطعنا اجتناب ما نواجه فقط لكان هذا خيرًا كثيرًا 

مهما كانت العقيدة الدينية التي تعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة . لو لم تكن عقيدتي جيدة لماذا اعتنقها اذن ؟؟


لا انكر ان تحيزاتي تطغي و هو شئ جيد ان اكون واعية بيه عن أن انكرة و يكون ظاهرًا رغم عني , لانه لا يوجد شخص في الحقيقة بدون تحيزات ... 


كل ما يمكنني قوله , انهم لم يعرفوا الله حقًا , لم يعرفوه !!

============================

إن شاء الله سأحاول في الجزء الثاني التعرض للفكرة التي يتم اغفالها و محاولة لتسليط الضوء عليها ... فالأفكار لا تواجه إلا بأفكار اقوى . 
أدعو الله ان يلهمني بأفكار من لدنه ولا ينضب قلمي

الأحد، 15 ديسمبر 2013

لماذا يختفي اي شئ من حياتنا ؟؟


الموضوع قد يكون له علاقة بالصداقة , بالجمال , الحب , الدفئ , أو أي شئ آخر حتي يصل لماذا لا يوجد محتوي عربي محترم على النت  ... هي سنة كونية / قانون مادي طبيعي و لكني احب كثيرًا إستخدام لفظ سنة كونية ...

===========

أي علاقة في الدنيا لابد لها من طرفين .... يريد طرف شئ من الطرف الآخر . و قد يبحث طويلًا عن الشئ/الطرف الآخر و لا يجده ... و يشكو من انهيار الذوق و ضياع الخير من هذا العالم الكئيب ...

==========

أذكر تجربة طريفة قام بها عازف كمان عالمي , كان يحضر له المشاهير من كل الدول و حفلاته كانت غالية جدًا ... فكر في ان يعزف في محطة مترو نفس مقطوعاته التي يحتفي بها الجميع ...
ماذا كانت النتيجة ؟؟

السبت، 14 ديسمبر 2013

بداية الشتاء

    المفترض ان اليوم بارد... يقال أن درجة الحرارة 8 مئوية .. و كما هي عادة المصرريين لا يدعون أي شئ يمر مرور الكرام و لابد من تعليق , تريقة , قلشة , رسم كاريكاتيري , حوار فوتوشوب , المهم الا يدعوا فرصة الا يسخروا .. و أمس الخميس ليلًا و فجر الجمعة 13- ديسمبر 2013 كانوا فعلا باردين ... و كان هناك برقو رعد و أمطار غزيرة بالإسكندرية و أيضًا القاهرة . كما أنها أثلجت في القاهرة المناطق الصحراوية ( الرحاب و مدينتي ) و كالعادة أحب التأمل من بعيد إن لم يكن لدي شئ أضيفه أو اشعر به . 

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

جرعة مكثفة


ذلك أن الأشياء الجميلة اصبحت عزيزة في وقتنا الراهن ....


========================
دخلت عليهم فوجدت قناة المجد للقرآن الكريم , و قالت لي جدتها ... هي لا تريد ولا تسمح لأحد ان يحول القناة !!! و إن اراد جدها ان يسمع الاخبار لابد ان يشغل لها قرآن علي المحمول تي يكون هناك بديل ... و مع ذلك تصيح حتى تعود القناة .

كنت أقلق كثيرًا على ابنتي عندما تخرج من المنزل ... لان بيت أجدادها معتادين علي ترك التلفاز يعمل دائمًا ... و هو شئ ليس بالصحي للاطفال الصغار , كما اني لا احبذ برامج الاطفال الا في اضيق الحدود و لأوقات معينة ... اشغل لها القرآن اغلب الوقت في المنزل دائمًا ...  لأني اعلم ان تلك هي المرحلة الوحيدة التي يمكنني التحكم فيها و بعد ذلك سوف تنطلق و لن يكون لها حافظ سوى الله ...  فاقول انه ل استطيع التحكم في كل شئ, و سأحاول اصلاح ما يحدث بتكثيف المجهود في المنزل ...

ما قالته لي جدتها كان سارًا و مفرحًا لدرجة عظيمة لي :)
تكثيف الجرعة أتى بثمار و لو علي الاقل في تلك المرحلة ... يا رب احفظ ابتني من كل سوء , آخذ بالاسباب قدر الامكان و لكني لا اتحكم في اي شئ و لا املك سوى دعائك بحفظها .
اللهم اتم نعمتك علي و علي ذريتي و أهلي و رفاقي . 

الأحد، 8 ديسمبر 2013

الاقران لا يجتمعون


عندما أذهب لأي فعاليه فكرية , قد استفيد موضوع كامل يكون جديدًا علي , و قد يكون الاسلوب ليس بالقوي او الشائق , و لكن حتمًا لابد أن اخرج بشئ جديد , و هذا يكفيني للغاية , لانه ان مر علي يوم لم اعرف فيه شيئًا جديدًا فلم اكتسب شئ ذي قيمة , مهما كان الانسان عاقل و حكيم فهو بحاجة دائمًا لتنشيط عقله , و فوق كل ي علم عليم دائمًا ...

حضرت اليوم ندوة في علم الحديث , و لكني خرجت منها بشئ أعتقد انه يكفيني من تلك المحاضرة إن لم أكن قد خرجت منها بشئ آخر ... فقد قال لنا الدكتور اثناء الشرح , أن هناك أقران معاصرين و أنه قد يروي أحدهم عن الآخر ... و قال لنا انه هتلاقيها كتير ان الاقران لابد ان يكونوا علي خلاف ... هذه طبيعة النفس البشرية حتي لو كانوا صحابه ... لم يعفي منها احد سوى الانبياء و الرسل ...

تذكرت هذا الامر و تبسمت , وجدت انه فعلا هناك فجوات في التعامل و تنافر يحدث ما بين الاقران , بين الاصدقاء و حتي في الفرق الثقافية , هناك مسافة ما ( تزيد او تقل ) لابد ان يحتفظ بها الحاذق الذكي كي يستطيع التعامل بأقل الخسائر مع الجميع , او يتجنب الخسارة ان جاز لنا التعبير ... وجدته كثيرًا حولي فتبسمت , تلك هي اذن من فطرات البشر التي فطر الله الناس عليها ,,, ربما كانت هذه من حكم الله لعماره الكون حتي لا يتجمع الجميع في بوتقه واحدة بل يسيروا في الارض لاختلافهم ( انهم لم يتحملوا العمل معًا فليبحث إذن كل فرد عن نفسه في نشاط /فن/عمل/مجال مختلف . :)


==========

وَمَا رَوَى كُلُّ قَرِينٍ عَنْ أَخِهْ *** مُدَبَّجٌ فَاعْرِفْهُ حَقَاً وَانْتَخِهْ

و من للي طلعت بيه بردو ان كلمة : أنتخة كلمة فصحي :D
و معناها إفتخر به 

السبت، 7 ديسمبر 2013

جمال الأماكن الخفي


كلما امتعض أحدهم من القاهرة بالذات تبسمت , أشعر أني حقًا محظوظة , فلم تتح للجميع مثلي فرصة ان يحب مدينة مثل القاهرة مثلي , يخبر اسرارها و يعرف مفتاحها ليتمتع بها , لا يشترط ان تقع في حب ممدينة مثالية , القاهرة مثل البشر بها عيوب و بها مميزات , و تكاد تكون عيوبها الصعبة مقابلة لمميزاتها ... تجمع كل المتناقضات و مناسبة جدًا لتكون أيقونة لعصرنا الحالي بكل التضاد الذي تحمله بين طياتها ... اعترف انه ربما ابعدني الله عنها خلال الاعوام القليلة الماضية , فاصبحت عيني عين سائح لديه حنين . ربما لأكتب عنها تدوينة بالتفصيل تصف مدي عشقي لها و كيف اني كسرت حينما بعدت عنها بدون اي مبالغة . 

لابد أن يكون هناك سبب ما لترتبط بالمكان , قد يكون الجمال الظاهري يجذب عين السائح الذي لم يعتده و يألفه , و قد يكون وجود شخص تحبه فيه , و قد تكون امضيت أوقاتًا طيبة من حياتك "خاصة في بدء الحياة حيث ذكريات الطفولة و الصبا " , هذا يطفي بعدًا خاصًا على المكان , و يكون ذاتي أكثر ... بالإضافة للاسباب السابقة , هناك سبب خاص بي , و هو ما لم اجد له اي تفسير فأطلقت عليه "روح المكان " هناك أماكن بعينها اقع في حبها فور مروري عليها ... حتى و إن لم تكن جميلة أو امضيت بها أي وقت ولا ذكريات لي فيها , و لا يوجد لي فيها اي اقارب ... و علي العكس هناك أماكن اشعر بضيق شديد فيها , حتي و إن كانت جميلة ,   لم تألفها روحي لسبب لا أدريه !!!

من الأماكن التي لم أحبها البتة , مدينة الرحاب , و قرى الساحل الشمالي , شعرت بغصة منها و ثقل لا ادر سببه , رغم الجمال الظاهري الذي تتمتع به تلك المناطق .

لي أمنية ان اطوف كل مدينة من مدن مصر , و لكن اعتقد ان التشوية الذي حدث في كل المحافظات اصاب قلبي بالغصة الشديدة ...

فعلا تلك ايام عجيبة , ربنا يعديها علي خير و باقل الخسائر الممكنة




الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

بين كيدزانيا و زوجات صغيرات


قرأت عند صديقة حكايتها مع مدينة العاب "كيدزانيا "
و كان هذا كلامها :
فكرة المدينة هي أن تتيح للأطفال عالم موازي لعالم الكبار، هو عالم رأسمالي بامتياز ؛يقوم الطفل من سن 3 سنوات بمحاكاة حرف الكبار و صناعتهم، فتصنع لك عالماً منعزلاً كاملاً بكل تفاصيله حتي السماء يرسمها ويغلف بها سطح المدينة لتبدو كمدينة حقيقية وليس مجرد جدران، بها شجر صناعيا وأرصفة ..وإلخيتعين علي الطفل منذ دخولها الذهاب إلي بنك CIB ليحصل علي النقود (فلوس متوهمة زي فلوس بنك الحظ كده ) لتبدأ رحلته وجولته داخل المدينة، التحدي الذي يواجه هو أن يحصل علي أكبر قدر من النقود ويستمتع أكبر قدر من المتعة والاستفادة وله فرصة الحصول علي لعبة من المحل في نهاية جولته بقدر ما جمعه من أموال.فيقوم بمحاكاة عدة خدمات يحصل في مقابلها علي أموال مثل المطافيء فيقوموا بالشرح لهم كيفية إطفاء الحريق وإرتداء زي رجال المطافيء ويركبوا عربة المطافيء و بالفعل يذهبون لإطفاء حريق مصطنع في فندق داخل المدينة، وكذلك هناك بوليس وبالفعل يتواجد سجن بعد القبض علي المحدد القبض عليه يذهبون به للسجن ،

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

جامعة القاهرة


كم اشتاق لأيام ما كنت طالبة في جامعة القاهرة سواء في ميدان النهضة او في قصر العيني
موقع كليتي الرائع المطل علي النيل , انهيها لأسير بطول كورنيش النيل في اجمل منطقة في مصر , جاردن سيتي حتي التحرير , اسدين قصر النيل , حديقة النيل التي كانت لا تزال جديدة و كنت اذهب اليها مع الصديقات ... كان جميلًا هي و حديقة ام كلثوم و ليست مثل الان .
عادت لي ذكريات عمر مضي 2001-2002 عندما امضيت اول عام في كلية علوم ,تذكرت هذا عندما رايت بطولة الاجيال الجديدة الموجودين فيها .
يا الله .. كم كبرنا !! 

الأحد، 1 ديسمبر 2013

FB مشكلتي مع ما يسمى بالطرح الإجتماعي الثوري

لدي مشكلة مع الطرح الإجتماعي الذي يزعم أن يكون ثوريًا في عدة محاور:


-  التغييرات الإجتماعية عمومًا تغييرات بطيئة ,و ما يأتى سريعًا فيها يذهب سريعًا , لانه قد يكون مبني على تأثر انفعالي عاطفي عابر لا تأثر عقلاني عميق حقيقي مستمر ,  أيضًا لأنها هذا النوع من التغييرات لا يتحكم فيه محدد واحد أو عدة محددات يسهل التحكم فيه , علي العكس , عدد المحددات و المؤثرات التي تتحكم في هذا الأمر تكاد تكون غير محدودة ولا يمكن التحكم فيها بشكل كامل . كل ما يمكننا فعله هو محاولة دراسة ما يمكننا فعله و ترك الباقي التفاعل يأخذ مجراه و لكن نحاول تقييمه و تصويبه دائمًا إن إعتراه خلل . 


السبت، 30 نوفمبر 2013

الحب الأخوى 2- هند و د. محمد أبو زيد


تختلف تلك الحكاية في أني قريبة كثيرًا من طرفيها , كما ان المفقود فيها الأخ و ليست الأخت , كما أن الأمر اخف وطأه لان الأخ لم يزل علي قيد الحياة ...
لكنا لسنا نقيم هنا ما هي التجربة الأصعب قدر ما احب ان القي الضوء علي تميز تلك العلاقة الأخوية ...

عرفت هند في ظروف غريبة دون ترتيب , و كعادتي في الصداقات لا تنمو سريعًا و لكنها تأخذ وقتها حتي تكبر و تزهر و تثمر ... و شاء الله أن اقترب منها و من عائلتها , تعلمت منها الكثير فهي نموذج يختلف عني كثيرًا و ازعم أنها كانت اكثر صبرًا مني كي تقدح شرارة الصداقة الأولى ...
لأن هذا العالم صغير , فقد كنت أعرف أخاها منذ عام 2008 من خلال التدوين , كان صاحب مدونة دكتور حر , و لكن لم أربط تلك المعلومة بأن هذا الدكتور هو أخو هند الا عندما عرفت بنبأ إعتقاله و من مدون آخر هو عصفور المدينة و هو يعرفه بشخصه و أشهد له بحسن اللسان و دماثة الخلق علي ما ظهر لي .  

كنا نتناقش كثيرًا نقاشات حادة في جدوى البقاء في جماعة عفي علي قادتها الزمن , و لكنا كنا نحتفظ بخط رفيع كان يقوى مع الوقت لنضج خلافاتنا ... كانت تذكر لي أن أخاها الأكبر ( الذي تكن له معزة خاصة فهو أب روحي لها و علمها الكثير بعد وفاة والدها رحمه الله ) يظل فقط في الجماعة في شقها الدعوي لكنه مختلف معها كثيرًا سياسيًا , فما يفعله هو فقط تحفيظ القرآن للأطفال في المسجد .

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الحب الأخوى 1- أسماء و د. عمار البلتاجي


اؤمن أن الحب له عوامل كثيرة منها العقلية و منها خارج حسابات العقل . و في النهاية مقابلة الشخص المناسب هو شئ قدري بحت ... طبعًا تزيد نسبة الملائمة لما نملك إختيارهم ... فالصداقة و الزواج هما  من ضمن العلاقات التي نملك معها إختيارًا , بعكس الأهل و الجيران الذين نولد و نجدهم حولنا مفروضين علينا , و هكذا زملاء العمل المفروض عليك التعامل معهم . لذا ليس كل من نقابل في حياتنا مفترض ان نألفهم و نحبهم بحق , لا يتنافى ذلك مع التعامل بأخلاق مع الجميع . و لكني أعني أنه هناك مستوي أعلى من الالفة و الإحساس تجاه البعض ولا نملك ان نتحكم فيه .

لذا أعتقد أن الإحسان إلي الأهل وودهم كان من الفرائض علينا حتي تستقيم الحياة , و ليس متروكًا للإختيار و الراحة فقط ... فلا يكون الود فقط من نصيب الاشخاص الأكثر تألقًا إجتماعيًا أو من يملكون "كاريزما " حيث تجمع الجميع حولهم , و يكون هناك خواء و نبذ للبعض الآخر الفقير من الناحية الإجتماعية علي الجانب الآخر . و هذا يمكننا ملاحظته فهناك أشخاص أكثر قدرة علي تكوين علاقات إجتماعية و لديهم اصدقاء كثير و سهلي المعشر و يحبهم الناس بسرعة و هناك من يعانون في تكوين صداقات جيدة و حقيقية .

أظن أنها من نعم الله أن يكون الوسط الذي وجدت نفسك فيه ( الأهل ) يوجد به من يتلائم معك روحيًا . هو شئ ليس متوافرًا للجميع و رأيت مؤخرًا نموذج لأنواع من الحب لم يتحدث عنها الكثيرين لانها لا تتوافر بكثرة حولنا و لا يخضع الأمر لإجتهاد في البحث , فإما ان يكون موجودًا أو لا .

ما أتحدث عنه هنا هو الحب الأخوي , خاصة بين نوعين مختلفين ( أخ و أخت ) كشفت لي الأزمة الإنسانية التي حدثت مؤخرًا معادن اكثر من رائعة لم أكن اتصور وجودها .

هناك من سعدت بأن رزقني الله بأن مررت في حياتهم , من ضمنهم الأخوين أسماء و د.عمار البلتاجي . و أيضًا هند و د. محمد أبو زيد . و كنت أقرب للأخيرين لذا فسأدخر الحديث عنهما لاحقًا .


نحسب أن أسماء إستشهدت يوم فض رابعة الوحشي يوم 14-أغسطس-2013 و عرفت من الحالات التي يكتبها عمار بعدها بفترة كيف كانت علاقتهما معًا . مررت في حياتهم مرور الكرام , أول مرة شاهدتهما لا أنساها , كانت زميلة تظن أن عمار خطب و أنها خطيبته!! ثم عرفت فيما بعد أنها أخته , لتتخيلوا كيف كان التعامل يفيض رقة و عذوبة و إجلال لدرجة أن تظن تلك الزميلة و تهمس لي بكونها - خطأ - خطيبته !! لسنا معتادين علي هذا الأسلوب بين الإخوة و الأخوات .

لم نتعامل الا بشكل عابر للأسف , و ساهم في البعد أكثر إبتلائي بالغربة ... و لكن عندما تصفحت تاريخ الصداقة علي الفيس وجدت كم كانت رقيقة رحمها الله , هنأتني بمولد إبنتي , و ارسلت لي محاضرات مهمة في التربية !!! كم كانت خلوقة و تتخير هداياها و تحاول ان تكون مفيدة . رحمها الله و رضي عنها و أرضي عنها ... لله الحمد قدر الله لي أن تكون متواجدة في القاهرة و صليت عليها صلاة الجنازة كانت مهيبة للغاية و مليئة بالحزن .

عرفت درجة انفطار قلب أخاها مما يكتبه . هو رابط الجأش و يعبر عن وجده بطريقة غاية في الرقي و الصبر , يذكرها و كيف كانت ذكية دراسيًا و متفوقة و دمثة الخلق , كيف كانت صوامة و قوامة , كيف كان لديها فكرها الأنضج منه علي حد قوله , كيف كانا يتبادلا الحديث معًا في غرفتهما , و كيف أنه كان مقصرًا معها و كانت ترعاه و تشعر به حتى دون حديث .
اشعر بحزنه حتي و إن لم يكتب مباشرة عنها , أتلمس اوجاعه من تلك الصورة البيضاء التي اصبح يضعها كصورة رمزية له , لم يعد يتفاعل كما كان السابق مع الآخرين , ليس كبرًا و لكن وجعًا و ألمًا و لأن الدنيا هانت لديه . أعتقد أنه أصبح يكتب ويوجه حالاته لفئة قليلة و ليست العامة لان ليس الكثيرين يمكن أن يصلهم وجعه .
من اصعب الأشياء علي الرجل الحر أن يصاب في نساؤه . كن أم أو أخت أو زوجه ... و رغم قلة تعاملي مع تلك الأسرة الا انه علي قلتها , لك شعرت بدماثة الخلق و حياء هذا الشخص . من تعامل معي يعرف أني أجيد الحكم علي الشخصيات جيدًا .

سانقل بعض مما كتبه علي صفحته الخاصة , و التي جعلها فقط للاصدقاء و اشرف أن اكون من ضمنهم , لكنه قال ان حقوق الطبع غير محفوظة , علي أيه حال لن يأتي هنا إلا من ساقه قدره و ليست هي الا صفحة شبه خاصة :)

الخميس، 21 نوفمبر 2013

عن عمره فيما أفناه



هذا سيكون من الأسئلة الاساسية التي سنسئل عنها عند موتنا ... 

استرعت انتباهي تلك الورقة لمن نحتسبه بإذن الله شهيد 

ورقة من مفكرة من نحتسبه شهيد محمود سعيد 


لأعترف , لست مفتونة بما يقولون انهم شهداء , فأحب إنزال الناس مواضعها , و ليس لأن فلان توفي فقد تحول لولي من أولياء الله لا أنظر للأمور هكذا خاصة أني اقتربت ممن يقولون عنهم "عظماء " كثر و وجدت أن كل الناس ( عادي ) و لكن المجهود الذي يبذله المرء هو ما يختلف من شخص لآخر , و النية و هي الأمر الأهم لانها علاقة خاصة جدًا بين العبد و ربه هي ما تعطي قيمة حقيقية للعمل , إن صلحت فصلح و إن سائت فسيقال له اذهب لمن توجهت له بنيتك و إطلب منه المقابل .

أمر جد خطير . هذا الشاب عمل حساب لهذا السؤال و أعد له عدته . انا اغبطه حقًا , و لله الحمد أني توصلت لتلك الورقة الغالية حتي احذو حذوها , فجزاك الله كل الخير اخي الذي لم اعرف عنه الا إسمه و جعل تحفيزي و عملي و تقسيم وقتي في ميزان حسناته :)

إن شاء الله احاول ان اطبق هذا الأمر بما يناسبني و ظروفي لأحقق اقصى إستفادة ممكن من الوقت , فهو من ضمن النعم المغبون فيها كثير من الناس ( الصحة و الفراغ ) 

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

لنقلب في الدفاتر القديمة ... لنري هل من رصيد منسي نمتلكه ؟؟


منذ أن كنت في المرحلة الثانوية إعتدت علي الإستقلال , أي نعم هي تجربة صعبة للغاية و لكنها تصقل الشخصية تمامًا

 فأصبحت ارتاد ما أريد بمفردي و أناجي ربي , حتى يأذن الله لي بصحبة صالحة , كان لهذا فائدة عظيمة أن لا أعطي للاشخاص أكبر من حجمهم , فكنت أختنق من نموذج الفتيات اللائي يردن صحبة حتي في الذهاب للحمام !!! يخضن دائمًا لرغبة أقواهن شخصية حتي و إن كان هذا ضد رغباتها الخاصة , و طبعًا هذا النمط من العلاقات يضيع علي المرء أن ينفتح و يتعرف علي آفاق جديدة خارج تلك الصحبة الضيقة .

أخذت اقلب في دفاتري القديمة لأتذكر الروح القوية التي كنت اسير بها في الحياة . إعتدت تدوين يومياتي - بشكل موسمي - منذ أن كنت في الصف الخامس الإبتدائي ( لم يخبرني أحد ان افعل ذلك ولا اتذكر لماذا كنت افعل ذلك ) و لكني أحتفظت بالاوراق منذ الصف الثاني الإعدادي .

 عندما قلبت في دفتر عام الثانوية العامة , لا ادري و لكني استحضرت نفس الروح و الإحساس الذي كتبت به تلك المذكرات !! يا إلهي , هل من الممكن ان تفعل الكلمات بنا ذلك ؟ ان تعيدنا لنفس الإحساس و الشعور حتي و إن مرت أعوام كثيرة تناهز العقد الكامل من الزمن ؟؟
المشاعر لا يتم إعادة انتاجها لكننا فقط نذكرها , فنحن نتذكر أننا تعذبنا أو تألمنا , فرحنا أو سعدنا , لكن الالم نفسه لا يعود ... و هذا من رحمة الله بنا فإن تكرر نفس الألم في كل مرة نتذكر فيها ذكرى الألم لمتنا تعبًا !! أحزن كثيرًا لفراق أمي و لكني نفس غصة الألم الأولي و هول الصدمة لا يعود . نذكر اللحظة و لكن التجربة الشعورية نفسها لا نمر بها ثانيًا .

و لكن هل أبالغ إن قلت أن الكتابة أعادتني لحافة قريبة جدًا من الإحساس الذي مررت به يومًا ما ؟؟ شعرت و أنا أفر دفاتر الأعوام التي دونت فيها ذكريات الأيام خاصة الثانوية العامة و ما يليها في الكلية كيف كانت تلك الفترة . و تأملت طويلًا ... كيف سيكون كتابنا الذي ندعو الله ان نلقاه بيميننا إن شاء الله , و كيف سيذكرنا بأدق تفاصيل حياتنا التي مرت بنا يومًا ما و غفلنا عنها في زحمة الأحداث و الحياة ؟؟ نسأل الله العفو و العافية و الستر من كل سوء و الرحمة من هول هذا اليوم .

لم ننشأ في أسرة عميقة التدين , فلم ندرس الفقة و الشريعة و لكننا كنا حريصين علي التدين و الأخلاق القويمة , و اذكر حرص ابي علي تعليمي و تحفيظي القرآن الكريم في سن مبكرة , و كانت لدي ذاكرة هائلة حين إذ . و لكن واكب تلك الذاكرة شخصية عنيدة بغباء اضاعت علي سنواتي الذهبية في الحفظ . فما حفظته في تلك الفترة يكن ان اذكره دون اي مراجعة في اي وقت .

أول عام ختمت فيه القرآن بمفردي في رمضان كان الصف الثاني الإعدادي , لازلت أحتفظ بالنوتة التي دونت فيها الأجزاء والأيام المقابلة و كيف كنت أختم كل يوم قدر معين . :) لم يتابعني احد كنت مع نفسي و فقط

أذكر أني في الصف الاول الجامعي ( بعد إعدادي ) أني قرأت حديث علي باب المسجد لو أكن قد قرأته من قبل , و ما معناه ان البقرة و آل عمران يأتيان كغمامتين يشفعان لصاحبها يوم القيامة . استوقفني هذا الحديث كثيرًا , و قررت بعد فترة أن ابدأ حفظ البقرة و آل عمران , لم أجد مقارئة تعجبني في شبرا حيث اسكن , و تعرفت علي مقرأة جامع الحصري بالدقي , و التي تبعد مسافة ساعة كاملة بالمواصلات ،  فقررت الإلتحاق بها !!

كل ما يسمع أحد عن ذلك ( و ليس والدي رفع الله قدرهما ) يقول ليه , مكنش فيه حتة قريبة يعني , المواصلات , تعب الكلية , مش عارف ايه ... لم أكن أعير الأمر شئ , و لكن عندما بحثت في صديقاتي وجدت واحدة يمكنها ان توافقني علي هذا الجنون و تسكن بالقرب مني , و كان أهلها يعيبون عليها كثيرًا تأخرها في الدرس , فقلت لها ان ترد عليهم بقولها , لو كان التأخير في الكلية لما تضجرتم , و كانت هي تعود بعد هذا الوقت   في دروس الثانوية العامة , اوليس القرأن و السعي له اولي من تلك الدراسة الزائلة التي مقابلها هو درجات فقط ؟؟؟ فكان اهلها يقولون لها لا تتحدثي مع تلك الفتاة مرة أخري !!!
اكملت البقرة بالفعل و آل عمرنا في اقل من عام , و سمعت البقرة كاملة علي محفظتي , و لكن لم يمهلني الوقت كي اسمع آل عمران , فلقت رسبت في مادة و انتقلت للعام الذي يليه قفلت لأجعل الحفظ في وقت الآجازة فقط , كنت مخطئة لان الرسوب لم يكن خطأ دراسي و لكن لسبب آخر . و عندما بدأت في أجازة نصف العام كانت المقرأة تم غلقها من قبل بلدنا المصون .

كان هذا في عام 2003 :)
مرت عشر سنوات كاملة ...
تسائلت , لماذا لا أعود لأكمل المسير في هذا الطريق , قد هداني الله و ايقنت اني سأحاسب وحدي و لن يغني عني احد , لا صحبة ولا غيره , فلأبدأ بنفسي و لأحمس انا الصحبة كما أفعل دائمًا فيمن أعرف . و إن لم أجد فلا بأس

و لله الحمد ان خلق لي هذه الأداه الرائعة ( المدونات ) كي اذكر نفسي و اتابع تقدمي كل فترة .

عملت حصر بالسور التي احفظها و الأيات التي لا احفظها بشكل مبدئي , فوجئت أن عدد السورالتي أحفظها من القرآن اكثر مما لا احفظه ( 69- 45 ) !!!
 هذا أعطاني حماس جميل لأكمل هذا الأمر ... أنوي بعون الله و توفيقه أن اضع جدولين متوازيين , جدول لمراجعة المحفوظ و التثبت منه , و جدول لحفظ الجديد , لن اتعجل شئ , و لأعطي كل شئ وقته كي يكون الاساس متين و لتنبت شجرتي عالية ثابته , هدفي الاساسي ان يكون القرآن معي حتي اتلوه في قبري يؤنس وحدتي و يرتقي بي حيث لا ينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم .

سيكون اليوم هو بداية حجر الاساس . و ان شاء الله اتابع تقدمي كل فترة في هذا الامر . اعانني الله ووقفني دائمًا لما يحب و يرضى .



الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الجمعة صباحًا


إعتدت علي العمل " طواعية " يوم الجمعة صباحًا , صحيح أنه فرصة للأجازة الاسبوعية و لكن من أجمل ان تسير في الشوارع نهارًا بدون إزدحام . الوجه الحقيقي للقاهرة و الذي أعشقه فيها يظهر بتجلي في تلك الأوقات النادرة .

ما أجمل مسجد السلطن حسن  ما حوله في هذا الوقت , ميزة الأحياء القديمة انها متجاورة , يمكنك تخطيها سيرًا على الأقدام ... أمر علي وسط البلد , اتخيل كأني عدت بالزمن  للوراء و كأنني اركب كارته و ليس اوتوبيسًا , يستبدل عقلي مكان العمارات الحديثة عمارات آخري قديمة , اتصور كيف كانت حديقة الازبكية ذات يوم بِركه , كيف تختفي تلك الكباري , و كيف كانت منطقة الحلمية من المناطق الراقية , " الخليفة " هل كان الخليفة العباسي في العصر العباسي الثاني يقطن في تلك المنطقة !! سبحان الباقي ,  أثر الرقي البائد يعكس و تكاد تتنسم عبقه البائد كما تري عجوز وسيم , تعرف من بقايا الجمال انها كانت فاتنة ذات يوم . و لكن الدوام لله وحده .

أحاول أن اعود للمنزل مبكرًا قبل صلاة الجمعة , و اثناء الإنتظار أثر في بشدة لقطة بسيطة ... امرأة يبدو من اسلوب ملبسها توسط الحال , تسير بإبنتها و تحث الخطي كي تلحق بقرآن الجمعة في مسجد السلطان حسن , اتأمل و اسرح في وجه الإسدال الصغير القصير السائر بجوار أمها , و اتأمل , كيف هي الذكريات التي تحفرها الأم في وجدان إبنتها ؟؟ هل ستقول يومًا انها كانت معتادة علي الصلاة في مسجد رائع المعمار مثل هذا :) كيف ستتذكر تلك الأيام بعد اعوام ؟؟ لم ار مسجد السلطان حسن الا بعد تخرجي من الكلية , و مع ذلك يشكل هو و عدة مساجد قاهرية عتيقة أخرى انماط مختلفة من الجمال .  كلٌ يعبر عن حقبته و له مذاقه .

و قد لا تفكر في اي شئ مما اقوله و انظر لها بهذا القلب , ربما كان روتينًا عاديًا اعتادته يوم الجمعة , تفعله بروتينيه و لا تفكر فيه . و لكن عامة الإنسان لا يفتقد ال روتينيات الا بعد تغير هذا الروتين ينتبه لكم كانت حياته غنية و جميلة يومًا .